وها قد عدت ل" بين النهرين"
" بين " هذا الظرف الذي ابتدأت به نصك مشيرا إلى طبيعة أخرى غير النهرين...
تسكنك الطبيعة رشيد.. فكأننا إن اشتقنا لها وجدناها فيك، في كلماتك وأحرفك.. لا يمكن ان نجد لك نصا لا تذكر فيه شيئا طبعيا فتنشأ علاقة الحب بينك وبين الطبيعة حتى ينطبق عليك قول نزار:
وما بين حب , وحب
أحبك أنت
وما بين واحدة ودعتنى
وواحدة سوف تأتى
أفتش عنك هنا وهناك
كأن الزمان الوحيد
زمانك أنت
كأن جميع الوعود
تصب بعينيك أنت
فكيف أفسر هذا الشعور
الذى يعترينى صباح مساء
وكيف تمرين بالبال
مثل الحمامة
هكذا حال الشعراء... لا يمكن ان يحب المرء دون أن يكون عاشقا مولعا بالطبيعة أولا..
يكاد يا سيدي يختفي الزمن الماضي من نصك فأنت رغم أفول الشمس ظلت حركتك مع الطبيعة مستمرة...(يعيش الحلم،تزهر الروابي، أصول أجول، أسرح، امرح، أنهل، أعيش، أهيم، أرتع، أرتمي تهدهدني، أستفيق، أنسى، أنام، أصحو....)كل هذه الأفعال توحي بنشاط لا ينضب زرعه جمال الطبيعة بدءا من موعد الأصيل إلى عيشك لما بين النهرين..
يا أستاذي دمت متألقا ومبدعا