هضبة الجولان
[align=justify]
هضبة الجولان
وسط مناخ متوسطي ـ نهضي جبلي، متأثر بهواء غربي رطب تتربع الجولان على امتداد الحدود الفلسطينية السورية، بمساحة 1800كم2 محاطة بجبل الشيخ وواردي الرقاد شرقاً، وادي اليرموك جنوباُ وبأقدام جروف هضبة الجولان ونهر الاردن ..وبحيرة طبرية وفلسطين غرباً..سطحها حجري بازلتي تتخلله منبسطات تتسع جنوباً وتنحدر نحو الغرب والجنوب الغربي..وتبرز فوق هضبتها مخاريط بركانية، شرقاً تاخذ شكل سلسلة جبلية متصلة تعرف بجبال الجولان.
هضبة الجولان
منطقة خالية من الأنهار والينابيع المهمة، باستثناء ينبوع واحد في أقصى الجنوب، مياهها حارة معدنية يتم تصريفها للمتوسط أكثر من 63مليون م3 ...
يتفجر فيها الكثير من الينابيع على امتداد سطح التماس، تعد ثروة الجولان من المياه وإحدى اهم مسائل الخلاف العربي الاسرائيلي.ينتمي ترابها إلى مجموعة قرب بقاع شرق البحر المتوسط بنية اللونغنية بالاحجار، عرضة للانجراف المائي في الشمال والشمال الشرقي.15% من مساحتها مغطاة بالأحراج وأشجار البلوط ..
سكان هضبة الجولان أحفاد قبائل عربية ــ يعود إعمارها إلى العهد الكنعاني، استمر عبر العهود الآرامية واليونانية والرومانية البيزنطية فالعربية الإسلامية..تسكنها حالياً عشائر الفضل و النعيم .. تعتبر ممراً بين سورية وفلسطين يقيم فيها تجمعات سكانية هامة..تغلب عليها حياة الرعي والترحال، أغلب قراها الجوبية يغلب عليها الريفية.
بدأ فن العمران الحديث بالبروز أواخر القرن التاسع عشر، سكنها العثمانيون والشركس عقب الاحتلال الروسي للقفقاس..يعمل معظمهم بالزراعة..واستوطنها التركمان واليوروك في أغلب قراها على الطريق الممتدة بين القنيطرة وفلسطين.
مطلع القرن العشرين ازداد عدد السكان، فازدهرت ونمت الحياة بالقنيطرة لتصبح عقدة مواصلات بين سورية وفلسطين ولبنان الجنوبي..ونتيجة احتلال فلسطين وقيام الكيان الصهيوني وتدفق أفواج النازحين إلى الجولان بدأ النمو السكاني يتضاعف لتتحول هضبة الجولان إلى منطقة مواجهة عسكرية..
دمر الاحتلال قرابة 110 قرية بما فيها مدينة القنيطرة، حيث دمرها المحتلل قبل خروجه منها عام 1973 ليقيمبالمقابل نحو 40 مستوطنة تضم 17.000 مستوطن صهيوني عام 2000 بعد تهجير 135.000 نسمة من أبناء الجولان..لم يبقى منهم سوى 16.000 ..
كان يرتبط الجولان بطرق مواصلات جيدة بالداخل السوري، توقف إبان احتلالها، كان له علاقات مع فلسطين قبل 1948..هذه العلاقات الاستراتيجية كانت موضع نزاع بين الممالك والقوى الحاكمة، كان الجولان من أجزاء المملكة الفرعونية حيث كان هناك اتفاق مصري ـ حثي ــ ـ ثم دخل في مرحلة الآراميين حتى غزو الآشوريين لاقليم باشان/حوران الجولان/بعدها خضع الجولان للفرس في القرن الخامس ق.م ثم وقع في يد الاحتلال اليوناني والسلوقي ثم الروماني فالبيزنطي الذي ظهر معه الغساسنة العرب حلفاء بيزنطة في نزاعها مع الفرس والمناذرة..الجولان كان ابرز مناطق انتشارهم ونفوذهم..حتى الفتح العربي الإسلامي عام 636 م..وقيام الدولة الأموية فالعباسية حتى العهد العثماني عام 1517..قام العثمانيون بإنشاء مراكز حماية للتجارة والمواصلات على طريق دمشق ـ فلسطين..بسقوط سورية بيد الفرنسيين رسمت على هامش الجولان الغربي حدود دولية أدت لفصله عن فلسطين 1923.أصبح وحدة إدارية سورية فمحافظة حتى احتلال عام 1967.
ضمت حدود الجولان مع فلسطين بعد النكبة واتفاقية 1949أربع مناطق منزوعة السلاح، كان الجيش السوري قد حررها من الغزو الصهيوني..وهي واقعة غرب الحدود الدولية لعام 1923..وهي قطاع بانياس وقطاع الحولة ثم قطاع شريط طبرية قطاع الحمة..تعرضت لاعتداءات اسرائيلية متكررة واحتلت اسرائيل أجزاء منها انتهت بالغزو الاسرائيلي للجولان واحتلاله في 5/6/1967 وصولاً لخطوط تقسيم المياه ووادي الرقاد الجنوبي في الشرق..لتقام المستوطنات الصهيونية على الأرض العربية، ويهجر السكان الأصليون بالقوة، وبعد اندلاع حرب تشرين في عام 1973 تم تحرير القنيطرة وقرى الحميدية والقحطانية وبئر العجم والبريقية والرفيد ..بقيت اسرائيل متمسكة بالجولان واستمرت في تدمير المراكز العمرانية العربية وإزالة القرى الجولانية على غرار القنيطرة التي أُزيلت من الوجود واستلمها السوريون خراباً..
في عام 1981 أصدرت حكومة الاحتلال بضم الجولان إليها، تم رفض هذا القرار من سكانه الاصليين، واصدر المواطنون
السوريون فيها"الوثيقة الوطنية" رفضوا فيها الاحتلال والضم والهوية الاسرائيلية..كما أن مجلس الأمن رفض هذا القرار واعتبره باطلاً..وعطل الفيتو الامريكي قرار المجلس..
بقي الجولان محور مفاوضات السلام مقابل الأرض بين سورية واسرائيل منذ المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط في مدريد عام 1991 ..ولم يتوصل أي من الفريقين لنتيجة إيجابية، وتعطلت المفاوضات في عام 2000 م ,,ليفتح ملف الجولان من جديد بإصدار دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة قرار بسيادة اسرائيل على الجولان.. [/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|