من عينٍ ما
هناك إخْتِلاَسٌ بَصَرِي
آذَانٌ تَتَنَصّتُ على السمع
ورُؤْيَا تَجُوبُ الآفَاقَ
مُتَسَرْبلَة في همْس الإمتداد،
مُزْعَجٌ هذا العالم
وأثارنا مُتَقَفّاةٌ فيه
مُزْعًَجٌ لأنه حُرّ
و نحن فيه بَلْوَى
نشيدُ الطفولة مُتَزَامِنٌ
مع قَتْلٍ شُرِّعَتْ جهَاتُه،
أسْيَادٌ يركبُون الأماكن
يَتَحَصّنُونَ خلفَ مواقِعِهم
و يُزْكِمُونَ الأنُوفَ بشَتْمٍ
تَتَشَمّمُهُ الإرادة،
أبناءُ الآفاقِ يجُوبُون السواحل
و سيداتٌ الأرض آغْتُصِبْنَ بمَلَكُوتٍ
غدا الزرع فيه غير مَنْبُوت.
يُزعجُني هذا العالم
و يزعجني أكثر أن مُزْعَجٌ بنا،
أوّل القتل آخرهُ فناء
أول الظلم آخره تَسَيّبْ،
و شَطْرُ الأحوال و نزيفُ العين
و قلبٌ يَتَلَبّسُ غُمّتَه
كلهم مُسَبِّبَاتٌ لإنْحِطاطٍ كوني ما.
بآسم العالم وبآسم عُيونه
أشتكِي له لاَ لأحد
فأقول:
إحترسُوا من طِبَاعِكُم
فالشّرَهُ بالعيون
و أنتم تأكلون لحْمَ أجسادكم.
قتل يَجُوبُنَا
و دمارٌ من أجل آنتصارٍ على هزيمةٍ
يعلن تَسَيّبَهُ،
سَادَةُ الأرض ورَدّاتُ آنْفِعَالِهِم
كلنا بُلَهَاء
بُلَهَاءُ لِمَ؟
لأن آمْتِطاءَ البَغْتَةِ
سوف يُجَازفُ و سوفَ نسقُط
كشراعاتٍ هَوَتْ من رياحِها.
نحلمُ بالأرض و بِرَغِيدِ عيْشِها
لكن!
هناك من يَسْطُو على مَفَاخِرهَا
و يدّعِي أن الأرض للأسياد،
فنحن سَاَدُة الأرض
فالأرض آمْتِزَاجُنَا / لحمنا / و مَنْبَتُنَا
و أخيرةُ المَتَاوِي.
مَكْسُوّ هذا العالم
بمن ينتمِي للأرض في كل الإتجاهات
يجمعهم نبضٌ قلبيّ واحد
و حواس مُشْتَمَلَة
فما الفرق بيني و بينك!؟
أيها الكائن الإضْطِرَارِي.
جئْنَا فخَدَلْنَا هاتِه الأرض
و نَبَشْنَا في رحِمِهَا لنَقْتُلَ أشياءها،
أيها العالم أعْلِنُ لا آمْتِزَاجِي بِكَ
فأنا غريبٌ مادامَتْ حواسي
تَائِهَة بظِلاَلِك.
بَثْرٌ للجهَات
تَصْنيفٌ للأصْنَافِ
و ألوانٌ بشريّة
كُلّ على حسبِ لونِهِ يُعَيّرْ.
أنا واحد في كل الإتجاهات
و لن أجْهَرَ بأنِّي غَيْرِيّ
فأنا مِثلُ الجميع
أنهض في الصباح و أغتسل من عَاهَاتِي.
جنونٌ خلفي
و جنون في البئْر أنْتَشِلُهُ من عُمْقِي
و جنون خارج عن إرَادَتِي
يَكْتَسِحُ نُدْرَةَ مشاعِر هذا العالم.
سنبحر في اللّون
و سنَجُوبُ أحمرنا و أخضرنا و أزرقنا
لنقول أن الفناءَ إمْتِزَاجٌ
و نحن وردَتُه الفَانِية.
11/1/2009