التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,851
عدد  مرات الظهور : 162,328,211

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مجتمع نور الأدب > أقسام الواحة > الصحافة والإعلام > الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين
الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين رئيسه ومؤسسه و المشرف عليه الشاعر الأديب د. محمد شادي كسكين

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
قديم 26 / 04 / 2008, 32 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

موسوعة الراحلين 2007م

المركز الإفتراضي لإبداع الراحلين
موسوعة الراحلين 2007م

عبدالله الفيصل
سيف لم يغمده الرحيل ..

(1923م-2007) (-1343 - 1428)

*
د. محمد شادي كسكين
رئيس المركز الإفتراضي لإبداع الراحلين


ولد في مدينة الرياض السعودية‘ وتولى تنشئته جده الملك عبد العزيز آل سعود‘ ثم سافر مع والده سمو الأمير فيصل ( الملك فيما بعد) إلى الحجاز حيث كان والده يقيم هناك كنائب للملك ووزير للخارجية-فهيأ له كل وسائل التعلم والمعرفة00
يعد الفيصل رائدا للنزعة الرومانتيكية في الشعر النجدي المعاصر- وأحد أقطاب الشعر العاطفي في العالم العربي- تغلب على شعره سمة الترف والأناقة00



أهديت لي زهرتك اليانعة لكن روحي ذبلت منذ حين
كأنها أنشودة بارعة ضاع صداها في زحام السنين
واحسرتا للحكمة الرائعة أحظى بها في كل معنى حزين

- حديث زهرتين –




يمتاز شعر الفيصل بالعفوية والعاطفة والخيال الخصب والموسيقى الكلاسيكية مع محافظة واضحة على ملامح الشعر المأثور شكلا وصياغة وابتعادا عن النزعات التجديدية المعاصرة00



ياحبيبي أين تلك الأمسيات
يوم كنا من هوانا في سبات
يا حبيبي كيف ذاك الحب مات
عندما دبت به روح الحياة
ياحبيبي ذكريات الأمس تهفو
أبدا أصحو عليهن وأغفو
كلما ودعت طيفا لاح طيف
أترى قلبك بعد الهجر يصفو
- كنا وكان –


يؤمن الفيصل بقضاء الله وقدره00ويمتلك علاقة وطيدة مع الموت لاتثير جزعه أو قلقه00بل يستبصر حالة درامية مؤجلة‘ حالة مأساوية تضيء الأبعاد المجهولة للنفس- حالة زمنة قصيرة تبتكرها المخيلة ليستمر التواصل مع الأحياء في لحظة رهيبة مهيبة- ومشهد عاطفي عاصف وجليل00
يكسر الموت الزمن الفردي للشاعر00ويغلف أجنحة فضاءاته دون أن يقيدها أو يرسم لها حدودا00بل إنه يستنهض في النفس كوامن الوفاء وعرى المحبة التي تنتصرصادقة عليه- هي سوية الإرتقاء في عالمين لايبعدان عن بعضهما كثيرا00 الموت الحياة00 والحياة الموت00



هو الداء يعبث في أضلعي
إذا مانعيت فلا تفزعي
وزوري ترابي إذا ما السكون
أطل وعند الثرى فاركعي
أطيلي الوقوف على مدفني
إذا مااعتزمت بأن ترجعي
وحطي على القبر بعض الزهور
ففي الزهر ذكرى لقاّ ممتع"


- أطيلي الوقوف –





يقول د0 نزار العاني في بحثه " فلسفة الحب واشكالية العشق في شعر عبد الله الفيصل" تفجرت موهبة الشاعر عبدالله الفيصل وترعرت في مركز ثالوث يتمثل بالشعرو الحب والإحساس بالحرمان‘ وفي بؤرة هذا الثالوث تشكلت شخصيته الإنسانية مثلثة الوجوه : الإنسان الفنان‘ والإنسان العاشق‘ والإنسان المحزون" ثم يقول:
" في قارب أشرعته الشعر والحب والشجن‘ كما تفصح قصائده بلا مواربة- أبحر عبد الله الفيصل باحثا عن مرفأ اسطوري يرسو فيه- ليسكت اللهفة المشتعلة في جوانحه00والتي تلوب وراء معنى العالم‘ وتبحث عما وراء القناع الذي يغطي وجه الإنسان- شراع الشعر عند الفيصل هو ثمرة التخيل الذهني والفني- به نحتال على وحشة الزمن‘ ونتجاوز مرارة الإقتراب من الشيخوخة‘ وهو الجسر الدائم للإحساس ببهجة الشباب والقدرة على الإبداع ‘ وبه تكتمل لذة الهوى:



الشعر يوحيه الشباب وخياله الزاهي العجاب
الشعر هزات الفؤاد للوصلأو خوف البعاد
الشعر يبعثه الخيال ان عز في الدنيا منال





والحب ثاني الأشرعة‘ إذ تبدو الحياة عند الفيصل رحلة موحشة في صحراء قاحلة إن هي خلت من غيمة حب محتملة قد تمطر سعادة مؤجلة فهو القائل" فالعمر لولا الحب ليل بلا فجر" أو كما يعترف ببساطة أن العمر لا يعدل شيئا إن عشنا أيامه دون حب‘ والحب عنده فطرة انسانية أصيلة- "إني على الحب مفطور"- يرتقي بها الكائن من درك البهيمية إلى معارج الأنسنة- " وارتقى بالهوى من حمأة البهم"- والحب في تقديره رؤى جمالية خالصة00تهب الواقع المدقع معنى الإكتناز والثراء" أما الحرمان فهو شراعه الثالث والأخير‘ يقول أجل0000أنامحروم!!
محروم!! فأنا لم أولد وفي فمي معلقة من ذهب كما يظن الكثيرون!!
ومن عمق الإحساس بالشقاء والحرمان تولد لديه الإنطباع الدفين بأن خلاصه الفردي لا يمكن أن يجيء00ولايمكن أن يتحقق إلا بمعاقرة الشعر 00ومكابدة الحب00بانتظار فرح مضمر ينبثق من تربة الأسى كالزهور البرية.



من أجل عينيك عشقت الهوى
بعد زمان كنت فيه الخلي
وأصبحت عيناي بعد الكرى
تقول للتسهيد لا ترحـــــــل
وكنت لا ألوي على فتنـــــــــة
يحملها غض الصبا المقبل
حتى إذا طارحتني نظـــــــــرة
حالمة من طرفك الأكحــــل
أحسست وقد النار في أضلعي
كأنها قامت على مرجـــــــل
لقد شغل الناس بما في الدنا
لم يعن إلا بك أو يشغــــــــــل


- من أجل عينيك –

أوشك الزيت أن يجف وباتت
ومضات الذبول في مصباحي
وتكاد الأحزان تطوي ضلوعي
وأنين الأشعار يروي نواحـــي
فاعصفي ياهموم واستنزفي الصبـ
ـر وزيدي تضرعا بجراحي
كلما جرد الزمان ســــــــــــلاحا
مكن الله باليقين ســــــــلاحي
- غربة الروح –


إن قارىء الفيصل كيفما سار00وأنى اتجه في معرض لوحاته الشعرية 00يدرك أنه أمام شاعر اختار البحث عن فردوس ضائع في أشلاء حب مقموع00 وستظل كلماته00عن جدارة واقتدار00 مقاما شعريا من الطراز الأول وسيفاً لم يغمده الرحيل 0

* المركز الإفتراضي لإبداع الراحلين

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.محمد شادي كسكين غير متصل  
قديم 29 / 04 / 2008, 16 : 03 PM   رقم المشاركة : [2]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

رد: موسوعة الراحلين 2007م

المركز الإفتراضي لإبداع الراحلين
كمال عارف ....تراتيل وداع في معارج الرحيل
*د.محمد شادي كسكين- السويد
مدير المركز الإفتراضي لإبداع الراحلين
ما زلت شغوفاً بقراءة الموت مدرسة وطريقاً مدرسة تضم في مناهجها المتجددة يومياً علوماً جديدة , وطريقاً نحو عالم جديد مجهول أو معلومٍ ربما على نحو ما , يعمل له ويسير إليه كل منا على طريقه الخاصة.
في مدرسة رحيل العزيز الكاتب المصري الأستاذ كمال عارف رحمه الله توقفت عند نصوص قصيرة من نصوصه كتبهما الراحل في فترة متقاربة تسبق رحيله المفاجئ, ورغم أن أياً من النصوص لا يحمل في ظاهره أي إشارة أو إرتباط بالنص الأخر إلا أنني أدركت أن على الباحث في مدرسة الرحيل والمنقب في إرث الراحلين أن يتجاوز ظاهر النص وباطنه إلى أفق قد يقرب أو يبعد يعثر فيه الباحث بعد طول عناءٍ على نقطة إلتقاء خفية تجمع رائحة النصوص وروحها.
في نصه المعنون بـ " غايات مُـطمـْسَة" يقول الراحل كمال عارف في فبراير 2007م:
"عند مفترق الطرق تتعدد دوما الإتجاهات .. وعندما تكون اللافتات مـُطمسة ؛ فإجتياز الطريق قد يكون أشبه بالمقامرة . أو بالمخاطرة ..
أحدهم فعل هذا !
ولم يكن هو الطريق المنشود ، ولكنه وصل لغاية أسمى!!
فقد تآلف مع الطريق المعكوس !!
ــــ؛؛ــــ
وتوقفت عند هذا النص طويلاً رغم أن عدد كلماته لا يتجاوز ستة وثلاثين كلمة لأشعر أن وراء كل كلمة عمراً وقاموساً ! أيختزل الكاتب في كلمة عمراً و يجعل في كلمة قاموساً! كيف لا وبداية العمر أو إنتهاؤه تبدأ من العنوان الذي يوحي لقارئه بتشتت وقلق وإضطراب في ليل دامس تكثر فيه الطرق لتائه لا يعرف وجهته!,
" غايات مطمسة " .. كيف تطمس الغاية! وكيف يسير إنسان إلى غاية مطمسة لا ملامح لها !! وإذا كانت الوسيلة تقود إلى الغاية فأي وسيلة واي طريق تقود إلى غاية مطمسة !
أيقنت على نحو كبير أن الكاتب لا يريدنا أن نتوقف عند حدود الكلمة خاصة وأنه يسجل لحالة إنسانية المارون فيها كثر وكثر, ليقول" عند مفترق الطرق تتعدد دوما الإتجاهات " وهذا بديهي في مفترق الطرق إذ تتعدد الإتجاهات وربما تعددت المسالك أحياناً في ذات الإتجاه الواحد , والبديهي أن يكون لكل طريق لافتة تدل عليه... ! لكن الطرق التي نتوقف عندها أحياناً وربما كثيراً هي طرق ذات " لافتات مطمسة" ! واللافتات المطمسة تدل على غايات مبهمة ومتاهات غير منتهية وهنا أخال الكريم " كمال عارف " رحمه الله يسجل لحالتين :
الأولى أن تكون اللافتات مطمسة حقيقة فلا تنبئ للناظر إليها عن ملامحها أو الثانية وهي أن يكون الناظر إليها لا يميز ملامحها لعلةٍ في نظره فتكون في هذه الحالة بالنسبة لما يراه فيها مطمسة!
" وعندما تكون اللافتات مـُطمسة ؛ فإجتياز الطريق قد يكون أشبه بالمقامرة . أو بالمخاطرة"
وعندما قرأت هذا المقطع من النص توقفت عند حالات الإنسان في مجمل حياته فوجدته لا يخرج عن ثلاث حالات أمام مفترق الطرق: فإما أن يقف ويتسمر في مكانه أو يخاطر أو يقامر بالمضي قدماً ! وكم توقف منا الكثير متسمراً وكم خاطر! لكن المخاطرة ليست كالمقامرة! فالمخاطر وإن تغلب على نفسه وخوفه ورضي بعواقب سيره تجده مؤملاً بالوصول إلى الغاية أكثر أما المقامر فأخاله يخترق الطريق وغالب ظنه أنه لن يصل ! ولئن كانت غاية المخاطر الوصول فغاية المقامر الوثوب " غلب الواثب أم لم يغلب "!
أحدهم فعل هذا ! وسألت نفسي من يكون !
أيكون هو كمال عارف !! لا, كيف وهو الذي يتحدث في ذات الشهر قبل رحيله في " طـُرُق غير مـُعـَبـَدة !! قائلاً: " نحن البشر نجد كل ما نريده في الله " " الله وحده هو الذي يحدد المصير" ولكن دوما يخطئ بعضنا الطريق الإلهي ! فيختـارون طرقا أرضية تـتـعدد فيها الألهة . والمصائر !!

ولأن الطريق الإلهي طريق مستقيم ذو لافتات واضحة بيّنة مشرقة لم يكن حديث كمال عارف عن طريقه الذي سار فيه موقناً لا تفرق به السبل عن سبيل الله ! انما كان الحديث هاهنا عن طرق ذي لافتات مطمسة كالوالج الباحث في متاهات الغنى المفرط الفاحش فتألف مع القناعة وكالوالج في ضجيج الكراهية العائد متألفاً مع عبق المحبة وكالغارق في طريق الشك العائد بغنيمة اليقين ...... " لكنه وصل لغاية أسمى!! فقد تآلف مع الطريق المعكوس !!"

اللافتات المطمسة التي تحجب الغايات أو تموهها عن مبتغيها قد تكون أيضاً في فكر الراحل كمال عارف " لوحاً من الزجاج العريض الشفاف " " يفصل بينه وبين الأشياء" بحيث يراها ولا يلسمها فإذا ما إعترى الزجاج ضباب إنقطعت الرؤية كأنها إنمحت من الوجود .. ولكنها ما زالتقابعة خلف الزجاج "!
وإذن فنحن هنا أمام حالة ثالثة تضاف إلى ما ذكرناه سابقاً فلا اللافتات مطمسة حقيقة بحيث لا تنبئ للناظر إليها عن ملامحها ولا في الناظر إليها علة تمنعه من أن يميز ملامحها لتبدو إليه في هذه الحالة مطمسة وإنما حال بينه وبينها حائل لايمنع الرؤية بضبابه فحسب بل يمنع من ملامسة الأشياء ومقاربة مداراتها وهو في أحسن حالاته إن إنقشع الضباب يسمح بالرؤية دون اللمس!
في أيار 2007م وقبل رحيله بشهرين فقط كتب " العارف " أنه لا يقنع بالرؤية بل يتوق إلى إختراق الحجب وتجاوز الفضاءات إلى عين الحقيقة ولذا قرركسر الزجاج " حتى أتحسس الأشياء "! وفي أشد لحظات الشوق إلى مقاربة عين الحقيقة وفي أبهى صورالمخاطرة وشيء من متعة المقامرة " جرحت يداى وتورمت الأطراف " لكنه لم يزد عن رؤية الأشياء من خلال الزجاح المحطم وما زال عاجزاً عن لمسها فقد بترت الأطراف " وعاد لوح جديد قاتم من اليأس يحجب عنى الأشياء ولم أعي بعد كيف أحطم هذا اللوح!".
قبل رحيله بثلاث اسابيع وفي الخامس من يوليو وهو الشهر الذي غادر فيه باح " الكمال العارف" الذي تحضرت كلماته للإنبعاث وروحه للتحليق وجسده للغياب أن الرجل " "ما زال ينتظر الحدث ، أو يرتقب الحدث "!
إذا اهتزت الأرواح شوقا إلى اللقا نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
أما تنظر الطير المقفص ....يا فتى إذا ذكر الأوطان حن إلى المغنى
يفرج بالتغريد ما بفوائده فتضطرب الأعضاء في الحس والمعنى
كذلك أرواح المحبين يا فتى تهزهزها الأشواق للعالم الأسنى
أنلزمها بالصبر وهي مشوقة وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنى
لقد ودعنا " كمال عارف " دون أن نشعر .. وكنا ربما نعالج جروح عشقنا التائه , وفي 29 يوليو 2007م سمعنا راحلاً يترنم بتراتيل وداع في معارج الرحيل , ووقتها فقط سمعناه يقول " نعش العشق تحمله الذكريات "!
*د.محمد شادي كسكين
مدير المركز الإفتراضي لابداع الراحلين
السويد

د.محمد شادي كسكين غير متصل  
قديم 12 / 05 / 2008, 07 : 06 PM   رقم المشاركة : [3]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

رد: موسوعة الراحلين 2007م

نازك الملائكة.. حين غفا بالموت عصر الرائدات
(1923- 2007م )
* د. محمد شادي كسكين
رئيس المركز الإفتراضي لإبداع الراحلين




ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923م في بيت شعر وأدب‘ ونشأت في رعاية أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق – وأتاحت لها هذه النشأة مالم يتح لغيرها‘
أكملت دراستها الثانوية وتخرجت من دار المعلمين عام1944م ثم انتقلت إلى الولايات المتحد الأمريكية للإستزادة من آداب اللغة الإنكليزية عام1950م-إضافة إلى آداب اللغة العربية التي أجزيت فيها – ثم الماجستير في الأدب المقارن من جامعة " وسكونسن أميركا"0
نازك الملائكة شاعرة كبيرة ‘ ورائدة مجددة طليعية في تكنيك الشعر الحر- يتصف شعرها بالحساسية المفرطة وبالألم الحاد00
في عام 1947م صدر ديوانها الأول " عاشقة الليل" وفي تلك السنة بدأ الشعر الحر- بقصيدتها " الكوليرا" – الذي تنازعت ريادته مع الشاعر بدر شاكر السياب
أحبت نازك أن تعيش‘ وأن تحيا‘ وأن تحب000 لكن الحياة لم تأتها كما تشتهي00
في عام 1949م ظهر ديوانها الثاني " شظايا ورماد" الذي دعت فيه للشعر الحر‘ ويتوجس قارىء مقدمة هذا الديوان أن عاصفة حقيقية بدأت تهب على بحيرة الشعر العربي الراكدة00ورغم اقتناعها أن بدر شاكر السياب وغيره قد اقتربوا كثيرا من نظم مثل هذه القصائد الحرة00فإنها كانت تعتبر " محاولاتهم" مجرد " ارهاصات " تتنبأ بظهور حركة الشعر الحر000
" ولأولئك الشعراء دورهم الذي نعترف به أجمل الإعتراف ‘ فإنهم كانوا مرهفين فاهتدوا إلى أسلوب الشعر الحر عرضا- وإن كانوا لم يشخصوا أهمية ما طلعوا به‘ ولاهم صمدوا واستمروا ينظمونه‘ ولعل العصر نفسه لم يكن مهيأ لتقبل الشكل الجديد آنذاك –ولذلك جرف الزمن ما صنعوا‘ وإنطفأت الشعلة فلم تلتهب حتى صدور ديواني " شظايا ورماد" عام1949م وفيه دعوتي الواضحة إلى الشعر الحر"0
لم تكن قصيدة " الكوليرا" هي القصيدة الأولى‘ أما قصيدتها الأولى " مأساة الحياة" فقد نظمتها عام 1945م ‘ وهي قصيدة مطولة في ألف ومائتي بيت من الشعر ‘ ويدور موضوعها حول الموت والحياة وما وراءهما من أسرار00
ويظهر في " مأساة الحياة" التشاؤم والإحساس بألم الحياة00والفشل الذريع في التوصل إلى السعادة!!
وتكمل نازك قصيدتها بفكرة " أغنية الإنسان" حيث تحصل على السعادة في نهاية المطاف00
استغرقت هذه المطولة عشرين عاما من النظم واعادة النظم لتنشر عام 1970م أي منذ العام1945م إلى1970م00يقول الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين:
" تحاول نازك أن تخرج من شرنقة الموت إلى نبض من الأمل00لكن هذا النبض يبقى خافتا ومستورا كنار خفيفة تحت رماد كثيف‘ فالبحث المضني عن السعادة في جميع المطارح والأمكنة يبقى بمنزلة تلويحة في الفراغ""إن ألفا ومائتي بيت من البحر الخفيف التي تؤلف الديوان بقسميه و في مراحله الثلاث تنسرح كنهر رتيب موحش في مجرى موحش في أرض موحشة‘ ولا من جنة ولو صغيرة على امتداد هذا النهر- لالدى الأغنياء ولا الفقراء‘ ولا لدى الرهبان ولا الشريرين‘ ولا في الطبيعة حيث دائما يأكل الذئب الراعي والحمل‘ ولالدى الشعراء ولا العشاق
ولا لدى العقلاء ولا المجانين"0
" وخطاهم كأن وقع صداها جرس الموت رن ملء الفضاء
منشــــــــدا للحياة أغنية الفو ضى ولحن الجنائز الســــوداء
وهم يســــــحبون أقدامهم فو ق تراب المـــــــلال والبغضاء
ومآقيهم الرماديـــــــــة الجد باء فبر الجمال والإيحـــــــاء"
تقول نازك الملائكة: إننا ما زلنا أسرى تسيرنا القواعد التي وضعها أسلافنا في الجاهلية وصدر الإسلام‘ ما زلنا نلهث في قصائدنا ونجر عواطفنا المقيدة في سلاسل الأوزان القديمة وقرقعة الألفاظ الميتة‘ وكأن الشعر لا يستطيع أن يكون شعرا إن خرجت تفعيلاته على طريقة الخليل"" إن اللغة إن لم تركض مع الحياة ماتت‘ والعربية ابتليت بأجيال من الذين يجيدون التحنيط وصنع التماثيل‘ دون أن يدركوا أن شاعرا واحدا قد يصنع للغة ما لايصنعه ألف لغوي ونحوي مجتمعين‘ فالألفاظ تصدأوتتحول وتحتاج إلى استبدال"0
أما القافية الموحدة فهي " تضفي على القصيدة لونا رتيبا يمل السامع فضلا عما يثير في نفسه من شعور بتكلف الشاعر وتصيده للقافية00إلى أن يقع أسيرا لطغيان هذه الآلهة الغرورة"0
" ويراك الليل تمشي عائدا
في يديك الخيط‘ والرعشة‘ والعرق
المدوي
"إنها ماتت" وتمضي شاردا
عابثا بالخيط تطويه وتلوي
حول إبهامك أخراه‘ فلا شيء سواه‘
كل ما أبقى لك الحب العميق
هو هذا الخيط واللفظ الصفيق
لفظ " ماتت" وانطوى كل هتاف
ماعداه" - الخيط المشدود في شجرة السرو- شظايا ورماد –
يقول الباحث اللبناني جهاد فاضل: " في قيثارة نازك الملائكة وتر لايوقع إلا أنغاما حزينة تبعث الشجى في النفس‘ وتشف عن نفسية تتضح بالكآبة والقلق‘ وعن نظرات قاتمة متشائمة لا ترى من الوجود إلا جانبه الأسود‘ من أجل ذلك دعاها بعض دارسيها" الموجة القلقة" في الشعر العربي الحديث انطلاقا من اسم أحد دواوينها " قرارة الموجة"‘ والمعروف أنها عانت قضية الشك والإيمان في بعض مراحل حياتها ‘ وجاست أودية الإنكار والعصيان قبل أن تصل إلى حال الإيمان والنعمة‘ ويجد القارىء في مسيرتها كما في شعرها ملامح وتجليات إنسانة أصيلة تمثل وقفة الشرف الصادرة عن نظافة القلب ووضوح الرؤية التي لاتعرف التردد أو الحذروالمساومة‘ فبالصدق وحده دخلت إلى الميدان واقتحمته بضمير نقي صاف لايعرف المخاتلة والنفاق"0
" مليكي ‘ طالت الرحلة ‘ طالت‘ وانقضت أحقاب
وبين عوالم مقفلة أبحرت‘ أسال ‘ أسال الأبواب
حملت معي جراح الفدائيين
وطعم الموت في أيلول‘ طعم الطين
حملت معي هموم القدس ‘ يا ملكي وجرح
( جنين)
وليلا شاهق الأسوار لاينجاب
وأين الباب؟ أين الباب؟!
قرابيني مكدسة على المحراب
وقرآني طواه ضباب
وذلة مسجدي الأقصى تقلبني على سكين
ولا معتصم أدعوه‘ لافينا صلاح الدين
ننام الليل‘ نصحو الفجر‘ مجروحين
ومطعونين‘ مقتولين"0


برحيل نازك الملائكة في العام 2007م غفا بالموت عصر الرائدات لكنها بقيت كما وصفها الدكور إحسان عباس " أجرأ المعاصرين من الشعراء "
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]

د.محمد شادي كسكين غير متصل  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
موكب الراحلين ..بقلمي صفاء الرشيد الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 3 22 / 12 / 2013 39 : 06 PM
قائمة باسماء الأدباء والمفكرين الراحلين في العام 2007م د.محمد شادي كسكين الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين 0 19 / 03 / 2008 54 : 03 PM
قائمة باسماء الأدباء والمفكرين الراحلين في العام 2007م د.محمد شادي كسكين الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين 0 29 / 12 / 2007 29 : 04 AM
موسوعة الراحلين 2006 د.محمد شادي كسكين الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين 2 25 / 12 / 2007 39 : 06 AM
دعوة للمشاركة في " موسوعة الراحلين 2006م" د.محمد شادي كسكين الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين 0 25 / 12 / 2007 20 : 06 AM


الساعة الآن 35 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|