الحمد لله الذي جعل القلوب تطمئن بذكره , وجعل الألسن تلهج بحمده وهو على كل شيء قدير
لو حصل لشخص لا سمح الله مرض عضوي خطير لوجدناه يسرع في علاجه بأي وسيلة ولكن قد يكون بيننا مرض أعظم من أي مرض ومن أي داء إنه مرض الكذب والنفاق , وكمثال على النفاق عندما يلتقي شخصان فإن أحدهم يعبرللآخر عن اشتياقه له وافتقاده لسماع صوته وأخباره, بينما يكون هذا الشخص غائباً عن البال للحظة اللقاء تلك! و ربما بعد الافتراق يتذمر كل منهما من الآخر!
عادات المديح وتبادل الإطراءات والمجاملات تظهر بكثرة في بعض المنتديات و البعض يعلق على اسم الكاتب دون أن يقرأ أما البعض الآخر فيمتدح كل مساهمة وكل ما كتب ليزيد من شعبيته. والبعض يكون عادلاً في تعليقاته وينقد النقد البنَّاء , ولو نظرنا للنفاق بمنظر آخر عندما يقول أحدهم أن الزوار في المنتدى الذين يقرؤون االمواضيع أكثر من الأعضاء ولكن لنعلم أحياناً أن البعض يلفت نظره العنوان وما أن يبدأ بقراءة الموضوع يجد أنه لايستهويه فيحيد عنه دون قراءته ويثبت للجميع أنه قام بقراءة الموضوع فهذا وجهُ آخر للنفاق
وهناك من يترك المنتديات ويدخل بأسماء مستعارة لنفس المنتدى ويشارك ويحاور ويجد مَنْ يعلق على مساهماته وإذا تم التعرف عليه يخرج مرة أخرى ويدخل بإسم أخر أو أسماء عديدة ويعلق على بعض المساهمات التي هي أصلاً له مثلاً دخل بإسم أحمد , وخالد , ويوسف , فهذا أحمد يعلق على مقالة مثلاً لخالد ويوسف دون أن يعي أن ما يفعله ناسياً مراقبة الله سبحانه وتعالى له فهذا هو النفاق والكذب والرياء وأكثر المنتديات تكشف هوية هذا الشخص المنافق ولكن ربما تتركه فترة ولكن إذا عاد إلى ما كان عليه قبل خروجه من المنتدى تكشف هويته أمام الجميع . ولهذا النفاق من أكبرالعيوب وأسوأ الأخلاق وخاصة عندما يكون النفاق للأقوى والأغنى والأكثر سلطة , وَمَنْ منَّا لا يفتخر بمعرفته لفلان بن فلان ..... ولكن لمجرد أن نحوذ على رضا أحدهم نبدأ حينها بمدحهم حتى لو كان المديح في غير محله بغية أن نصل إلى مبتغانا منهم هذا هو وجه آخر للنفاق .
قال مالك ابن دينار : ( الصدق والكذب يعتركان في القلب حتى يخرج أحدهما صاحبه ) .
وبمفهوم هذه الآيات الكريمة يعد خونة أنفسهم منافقين، نفاقا عقديا لأنهم يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله، ونفاقا عمليا لأن تصرفاتهم تناقض تعاليم الإسلام وإن تظاهروا بالإيمان، وهم بذلك محط غضب الله تعالى وبغضه (إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا ) النساء107، الإيمان أن تحب من يحبه الله وتبغض من يبغضه الله، -وما أعظمه من ذنب يجلب على صاحبه بغض الله له، ومن أبغضه الله فقد لعن .
فالصدق علامةٌ لسعادة الأمة، وحسن إدراكها ونقاء سريرتها .فالسعادة مفتاحها الصدق والتصديق والشقاوة دائرة من الكذب والتكذيب , ولقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم , وجعل علم المنافقين الذين تميزوا به هو الكذب في القول والفعل .
فيجب علينا محاسبة النفس وعدم تركها وهواها قال تعالى: «فأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى».: فإن دعاء الله والوقوف بين يديه وسؤاله الشفاء من أعظم الأسباب المعينة على شفاء القلوب لأن الله يقول في الحديث القدسي: «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم».
ولا ينتفع بالهداية بعد توفيق الله إلا من اجتهد وجاهد. إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.