عندما يعود الخريف كل عام
ليدق أجراس المدارس
و يلملم مظلات الشطئان
قد يفرح بقدومه سنجاب أو مزارع
أو طالب للعلم ظمآن
لكنني لست له عاشقة
ولااستقبله بالأحضان
الخريف بعد أن يكشف عورات الأشجار
و ينفي الأطيار
إلى بلدان الجنوب
يلون دنياي بالشحوب
و يطلق أمام أهدابي سرب ذكريات
الخريف لايزال يحمل معه
صورتي و أنا صبية
بوزرة و محفظة زهرية
أسارع الخطوات
مع صاحبات صغيرات
لأصل فصلا مقاعده خشبية
و مدرسة أهواها
الخريف عندما يفرغ من كيسه أمطار سبتمبر
يخرج معها لحنا فرنسيا كنت أردده
ووجهي منكب على دفتر
وأوهام زارتني
الخريف يحكي وهو يلاعب الريح
عن أحبة فارقوني
وكم رجوت و بكيت
لكنهم غادروني
لأن أيادي المنون الطويلة
إعتادت القطاف
من بساتين الحياة الجميلة
الخريف يهمس لي كل سنة
بأن أيام عمري مني هاربة
وأننى لست لها قابضة
ولوجربت كل مساحيق العطارين
وأدوية الغرب و طب الصين
فإنني امرأة فانية
لعمرها أيضا سيأتي خريف
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: حكايتي مع الخريف
ربما كان الخريف يوحي بالكآبة وبقرب النهاية .. لكن بهاءه و إيحاءه بالتأمل و الهدوء في وسط الطبيعة .. بعيدا عن الضوضاء و الصخب ليعطي للنفس السكينة ويجعلها تعيش صفاء وطمأنينة ..
نص جميل رغم ما شابه من شجن .. تحية لك نصيرة ودمت مبدعة .
[align=center]
بالرغم من الحزن و الكآبة التي حملتها طيات هاته الكلمات إلا أن روعتها و رونقها و عذوبتها جعلتها تبدو مزهرة كحدائق الربيع الغناء بكل أطباع الورود.
روعة البوح أستاذتي الفاضلة أمتعتنا بأسطرك التي خاصمت الخريف.
تحياتي.
[/align]
رغم انني لا اعتبر هذا النص قصيدة نثر .لما اعتمده من موسيقى وايقاع خارجي .. و عدم تعويله على السرد كشكل من اشكال الخطاب الشعري ..و شرط فني من شروط قصيدة النثر ..لتكسير الغنائية ... فقد اعجبني بتلقائيته وصدقه
يقال: فصل الخريف ربيع النفس كما أن الربيع ربيع العين، فإنه ميقات الأقوات، وموسم الثمار، وأوان شباب الأشجار؛ وللنفوس في آثاره مربع، وللجسوم بمواقع خيراته مستمتع.وكل ما يظهر في الربيع نواره ففي الخريف تجتنى ثماره.
أما سطورك دلت لي على ثمار ليست بذاك ففيها الحزن والآلام والدموع والآهات فكأن ربيعك كان مشحوناً بمواقف عدة غيرت حال الخريف ..
رائعة مشاركتك يا أستاذ نصيرة..بارك الله فيكِ..