التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,856
عدد  مرات الظهور : 162,345,144

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > القصص
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 04 / 2008, 30 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

المدينة

[frame="10 98"]
[align=justify]
المرآة ذات وجه واحد.. القمر يأتي من خلال زجاج النافذة، وعلى الوسادة الصغيرة يحاول أن ينام، رسمت سهاد على الشفتين ابتسامة عريضة، فضحكت المرآة، وتنهد القمر.. لكنها دون سابق إنذار سحبت ابتسامتها، فاكتأب المحيط أو كاد.
صباحاً، خرج الوالد محملاً بالكثير من الطلبات.. هكذا هي الحال كلّما ذهب في سفر.. الأم تطلب.. الأخوة يطلبون.. وحدها سهاد لم تكن تطلب أي شيء.. كان الوالد يصرّ.. في كلّ مرة كان يصرّ.. وفي كل مرة كانت تطلب صورة للمدينة التي تسكن القلب.. الوالد كان يضحك.. والوالدة.. كذلك الأخوة.. يسأل الوالد: "كم صورة صار عندك لهذه المدينة"؟؟ تجيب سهاد وهي تهزّ رأسها بألم: "خمس وأربعون صورة".. يقول الوالد "ومتى ستنتهين من قصة الصور"؟؟ تقول سهاد: "عندما أعود إلى مدينتي.. الصور عندها ستكون واقعاً" هزّ الوالد رأسه ورحل.
كان الصغير أحمد يسأل: "لماذا لا نطير معاً على حصان أبيض.. عندها ستفتح مدينتك ذراعيها لاستقبالنا".. تضحك سهاد.. تلهث وراء الحلم.. ثم تصحو.. تقول: "متى ستكبر يا أحمد.. ألا تعرف أن الحصان لا يطير"؟؟ تقطع كلامها وتشرد.. تضع يدها على خدّها.. كانت تخاف دائماً أن تموت المدينة.. مرّات عديدة قامت من نومها مفزوعة وهي تصرخ: "إنهم يطلقون الرصاص عليها.. المدينة تموت.." كان الأهل يتجمعون حولها ويقسمون أن المدينة لا يمكن أن تموت.. كانت تترك الفراش وتذهب إلى صورها.. تلمسها ببرق الأصابع.. تقبلها صورة صورة.. بعدها تشعر بالدفء.. والدفء يدفع أحياناً لبكاء مرير.. قالت لأحمد وهي تحدق في عينيه: "إذا توقفت الصور قبل أن أعود إلى المدينة، فهذا يعني أنهم قتلوها.. كم أخاف ذلك" قال: "غريبة أنت يا سهاد.. لماذا تفكرين هكذا.. من يستطيع أن يقتل المدينة" لم تجب.. كانت تتمنى أن تعود إلى هناك.. أن تعيش الحقيقة بدل الصور..
فكرّت بسفر الوالد.. خطر على البال أنه لن يعود.. هزّت رأسها بانفعال وكأنها تحاول أن تطرد هذه الفكرة.. قالت: "عندها ستبقى الصور هكذا لن يزيد عددها.." تغير الوجه في المرآة وانسحب القمر.. حدّقت في المرآة أكثر، فرأت وجهاً مليئاً بالحزن.. أغمضت عينيها.. صاحت: "سيعود ليحضر صورة جديدة" صمتت ثم قالت بخوف "ماذا لو عاد ولم يحضر أي صورة"؟؟ ابتعدت عن المرآة بعد أن فتحت عينين حائرتين.. قامت إلى صورها.. فردتها على السرير.. واحدة.. اثنتان.. و.. خمس وأربعون.. "خمس وأربعون صورة" رفعت الصورة الأخيرة وتساءلت "لماذا كل هذه المساحة من الغيوم في سماء الصورة" حاولت أن تجد جواباً ما.. نظرت إلى الصور الأخرى.. رتبتها.. شعرت أنها تشكل خطاً متصلاً ينتهي عند الصورة الأخيرة.. اقتربت من الصور.. تمددت.. أغمضت عينيها.. وقعت بين الصحو والحلم..
كان الوالد في مساحة ما يقترب وفي يده صورة جديدة.. حاولت أن تقبض عليها.. الصورة هربت.. صوت قطرات الماء المتتابعة من الصنبور مسكون بالرتابة.. الصورة تتابع الهرب والابتعاد.. ركضت سهاد.. صاح الوالد "إلى متى قصة الصور"؟؟ قال أحمد "على ظهر حصان نطير.." اقتربت سهاد من الصورة.. مدّت يدها.. الصورة تحركت.. صاحت سهاد "المدينة لم تعد بعد فلماذا تهربين"؟؟.. الصورة لم تجب.. ركضت سهاد وارتمت فوقها.. الصورة تحركت مبتعدة.. قامت سهاد وتابعت ركضها في طريق طويل طويل..
[/align]
[/frame]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جريمة في المدينة Arouba Shankan الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 4 20 / 10 / 2018 32 : 11 PM
مسابقة للبراعم : هل تعرف هذه المدينة ؟ رشيد الميموني نادي الأطفال 382 09 / 05 / 2012 13 : 11 PM
خوف المدينة و بقايا المطر جمال سبع قصيدة النثر 4 23 / 02 / 2011 22 : 12 AM
المدينة الفاتنة أ. د. صبحي النيّال قصيدة النثر 0 29 / 01 / 2008 19 : 09 PM
أسماء المدينة النبوية وفاء النجار أدعية و أذكار و فوائد دينية 0 17 / 01 / 2008 17 : 09 PM


الساعة الآن 31 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|