التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,831
عدد  مرات الظهور : 162,256,400

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > المقــالـة الأدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 06 / 2008, 40 : 09 PM   رقم المشاركة : [1]
هشام البرجاوي
ضيف
 


عن الحجاب...

الصراع في تاريخ الحركات العلمانية و الإسلامية يشمل مواضيع شهيرة تتصل بالتصور السياسي و الأخلاقي و الأديولوجيا بصورة شاملة لنمو المجتمعات الإنسانية و سموها على مختلف المشكلات التي تعاني منها. رغم أن الصراع العلماني الإسلامي في بعده التاريخي الموضوعي مستهجن و مفسر بالأخطاء التأويلية فإن كتابة مقال عن هذه القضية العتيقة تتطلب استرجاع بعض الأحداث التاريخية التي وضعها كلا الفريقين في مستوى جدالي معقد يذيب محاولة المصالحة في دعم أحد الفريقين المتنافرين دون الآخر.
كلنا نحقق مقدار الفهم الأدنى لتجليات الخلاف الأخلاقي في أفكار العلمانيين و الإسلاميين و لن نخاطر بإعادة مناقشته و إنما يجب أن يفهم الفريقين أن للتصادم الأخلاقي الذي تتسم به دعوتيهما المتباينتين حدودا يرسمها المواطن. جميع الكتابات التي تناولت الصراع العلماني الإسلامي تعتبره قضية للمتابعة الفكرية المتأنية، و كما أوردت في الفقرة الأولى فإننا لن نقدم مجددا مقاربة إلى هذا الصراع المتجذر، ما يهمنا أن يبقى في إطاره العلمي الذي تتنافس فيه الأطروحات و النقد البناء. لكن الباعث على التدخل و الإدلاء بالرأي هو خروج هذا الصراع عن دائرته الملائمة و تأثيره على الحقوق الشخصية للإنسان و من بينها:"اللباس" الذي أصبح نقطة عراك محتدم بين الحركتين المشكلتين للسياق العام للفكر العربي.
في تركيا، أفلح الحزب الإسلامي في اكتساح ملاحقيه السياسيين في الإنتخابات التشريعية و الرئاسية، و كان واضحا أن الشعب أدلى بكلمته الفيصلية، أدى المهمة الديمقراطية الوطنية الموكولة إليه من خلال مشاركته الفاعلة و الواسعة في إنجاح الإنتخابات التي تعبر الملتقى الديمقراطي المحدد لعصرية الدولة و تطورها. و قد أفضت إرادة الشعب إلى اختيار قيادة جديدة تتناقض مرجعيتها الأيديولوجية مع الموجود السياسي الذي استلزمه التاريخ، فالأتراك العلمانيون يتخوفون من أن ينقلب الفوز البارز للإسلاميين بالسلطتين التشريعية و التنفيذية إلى تدمير تدريجي للعلمانية التي أرساها نضال كمال أتاتورك. إن التخوف الذي أعرب عنه الإصطفاف العلماني في تركيا يتعارض مع الغاية الديمقراطية التي رفعها العلمانيون شعارا لنشاطاتهم في العالم بأسره و ليس في تركيا فقط. الصندوق الإنتخابي الذي يعتبر رمز الديمقراطية الحديثة أوصل الإسلاميين إلى الحكم و لا يوجد أي مبرر لممارسة الخناق على النظام الجديد بواسطة المؤسسة العسكرية، نقد سياسات النظام السياسي و تقييم أدائه يتحقق باستخدام التظاهرات الجماهيرية المنظمة و استخدام الإعلام و ليس بالتركيز على مسائل غير منتجة كالخبر الغريب الذي تداولته الفضائيات الإخبارية مؤخرا عن وجود معارضين أتراك لإرتداء السيدة الأولى لبلدهم الحجاب. لقد لاحظت كما لاحظ كثيرون أن اللباس أصبح المظهر الصراعي الجديدللخلاف العلماني الإسلامي و هو ما يدعو إلى التأكيد على أن المسائل السجالية في العلاقة المتبادلة بين العلمانيين و الإسلاميين تتحول تدريجيا إلى سخرية و تهكم على المواطن الذي يقول كلا الفريقين أنهما يكافحان من أجل رفاهيته. ما الذي يربط المواطن بنوع اللباس؟ هل يريد العلمانيون أن يفهمونا أن المرأة التي لا ترتدي الحجاب أكثر ذكاء و وطنية من المرأة التي ترتديه؟ و هل يريد الإسلاميون أن يفهمونا أن المحتجبة سيحميها الله و سيرعاها أكثر من غير المحتجبة؟ متى كان الحجاب معيارا للمفاضلة الإلهية و الإنسانية بين النساء؟ معيار المفاضلة هو الكفاءة الوطنية في مغزاها العظيم. أ لم نقرأ عن تلك الروائية الأمريكية-الصينية العظيمة(غير المحتجبة) التي أحبها المسلمون قبل المسيحيين لوفائها للقضايا الإنسانية دون تمييز؟أ لا يسرد علينا التاريخ السيرة التالدة للسيدة أنديرا غاندي؟ أ لا يقف المسلم و غير المسلم مقدرا لهذه المناضلة الهندية الخالدة؟ و المرأة العربية، التي تستهدفها الكتابات الظلامية و المتطرفة من كلا الفريقين حتى أن الإستهتار بحقوقها المدنية المقدسة دفع بعض من يسمون بالفقهاء إلى أن يخيطوا لها اللباس الملائم في اعتباراتهم الهزلية، كما دفع الحرص على تكيف المرأة العربية مع مستجدات العهد المستحدث وزير الثقافة المصري و هو علماني متشدد إلى القول بأن الحجاب مؤشر على التخلف. المرأة العربية هي التي تحدد مطالبها و هي صاحبة المشروعية الأقوى من التحجر الإسلامي أو التطرف العلماني، سواء المحتجبة أو غير المحتجبة أ ليست ذخيرتنا الأخلاقية و الوجودية التي لا تنضب؟ كيف يسمي نفسه مثقفا إسلاميا أو علمانيا من يتجاوز الهدف من التفكير و المختزل في ابتكار مقاربات ترقى بمجالات الإنتاج و الإبداع الإنسانيين ليجادل في مسائل خاملة؟ سواء في تركيا أو في منطقتنا العربية التي تتلاحق عليها الإلتهابات العرقية و المذهبية.
من اختار الرهبانية و الإعتكاف و التصومع فيعد مسيئا لمسيرته التعبدية المحترمة أن يسقط توجهاته على الناس و قبل كل شيء على أسرته و أقربائه، فليغادر المدينة، و ليرحل عن القرية، ليأوي إلى مكان سحيق و لينعزل عن الحضارة و لينقطع عن الجدلية التاريخية، إلى مكان مهجور، و ليتصومع كيفما شاء، و لو اختار العيش وسط الذين يريد التسلط عليهم فإنهم لن يمقتوه و لن ينبذوه، لأنه بالنسبة إليهم، شكل من أشكال عديدة و متنوعة من جمال الطبيعة....من جمال الله. أتمنى أن لا تؤثر مسرحية الحجاب الهزلية على تصوراتنا الإنسانية المرتكزة على المواطنة القومية المبدعة و الحركية، فهي مسرحية تنتقص من العقل العربي و هو يعي خمولها الموضوعي فقد أخرجها متطرفون اسلاميون و علمانيون. هذا من منطلق موضوعي، أما من المنطلق الشخصي البحت فإنني ألقي بالمسؤولية كاملة إلى المرأة، هي وحدها من يقرر ارتداء الحجاب أو التخلي عنه، في كلا الخيارين، فهي امرأة لها حقوق و عليها واجبات و تعيش داخل مجتمع له خصوصية ثقافية

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 12 / 07 / 2008, 23 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
سامية
ضيف
 


Exclamation رد: عن الحجاب...

جميل أن نقف على موضوع الحجاب لكن ليس من خارج الكتاب و السنة !

و جميل أن نقارن بين الفكر الإسلامي و الفكر العلماني لكن ليس بعيدا عن التاب و السنة .
اتمنى ان يتسع صدرك لنقدي لمقالتك التي اراها لم تعطي للحجاب حقه كفرض فرضه ربي وربك و رب العلمانيين و الإسلاميين و رب العالمين على المرأة .




" إنما يجب أن يفهمالفريقين أن للتصادم الأخلاقي الذي تتسم به دعوتيهما المتباينتين حدودا يرسمهاالمواطن "

لا يا أستاذ هشام هذا حكم الله و ليس حكم المواطن .


لكن الباعث على التدخل و الإدلاء بالرأي هو خروج هذا الصراع عندائرته الملائمة و تأثيره على الحقوق الشخصية للإنسان و من بينها:"اللباس" الذيأصبح نقطة عراك محتدم بين الحركتين المشكلتين للسياق العام للفكرالعربي.

أحسبك مسلما و أدعوك لمراجعة كتاب الله عز وجل حيث بين بل وضح و فرض كيفية اللباس .



لقد لاحظت كمالاحظ كثيرون أن اللباس أصبح المظهر الصراعي الجديدللخلاف العلماني الإسلامي و هو ما يدعوإلى التأكيد على أن المسائل السجالية في العلاقة المتبادلة بين العلمانيين والإسلاميين تتحول تدريجيا إلى سخرية و تهكم على المواطن الذي يقول كلا الفريقينأنهما يكافحان من أجل رفاهيته.


جيد أتفق معك وكما قلت فالعلمانيون هم من يستهتر بفكر المواطن وهم من يتشدقون بالديموقراطية فإن جاءت لصالح الإسلام رفضوها !! .



متى كان الحجاب معيارا للمفاضلة الإلهية و الإنسانية بينالنساء؟ معيار المفاضلة هو الكفاءة الوطنية في مغزاها العظيم .


المفاضلة في تقوى الله ومن ارتدت الحجاب لوجه الله فهي اتقى من السافرة أحب من أحب وكره من كره , هذا حكم الله و لا نبغي سواه : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) .




المرأة العربية هي التي تحدد مطالبها و هيصاحبة المشروعية الأقوى من التحجر الإسلامي أو التطرف العلماني .

نعم لها الحق في ذلك لكن المسلمة تتبع كتاب ربها و سنة نبيها و رسولها ومعلم البشرية الخير كله صلوات ربي وسلامه عليه . والإسلام لم يكن قط متحجرا بل هو منهج نافع لكل زمان ومكان ويسهل على من لا يعرف كتاب الله عز وجل أن يغوص في الإنتقادات الواهية للإسلام و المسلمين .!!

مثل عالم الجغرافية إذا تطفل على مختبر الكيمياء ....مع أول حركة قد يسبب انفجارَ مادة معينة ويكون أول المصابين بالضرر ؛ و أي ضرر بعد غضب الله عز وجل .


كيف يسمي نفسهمثقفا إسلاميا أو علمانيا من يتجاوز الهدف من التفكير و المختزل في ابتكار مقارباتترقى بمجالات الإنتاج و الإبداع الإنسانيين ليجادل في مسائل خاملة؟ سواء في تركياأو في منطقتنا العربية التي تتلاحق عليها الإلتهابات العرقية والمذهبية.

أي إبداع في المنهج ؟؟ الكتاب و السنة منهج لا مجال للإبداع فيه فليبدع المثقفون في الكيمياء و الفيزياء و علم الجيولوجيا و.. .... إن كانوا فعلا مبدعين .... و ليتركوا المنهج للتطبيق فقط فالله أعلم بمن خلق وهو من أبدع في خلق المبدعين سبحانه جل في علاه .


من اختار الرهبانية و الإعتكاف و التصومع فيعد مسيئالمسيرته التعبدية المحترمة أن يسقط توجهاته على الناس و قبل كل شيء على أسرته وأقربائه، فليغادر المدينة، و ليرحل عن القرية، ليأوي إلى مكان سحيق و لينعزل عنالحضارة و لينقطع عن الجدلية التاريخية، إلى مكان مهجور، و ليتصومع كيفما شاء، و لواختار العيش وسط الذين يريد التسلط عليهم فإنهم لن يمقتوه و لن ينبذوه، لأنهبالنسبة إليهم، شكل من أشكال عديدة و متنوعة من جمال الطبيعة....من جمال الله .


لا رهبانية في الإسلام . إن كان قصدك الرهبانية الحق أما إن كان الحجاب رهبانية بالنسبة لكَ أستاذ هشام فهذا أمر آخر !!!! و أذكر بان الحجاب فرض لا نقاش فيه و لا مساومة حوله (( راجع سورتي النور و الأحزاب بكتاب ربي جل في علاه .

. أتمنى أن لا تؤثر مسرحية الحجاب الهزلية على تصوراتنا الإنسانية المرتكزة علىالمواطنة القومية المبدعة و الحركية، فهي مسرحية تنتقص من العقل العربي و هو يعيخمولها الموضوعي فقد أخرجها متطرفون اسلاميون و علمانيون.


أكرر أستاذ هشام الحجاب ليس مسرحية بل هو فرض راجع كتاب ربك .
أحسبك مسلما أليس كذلك فلا تطعن في منهجك ؟.

الحجاب فرضه ربي و ربك و رب المسلمين و العلمانيين و المدبدبين الذين يخفون هويتهم ..... وهو ليس من إخراج أي كان فهو ليس فلما و لا مسرحية حتى يحتاج لمخرج .

لا يسعني إلا أن أشكر لك سعة صدرك لتقبل النقد الهادف و أسأل العلي القدير أن ينور دربك بنور الإيمان وينعم علي و عليك و على الأمة كلها بالتشبت بكتاب الله عز وجل وسنة الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
علم الحياة د. محمد رأفت عثمان الإعجاز.القرآني.والمناسبات.الدينية والمناظرات 2 20 / 04 / 2016 59 : 03 AM
حوار عبر الماسنجر مع الحياة الحياة-------- أمل الباحث أحمد محمود القاسم حوارات 0 16 / 05 / 2010 13 : 06 PM
'جمـيلة هي الحياة ,لذيـذة هي الحياة, قبلاتــي لك يا حياة نصيرة تختوخ كلـمــــــــات 4 20 / 02 / 2009 58 : 09 PM
الحياة هيفاء شما الخاطـرة 10 29 / 08 / 2008 30 : 06 PM
نحن ... و الحياة ... سماح جمال عمر الخاطـرة 4 25 / 07 / 2008 22 : 10 PM


الساعة الآن 34 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|