قبيلة ثمود
قبيلة من العرب البائدة يعود نسبها إلى ثمود جائر بن إرم بن سام بن نوح، ويرى أغلب المفسرين أنهم سكنوا وادي القرى بين المدينة والشام، وبيوتهم منحوتة في الجبال، ويرجع تاريخهم إلى ما قبل الميلاد، فقد أجلاهم الملك الأشوري صارغون الثاني إلى السامرة في فلسطين وهذا أقدم ما يعرف عنهم.
ورد أسمهم في موضع كثيرة في القرآن الكريم، وقد اكتشف علماء الآثار مجموعة من النصوص الثمودية يعود بعضها إلى ما قبل الميلاد، وبعضها إلى ما بعد الميلاد، من بينها نصوص تدل على معرفتهم بالمسيحية وتعد أقدم الإشارات الدالة على وجود المسيحية في شمال الجزيرة، وقد زرعوا الأرض ورعوا الماشية واشتغلوا بالتجارة، ويبدو أنهم أصيبوا بكارثة هائلة مثل زلزال أو بركان.
وتؤكد المصادر التاريخية إقامتهم جنوب البحر الميت، وهناك أيضاً حدثت قصتهم الشهيرة مع النبي صالح وعقرهم لناقته.
اليطوريون
قبيلة تتكلم الآرامية سكنت بين اللجاة والجليل، وترجع التوراة نسبهم إلى يطور بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل، كما أشارت التوراة إلى حربهم بني إسرائيل أيام الملك شاؤول – طالوت.
يذكر يوسيفيوس المؤرخ أنهم عاشوا في الجليل شمال فلسطين في القرن الثاني قبل الميلاد ,أن الملك اليهودي أرسطوبولوس الأول غزاهم عام 104ق.م وأرغم بعضهم على اعتناق اليهودية امتاز اليطوريون بالرماية وتأثروا بالحضارة الهلينية، وأنشأ منهم ماركوس أنطونيوس حرساً خاصاً كي يحتويهم، لكنهم تحرروا فقتل ملكهم ليسانياس بن بطليموس وأعطى جزءاً من مملكته لصديقته كليوباترا.
تولي الإمبراطور أوغسطس السلطة فضم ما بقي من مملكة ايطوريا بعد موت ملكها زنددورس سنة 20ق.م وبذلك انتهى عهد اليطوريين.
الأسينيون
هي فرقة المغتسلين أو الأطهار، وهي فرقة يهودية ظهرت في فلسطين في القرن الثاني ق.م. كان لهذه الجماعة قوانين صارمة تحرم الملكية الفردية ونظام الرق (الذي كان سائداً حنيها)، يعيش أفرادها خارج المدن حياة العزاب الزاهدين، يقيمون في الكهوف قرب البحر الميت، يفرضون على أنفسهم الاغتسال كل صباح في مياه الينابيع، كانوا يفلحون الأرض ويرعون الماشية، ويتشاركون الطعام بطقوس خاصة، وكانوا يرفضون تأدية القسم وتقديم الذبائح وحضور المراسم في الهيكل.
من الواضح أن آراءهم كان لها تأثير كبير في المسيحية، وقد آمنوا بالمسيح على أنه أحد أنبياء إسرائيل المصلحين، لكنهم رفضوا دعوة بولس الرسول وظلوا متمسكين بالعقيدة اليهودية.
عرفوا بعد دمار الهيكل باسم "المسيحيين اليهود أو الأبيونيين".
الأنباط
يجمع الباحثون على أن أصل الأنباط عربي ثابت، بدليل مواطنهم "العربية الحجرية" واللغة العربية التي تظهر في كتاباتهم بالآرامية. إضافة إلى أسماء أعلامهم (الحارث، عبادة، مالك، ..الخ) كما أن أسماء آلهتهم تدل على عروبيتهم (اللات، العزى، مناة، ذو الشرى، هبل).
قدم الأنباط من جنوب الجزيرة واستقروا في الحجاز في القرن السادس قبل الميلاد، وامتدت مملكتهم من الحجاز إلى البحر المتوسط، وكانت البتراء أعظم مدنهم على الإطلاق، ويقسم تاريخ الأنباط السياسي إلى قسمين:
الفترة الهلينستية: وتبدأ من أيام البطالة وتنتهي عام 64ق.م، حيث احتل الرومان جنوب سوريا، ومن ملوك الأنباط في هذه الفترة الحارث الأول والحارث الثاني وعبادة الأول والحارث الثالث، وفي هذه الفترة اصطدم الأنباط باليهود المكابيين الذين احتلوا غزة التي كانت ميناء هاماً، وقد هزم ملكهم عبادة الأول عام 93ق.م الملك اليهودي اسكندر جانوس، كما هزم عبادة الأول السلوقيين بقيادة انطيخيوس الثاني عشر في النقب عام 85ق.م، وقد حاصر الحارث الثالث القدس.
الفترة الرومانية: تمكن الرومان في هذه الفترة من هزيمة الأنباط وإجبارهم على فك حصار القدس، ودار النزاع في هذه الفترة بين الأنباط وهيرود انتيباس الذي نصبه الرومان ملكاً على اليهود لكنه لم يكن يهودياً، ومن أبرز ملوك الفترة الرومانية الحارث الرابع (8ق.م ـ 40م) والذي يعد عصره أطول عصور الأنباط وأزهاها، وانتهت مملكة الأنباط سياسياً في 22/3/106 بعد أن أسس تراجان الولاية العربية، لكن النهاية السياسية لم تنه حضارة الأنباط التي استمرت.
تمسك قسم من الأنباط بديانتهم زمناً بعد انتشار المسيحية، وفي القرن الرابع الميلادي قويت المسيحية وأصبح للبتراء أسقف سنة 325م.
تأثروا بفن الرافدين وجنوب الجزيرة، وطبع بطابع هلينستي، وتجلى في العمارة على الأخص في المدافن، وقد أبدع الفن المعماري النبطي طرازاً جديداً من تيجان الأعمدة. اكتشفت مدينة البتراء عام 1812م على يد بوكهارت الألماني.
المسيحية
عرفت هذه الديانة بالمسيحية نسبة إلى المسيح عيسى بن مريم الذي بشر بها، ورغم أن هذه الديانة نشأت بكامل تفاصيلها في فلسطين إلا أن تطورها وانتشارها تأثراً بالحضارة الهلينية والحكم الروماني.
الكتاب الذي جاء به المسيح يعرف بالإنجيل أو العهد الجديد لتمييزه عن التوراة أو العهد القديم، والإنجيل في اليونانية تعني البشارة أو الخبر السار، وقد كان هناك عدد كبير من الأناجيل في القرنيين الأول والثاني بعد الميلاد، لكن لم يتم الاعتراف من قبل الكنيسة إلا بأربعة أناجيل هي متى ومرقص ولوقا يوحنا.
وقد كتبت هذه الأناجيل بين أعوام 50-90م باللغة اليونانية ماعدا أنجيل متى الذي كتب بالآرامية لكن نسخته الأصلية فقدت، ويستخلص من الأناجيل أن يسوع ولد حوالي سنة 4ق.م في بيت لحم ، وانتقلت أسرته إلى الناصرة حيث عاش مع والدته وإخوته في بيت يوسف النجار لذا فقد عرف باسم يسوع الناصري واشتغل بالتجارة وكان يتردد على المجمع الديني ويختلط بفئات الشعب، وتتحدث المصادر التاريخية عن علاقته بيوحنا المعمدان الذي كان قريبا له من ناحية الأم وقد قام يوحنا بتعميد المسيح في نهر الأردن عندما بلغ الثلاثين، ويوحنا المعمدان هو يحيى بن زكريا المذكور في القرآن وقد كان يعمّد الناس ويدعوهم إلى التمسك بالأخلاق ويبشر بظهور المسيح.
أمر الملك هيرودوس أنتيباس بسجن يوحنا ثم قتله، وعند ذلك أخذ يسوع يجوب الجليل والسامرة معلنا إنجيل التوبة، وبرزت في تلك الحقبة عدة فرق يهودية منها الصدوقيون والفريسرن والأسينيون وفرقة الزيلوت وكانت جميع هذه الفرق ضد سيطرة الرومان، وقاموا بعدة ثورات فاشلة، ولما لم يتمكنوا من الخلاص بالسلاح لجأوا للتنبؤات في انتظار المسيح الذي تحدثت عنه الكتب المقدسة لديهم.
أنكر المسيح أنه من نسل داوود أو أنه جاء ليعيد الملك إلى بني إسرائيل، ولم يؤيد الثورة على حكم الرومان وقال مقولته الشهيرة" أعطوا مالله لله وما لقيصر لقيصر، ولم يتمسك بالشكل بل سعي إلى الجوهر فكان يقول مثلا عن العمل يوم السبت: إنما جعل السبت من أجل الإنسان ولم يجعل الإنسان من أجل السبت.
كان يعطف على المساكين والفقراء خصوصا واعتبرت تعاليمه ثورة عميقة في المبادئ الأخلاقية، وكثر أتباعه لكنهم أنفضوا عنه حين رفض أن يتوج ملكا أرضيا، وأخذت الفرق اليهودية بمحاربته، فقبض عليه مجلس السنهدرين اليهودي وحكم عليه بالإعدام في الحال، وصادق بيلاطس البنطي على الإعدام وهو متردد ،فصلب المسيح وقتل، وآمن أتباعه بقيامه بعد الموت وعرفوا باسم الناصرين أو النصارى.
تحت ضغط السنهدرين، هرب اليهود الذين آمنوا بعيسى من أورشليم إلى السامرة وقيسارية وأنطاكية وأنشأوا فيها جماعات مسيحية عرفت كل منها باسم "اكليزا" تقابله كلمة كنيسة وتعني المجمع معربة عن الآرامية.
حكم على بطرس وبولس بالإعدام، وبعد مئة عام على موت بولس، ظهرت تأثيراته على المسيحية وتطورها، وقيل أنه فصل المسيحية عن اليهودية، فخرجت المسيحية عن حدود فلسطين وانتشرت في أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وعندما أقدم الإمبراطور قسطنطين على اعتناق المسيحية عام 320م تقريبا، عقد المجمع المسكوني عام 325م ، وجعل المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية.
الحواريون
هم رسل المسيح "الإثنا عشر"، أولهم بطرس وآخرهم يهوذا الإسخريوطي الذي سلم المسيح لأعدائه، والحواريون هم "سمعان (بطرس)، أندراوس، يعقوب بن زبدي، يوحنا فيلبس، برتلماس، توما، متي العشار، يعقوب بن حلفى، تداوس، سمعان الغيور، يهوذا الاسخريوطي.
كانوا جميعهم من بيئة فقيرة، صحبوا المسيح فأنشأهم ليبشروا ويتكلموا باسمه، وقصر عليهم تأسيس الكنيسة وإقامة الأساقفة عليها، وأمرهم بدعوة الأمم إلى التوبة وغفران الخطايا، وأن يواصلوا عمله على الأرض.
بعد حادثة الصلب، غادر الرسل القدس وانتشروا في العالم كممثلين للمسيح، وتذكر المصادر أن جميعهم سفكوا دماءهم في سبيل الشهادة.
الصدوقيون
فرقة يهودية تنسب إلى صادوق الكاهن الأعظم زمن الملك سليمان، وقد ظهرت في عهد المكابيين وكانت تضم كبار الكهنة في القدس وبعض الكتبة اليهود الذين مالوا إلى مسالمة الرومان، ورغم ضعف تأثيرهم في جماهير الشعب، إلا أنهم ألفوا كتلة قوية في مجلس "السنهدريم" أعلى سلطة دينية وسياسية عند اليهود (20 عضواً من أصل 70).
دينياً، كان الصدوقيون محافظين، يرفضون السنن الشفوية وكل ما أضيف إلى أسفار موسى الخمسة، وينكرون الأنبياء ولا يؤمنون بالبعث، وكانوا حريصين على امتيازاتهم الأرستقراطية. خشي الصدوقيون تجمع الشعب حول المسيح، فكانوا في طليعة المسؤولين عن محاكمته.