بقلم: عبد الستار قاسم
ينتشر هذه الأيام استعمال مصطلح الأراضي الفلسطينية ليشير إلى الأراضي المحتلة عام 1967، أو إلى تلك الأرض التي تقول السلطة الفلسطينية إنها تريد إقامة دولة فلسطينية عليها. ينتشر استعمال هذا المصطلح الآن في مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية، ولدى أكاديميين ومثقفين ومحللين سياسيين وكتاب. ووصلت حرارة المصطلح إلى كتاب ومحللين فلسطينيين، وهم يستعملونه دون تمحيص وتدقيق.
مصطلح الأراضي الفلسطينية يستعمل الآن من أجل تقزيم فلسطين، وبدل أن تكون فلسطين هي تلك فلسطين الانتدابية التي صنعها الإنكليز والفرنساويون في سايكس بيكو وما تبعها، تصبح الآن الضفة الغربية وغزة، وربما أقل من ذلك إذا بقيت التكتلات الاستيطانية الصهيونية في الضفة الغربية.
الهدف من استعمال هذا المصطلح هو التأثير على الوعي الفلسطيني بحيث لا يعود يفكر بفلسطين وإنما بهذا القدر من المساحة التي يشملها التعريف. موجود في الوعي الفلسطيني الآن كلمة فلسطين والتي تعني وطن الفلسطينيين الذي تم طردهم وتشريدهم منه عام 1948، وذلك الجزء الذي تم احتلاله عام 1967، ومصطلح الأراضي الفلسطينية يعمل على إلغاء الوعي بفلسطين لصالح الأراضي الفلسطيني والتي يتم تفسيرها الآن بوضوح في مختلف وسائل الإعلام ولدى كتاب كثر على أنها الأرض المحتلة/67.
غدا ستصبح فلسطين بالنسبة للأجيال الناشئة الضفة وغزة، وسيسقط البعد الفلسطيني الانتدابي من الوعي، تمهيدا لإسقاطه من الذاكرة. ومن المحتمل أن أهل فلسطين سيدرسون أبناءهم في المدارس حول الأراضي الفلسطينية وليس حول فلسطين. هذا ليس غريبا لأن الذي جعل جبل يونس في الخليل أعلى جبال فلسطين بدل جبل الجرمق سيقلص فلسطين إلى الأراضي الفلسطينية.
أرى أنه من الضروري الانتباه إلى هذا المصطلح، وألا ندعه يمر في رؤوسنا ويلغي وعينا بوطننا وبقضية شعبنا المشرد المعذب. إنني أتوجه إلى جميع الكتاب والمحللين الفلسطينيين والعرب والمسلمين للانتباه إلى هذا الأمر، وكذلك أتوجه إلى قناة الجزيرة التي تستخدم المصطلح الآن بكثافة أن تنتبه إلى الأمر بخاصة أنها تبث لقطات يومية عن مأساة اللاجئين الفلسطينيين وتمسكهم بوطنهم.
[/align][/frame]