التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,846
عدد  مرات الظهور : 162,307,978

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. > ملف القصة / رشيد الميموني
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08 / 06 / 2014, 07 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

غدير شامة

غديـــــــــــر شامـــــــــة

كأنما انتظرت دهرا لتوقظها الزغاريد المجلجلة المنبعثة من بيت شيخ القبيلة من غفوتها التي طالت ربما أكثر من اللازم .. شملتها رعشة عنيفة ولمعت عيناها ببريق غريب لم تنتبه إليه إلا من لازمتها من رفيقاتها وهن يندبن صباح مساء حظها العاثر ، ثم ابتسمت لمرور المنادي بين طرقات البلدة مهيبا بالأهالي القدوم لتهنئة شيخ القبيلة بازدياد حفيد له وحضور حفل العقيقة بعد أسبوع . شامة تبتسم ؟ هذا نذير شؤم ولا شك .. ذاك ما تفوه به فقيه البلدة الذي كان أول من حذر من مغبة ما تعرضت له شامة من ظلم .. شامة تبتسم .. بل وتدمع عيناها اللتان تحجرتا يوم كان الكل ينتظر منها نحيبا وعويلا ..
شامة – لمن لا يعرفها – كانت مضرب المثل في كل شيء .. الجمال والكياسة و الأدب .. الجميع كان يحب فيها تلك الروح المرحة وكل شيء فيها كان ينطق بالحيوية والطيبة .. إلى جانب ذلك ، حوت الفتاة مزايا قل من تتصف بها من بين قريناتها وهي في مقتبل العمر .. كانت تحسن التطبيب ببعض الأعشاب وتشفي الجروح معتمدة على وصفات ورثتها عن جدتها .. وكثيرا ما كان يتندر البعض قائلا إن المريض يكفيه النظر إلى عيون شامة ليشفى قبل أن يسري مفعول الدواء في جسده ..
شامة أحبت .. لكن حبها اصطدم برغبة ابن الشيخ في الزواج بها أو ربما فقط في الاستمتاع بها ردحا من الوقت ما دامت صبايا كثيرا تزوجن به عن طواعية أو مكرهات ، ليجدن أنفسهن كما كن من قبل وسط الحقول ، يعملن طول النهار ولا يرينه إلا لماما ، فتضطر أغلبيتهن إلى ملازمة بيت والديهن رفقة رضيعهن .
شامة أعلنت صراحة رفضها رغم نصيحة الكل بالتروي و المماطلة أو الهروب إن اقتضى الحال ..
- لن أماطل ولن أهرب .. من يكون ؟ .. فرعون زمانه ؟
فتزيد كلماتها من تأجيج رغبة الفتى المدلل وثورته ، ويقسم أمام الملأ أنها لن تكون لغيره حتى ولو اضطر لحرق البلدة بمن فيها .. وصار يتربص بها عائدة من المرعى عند الغدير وهو على جواده دون أن يجرِؤ على فعل شيء .. كان يكفي أن تتوقف وتنظر إليه مقطبة ليلوي عنان فرسه ويركض بعيدا .. فتجلس على حافة الغدير ساهمة وترمي بحجيرات على صفحة المياه الراكدة ..
في ذلك المساء الحزين .. عادت البقرات من المرعى في موكب تسير شامة في مؤخرته وهي تجر رجليها جرا .. وكأن البقرات أحست بمعاناتها وكانت شاهدة على ما حدث عند الغدير ..
تنزوي شامة في ركن مظلم من بيت النار .. تلاعب جمرات الكانون بقضيب حديدي وكأن الجمرات تستمد لهيبها مما يعتلج في نفسها وهي تتخيل الأدغال القريبة من الغدير حيث كانت تستحم في نشوة وبقراتها تنظر إليها حين تعلو ترنيمتها :
- العايلة مد يدك مدو
بالحناني ردو
العزيزة عليا

ثم ينتفض قلبها لرؤية قامة فارعة الطول وهي تنتصب أمامها وهي وحيدة مع بقراتها .. و الشمس تميل نحو قمة الجبل لتغوص في فيبدو كفوهة بركان .. لكن القامة الفارعة تحجب عنها كل شيء من حولها .
من ذا الذي يستطيع إقناع الشيخ بفعلة ابنه ؟ ومن ذا الذي يقدر على النيل من سمعته والانتخابات على الأبواب والكل يعلم باستحالة ذلك لما لكلمته وقراراته من وزن . فمن يريد الفوز ، عليه أولا بإرضاء الشيخ بكل شيء.. بالمال.. بالعرض.. بكل ما يشير به شيخ القبيلة .
فقيه البلدة وحده من أخذ بيد شامة بعد أن رفضت الأم التقدم بشكوى .. سأل الفتاة عما جرى فلم تجب سوى بإشارة بأصبعها نحو بيت الشيخ .. طرق الباب بعصاه الغليظة فانبرى الخادم بسحنته البليدة يسأله عما يريد ، ثم أطل الشيخ بجلبابه الفضفاض الذي يخفي كرشه المنتفخ وقد بدت على وجهه ملامح الانزعاج ..
تبادل الرجلان كلاما لم تفقه منه شامة شيئا . كانت كمن يعيش في عالم آخر ..عينان زائغتان وفم فاغر وشعر أشعث لم تتعهده بالعناية ككل صباح .
- هكذا إذن ؟ لم يمس ابنك شعرة منها.. ويتهمها ظلما بمعاشرة غيره .. ألا فلتعلم يا سيدي الشيخ أن الفتاة قد تفقد عقلها إن لم تكن قد فقدته فعلا بسبب ما حدث .. هي لم تبك لحد الآن و لم تصرخ .. لكنها سوف تفعل ذلك يوما ما .. بل ستفعل عكس ذلك .. سوف تبتسم وتضحك .. وحين يحدث هذا ، فإنه سيكون نذير شؤم عليكم ..
شامة تبتسم اليوم والزغرودة تجلجل من بيت الشيخ لتنطلق الاحتفالات والأفراح ليلا ونهارا .. غناء ورقص وسكر وأكل حتى الهزيع الأخير من الليل ليغط الجميع في النوم بينما صوت الفقيه يتعالى مؤذنا لصلاة الفجر .. لكن الآذان هذه المرة تصاحبه صرخة حادة تشق عنان السماء ، فيهرع الأهالي شبه نيام وينتشر خبر اختفاء الرضيع كالنار في الهشيم ويبدأ البحث في كل مكان ..
عند الأصيل .. وهناك على الجرف السحيق يتوقف الشيخ و ابنه وثلة من أهله في حالة يرثى لها من التعب والهلع .. يتطلعون بضراعة إلى شامة التي احتضنت الطفل وهي تنظر إليهم بتشف ..
- أهلا بشيخ القبيلة و ابنه البطل .. هل جئتما لتخليص ولي العهد ؟
فيجيبها الشيخ بصوت واهن مرتعش :
- كوني عاقلة يا شامة .. أنت تعرفين عاقبة فعلتك .. وأعدك ألا أحد يصيبك بسوء إذا عدت لرشدك و ناولتني الصبي ..
قهقهت شامة حتى تردد صدى ضحكتها بين الجبال وقالت :
- أنت خائف ؟ .. حقا .. ما سأفعله خطير .. أليس كذلك ؟ .. أنت تحب حفيدك .. وذاك التعس .. لم يفرح به كفاية ..يعز علي ذلك ..
- شامة ..
يتقدم فقيه المسجد وهو يشق الجمع وسط همهمة و نحيب تتبعه نظرات الرجاء والأمل ..
- شامة .. تعالي ابنتي .. لا تغضبي الله .. الصبي بريء .
- وهؤلاء ؟
سكت قليلا ثم أجاب :
- سيتولى الله أمرك .. اطمئني ..
- حسنا .. فلتعلن الحقيقة الآن و أمام الجماعة ..
ساد الصمت وتبادل الشيخ و ابنه النظرات ثم تقدما نحوها ، فتراجعت نحو حافة الهاوية .. عندئذ تعالت الشهقات وأغمي على زوجة الشيخ و كنته .. - ليست لديكما الشجاعة لقول الحقيقة .. الشجاعة والرجولة فقط للاعتداء على فتاة ضعيفة مثلي .
تميل الشمس للمغيب و تزيد صفرتها من وحشة المكان .. و تتأمل شامة الرضيع برهة ثم ترفع رأسها قائلة في حزم :
- مع أخر شعاع للشمس سأكون هناك في الأسفل مع هذا الصبي .
- شامة ابنتي .. الله يرضى عليك .. لا تكوني مجنونة ..
- مجنونة ؟..حتى أنت يا سيدي الفقيه ؟
أجهشت بالبكاء وقد خنقتها العبرات ..
- حسنا .. أنا الفاعل .. و اعترف أمام الجميع .. ماذا تريدين أكثر من هذا ؟ أنا على استعداد لدفع ما تريدين .. الآن هاتي الطفل .. وكفى من العناد .
سرت همهمة بين الحشد والعيون تتطلع إلى ابن الشيخ ثم إلى الفقيه وهو يتقدم بحذر نحو شامة ثم يتوقف قائلا :
- شامة ابنتي ..يكفي الآن .. هل هذا ما كنت تريدين سماعه ؟ أعطيني الصبي ..
يسود الصمت من جديد بينما تنظر شامة خلفها ، ربما لتتأكد من المسافة التي تفصلها عن الهاوية السحيقة .. وفجأة تأخذها نوبة من الضحك الهستيري حتى تدمع عيناها ثم تقول وهي لا تزال تضحك :
- حقا .. ما أجمل الشهامة و المروءة والتضحية .. هنيئا لك يا شيخ بهذا الابن البار ، لكن ..
يغوص قرص الشمس شيئا فشيئا وراء قمة الجبل ، وتضع شامة يدها اليسرى فوق عينيها ثم تقول :
- هيه يا شيخ .. ما بك ؟ .. ألا تعلن الحقيقة وتتحلى بالشجاعة مثل ابنك ؟
- أية حقيقة يا بنتي ؟ – يسأل الفقيه ممتعضا – لا شك أنك جننت ..
- لا يا سيدي الفقيه سيجن الشيخ حين يعلن فعلته ..
في تلك اللحظة و الأنظار تنظر إليها بذهول ، هجم الشيخ نحوها ، لكن يد ابنه امتدت تمنعه من ذلك ..
- سيدي الفقيه .. ليعلن الشيخ فعلته معي ..و أنا أسلمك الطفل .. وإذا أنكر أعطيتك الدليل ..
الشيخ في أوج ثورته يرغي ويزبد .. لكنه لا يستطيع الإفلات من قبضة ابنه ..
- الفاجرة بنت الفاجرة .. سوف ترين ما سيحل بك وبأهلك الأنجاس .. عن أي دليل تتحدثين أيتها اللقيطة ؟
- أنا أشرف منك ومن رهطك أيها الوحش .. أما الدليل فهو الخال الذي بجانب سرتك ..
- عيب يا بنتي .. عيب .. هذه ليست تربية والديك ..
- عفوا سيدي الفقيه .. لا تظلمني - ردت شامة منتحبة – لست أقل منك حرجا وحياء .. لكن لا بد من دليل على اعتداء هذا الوحش علي .. أعذرني سيدي فهذه ساعة الحقيقة . اسأله ..هل ينكر أم أضيف دليلا آخر أكثر وضوحا رغم خدشه للحياء ؟
ويطول الانتظار .. حتى يتسرب الملل و الإعياء إلى النفوس .. فتصيح شامة :
- يا أهل الجماعة . هذا هو شيخكم بوقاره و جلاله و كبريائه .. لم يجد إلا فتاة ضعيفة ليفرغ فيها نزوته وشهوته الحيوانية . وكان علي انتظار هذا المولود كي تظهر الحقيقة . أمي ماتت قهرا بسبب ذنب لم أقترفه . هل تحسون بمدى آلامي ؟ ها هو أمامكم .. هو وابنه .. من طينة واحدة .. أفيقوا وانظروا إلى أنفسكم كيف بهدلها الخنوع والذل، وكيف صارت بناتكم سلعة تباع و تشترى .. الآن أطلب منكم الانصراف ..لن تروني بعد اليوم .. فالوحش سيتربص بي .. ليبق سيدي الفقيه كي أسلمه الوليد ..
حتى الآن لا يعرف أحد أين اختفت شامة وأين تعيش .. الأقوال تتضارب .. البعض يؤكد سماع ضحكتها عند مرورهم بالغابة القريبة من البلدة .. و آخرون يشكون في التجائها إلى الكهوف المجاورة .. أما رفيقاتها فيظللن ساعات طويلة عند الغدير يتحدثن عنها بأسى ، ناظرات بين الفينة و الأخرى إلى المياه الراكدة و قعر الغدير الحالك ..غدير شامة .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 14 / 10 / 2022 الساعة 10 : 01 PM.
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 01 / 2017, 43 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
محمد الصالح الجزائري
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام


 الصورة الرمزية محمد الصالح الجزائري
 





محمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond reputeمحمد الصالح الجزائري has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: غدير شامة

غديـــــــــــر شامـــــــــة

[frame="13 98"][align=justify] كأنما انتظرت دهرا لتوقظها الزغاريد المجلجلة المنبعثة من بيت شيخ القبيلة من غفوتها التي طالت ربما أكثر من اللازم .. شملتها رعشة عنيفة و لمعت عيناها ببريق غريب لم تنتبه إليه إلا من لازمتها من رفيقاتها وهن يندبن صباح مساء حظها العاثر ، ثم ابتسمت لمرور المنادي بين طرقات البلدة مهيبا بالأهالي القدوم لتهنئة شيخ القبيلة بازدياد حفيد له
وحضور حفل العقيقة بعد أسبوع . شامة تبتسم ؟ هذا نذير شؤم ولا شك .. ذاك ما تفوه به فقيه البلدة الذي كان أول من حذر من مغبة ما تعرضت له شامة من ظلم .. شامة تبتسم .. بل وتدمع عيناها اللتان تحجرتا يوم كان الكل ينتظر منها نحيبا و عويلا ..
شامة – لمن لا يعرفها – كانت مضرب المثل في كل شيء .. الجمال والكياسة و الأدب .. الجميع كان يحب فيها تلك الروح المرحة وكل شيء فيها كان ينطق بالحيوية و الطيبة .. إلى جانب ذلك ، حوت الفتاة مزايا قل من يتصف بها من بين قريناتها وهي في مقتبل العمر .. كانت تحسن التطبيب ببعض الأعشاب وتشفي الجروح معتمدة على وصفات ورثتها عن جدتها .. وكثيرا ما كان يتندر البعض قائلا إن المريض يكفيه النظر إلى عيون شامة ليشفى قبل أن يسري مفعول الدواء في جسده ..
شامة أحبت .. لكن حبها اصطدم برغبة ابن الشيخ في الزواج بها أو ربما فقط في الاستمتاع بها ردحا من الوقت ما دامت صبايا كثيرا تزوجن به عن طواعية أو مكرهات ، ليجدن أنفسهن كما كن من قبل وسط الحقول ، يعملن طول النهار ولا يرينه إلا لماما ، فتضطر أغلبيتهن إلى ملازمة بيت والديهن رفقة رضيعهن .
شامة أعلنت صراحة رفضها رغم نصيحة الكل بالتروي و المماطلة أو الهروب إن اقتضى الحال ..
- لن أماطل ولن أهرب .. من يكون ؟ .. فرعون زمانه ؟
فتزيد كلماتها من تأجيج رغبة الفتى المدلل وثورته ، ويقسم أمام الملأ أنها لن تكون لغيره حتى ولو اضطر لحرق البلدة بمن فيها .. وصار يتربص بها عائدة من المرعى عند الغدير وهو على جواده دون أن يجرِؤ على فعل شيء .. كان يكفي أن تتوقف و تنظر إليه مقطبة ليلوي عنان فرسه و يركض بعيدا .. فتجلس على حافة الغدير ساهمة وترمي بحجيرات على صفحة المياه الراكدة ..
في ذلك المساء الحزين .. عادت البقرات من المرعى في موكب تسير شامة في مؤخرته وهي تجر رجليها جرا .. وكأن البقرات أحست بمعاناتها وكانت شاهدة على ما حدث عند الغدير ..
تنزوي شامة في ركن مظلم من بيت النار .. تلاعب جمرات الكانون بقضيب حديدي وكأن الجمرات تستمد لهيبها مما يعتلج في نفسها وهي تتخيل الأدغال القريبة من الغدير حيث كانت تستحم في نشوة وبقراتها تنظر إليها حين تعلو ترنيمتها :
- العايلة مد يدك مدو
بالحناني ردو
العزيزة عليا
ثم ينتفض قلبها لرؤية قامة فارعة الطول وهي تنتصب أمامها وهي وحيدة مع بقراتها .. و الشمس تميل نحو قمة الجبل لتغوص في فيبدو كفوهة بركان .. لكن القامة الفارعة تحجب عنها كل شيء من حولها .
من ذا الذي يستطيع إقناع الشيخ بفعلة ابنه ؟ ومن ذا الذي يقدر على النيل من سمعته والانتخابات على الأبواب والكل يعلم باستحالة ذلك لما لكلمته وقراراته من وزن . فمن يريد الفوز ، عليه أولا بإرضاء الشيخ بكل شيء.. بالمال.. بالعرض.. بكل ما يشير به شيخ القبيلة .
فقيه البلدة وحده من أخذ بيد شامة بعد أن رفضت الأم التقدم بشكوى .. سأل الفتاة عما جرى فلم تجب سوى بإشارة بأصبعها نحو بيت الشيخ .. طرق الباب بعصاه الغليظة فانبرى الخادم بسحنته البليدة يسأله عما يريد ، ثم أطل الشيخ بجلبابه الفضفاض الذي يخفي كرشه المنتفخ وقد بدت على وجهه ملامح الانزعاج ..
تبادل الرجلان كلاما لم تفقه منه شامة شيئا . كانت كمن يعيش في عالم آخر ..عينان زائغتان وفم فاغر و شعر أشعث لم تتعهده بالعناية ككل صباح .
- هكذا إذن ؟ لم يمس ابنك شعرة منها.. ويتهمها ظلما بمعاشرة غيره .. ألا فلتعلم يا سيدي الشيخ أن الفتاة قد تفقد عقلها إن لم تكن قد فقدته فعلا بسبب ما حدث .. هي لم تبك لحد الآن و لم تصرخ .. لكنها سوف تفعل ذلك يوما ما .. بل ستفعل عكس ذلك .. سوف تبتسم وتضحك .. وحين يحدث هذا ، فإنه سيكون نذير شؤم عليكم ..
شامة تبتسم اليوم والزغرودة تجلجل من بيت الشيخ لتنطلق الاحتفالات والأفراح ليلا ونهارا .. غناء ورقص وسكر وأكل حتى الهزيع الأخير من الليل ليغط الجميع في النوم بينما صوت الفقيه يتعالى مؤذنا لصلاة الفجر .. لكن الآذان هذه المرة تصاحبه صرخة حادة تشق عنان السماء ، فيهرع الأهالي شبه نيام وينتشر خبر اختفاء الرضيع كالنار في الهشيم ويبدأ البحث في كل مكان ..
عند الأصيل .. وهناك على الجرف السحيق يتوقف الشيخ و ابنه وثلة من أهله في حالة يرثى لها من التعب والهلع .. يتطلعون بضراعة إلى شامة التي احتضنت الطفل وهي تنظر إليهم بتشف ..
- أهلا بشيخ القبيلة و ابنه البطل .. هل جئتما لتخليص ولي العهد ؟
فيجيبها الشيخ بصوت واهن مرتعش :
- كوني عاقلة يا شامة .. أنت تعرفين عاقبة فعلتك .. وأعدك ألا أحد يصيبك بسوء إذا عدت لرشدك و ناولتني الصبي ..
قهقهت شامة حتى تردد صدى ضحكتها بين الجبال وقالت :
- أنت خائف ؟ .. حقا .. ما سأفعله خطير .. أليس كذلك ؟ .. أنت تحب حفيدك .. وذاك التعس .. لم يفرح به كفاية ..يعز علي ذلك ..
- شامة ..
يتقدم فقيه المسجد وهو يشق الجمع وسط همهمة و نحيب تتبعه نظرات الرجاء و الأمل ..
- شامة .. تعالي ابنتي .. لا تغضبي الله .. الصبي بريء .
- وهؤلاء ؟
سكت قليلا ثم أجاب :
- سيتولى الله أمرك .. اطمئني ..
- حسنا .. فلتعلن الحقيقة الآن و أمام الجماعة ..
ساد الصمت وتبادل الشيخ و ابنه النظرات ثم تقدما نحوها ، فتراجعت نحو حافة الهاوية .. عندئذ تعالت الشهقات وأغمي على زوجة الشيخ و كنته .. - ليست لديكما الشجاعة لقول الحقيقة .. الشجاعة و الرجولة فقط للاعتداء على فتاة ضعيفة مثلي .
تميل الشمس للمغيب و تزيد صفرتها من وحشة المكان .. و تتأمل شامة الرضيع برهة ثم ترفع رأسها قائلة في حزم :
- مع أخر شعاع للشمس سأكون هناك في الأسفل مع هذا الصبي .
- شامة ابنتي .. الله يرضى عليك .. لا تكوني مجنونة ..
- مجنونة ؟..حتى أنت يا سيدي الفقيه ؟
أجهشت بالبكاء وقد خنقتها العبرات ..
- حسنا .. أنا الفاعل .. و اعترف أمام الجميع .. ماذا تريدين أكثر من هذا ؟ أنا على استعداد لدفع ما تريدين .. الآن هاتي الطفل .. وكفى من العناد .
سرت همهمة بين الحشد و العيون تتطلع إلى ابن الشيخ ثم إلى الفقيه وهو يتقدم بحذر نحو شامة ثم يتوقف قائلا :
- شامة ابنتي ..يكفي الآن .. هل هذا ما كنت تريدين سماعه ؟ أعطيني الصبي ..
يسود الصمت من جديد بينما تنظر شامة خلفها ، ربما لتتأكد من المسافة التي تفصلها عن الهاوية السحيقة .. وفجأة تأخذها نوبة من الضحك الهستيري حتى تدمع عيناها ثم تقول وهي لا تزال تضحك :
- حقا .. ما أجمل الشهامة و المروءة والتضحية .. هنيئا لك يا شيخ بهذا الابن البار ، لكن ..
يغوص قرص الشمس شيئا فشيئا وراء قمة الجبل ، وتضع شامة يدها اليسرى فوق عينيها ثم تقول :
- هيه يا شيخ .. ما بك ؟ .. ألا تعلن الحقيقة وتتحلى بالشجاعة مثل ابنك ؟
- أية حقيقة يا بنتي ؟ – يسأل الفقيه ممتعضا – لا شك أنك جننت ..
- لا يا سيدي الفقيه سيجن الشيخ حين يعلن فعلته ..
في تلك اللحظة و الأنظار تنظر إليها بذهول ،هجم الشيخ نحوها ، لكن يد ابنه امتدت تمنعه من ذلك ..
- سيدي الفقيه .. ليعلن الشيخ فعلته معي ..و أنا أسلمك الطفل .. و إذا أنكر أعطيتك الدليل ..
الشيخ في أوج ثورته يرغي ويزبد .. لكنه لا يستطيع الإفلات من قبضة ابنه ..
- الفاجرة بنت الفاجرة .. سوف ترين ما سيحل بك وبأهلك الأنجاس .. عن أي دليل تتحدثين أيتها اللقيطة ؟
- أنا أشرف منك و من رهطك أيها الوحش .. أما الدليل فهو الخال الذي بجانب سرتك ..
- عيب يا بنتي .. عيب .. هذه ليست تربية والديك ..
- عفوا سيدي الفقيه .. لا تظلمني - ردت شامة منتحبة – لست أقل منك حرجا و حياء .. لكن لا بد من دليل على اعتداء هذا الوحش علي .. أعذرني سيدي فهذه ساعة الحقيقة . اسأله ..هل ينكر أم أضيف دليلا آخر أكثر وضوحا رغم خدشه للحياء ؟ ويطول الانتظار .. حتى يتسرب الملل و الإعياء إلى النفوس .. فتصيح شامة :
- يا أهل الجماعة . هذا هو شيخكم بوقاره و جلاله و كبريائه .. لم يجد إلا فتاة ضعيفة ليفرغ فيها نزوته وشهوته الحيوانية . وكان علي انتظار هذا المولود كي تظهر الحقيقة . أمي ماتت قهرا بسبب ذنب لم أقترفه . هل تحسون بمدى آلامي ؟ ها هو أمامكم .. هو وابنه .. من طينة واحدة .. أفيقوا وانظروا إلى أنفسكم كيف بهدلها الخنوع و الذل، وكيف صارت بناتكم سلعة تباع و تشترى .. الآن أطلب منكم الانصراف ..لن تروني بعد اليوم .. فالوحش سيتربص بي .. ليبق سيدي الفقيه كي أسلمه الوليد ..
حتى الآن لا يعرف أحد أين اختفت شامة و أين تعيش .. الأقوال تتضارب .. البعض يؤكد سماع ضحكتها عند مرورهم بالغابة القريبة من البلدة .. و آخرون يشكون في التجائها إلى الكهوف المجاورة .. أما رفيقاتها فيظللن ساعات طويلة عند الغدير يتحدثن عنها بأسى ، ناظرات بين الفينة و الأخرى إلى المياه الراكدة و قعر الغدير الحالك ..غدير شامة .

[/align]
[/frame]
[align=justify]سنتان ونصف مرت على نوم (غدير شامة) ولم يوقظها أحد ! لا أدري كيف بقيت هذه القصة حبيسة ملف الميموني القصصي ؟! قصة معتّقة بطقوس ديكور بدوي ، أحكم الميموني رسمه بإتقان! هي لحظة وجيزة من القراءة ، حتى وجدتني أحد أفراد تلك القبيلة ! غدير شامة ، موضوع يفضح واقع الكثير من مجتمعاتنا..لغة السرد جاءت ملتصقة بتربة البادية..الأحداث والأجواء تعاقبت حتى آخر أشعة شمس ذلك المساء..بسلاسة ومرونة..الفعل التصويري..السياق الوصفي الميموني..المتّكئ على الموروث الثلاثي المنبع..العربي/الفرنسي/ الإسباني..أعطى للقاص القدرة على تحريك الأحداث بجميع ما يحيط بها من أوصاف..هذا ما استقرّ لديّ مسافة استمتاع بالقصة/القصة..ستكون لي عودة ، إن شاء الله ، ومعي المشرط التوفيقي الصوفي (ابتسامة)..شكرا لك أخي الأستاذ رشيد على قصة تحتاج أكثر من قراءة..[/align]
توقيع محمد الصالح الجزائري
 قال والدي ـ رحمه الله ـ : ( إذا لم تجد من تحب فلا تكره أحدا !)

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد الميموني ; 09 / 01 / 2017 الساعة 24 : 05 PM.
محمد الصالح الجزائري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 01 / 2017, 04 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: غدير شامة

ماذا بقي لي أن أضيفه هنا صديقي وأخي وجاري الأحب ؟
تأخذني سنة وأنا أقرأ تعليقك بكل نشوة ومتعة .. فأجد فيه ما يضفي على قصتي رونقا ووهجا .
فعلا .. عاجز عن إيفائك حقك من الشكر أخي محمد الصالح ..


بالقرب من هذا المكان استوحيت القصة .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 01 / 2017, 33 : 03 PM   رقم المشاركة : [4]
رياض محمد سليم حلايقه
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية رياض محمد سليم حلايقه
 





رياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond reputeرياض محمد سليم حلايقه has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الشيوخ - الخليل - فلسطين

رد: غدير شامة

الأخ الأديب رشيد
قصة أخرى من ابداعك المتجدد
وصدق أخي الأستاذ محمد الصالح
في رده الموجز القوي
دمت مبدعا
توقيع رياض محمد سليم حلايقه
 http://"]http://[/URL]
رياض محمد سليم حلايقه غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 08 / 01 / 2017, 07 : 04 PM   رقم المشاركة : [5]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: غدير شامة

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رياض محمد سليم حلايقه
الأخ الأديب رشيد
قصة أخرى من ابداعك المتجدد
وصدق أخي الأستاذ محمد الصالح
في رده الموجز القوي
دمت مبدعا

الغالي رياض
جاء تعليقك هذا ليزيد من وهج حروفي وتالق كلماتي .
تعودت على تجاوبك مع نصوصي وفي هذا ربح كبير لها .
بارك الله فيك وفي طيبتك .
محبتي
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 01 / 2017, 17 : 11 PM   رقم المشاركة : [6]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: غدير شامة

[align=justify]أخي الحبيب رشيد.. أسعد الله أوقاتك..
قرأت القصة مرة أولى بعدما أعادها أخي محمد الصالح إلى شريط المشاركات العشر الأخيرة، بعد سنتين من نشرها، فاستمتعت بها أيَّما استمتاع، ولكنني رأيت تأجيل التعليق عليها إلى ما بعد قراءتها ثانية؛ وحين عدت فوجئت باختفائها من شريط المشاركات بسرعة، فقررت العودة لاحقاً لقراءتها، لاستعادة المتعة ثم التعليق، ولم تُتَح لي الفرصة إلا الآن..
أخي الحبيب.. بعض الإبداع لا يترك أثراً في متلقيه إلا كأثر الطفح على الجلد، وبعض الإبداع يبقى محفوراً في الذاكرة فلا يزول ولا يغيب، وفي نظري، أن قصتك هذه من النوع الثاني الذي يصعب أن تنساه ذاكرة القارئ..
هل هذا لتكاملها فنياً وموضوعياً؟ ربَّما.. أم لجمال صياغتها وسلاسة سردها؟ ربَّما.. أم لنجاحك في تشكيل الأجواء البدوية التي اخترتها مسرحاً لأحداث قصتك؟ ربَّما.. أم لصدق العاطفة التي حرَّكَت فيكَ الرغبة بإبداع هذه القصة؟ ربَّما..
وربَّما لأنَّ هذه القصة جمعَت كلَّ ذلك دفعةً واحدة، فجاءت صادقة مُؤثرة وممتعة، في آنٍ معاً، على الرغم من نهايتها الصادمة..
دون مبالغة ولا مجاملة، أنتَ قاصٌّ مبدع يا أخي.. أدامكَ الله مبدعاً..
مع محبتي وتقديري..[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 01 / 2017, 07 : 12 AM   رقم المشاركة : [7]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: غدير شامة

العزيز الغالي محمد توفيق ..
لا أدري هل أبدأ بالتعبير عن مدى سعادتي لما حواه تعليقك من ثناء وإطراء ، أم أعود للقصة فأعيد قراءتها من جديد واسبر أغوارها لأعيش لحظات في تلك الأماكن العزيزة على قلبي ..
أعتبر نفسي محظوظا لكون النص وقع بين يدي أديبين بحجمك وحجم أخي محمد الصالح .
غدير شامة لا زلت أحن إليه وأزوره كلما اشتد بي الشوق لأعيش ذكريات طفولتي بين الوديان والتلال .. في الغابات وعلى قمم الجبال .
شكرا من كل قلبي .
لك محبتي وتقديري الدائمان .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 05 / 2021, 52 : 05 AM   رقم المشاركة : [8]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: غدير شامة

سرد دائم المتعة والتشويق، وكأني فتحت كتابا من كتب الأساطير، خاصة تلك النهاية الشبيهة بقصة / أسطورة la contessa ، جل قصصك أستاذ رشيد تغريني بالعودة للنص وبالقراءة والدراسة والتأويل، لعلي أصبح ناقدة بفضل قصصك..
شكرا لك على هذه المتعة التي أجدها في كلماتك، وأرجو أن تكون بخير وتعود لنا سريعا..
في مثل هذا الوقت من العام الماضي كنت شهريارا تحتفل بشهر أيار في شرفتك وخواطرك .. فعد
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 05 / 2021, 45 : 05 PM   رقم المشاركة : [9]
عادل ابوعمر
شاعر وأديب / يكتب مختلف الأصناف الشعرية والأدبية

 الصورة الرمزية عادل ابوعمر
 





عادل ابوعمر is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: غدير شامة

وها أنا أتردد من أين أبدأ المتابعة للنصوص من جديد عرفانا بفضل هذا المنتدى وإسهاما في انعاشه بما يستحق من تفاعل..
وها أنا في حيرتي يستوقفتي اسمك الميمون واختار البداية بالقصة لعلي أجد ما يفتح في آفاق أدبية هجرتني لفترة ليست قصيرة..
وها قلمك يستدرجني من الملل للاهتمام ثم الشغف ثم المتعة بين أشجار الغابة وكوخ شامة ونار كانونها ونزيف جرحها وكرامتها المغتصبة..
اخي رشيد، تمتلك ناصية السرد بهدوء وحرفية وجمال جذاب دون افتعال..
سعدت بمروري هنا وابحاري بين كلماتك الرائعة.
توقيع عادل ابوعمر
 كن جميلاً تر الوجود جميلا
عادل ابوعمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 10 / 2022, 50 : 12 PM   رقم المشاركة : [10]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: غدير شامة

اقتباس
 عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
سرد دائم المتعة والتشويق، وكأني فتحت كتابا من كتب الأساطير، خاصة تلك النهاية الشبيهة بقصة / أسطورة la contessa ، جل قصصك أستاذ رشيد تغريني بالعودة للنص وبالقراءة والدراسة والتأويل، لعلي أصبح ناقدة بفضل قصصك..
شكرا لك على هذه المتعة التي أجدها في كلماتك، وأرجو أن تكون بخير وتعود لنا سريعا..
في مثل هذا الوقت من العام الماضي كنت شهريارا تحتفل بشهر أيار في شرفتك وخواطرك .. فعد

وها أنذا في عودتي الجديدة هاته أجد ما يبهج الصدر من كلمات محفزة لي على المزيد من العطاء الأدبي .
شكرا خولة وأتمنى أن تحظى قصصي بنقدك الرصين .
خالص المودة والتقدير
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
شالة, غدير


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
((( ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق - عيدٌ بِحَجْمِكَ يَا وَطَنْ نموذجا عادل سلطاني ارتباط الهوية بالمكان عند الشاعر طلعت سقيرق 7 12 / 11 / 2012 53 : 09 PM
عيدٌ بعيد / شعر وإلقاء طلعت سقيرق ( يوتيوب ) هدى نورالدين الخطيب أمسيات طلعت سقيرق الشعرية/ فيديو 10 21 / 08 / 2012 45 : 07 PM
عيدٌ بدونِ حبيبتي محمد حمدي غانم شعر التفعيلة 7 09 / 11 / 2011 35 : 01 AM
صامت العيون عماد الدين عميروش الخاطـرة 0 24 / 12 / 2008 56 : 11 PM


الساعة الآن 41 : 09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|