12 / 05 / 2008, 04 : 06 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات
|
إن شاء الله
تتعبنا الحياة أحيانا: ركض و هرولة و مجهودات و معاناة لنحقق ما نريد و ليتنا ننجح دائما! فأحيانا لا نصل إلى مانصبو إليه و قد نقول أن الحظ عاكسنا أو أن القدر فاجئنا أو أن مشيئة الله كانت غير مشيئتنا.
يقول الكاتب والمفكر المتألق فكتور هيجو:"الإنسان يزرع اليوم الأسباب, لينضج الله غدا النتائج ".
,نحاول كلنا (أو جلنا) زرع الأسباب لعلنا نحظى بما نشتهيه و نبتغيه من نتائج.
قد يستحكم الغرور بفئة منا خاصة حين تتوالى النجاحات, لنزعم نحن بني البشرأننا أولياء مصيرنا و أن كل الفضل يعود إلى إرادتنا و ذكائنا و قدراتنا فقط.لكن كل من ذاق صفعات القدر يستطيع أن يستشهد بما ينفي هذه المزاعم و يضع رأس الغرور لا في التراب فقط بل في مستنقع من الأوحال.
مشيئة الله تبقى دوما أقوى من مشيئة الإنسان وصغرنا يتضح جليا حين نصاب بمرض أو عجز أو مصاب لم نحسب له يوما حساب.
إننا نسعى كل يوم لنضمن لأنفسنا عيشة كريمة و استقرارا وهناء ا ونتناسى غالبا أن هناك احتمالا بأن تتوقف عجلتنا الدائرة وينهار جزء مما بنيناه في لمح البصر.
لهذا نسمع أحيانا أن هناك من انتحر لأنه عجز عن تسديد ديونه أو بسبب مشاكل الطلاق أو بعد مرض ألم به..
ونقرأ أحيانا أخرى عن حالات نفسية مستعصية لازمت أناسا بعد فشل أو مصيبة ما.
وضع مشيئة الله في الحسبان من الأمور المحمودة, يقول سُبْحَانَهُ وَتعالى في سورة الإنسان:"مَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ " , فمهما أردنا و حلمنا وعملنا إن كان ليس لنا نصيب في أمر ما فلن يحدث .
لكن حسرتنا يجب أن يكون لها حدود ,لأن استسلامنا لها يجعل منا أسرى للفشل و الحزن و الخيبة.
وربما يكون عزائنا حتى في أحلك الأوقات في طيات الآية التالية: "وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ".
الإيمان بالقدر يبعث في نفوسنا الطمأنينة ويعلمنا أن زرع الأسباب عملية تستدعي الإستمرارية لكنها لا تكلل دوما بما نصبو إليه , مشيئة الله هي العليا و كلمته أيضا لهذا فلنواصل السعي ولنقل إن شاء الله
وحين تقسو الأقدار ولا نجد لمأزقنا من مخرج فلندعو الله ليفرج كربتنا و يثبت خطانا و يهون علينا أمورنا ,
فقد روى الترمذي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:"لا يرد القدر شىء إلا الدعاء" و وروي عن ابن عباس أنه قال: "لا ينفع الحذر من القدر ولكنّ الله عزّ وجلّ يمحو بالدعاء ما شاء من القدر".
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|