لا تكذب..
وزعمت أن الباب لا يدخل منه غيرك وغيري
وادعيت أن لي بيتا خاصا لا يسكنه إلا أنت وأنا
حتى خلت أنّا عصفورين بعشهما تعانقا
لتفاجئني بصدك الباب خلفي
وإسدال ستار النوافذ
ولأجد العش موحشا أتحسس أركانه كعمياء،
فلا أستشعر من متاعي فيه شيئا
لا تكذب..
وتقول إن الباب لا تفتحه لغيري
وتقول إن الباب لا يفتح إلا إن كان سيستقبلني..
فآتي سعيدة أنوي الدخول ولا أجدني إلا وحدي
وحدي والفراغ.. وصدى صوتي
وحدي وكلماتي تتردد خلفي
وحدي والظلام الحالك قد لونت به ما حسبته بيتي
وحدي أستشعر المكان وأشم رائحة ليست لي ..
وحدي وأعرف أنهن هنا قبلي
وحدي وأدرك أن منهن من حضرت بعدي
وأنا هنا صماء عمياء.. قد أسكتني قلبي
أتحسس الستار ..ما أغلق الستار إلا لسر
لكنك تنكر إسداله
وتنكر أن خلف الستار ما خلف الستار
وتنكر أن خلف سواد سودت به ركني
ألوان
لا تنكر.. لا.. لا.. لا تكذب
إني أراك بقلبي هنا
تبدو مختفيا..
هنا.. متربصا بين أعواد عشك كذئب منتظر دجاجة
وخلف الستار ما خلف الستار
فلا...
لا...
لا تكذب