تلبسن أحلى حلة
تنافسن الزنبقة و الفلة
تهمسن و تشرن
إلى تلك الجالسة في الركن
تلك التي ترتدي شيئا كالتنورة
و شيئا كالقميص
تلك التي تقلن عنها أنها عانس
و لم يأتيها عريس
تحكين عنها الحكاية
من البداية إلى النهاية
من يوم رفضت الرجل الأجرد
الذي لم يعرفه أحد
إلى يوم فسخ خطبتها ابن الجيران
ليتزوج ابنة الرجل "الشبعان"
إلى الآن
تتمتمن و تقهقهن
و أحيانا تشرن
إلى قوامها النحيل
و شعرها الطويل
الممزوج بالشيب
كالأقحوان بالسنابل
تحكين
عن الأمومة
عن الطفولة
عن قساوة الرجولة
تتصنعن
تتباهين ,تتظاهرن
بالرقة,بالعفة,ببالبراءة
و تسترقن النظر
إلى جيدها الخالي
من العقود و الحلي
إلى أصابعها النحيفة
و ايديها الرفيعة
ترفعن الأصوات
ليسمع الأموات
لتسمعن الحضور
بكم تشترين الثياب
و كم تقاسين الصعاب
لإختيار القرط و الفستان و القبقاب و الجلباب
تحكين عن المساحيق
عن الجسم الرشيق
عن الأنوثة
عن الدلال
عن الجمال
عن فيرساجي و شانيل
وحين تصمتن
لتذوق الحلوى وارتشاف العصير
تبتسمن كالياسمين
في حقول الشياطين
تصمتن
و تختفي الخناجر
في أغمدة الحناجر