التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,838
عدد  مرات الظهور : 162,280,998

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مجتمع نور الأدب > شرفة البوح وبيت العائلة النورأدبية > المطبخ ثقافة وصحة وحضارة > علم التغذية وقاموس الفيتامينات والحمية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10 / 01 / 2008, 20 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
وفاء النجار
ضيف
 


Lightbulb علم التغذية (1)

[frame="15 98"]


الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي


الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى




تشمل الحبوب كل من الشعير والقمح والذرة، وتكتسي نفس الأهمية من الناحية الغذائية، كما تدخل في إطار التنوع والتكامل الغذائي. والحبوب هي الأًصل في التغذية بالنسبة للإنسان وليست اللحوم، كما قد يزعم الطب الحديث. ولم تظهر الأمراض المزمنة المستعصية على العلاج الطبي إلا مؤخرا، لما اختل ميزان التغذية، وكان هذا الاختلال أن بطل الناس الحبوب، وأصبحوا يتغذوا على اللحوم. والرجوع إلى الحبوب ربما يعود بالأمور إلى أصلها، والأكيد أن لا علاج مع التمادي في عدم احترام ميزان التغذية. وربما يكون العلاج أحسن بالنسبة للذين أصيبوا بهذه الأمراض، لو يرجعوا للنظام الغذائي السليم، الذي يرتكز على الحبوب وزيت الزيتون والفواكه وكذلك بعض الخضر.
وتناول الشعير ضروري للجسم لكن الناس يهملونه، وكذلك تناول الذرة، لكن الذرة البلدية المحلية وليست الذرة المستوردة، والذرة تستهلك كما تستهلك الحبوب، أي إما على شكل خبز أو حساء أو كسكس. ولا يقبل استهلاك الذرة المشوية على شكل بوب كورن. أما بالنسبة للمصابين بأمراض مزمنة، فالشعير هو المادة الوحيدة التي توافق كل الأمراض، ما عدا المصابين بإسهال سيلياك. أما أصحاب السكري والسرطان فالشعير يصبح من الضروريات التي تساعد على عدم تقدم المرض.
والشعير يستهلك على عدة أشكال، إما خبز مخمر، أو كسكس، أو حساء مع الحليب والسمن، أو الزبدة البلدية الطبيعية، أو لمن لا يجد هذه المواد زيت الزيتون. ونلاحظ أن النظام الغذائي، الذي كان يتبعه أجدادنا يوافق النظام السليم في التغذية. ونلاحظ كذلك أن ظهور الأنيميا أو نقص في الفايتمينات و الأملاح المعدنية، لم يكن معروفا بتاتا من قبل. ويرجع ذلك لتنوع الأغذية وتكاملها. والشعير قد يستهلك مع لبن الخض - اللبن المخمر- وهي أسمى وجبة غذائية في علم الحمية، ويطلق عليها اسم السيكوك في المغرب، ولا ندري من أين أتى هذا المصطلح رغم بحثنا في الموضوع. والسيكوك هو كسكس الشعير المطهي بالبخار بنفس الطريقة التي يحضر بها الكسكس العادي، لكن عوض المرق، يصب عليه لبن الخض المخمر ويؤكل. وهي الوجبة التي كانت أكثر استهلاكا في السنة، لأنها موسمية وتكون في فصل الربيع وبداية فصل الصيف حيث يكثر اللبن، وتمتد الفترة من شهر مارس تقريبا إلى شهر يوليوز، وفي هذه الفترة تكون الحرارة مرتفعة، ويكون العمل شاقا، لأنه فصل الاعتناء بالحقول وجمع الغلة، ويحتاج الناس إلى منعشات ومغذيات في نفس الوقت، وهو ما كانوا يجدونه في وجبة السيكوك.
ونفس الأشكال كانت تستهلك عليها الذرة البلدية، التي كانت تسد حاجة جل سكان البادية، واستهلاك الذرة كان يبدأ من شهر شتنبر إلى شهر ابريل، بعده يبدأ استهلاك الشعير، والذرة كانت طعام المؤنة في البادية، وكذلك الشعير، والمؤنة هي إطعام الشغالين في الحقول أثناء موسم الحصاد على الخصوص، لما كانت تستعمل اليد العاملة بدل الآلات الفلاحية، ولم يكن معروفا طعام غير وجبة السيكوك، وغالبا ما يكون بالذرة، وفي غياب الذرة يستعمل الشعير. واستهلاك الذرة بالنسبة للأطفال كان جاريا وعاديا. ولذلك لم تكن الأمراض المترتبة عن التغذية كالأنيميا والسيلياك والحساسية ونقص النمو ونقص التركيز معروفة. والذرة تحتوي على عوامل النمو بالنسبة للأطفال، وهناك مكونات غذائية للطفل لا يمكن الاستغناء عنها.
ولم تعد جودة القمح كما يعلمها الناس، أو كما قد ينصح بها بعض المهتمين بالتغذية الطبيعية. فالبلدان العربية على الخصوص تستورد القمح بنوعيه الطري والصلب، ويعتبر القمح الصلب أعلى درجة من القمح الطري، وترتفع نسبة البروتينات بالقمح الصلب بالمقارنة مع القمح الطري، بينما يرتفع النشا في هذا الأخير. والقمح يستهلك لأن لا غنى عنه، وجودة القمح المستورد ليست عالية، ولذلك نتحفظ عن استخراج نبتة القمح من هذا النوع من القمح. ويجب ألا يكون هناك تسرع لأن هذا التسرع هو الذي أدى إلى بعض الكوارث، ومنها الضجة التي أحدثها الاسبانخ كمصدر للحديد، حتى بلغ الأمر إلى بعض الكرتونات للأطفال في السينما، لحت الأطفال على تناول الإسبانخ، ولو نصحوا الناس بتناول البطاطا الحلوة لكان أحسن. ولو كان القمح طبيعيا كما كان من قبل، لنصحنا بنبتة القمح، واستعمالها لأغراض علاجية. والقمح المحلي أصابه كذلك تغيير لأن البذور مستوردة، ولا نأمن هذه الحبوب بالنسبة لنبتة القمح، لأن هذه النبتة يجب أن تكون من حبوب خالية من المبيدات، ولم يصبها انتقاء جيني أو تغيير وراثي. وكل من يتكلم عن علم التغذية يجب أن يكون باحثا في الميدان، وليس باحثا في المعطيات، فربما كانت بعض المواد سامة ومضرة بسبب تقنيات الإنتاج، لكنها تظهر مفيدة في الكتب أو المنشورات.
يتبع بإذن الله عز وجل .
الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )



[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 12 / 01 / 2008, 33 : 11 AM   رقم المشاركة : [2]
وفاء النجار
ضيف
 


علم التغذية (2)

[frame="15 98"]


الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي

الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى


واستهلاك القمح المعهود هو على شكل خبائز أو كسكس، وربما يكون على شكل مكرونات. وكانت بعض الأشكال الأخرى التي أخذت تندثر وهي أرقى الأشكال التي يجب أن يستهلك عليها القمح، وهذه الأشكال كانت في كل الدول العربية، لأن التغذية العربية كانت موحدة وموروثة ونابعة من أصل واحد. ونستسمح لكل الإخوة في البلدان العربية على إعطاء بعض المصطلحات المحلية. ونذكر من بين الوجبات التي كانت تحضر من القمح الصلب على الخصوص لأنه كان موجودا بكثرة وبشتى أنواعه، إذ كان هناك خمسة وستون نوعا من القمح إبان فترة الاستعمار، ويوجد منها عينات بالمتحف الفرنسي بباريس. وقد أصبح تحضير هذه الوجبات ناذرا إلا في الأرياف المغربية والمناطق الجبلية على الخصوص. وهذه الوجبات هي الحساء، والكسكس والخبز. وقد كان القمح يستهلك على أشكال عديدة من ذي قبل. وأهم الأشكال التي كان يستهلك عليها القمح، والتي كانت سائدة في المجتمعات القديمة، نجد القمح المنقوع في الماء ونبتة القمح، وهذا الشكل من أسمى ما يمكن أن يستهلك عليه القمح، لأن نقع الحبوب في الماء لمدة تفوق اليومين، يجعل القمح ينتفخ ويمتص الماء من حيث تبدأ الأنزيمات في نشاطها، نظرا لوجود النشاط المائي الملائم، وحيث تبدأ الأنزيمات في النشاط، تأخذ المكونات في التحول، من حيث تعمل المالطيز على حل النشا، والليبيز على حل الدهنبات الموجودة في النبتة، وكذلك الأكسيديز والكطليز، وترتفع الفايتمينات، وتحرر الأملاح المعدنية تحت تأثير الفيتاز. وكل هذه التحولات تجعل القمح يتحول من غذاء إلى غذاء ودواء. وقد تطهى الحبوب بعدما تنتفخ، أو قد تبقى لمدة أطول لتنبت وتخرج الأوراق الأولى والجذور، وهذه المرحلة تجعل القمح يتحول من حبوب عادية إلى منتج من جودة عالية من حيث المغذيات، وهذا الشكل يجعل من الحبوب أهم مادة غذائية. ولكن لا نجد هذه الأشكال حاليا لأن الخبرة تلاشت، ومع التحول الاجتماعي والموضة التي قضت على كل شيء، فإن القمح المنقوع ونبتة القمح باتوا في خبر كان.

وبعض الأشكال التي كانت سائدة في كل البلدان العربية، وهي حساء القمح في الحليب، وكذلك مزج سميد القمح المطهي بالبخار بلبن الخض. وهذه الوجبة لا تضاهيها أية وجبة غذائية، وهي كذلك في غاية ما يمكن أن يوصف أو ينصح به كوجبة للأطفال من الناحية العلمية. فالوجبة بسيطة لكنها تتطلب خبرة جيدة، لأن الصعوبة تكمن في تهييء كسكس القمح، ويجب أن يكون طريا، من حيث لا يمكن أن يستعمل الكسكس المجفف.

الرز
لا يصنف الرز مع الحبوب السابقة، لأنه ليس زرعا، وليس له سنابل، والحبوب التي جاءت في النظام الغذائي الإسلامي كلها حبوب ذات سنابل، وربما يكون لفظ الزرع أضيق من لفظ الحب. إلا أن التصنيف النباتي يجعل الزرع مرادفا للحب. وهو ما يقابل المصطلح الأنجليزي cereal، وبما أن الرز يعتبر من الحبوب الغذائية الثمينة كذلك، فقد وضعناه في فقرة مستقلة عن الحبوب الأخرى. ونظرا لأهميته الغذائية بالنسبة لأكثر من نصف سكان الأرض، وهي القارة الأسيوية كلها وبعضا من الدول الأخرى، ونظرا كذلك لعدم وجود أمراض خطيرة وبكثرة في هذه البلدان، فإن الرز يدخل في النظام الغذائي السليم، والرز من الحبوب النشوية، لكنه يمتاز بكونه لا يحتوي على الكلوتن، وهو البروتين المسبب للحساسية بالنسبة لكثير من الناس، وكذلك المسبب لإسهال سيلياك. ويصبح الرز بالنسبة للمصابين بإسهال سيلياك النوع الوحيد من الحبوب الذي يمكن أن يستهلكوه. والكلوتن هو الذي يعطي للحبوب خاصية العجين، لأنه قابل للتمدد ويسمع بانتفاخ وتماسك العجين، ولذلك لا يصلح الرز للعجين، لأنه يخلو من هذا البروتين. ويوجد حاليا كسكس ومقرونات من الرز كبديل لأصحاب هذا المرض.

والرز من الحبوب الغذائية التي تمتاز بطبيعتها النباتية، واحتوائها على أملاح وفايتمنات مفيدة في التغذية. ويحتوي الرز على نشا من النوع الجيد. ولا يحتوي على مكون الكلوتن الذي يسبب إسهال سيلياك. وبما أن الرز لا يعجن، فاستهلاكه لا يمكن أن يعمم، والرز يطهى في الماء أو المرق كما تطهى العجائن والمكرونات أو قد يطهى بالبخار، وهي الطريقة الأكثر استعمالا. ولذلك لا يستهلك بنفس الكمية كالحبوب الأخرى. ولا نعلم استهلاك الرز إلا مطبوخا أو مبخرا، والرز الكامل أحسن من الرز المقشر، لأن كثير من المكونات التي تفيد الجسم توجد في القشرة. ومنها حمض الأسكوربك وفايتمينات أخرى.


الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )



يتبع بإذن الله عز وجل
[/frame]

التعديل الأخير تم بواسطة وفاء النجار ; 12 / 01 / 2008 الساعة 36 : 11 AM. سبب آخر: اسم الكاتب
  رد مع اقتباس
قديم 13 / 01 / 2008, 26 : 02 AM   رقم المشاركة : [3]
كنان سقيرق
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية كنان سقيرق
 





كنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond repute

رد: علم التغذية (2)

شكراً لك على هذه المعلومات القيمة تقبلي مروري ودمتي بود يااختنا الكريمة.
كنان سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13 / 01 / 2008, 44 : 09 AM   رقم المشاركة : [4]
وفاء النجار
ضيف
 


رد: علم التغذية (2)

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كنان سقيرق
شكراً لك على هذه المعلومات القيمة تقبلي مروري ودمتي بود يااختنا الكريمة.

[frame="15 98"]
أخي الفاضل كنان سقيرق السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته .

شكر الله لك طيب المرور والمشاركة .
[/frame]
  رد مع اقتباس
قديم 13 / 01 / 2008, 48 : 09 AM   رقم المشاركة : [5]
وفاء النجار
ضيف
 


علم التغذية(3)

[frame="15 98"]



الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي


الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى



القاعدة الغذائية فيما يخص النظام الغذائي الإسلامي، ترتكز على الحبوب، ولا تستثني أو تستغني عن نوع ما، بل تكون هذه الحبوب بنفس الأهمية. أما الاقتصار على القمح في التغذية والاستغناء عن الشعير والذرة، فيعتبر خطأ علمي كارثي. ولذلك يجب الرجوع إلى الحبوب الثلاث وتنظيم التغذية لتكون متجانسة، ويرجى استهلاك الشعير والذرة المحلية الطبيعية أو البلدية أكثر من القمح المستورد، ونخشى أن تكون الذرة البلدية تهجنت بالذرة المستوردة، ولا نريد السقوط في المصيبة في انتظار العلوم لتقول أخيرا أن هذه الذرة كارثة، ولم تشهد البشرية مثل كارثة التغيير الوراثي منذ عاد وثمود. والقول بأن الأبحاث لا زالت لم تبين خطر هذه المواد، وأنها لا تختلف عن الذرة الطبيعية قول جاهل وأصحابه لا يعلمون شيئا عن الموضوع. فالعلم لا يستحي من السياسة، والوقت الذي سيندم فيه أصحاب هذا القول بدأ يقترب جدا. وهذا الأساس يرتكز من الناحية العلمية على أن كل النشويات الآن أصبح منصوح بها، والحبوب كاملة أحسن من الدقيق الأبيض المغربل، والشعير أحسن من القمح بالنسبة لأصحاب السكر والسرطان والحساسية وأمراض الجهاز الهضمي. ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف القمح ولم يكن يعرف المنخال أو الغربال، وكان طعام الصحابة رضي الله عنهم الشعير وفيه حديث التلبنة. والمرجع الصحيح هو القرآن الكريم لأن جل الآيات التي تتكلم عن التغذية فيها الحب أو الزرع. وقد جاء ذكر الحب في ست آيات نحو قوله تبارك وتعالى:

مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبله مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )البقرة (261. والحب الذي يعطي السنابل هو القمح والحنطة والشعير، ويتبين من خلال الآية الكريمة أن الحبوب تمتاز بالمردودية، وهو ما يعني أن الحبوب هي التي يمكن أن تسد حاجة سكان الأرض، ويضيف الحق سبحانه أنه يمكن أن يضاعف هذه المردودية، ولو أنها حسب ما جاء في الآية الكريمة خيالية في الوقت الحالي، إذ يصعب تصور القنطار يعطي سبع مائة قنطارا.

وقوله سبحانه وتعالى: إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون )الأنعام (95، ويظهر التصنيف في علم النبات وهو الانقسام إلى الحب، الذي يعني النبات دون الساق، والنوى الذي يعني الأشجار، والحب جاء معمما لكل النباتات التي تعطي الحب، بما فيها الزرع وكل الأعشاب دون الأشجار.
وقوله سبحانه وتعالى: والحب ذو العصف والريحان )الرحمان(12، وجاء الحب موصوفا بالعصف، وهو ما يحمل السنابل أو القش والتبن الذي تتغذي عليه الماشية.

وقوله سبحانه وتعالى: وآية لهم الأرض الميتة أحييناها وأخرجنا منها حبا فمنه يأكلون )يس (33، وقد اقتصرت الآية على ذكر الحب دون أي شيء، وهو ما يؤكد أهميته في التغذية بالنسبة للإنسان. وقد لخص الله سبحانه وتعالى كل ما يمكن أن يعيش به الإنسان في الحب.

وقوله سبحانه وتعالى: ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد) ق (9، ويأتي التعبير في هذه الآية الكريمة بالحب موصوفا بالحصيد، وهو ليس أي حب وإنما الحب الذي يحصد، أو الحب الذي يكون معه التبن الذي تتغذي عليه الماشية، والحب الذي يعطي الحصيد هو القمح والحنطة والشعير، وقد يكون هناك حبوب أخرى تصنف مع هذه الحبوب لتعميم الوصف بالحصيد.

وقوله سبحانه وتعالى: لنخرج به حبا ونباتا) النبأ (15 وهو قول تابع لما جاء في سورة يس، أن الله يبين أهمية الحبوب كمكون أساسي لتغذية الإنسان. ويتبع نفس السياق قوله تعالى: فأنبتنا فيها حبا )عبس (27.

كما جاء الحب في آيات أخرى بلفظ الزرع، لأن الزرع يطلق على النبات الذي يخرج الحب، ولذلك نجد أن كل الآيات التي تخص علم النبات جاءت بالزرع، بينما جاءت الآيات التي تخص علم التغذية بالحب، وقد جاء ذكر الزرع كذلك في تسع آيات نحو قوله سبحانه وتعالى:

وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر واتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين) الأنعام (141، ويأتي الزرع مع الفواكه الطرية والجافة، والزيتون والرمان، وقرن النخيل مع الزرع والزيتون مع الرمان، وأتى العنب بالوصف وليس باللفظ: وجنات معروشات، ونجد أهمية التغذية في هذه السياقات القرآنية، وكل هذه المواد الغذائية التي جاءت في الآية الكريمة من النوع الممتاز. الزرع والزيتون والعنب والنخيل والرمان، ولو تغذى الناس على هذه الأشياء فقط، لا يمكن أن يصاب الجسمم بأمراض، ولو رجعوا إلى هذه التغذية، يمكن لكثير من الأمراض أن تزول، ولو كانوا مصابين بها.

وقوله جل وعلا: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا) الكهف (32، ولو أن الآية تهم علم الزراعة أكثر من التغذية، فلا بأس أن نبين وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وقد جاء الزرع مع العنب والنخيل. وهذا النوع من التغذية قد يهم المسنين أو الذين لا يعملون، أو الذين لا يبدلون جهدا كبيرا في العمل. وهو ما قد يناسب السياق القرآني، لأن الوصف جاء بالجنة، وصاحب الجنة ربما لا يعمل، وقد يكتفي بالزرع للأكل والعنب كمنعش أو واقي من الكوليستيرول وأمراض القلب والشرايين، وهي الأمراض التي تترتب عن قلة الحركة، والتمر لأن فيه الفايتمينات والألياف الخشبية وكذلك مكون الفايتمن ب واليود لتهدأة الأعصاب ولبريق العين والنظرجيدا ، ونلاحظ أن هذه المواد تخلو من الدسم وكثرة البروتينات. وتشتمل على سكريات طبيعية مركبة كالنشا، وبسيطة كسكر العنب، وعلى ألياف من النوع العالي الجودة وهي ألياف التمر.

وقوله تعالى: ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون) النحل(11، وكذلك في هذه الآية الكريمة نجد ما تقدم ذكره، وهو الحب والزيتون والنخيل والأعناب، وأضاف الحق سبحانه وتعالى الفواكه الأخرى مجملة بقوله: ومن كل الثمرات ، ونلاحظ تردد هذه الأغذية في كل الآيات التي تخص علم التغذية.

وقوله سبحانه وتعالى: أولم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون )السجدة (27، ويتبع هذا السياق القرآني ما جاء في سورة يس وسورة النبأ بشأن تلخيص التغذية السليمة في الحبوب، وقد جاء التعبير بالزرع معرفا بما تأكل الأنعام وهو التبن، والمعروف أن الحبوب تأكل منها الأنعام، ويأكل منها الإنسان. والزرع يعطي تبنا وحبا، وهي المزروعات التي تنفع كلها في التغذية، فالحب لتغذية الإنسان، والتبن تتغذى عليه الأنعام التي يتغذى منها الإنسان بدورها إما الحليب أو اللحم.

ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب )الزمر (21. والتعبير الذي جاء في هذه الآية الكريمة بشأن الزرع، يبين الأنواع المتعددة للزرع التي كانت من قبل، ويظهر اللون على السنابل حين تنضج، وقد تظهر سوداء أو بيضاء أو حمراء بالنسبة لبعض الأنواع من القمح، لكن ما نراه اليوم فكله بلون واحد تقريبا، وهو ما يبين تقلص عدد الأنواع من القمح. وربما يدل هذا التقلص على عدم اعتناء الإنسان بالأنواع كلها، وهي أكبر خسارة في تاريخ البشرية، لأن الخطأ الشنيع الذي وقع ولازال يقع، هو أخذ الأنواع ذات المردودية المرتفعة، ورمي الأنواع الأخرى، والمردودية لا تعني إلا النشا، ولا تعني المركبات الأخرى، وقد يكون نوع بمردودية منخفضة لكن بمكونات ثمينة جدا.

وقوله سبحانه وتعالى: وزروع ونخل طلعها هضيم) الشعراء (148 وهي الآية التي يقرن فيها الحب بالتمر، والمادتان مختلفتان تمام الاختلاف من حيث التركيب، وهناك تكامل بين الحب والتمر من حيث المكونات، وربما يكون هذا النظام الذي يشتمل على الحب والتمر، يخص نوعا ما من الأمراض أو فئة ما من المجتمع، لكونها تعيش على نفس النمط. والمعروف علميا أن هذا النظام يحتوي على النشا، وهو سكر مركب ومنصوح به للوقاية من سرطان الأمعاء، والتمر كذلك فيه ألياف خشبية تلين الجهاز الهضمي، وسكريات بسيطة مع مكون الفايتمن ب والفوسفور، وبعض الأملاح المعدنية، ونلاحظ كذلك أن لا وجود للحوم في هذا النظام، وجاء في الآية التي قبلها قوله سبحانه وتعالى: في جنات وعيون وطبعا جنات تعني الفواكه وجاء الزرع بصيغة الجمع زروع، لتشمل الآية كل الزروع، وقد يكون التعبير يعم كل الحبوب، بما في ذلك القطاني أو كل النبات ما دون الأشجار. لكن لا زلنا نلاحظ أن النظام ليس فيه لحوم، ويقتصر على الحب والفواكه.

وقله سحانه وتعالى: وزروع ومقام كريم ) الدخان (26، وقبلها كذلك نفس الوصف الذي تقدم قوله تعالى كم تركوا من جنات وعيون، ويأتي التعبير بنفس ما تقدم بصيغة الجمع وزروع .

وقوله سبحانه وتعالى: قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون )يوسف (47 وتبين الآية ما أكدناه في الآيات السابقة بشأن الحبوب كأساس في التغذية، وتأتي كذلك بطريقة الخزن الذي كان يخزن الحب ليبقى صالحا للزراعة بعد أعوام الجفاف، والحب لا يصيبه فساد فايزيولوجي إذا ما ترك في سنبله، وهي الطريقة الوحيدة لحفظ الحبوب ضد الضياع. ونلاحظ كذلك مستوى العلم أين وصل والقوة، التي كانت عليها الأمم، ولم يتوصل الباحثون إلى حفظ البذور لمدة طويلة، رغم ما يزعم من التقدم العلمي، والطريقة الوحيدة التي تحفظ بها الحبوب هي تركها في السنابل.

وقوله سبحانه وتعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما )الفتح (29 وقد جاء في هذه الآية الكريمة الأطوار التي يمر منها الزرع، وتخص الآية الكريمة علم النبات أكثر ما تهم علم التغذية.

وقوله سبحانه وتعالى في سورة الواقعة: أفرآتم ما تحرثون (66) أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون (67) وتبين هذه الآية الكريمة أن القوت ليس بيد البشر، ولا يتحكم فيه ولا يمكن أن يتحكم فيه. ويبقى الله سبحانه وتعالى هو منزل الماء من السماء، وهو فالق الحب والنوى وهو الرازق.

الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )

يتبع بإذن الله عز وجل


[/frame]
  رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2008, 04 : 02 AM   رقم المشاركة : [6]
كنان سقيرق
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية كنان سقيرق
 





كنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond repute

رد: علم التغذية(3)

مشكورة يااختي الكريمة على هذه المعلومات القيمة والدقيقة.
تقبلي مروري ودمتي بود
كنان سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2008, 34 : 03 AM   رقم المشاركة : [7]
عنايت بازرباشي
ضيف
 


رد: علم التغذية(3)

أختي أم إبراهيم

موضوع شيق ومفيد

لك تقديري البالغ على هذا الجهد الصادق
  رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2008, 06 : 09 AM   رقم المشاركة : [8]
وفاء النجار
ضيف
 


رد: علم التغذية(3)

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كنان سقيرق
مشكورة يااختي الكريمة على هذه المعلومات القيمة والدقيقة.
تقبلي مروري ودمتي بود

[frame="15 98"]
أخي الفاضل كنان سقيرق السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ز
شكر الله لك طيب المتابعة وسدد خطاك ووفقك لما فيه طاعته ورضاه .
[/frame]
  رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2008, 17 : 09 AM   رقم المشاركة : [9]
وفاء النجار
ضيف
 


رد: علم التغذية(3)

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عنايت بازرباشي
أختي أم إبراهيم

موضوع شيق ومفيد

لك تقديري البالغ على هذا الجهد الصادق

[frame="15 98"]
أختي الفاضلة عنايات السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .

رفع الله قدرك و أسعدك وسائر أفراد أسرتك في الدارين إنه جواد كريم .

[/frame]
[img]

التعديل الأخير تم بواسطة ناهد شما ; 03 / 12 / 2010 الساعة 57 : 02 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2008, 43 : 09 AM   رقم المشاركة : [10]
وفاء النجار
ضيف
 


Post علم التغذية(4)

[frame="15 98"]




الحبوب أًصل التغذيةعند الإنسان والاقتصارعلى القمح خطأ علمي





الشعير أحسن من الحبوب الأخرى بالنسبة لتغذية المرضى









كما جاء ذكر الحب بمعاني أخرى ومنها الحرث. فقد جاء هذا اللفظ في عدة آيات من القرآن الكريم، ونلاحظ أن الحب أو الزرع يعني الحبوب النشوية وليس القطاني، وقد اختار الله سبحانه وتعالى الحب كرمز للتغذية، وهذه الرمزية في القرآن إن كانت تعني شيئا، فهي تعني أن أصل التغذية بالنسبة للبشر هو الحب أو الزرع، ويعني الحبوب الثلاث القمح والشعير والذرة، وربما تضاف إليه بعض الأنواع التي تصنف مع الحبوب النشوية، لكنها غير معممة، أو قد توجد في مناطق محدودة، وقد ساد في العصور الأولى من تاريخ البشر، أن العملة كانت كذلك بالحبوب، ولم يكن النقد معروفا إلا في وقت متأخر من تاريخ البشرية. وإلى عهد حديث جدا كان التجار يستعملون الحبوب للتبادل التجاري، وهو ما يبين أهمية هذه الحبوب بالنسبة لتغذية الإنسان.

وحسب كتب التفسير فإن الحب جاء كذلك بتسمية أخرى في سورة البقرة، وهي الآية الوحيدة التي جاءت بشأن الخضر، وكل الآيات التي جاء فيها ذكر الحب أو الزرع تتحدث عن الفواكه، ولم يقرن الله سبحانه وتعالى الحب مع الخضر، وإنما جاء مقرونا مع الفواكه فقط، إلا في آية واحدة مع الخضر، وجاء هذا الوصف للتحقير وليس للتذكير، وهو قوله عز وجل في سورة البقرة: وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبث الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها قال أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيئين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )البقرة(61. وتشتمل هذه الآية على خمس مكونات غذائية، وهي البقول والخضر الباردة أو الطازجة، ممثلة بالقثاء والحبوب ممثلة بالفوم، والقطاني ممثلة بالعدس، والخضر الحارة ممثلة بالبصل. ونلاحظ أن الآية جاءت بالتنوع واختيار الأقصى أو الأحسن من كل مجموعة، فالبقول هي أحسن الأوراق الخضراء وهي غنية بالكلوروفايل والفايتمنات والألياف الخشبية وبعض الأنزيمات، والقتاء هو أحسن الهاضمات بالنسبة للسلطات، والأطباق الفاتحة للشهية، ويحتوي على أحماض عضوية تساعد على الهضم، وهو خضرة باردة ومنعشة يمكن تناولها على شكل عصير كذلك، والقتاء يضبط ارتفاع الضغط، ويساعد على علاج السرطان، والفوم فيه اختلاف إذ قيل أنه الثوم، وقيل أنه الحنطة كما سنبين ذلك، إن كان الثوم فهو يوافق السياق العلمي للآية، لأنه مشاكل للبصل الذي جاء بعده، وإن كانت الحنطة فالمعنى يحمل على المقارنة فقط مع المن والسلوى، أما العدس فيمثل القطاني، وأهميته من الناحية البروتينية والمعدنية لا يستهان بها، والبصل كذلك يعتبر واقيا ومطهرا للجسم ومنافعه طبية وليست غذائية.

وربما نتكلم عن هذه الخضر بالتدقيق في الفقرة المخصصة للخضر، والعدس كذلك في فقرة القطاني. أما القول بأن الفوم هو الحنطة ففيه اختلاف، فمن الجمهور من قرأه بالثوم بالثاء المثلثة، لأن الثاء تبدل من الفاء، كما في كلمات كثيرة، والرواية لجويبر عن الضحاك وهي قراءة ابن مسعود رضي الله عنهما، وروي كذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما، والقول بأن الفوم هو الثوم للكسائي والنضر ابن شميل، وقيل الفوم هو الحنطة روي عن ابن عباس أيضا وأكثر المفسرين، واختاره النحاس، وهو القول الراجح وإن كان الكسائي والفراء قد اختارا القول الأول، للقاعدة العامة وهي إبدال العرب الفاء من الثاء، ونأخذ بالقولين لنبين أن السياق العلمي يذهب إلى الثوم بدل الحنطة، ومجيئ الحنطة في هذه الآية مع الخضر للتحقير غريب، والقول بأن الفوم هو الثوم أقرب للحقيقة العلمية، لأن ذكر الحب جاء في الآيات التي تخص الأساس في التغذية، وليس استثناءا للتحقير، ولا ندري كيف فسر السلف الصالح الفوم بالحنطة، لكن لا يمكن أن نخرج على اتفاق علماء التفسير، ونأخذ بما جاء في كتب التفسير، رغم أنه لا يوافق السياق العلمي للآية، وهذا السياق هو مجيئ كل الآيات التي ذكر فيها الحب باللفظ، أو بما يعطي الحب، وهو الزرع بالنسبة للنبات. وجاء ذكر الحب والزرع في أكبر عدد من الآيات بالمقارنة مع المواد الغذائية الأخرى، وأكثر المواد الغذائية ذكرا في القرآن هي الفواكه، وأكثر الفواكه ذكرا هو العنب. وجاء التين في آية واحدة فقط.

وتبين هذه الآيات أن الحبوب هي الأصل في التغذية البشرية، لكن هذه الآية تضع من قيمة الخضر بالمقارنة مع المن والسلوى، ويذكر هذا اللفظ الغريب ليصف الحبوب، أو نوع من الحبوب وهي الحنطة كما جاء في كتب التفسير، رغم أن الحبوب لم تكن تقتصر على الحنطة في ذلك الوقت، وإنما مئات الأنواع من القمح ومثلها من الشعير والذرة. وإذا قبلنا هذا التفسير فإننا سننقص من قيمة الحبوب الغذائية، لكن نسبيا فقط لأن التحقير جاء للمقارنة وهو ما عبر عنه عز وجل ب - أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير-. ولعل ما يجعل تفسير الفوم بالحنطة هو هذه المقارنة مع أشياء كانت جد راقية في التغذية وهي المن والسلوى، حتى أن تصورها يصعب علينا. ولا يمكن تفسيرها في أي حال من الأحوال، لأن هناك حقيقة علمية قوية في الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: طعام واحد، بمعنى أن هذا الطعام كان يكفي الجسم فيما يخص التركيب والمكونات، ويقيه من الأمراض من الناحية الصحية.



الدكتور محمد فايد (باحث في الإعجاز العلمي والطب البديل ومختص في التغذية * أستاذ محاضر في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط * )
يتبع بإذن الله عز وجل
[/frame]
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيكولوجية التعذيب في السجون الإسرائيلية. مازن شما إسرائيليات 2 01 / 07 / 2014 44 : 10 PM
الموسيقيون يحتجون على التعذيب بالموسيقى في غوانتانامو والعراق نصيرة تختوخ هيئة المثقفين العرب (للنقاشات الأدبية والأخبار الثقافية) 0 28 / 01 / 2009 55 : 10 PM
ثلاثة جدران لحجرة التعذيب.معين بسيسو نصيرة تختوخ الشعر المعاصر 0 06 / 07 / 2008 48 : 09 AM
شهادات تقشعر لها الابدان من اساليب التعذيب بحق الاسرى مازن شما قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 0 11 / 06 / 2008 47 : 11 PM
نظام التغذية للحامل والمرضع وفاء النجار علم التغذية وقاموس الفيتامينات والحمية 2 15 / 04 / 2008 43 : 07 AM


الساعة الآن 10 : 08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|