محمد علي كلاي البطل الأسطورة
عندما رفض محمد علي كلاي أن يؤدي خدمته العسكرية ويذهب لمحاربة الفيتناميين قال متهكما: لما أحارب الفيتناميين ،لم ينعتني أحدهم بالزنجي؟!وقد كان قراره هذا سيكلفه غرامة مالية كبيرة و سنوات من السجن و حرمانا من الملاكمة لكنه ظل معارضا للحرب ، متشبثا بموقفه إلى أن حكمت المحكمة لصالحه سنة 1971وتم اعفاءه من التجنيد.
قد يكون هناك من تجرأ و اتهمه بالنذالة و الخيانة ،لكن الرجل الذي غير اسمه من كاسيوس مارسليوس كلاي إلى محمد علي وهويسمي اسمه السابق اسم العبد ويفتخرباسمه الإسلامي حتى أنه ثار على صحافي كان يتعمد بمنا داته كاسيوس و رفع صوته و صرخ في وجهه معتزا باسمه: إسمي محمد علي! لم يكن ليبالي أو يغير موقفا اقتنع به.
فقد غير عقيدته قبل ذلك و اعترف باسلامه جهر ا.وقال:أنا لست مجبرا على أن أكون ماتريدونني أن أكون أنا حر في أن أكون ماأشاء !
بطل الوزن الثقيل الذي كان يتنقل على الحلبة كالفراشة و يسقط خصومه كالذباب بضربة قاضية أوبعد إنهاكهم ،كتب النصر على الحلبات العالمية وفي مختلف أرجاء الدنيا في زيوريخ وكاراكاس وطوكيو وجاكرتا وبرشلونة وكنشاسا...ولم يكن يخشى المواجهة و كان يصدق جمهوره وعوده بالفوز.
عن مباراته مع فورمانForeman التي سميت بكفاح/مشاجرة في الأدغال The rumble in the jungleوالتي جرت في كنشاسا وكان على البطل من خلالها ان يعيد استرجاع لقبه والتربع على عرش الملاكمة قال محمد علي: تلك المباراة جعلت البلاد أكثر وعيا . كنت أريد أن تنشأ علاقة بين السود الأمريكيين و الأفارقة.
كنت طوال الوقت هناك أسافر في مناطق ليس بها تلفاز ولا مذياع وكان الناس يقتربون مني و أقترب منهم ؛ و مباراتي كانت عن كل مشاكل العنصرية والفيتنام و كل ذلك.
وقد كانت الغلبة لمحمد علي والتتويج كبطل للعالم مجددا و كأحسن رياضي لسنة 1974من عدة مؤسسات و جهات.
مباريات كثيرة مع فرسان الفن النبيل جعلت قلوب المشاهدين تخفق عبر العالم ليس فقط حبا في الرياضة أو المنافسة لكن حبا في هذا الرجل الذي كان يتحدث بجرأة و تحدي وحتى استهزاء و تهور وأحيانا حكمة.
عندما فازبلقب البطولة سنة 1964 قال:كنت أعلم أنني سأفوز منذ الجولة الأولى، الله القدير كان معي ، على الجميع أن يشهد أنني الأعظم ، أنا أعظم شيء عاش لحد الآن ، ليس عمري إلا 22سنة وقد هزمت سوني ليستون .
لقد صدمت العالم أنا ملك العالم ، عليكم أن تنصتوا لي أنا الأعظم الذي لا يهزم.لكنه تراجع حتى وإن تمسك الناس بكلامه ساعة نشوته فهو قال بعدها :أن الله هو الأعظم هو فقط أعظم ملاكم
ومن هنا لقب بالأعظم لكنه و بعد أن أصيب بمرض الباركنسون الشلل الرعاش تحدث بكل إيمان و هو يذكر عظمة الخالق و يجله بقوله:'الله أراد أن يعلمني أنني لست الأعظم و أن الإنسان مجرد مخلوق ضعيف و أن الموت قادم لا محالة.
لم يندم أعظم ملاكم على مسيرته الرياضية فكما ذكر لو لم يكن ملاكما لما كان مشهورا و لم يكن مشهورا لما استطاع فعل مافعله.
و قد فعل هذا الرجل الكثيرإنسان نموذج للرياضي المثابر الناجح و للمسلم الذي يدافع عن دينه فبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر خاطب الأمريكيين مدافعا عن الإسلام بأنه دين محبة و طيبة وسلام لا إجرام وعدوان، وقال أنه لم يستطع أن يبقى متفرجا و هو يرى أن المسلمين يتهمون جميعا.
فياليت هذه الأمة تنجب رياضيين من هذا الوزن الثقيل و لاأقصد الثقل بعدد الكيلوغرامات بل بعدد البطولات و الإنجازات والصولات و الجولات لنصرة قضايا أمة جريحة أو مظلومين يحتاجون صوتا محببا يصل آذان الآخرين بسرعة و قوة أكثر من أصواتهم.
Nassira
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|