التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,851
عدد  مرات الظهور : 162,328,165

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > الله نور السموات والأرض > مرافئ الروح في رحاب الإيمان > القرآن الكريم
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 20 / 11 / 2021, 42 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
رياض محمد سليم حلايقه
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه
 





رياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الشيوخ - الخليل - فلسطين

القلب والعقل والدماغ

مقال عجيب للدكتورة يسرية الطويل استاذةعلم الأعصاب
إذا أصيب شخص في رأسه إصابة عنيفة في حادث حركة مثلا سيفقد ذاكرته قطعا لكن إذا تحدثت معه ستكتشف أنه يتمتع بكامل قواه العقلية لكن لا تسأله عن الماضي لأنه بدون ذاكرة .
إذا الذاكرة شئ و العقل شئ آخر .
فإذا كانت الذاكرة في الرأس ( المخ ) أين العقل ؟
أقرأ الإجابة أدناه .
مقال عجيييب يستحق القراءة بهدوء و تدبر

القلب والعقل والدماغ

(( القلب ليس مضخة دم فقط كما أكتشف الأطباء سابقاً ))

السبق القرآني في علم القلب يتحدث العلماء اليوم جدّياًّ عن دماغ موجود في القلب يتألف من 40000 خلية عصبية .. أي أن ما نسميه " العقل " موجود في مركز القلب .. وهو الذي يقوم بتوجيه الدماغ لأداء مهامه .. و لذلك فإن الله تعالى جعل القلب وسيلة نعقل به ..

قال تعالى : {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}* [الحج: 46].

وقال تعالى : {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}* [الأنعام: 179].

أي أن القرآن حدد لنا مركز الإدراك لدى الإنسان و هو القلب .. وهو ما يكتشفه العلماء اليوم.

وقال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74].

فقد حدّد لنا القرآن صفة من صفات القلب و هي القسوة واللين . و لذلك قال عن الكافرين :
{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}
[الزمر: 22]...
ثم قال في المقابل عن المؤمنين:
{ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}* [الزمر : 23].

كل خلية من خلايا القلب تشكل مستودعاً للمعلومات و الأحداث، و لذلك بدأوا يتحدثون عن ذاكرة القلب ..
و الله تعالى أكد لنا أن كل شيء موجود في القلب ..
و أن الله يختبر ما في قلوبنا ..
يقول تعالى : {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* ) [آل عمران: 154].

الخلل الكبير في نظام عمل القلب يؤدي إلى فقدان السمع .. قال تعالى : {وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}
[الأعراف: 100].

للقلب دور مهم في العلم و التعلم لأن القلب يؤثر على خلايا الدماغ ويوجهها .. و لذلك فإن القرآن قد ربط بين القلب و العلم،،،
قال تعالى:{وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}
[التوبة: 93].

مركز الكذب هو في منطقة الناصية في أعلى ومقدمة الدماغ .. أما المعلومات التي يختزنها القلب فهي معلومات حقيقية صادقة .. و هكذا فإن الإنسان عندما يكذب بلسانه .. فأنه يقول عكس ما يختزنه قلبه من معلومات .. و لذلك قال تعالى :{يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}* [الفتح: 11] ..
فاللسان هنا يتحرك بأمر من الناصية في الدماغ، ولذلك وصف الله هذه الناصية بأنها: {نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ}
[العلق: 16].

الإيمان يكون بالقلب و ليس بالدماغ .. و هكذا يؤكد بعض الباحثين على أهمية القلب في الإيمان والعقيدة .. ولذلك قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ}
[المائدة: 41].

صاحب القلب الصناعي لا يخاف أو يتأثر أو يهتم بشيء من أمور المستقبل .. و هذا ما سبق به القرآن عندما أكد على أن القلوب تخاف وتوجل : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}[الأنفال: 2].

وكذلك جعل الله مكان الخوف والرعب هو القلب ..فقال سبحانه و تعالى : {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [الحشر: 2]

و هذا ما نراه اليوم و بخاصة في عمليات القلب الصناعي .. حيث نرى بأن جميع أنظمة الجسم تضطرب ..

أفضل علاج للقلب :

يؤكد جميع العلماء على أن السبب الأول للوفاة هو اضطراب نظم عمل القلب .. و إن أفضل طريقة للعلاج هو العمل على استقرار هذه القلوب .. وقد ثبُت أن بعض الترددات الصوتية تؤثر في عمل القلب وتساعد على إستقراره ...

(و هل هناك أفضل من صوت القرآن ؟؟؟)

ولذلك قال تعالى : {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].

نسأل الله تعالى أن يثبت قلوبنا على الإيمان .. وندعو بدعاء المؤمنين : {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ) [آل عمران: 8].

كلمة العقل لم تذكر في القرآن ولا حتى مرة واحدة...
الذي يفقه و يعقل هو القلب

قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم :
[ إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب.]

فلِنُكثر من الصلاة والتسليم على قرة أعيننا سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه و على آله وصحبه اجمعين

سلام الله عليكم

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع رياض محمد سليم حلايقه
 http://"]http://[/URL]
رياض محمد سليم حلايقه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 11 / 2021, 52 : 11 PM   رقم المشاركة : [2]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: القلب والعقل والدماغ

اللهم صل وسلم وبارك على الحبيب محمد ...
موضوع كنت أفكر أن أكتب فيه شيئا بعدما أنشأت فوارق مرادفات الخاصة ب " القلب والفؤاد" وكنت أعد أخرى ولم أكملها خاصة بالعقل والنهى واللب" في بحثي وجدت تداخلات واختلافات تزيد المنقب عن مكامنها رغبة في البحث أكثر والنهل من المعارف.
شكرا على هذا النقل المفيد
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 05 / 2022, 28 : 02 PM   رقم المشاركة : [3]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ


هل القلب مركز الشعور؟:

ورد ذكر القلب في التنزيل بمعانٍ وألفاظ متعددة، منها الفؤاد واللبِّ. وبين كتاب الله أن القلب مع السمع والبصر مسئولون عن تحصيل المعرفة: ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ 46الحج. ومن يراجع مواطن ذكر القلب في الكتاب يجد أنه تعزى إليه الوظائف العقلية من تفكر وتدبر ونظر وتأمل، لذلك عدت الأعضاء الثلاث: القلب والسمع والبصر مفاتيح العلم وأدوات التعقل. وقد كان المعتقد أن العقل في الرأس، وهو المسئول عن الأنشطة الفكرية للإنسان، فجعلوا العقل مرادفاً للدماغ أو أنه جزء من أجزاءه، وما تزيد وظيفة القلب عن كونها مضخة للدم، لكن للقرآن موقف آخر، وهو ما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة. أما علماؤنا، علماء الشرع فيعاملون القلب منذ البداية على أنه أداة للمعرفة متمثلين الاستخدام القرآني له، ويرون العقل مقابلاً للحواس، والإدراك العقلي مقابلاً للإدراك الحسي، لكنهم يختلط عليهم تفسير العلاقة بين القلب والعقل والدماغ لغياب البحوث العلمية التي تحدد العلاقة بينها. ولفهم هذه العلاقة علينا أن نحدد المفاهيم:
......
عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 05 / 2022, 35 : 02 PM   رقم المشاركة : [4]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

مفهوم القلب في القرآن الكريم:

إطلاق اللفظة "القلب" على هذا العضو الذي هو عضو صنوبري في الجانب الأيسر من الصدر لأنه يرسل الدم منه إلى جميع خلايا البدن عبر الشرايين، ثم يعيده بالأوردة إليه، فهو دائماً في قبض وبسط وتقلّب، ولهذا يسمّى بالقلب. وباعتبار التقلّب والتحوّلات المختلفة في القلب يتّصف بصفات معنوية كالسلامة والتكبّر والغلظة والإنابة والإثم والاطمئنان والمرض والغفلة والزيغ والعمى والقساوة والخشوع وغيرها. وقد تطلق لفظة: الصدر ويقصد بها القلب للجزء من الكل. وقد تطلق ألفاظ أجزاء القلب لوظيفة محددة، ومن أجزائه: الشغاف، السويداء، مهجة القلب، حبة القلب.
فالقلب إذاً يطلق على أمرَين: تلك المضخة التي يهتم بها الطب العضوي، ومركز العاطفة والوجدان تلك اللطيفة الروحانية المسئولة عن المشاعر والأحاسيس، وهو الجانب الذي عني بذكره القُرآن الكريم في الآيات التي ورد فيها. ويرِد القلب في القرآن على معان ثلاثة:
أوَّلها: العقْل: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ ق 37
ثانيها: الرأي والتدبير: ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى الحشر 14
ثالثها: الشعور: ﴿وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِالحج 46

وقال أهل العربية في معناه: هو الفؤاد، والعقل المحض، وخالص كل شيء، والتقلُّب: الحيلة.
والقُلَّب: الذي يقلب الأمور عن عِلْم بها. وقلبت الشي‌ء: كببته، وقلّبته بيدي تقليباً. والقليب: البئر قبل أن تطوى ، لأنّها كانت أرضا فلمّا حفرت صار ترابها كأنه قلب. قلبته قلباً: حوّلته عن وجهه ، وكلام مقلوب: مصروف عن وجهه، وقلبت الرداء: حوّلته وجعلت أعلاه أسفله، وقلبت الشي‌ء للابتياع: تصفّحته، وقلبت الأمـر ظهـراً لبطـن: اختبرته، وقلبت الشي‌ء فانقلب، أي انكبّ. والمنقلب يكون مكاناً ويكون مصدراً.
ونخلصأنّ الأصل الواحد في المادّة: هو التحوّل المطلق في مادّىّ أو معنوي، زماني أو مكاني أو في حالة أو في صفة أو في موضوع:
- فالقلب المادّي كما في: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِالكهف 18
- والزماني كما في: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَالنور 44
- والمكاني كما في: ﴿بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ الفتح12.
- وفي جهة الأحوال كما في: ﴿يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُالنور37
- والمعنوي كما في: ﴿قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَالأعراف 125
- وتقلّب في الموضوع نحو: ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَالنور 44أو: ﴿إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ الشعراء50
عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 05 / 2022, 45 : 02 PM   رقم المشاركة : [5]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

مرافقات القلب في القرآن الكريم:

أولاً: الفؤاد: الفؤاد عند أهل العربية هو الحُمّى وشدة الحرارة، وسمِّي بذلك لحرارته وتوقُّده، وقيل: هو غشاء القلب، أو باطنه، أو حبَّته. وهو إما رَّقيق فتسرع إمالته، أو غليظ لا ينفعل لشيء. وقد اقتصر إطلاق اللفظة على القلب المعنوي، فورد في التنزيل مفردًا في مثل: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً الإسراء 36 وجمعًا في نحو: ﴿وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَالنحل 78 فجعلت كلها حواس لإدراك المعرفة، والفؤاد منها هو قوة القلب الإدراكية. ويوضح هذه الوظيفة قوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الفُؤَادُ مَا رَأَىالنجم 11 ليكون الفؤاد مصدقاً لما رأته العين، أو أن يعمل الفؤاد في الإدراك عمل العين في رؤية الحق. بينما القلب مختص بالبصيرة، يقول تعالى: ﴿وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِالحج46، فالأبصار ترى حقيقة لكن القلوب التي لا ترى تعدل حاسة الأبصار، فتجعلها، وإن كانت ترى مادياً، عمياء عن الإدراك.
وإذا وقفنا عند قوله: ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىى فَارِغًاالقصص 10 وراجعنا المشهد: أم تتلقي نداءاً داخلياً يدعوها لوضع رضيعها في تابوت ثم ترميه في الماء ليلقى مصيراً لا تدري عنه شيئاً، نلاحظ أن فؤادها الذي فرغ هو تغلب عقلها على شعورها الدافيء حيال ابنها حتى غيبه فأفرغ فؤادها من الإحساس.
الإدراك إذاً قواه ثلاثة:السمع والبصر والفؤاد، وهو محلّ الفهم والتفكّر والرَّأي؛ لأنه وصف بالتقلب أي بالحيرة والشك وعدم اليقين، والانتقال من فكرة لأخرى، ومن رأي لمثله.
ومن استِقْراء آي القرآن وكلام العلماء حولهما، يظهر أنَّ الفؤاد جزءٌ من القلب؛ لأسباب هي:
- لدى الفؤاد قوى إدراكية وقد تختص بالمشاعر، بينما للقلب بقوى إرادية من طباع وشهوات.
- يقترن القلْب بالجوارح: الأذن والعين، بينما يقترن الفؤاد بقواها الحسية والإدراكية: السمع والبصر.
- جزاء عدم الإيمان تقليب الفؤاد لكن الإيمان ينسب إلى القلب، وهو يشمل التَّصديق والإقرار والطَّاعة بعد الفهم ثمَّ العمل.
- التَّمكين من العلم يكون بالسَّمع والبصر والفؤاد، لكن الإرادية الإيمانية التي تكمل تمكين العلم من أعمال القلب.
- الختم والطبع والقفل والوقر والأكنَّة، كلها على القلب، وتنطبع على الفؤاد لأنه بالنسبة للقلب جزء من كل.
عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 05 / 2022, 00 : 03 PM   رقم المشاركة : [6]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

ثانياً: اللُّبّ: هو باطن العقل الخالص من الشَّوائب، سمي به لكونه خالص ما في الإنسان من قواه كاللباب من الشيء. وقيل: ما ذكا من العقل فكلّ لبٍّ عقل ولا عكس؛ ولهذا علَّق الله الأحكام التي لا تُدركها إلاَّ العقول الذكيَّة بأولي الألباب. واللبيب العاقل، والملبوب: الموصوف بالعقل. فأصل اللُبّ من أَلَبَّ، وهو كاللَّب - بالفتح - بمعنى الملازم، وبالضم بمعنى الخالص من كل شيء، وهو قلب كل شيء وعقله. ولفظ اللبّ لم يرد في القرآن الكريم إلا مجموعاً، مثل قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الرعد 19. والتذكر هو أعلى درجات الفكر إذ هو استحضار الذهن ما كان يعلمهأو ما لا ينبغي أن يُغفل عنه ، بينما التفكر هو النظر في الأدلة للوصول إلى الحقيقة ، والتدبر هو النظر في العواقب. لذا كان أولو الألباب هم صفوة ذوي الفكر: ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِآل عمران 7، والاستثناء هنا يشير إلى أن تذكر أولي الألباب يأتي تالياً لتمام الإيمان.
فأولو الألباب إذاً:
- لهم صفات خاصَّة بهم دون غيرهم: ﴿لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِص 29.
- يشتركون مع أولي الأبصار في منحة الاعتبار:
1. ﴿يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ٤٤النور،
2. ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِيوسف 111

مما يدل على خصوصية اللب والبصيرة في استخلاص العبر.
- التذكّر الذي هو من خواص اللب أعْلى من الفقه والتعقّل والرؤية، مثلما هو أرقى من التدبر والتفكر.
- أولو الألباب هم خلاصة ذوي العقول، فهم من يستحضرون العلوم بعد التفكر والتبصّر فيها وحفظها، فيتجلى لهم ما لا يطلع عليه غيرهم.
- أولو الألباب هم خاصَّة عباد الرحمن الذين أقبلوا على طاعته، وتزوَّدوا بالتقْوى، وآمنوا وعلموا، ثمَّ تفكَّروا وتدبَّروا، فخصَّهم الرحمن بإدراك أسرار التَّشريع، وحِكم الأحكام دون غيرهم؛ ﴿وَلَكُمْ فِي القِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَالبقرة 179 ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِالبقرة 197 ﴿يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ البقرة 269
فالقلْب إذاً خصَّ بالفقه والعقل، والفؤاد بالرؤية، واللّبّ خصَّ بالتذكّر، لذلك قيل إن اللب هو الذاكرة.

عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 05 / 2022, 06 : 03 PM   رقم المشاركة : [7]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

ثالثاً: الأبصار: هي هنا البصائر بمعنى قوى الإدراك، ويقال لقوَّة القلب المدركة: بصيرة، ولا يكاد يقال للجارحة: بصيرة، وقلَّما يقال: بَصُرت في الحاسَّة، إذا لم تضامّه رؤية القلب. وأولو الأبصار هم من لهم فهم وعقل:﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأَبْصَارِ آل عمران 13. ووظيفة البصيرة التبصر، وهي درجة قبل التذكر. هي نور في القلب يبصر به، فيقوم في قلبه شواهد الحق، ويرى حقيقة ما يبلغه ويخبر به عن طريق الرسل، فالبصيرة ما خلصك من الحيرة، إما بإيمان أو عيان. وهي على ثلاث درجات:
- الأولى: أن تعلـم أنَّ الخبر القـائم بتمْهيد الشَّـريعة يصدر عن عين لا يخاف عواقبها، فترى من حقِّه أن تؤديه يقينًا، وتغضب له غيرة.
- والثانية: أن تشهد في هداية الحقّ وإضلاله إصابة العدل.
- والثَّالثة: تفجر المعرِفة، وتثبت الإشارة وتنبت الفراسة.
وفقدان البصيرة المرادف للجهل هو عمى القلب، مثلما عدم إدراك المرئيات واستقبال الصور عمى للعَين: ﴿وَلَكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور الحج46. والنظر فيما حول الإنسان من آيات الله في خلقه والتأمل في إبداعه يفتح عيون القلوب: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِالنور44. وكما تنفذ الأبصار لرؤية المشاهد، تنفذ البصائر لاستخلاص العبرة منها.
البصيرة إذاً خصَّت بالعبرة مثلما خص اللّبّ بالتذكّر، ومن لا يعتبر بما يرى من آيات يكون فاقداً للبصيرة، شأنه شأن فاقد البصر، إذ أن لديه ملكة عطلها بالغفلة.
عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 05 / 2022, 18 : 03 PM   رقم المشاركة : [8]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

رابعاً: الصدر، والصدر في كلام العرب هو أعلى ومقدَّم كل شيء وأوله، حتَّى إنَّهم يقولون: صدر النَّهار والليل، وصدر الشتاء والصيف، صدر الإنسان أو الحيوان هوما دون العنُق إلى فضاء الجوف، وعند الأطبَّـاء: قفص عظمي غضروفي يتضمَّن الجهـاز التنفسـي، ويحوي القلب. والقلب حـاوٍ للفـؤاد، والفؤاد حاوٍ للُّب. والصدر بالنسبة للقلب بمنزلة بياض العين في العين، وهو موضع دخول الآفات والوساوس كما يعيب بياض العين آفة البثور وسائر علل الرمد. وهو موضع الشهوات، والحاجات، والأماني، وولاية النفس الأمارة بالسوء، والوساوس، وهو موضع الإسلام، وحفظ العلم المسموع من أحكام وأخبار. عن عبد الله بن عمرو: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اللَّهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبْضِ العُلَمَاءِ، حتَّى إذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فأفْتَوْا بغيرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وأَضَلُّوا"1. فلا انفِكاك بين الصَّدْرِ والقلب، غير أنَّ لكلّ واحد صفات مغايرة مع الاشتراك في أخرى، فهو مقدّمة القلب، ومنْه يصدر الوسواس والخواطر نحو القلب.
*صحيح البخاري (100).
عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 05 / 2022, 05 : 08 PM   رقم المشاركة : [9]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: القلب والعقل والدماغ

مقال مفيد و ردود قيمة جزاكم الله خير الجزاء.
لا حرمنا الله أستاذ رياض من مختاراتك القيمة.
مرحبا بك أستاذ عوني القرمة في بيت "النور".
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 05 / 2022, 06 : 11 AM   رقم المشاركة : [10]
عوني القرمة
كاتب نور أدبي
 





عوني القرمة is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: القلب والعقل والدماغ

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى مرجان
مقال مفيد و ردود قيمة جزاكم الله خير الجزاء.
لا حرمنا الله أستاذ رياض من مختاراتك القيمة.
مرحبا بك أستاذ عوني القرمة في بيت "النور".

شكراً لكِ.
عوني القرمة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
القلب, والدماغ, والعقل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
في القلب خولة السعيد كلـمــــــــات 26 03 / 08 / 2020 51 : 01 PM
نقاش من القلب إلى القلب: هل صار طريق الابتسامة وعرا؟ نصيرة تختوخ نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 23 04 / 10 / 2011 15 : 10 PM
القلب لها عادل رستم الخاطـرة 11 28 / 10 / 2010 51 : 03 AM
العقل البشري والعقل الإلكتروني جاسم داود نورالأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك 0 28 / 08 / 2010 16 : 02 PM
غزة في القلب نبيهة كمون القضايا الوطنية الملحّة 0 22 / 01 / 2009 33 : 10 PM


الساعة الآن 35 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|