المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي
السكين
[align=justify]
على صاحب هذه السكين أن يتقدم خطوتين.. وتقدم الجميع خطوتين .. صرخ الضابط خائفاً: قلت صاحب السكين فقط ، ارجعوا إلى الخلف.. ورجعوا إلى الخلف خطوتين .. حاول أن يكون هادئاً بارداً كلوح ثلج .. قال وهو يحرك يديه وقدميه ورأسه .. ( من كانت معه هذه السكين البارحة فعليه أن يتقدم خطوتين ) .. تقدم الجميع خطوتين .. صاح حتى كاد حلقه يخرج من بين أسنانه : " قلت صاحب السكين .. صاحب السكين يا أولاد الـ .. " ثم عاد لوحاً من ثلج ..قال : ( على صاحب السكين أن يرفع يده ) وارتفعت من كل واحد يد .. صاح بغضب : (هل من المعقول أن تكونوا كلكم أصحاب هذه السكين .. هل من المعقول ؟؟ ) ارتسمت على الشفاه ابتسامة عريضة.. زعق كمن يعاني سكرات الموت : ( أنا لا أدغدغكم .. سأقتل صاحب السكين حتى وإن قتلتكم جميعاً .. والآن على صاحب هذه السكين أن يتقدم خطوتين..) وتقدموا خطوتين .. ثلاث خطوات .. أربع .. ولم يتوقفوا ..ظلوا يتقدمون .. صاح .. لم يتوقفوا.. أمر الجنود بإطلاق الرصاص.. وتراجع .. وهم يتقدمون .. ارتسمت تحت خطواتهم بقع من دم ، وهم يتقدمون .. زعق الضابط .. زعق الجنود .. زعق الرصاص .. وما زالوا يتقدمون.. ويتقدمون ..
[/align]
اتفاق رغم سقوط الضحايا, رغم إرهاب الرصاص و أزيزه , اتفاق و اتحاد دون مداولات و تفاوض كم يبدو يسيرا عفويا في قصتك و كم نراه معرقلا عسيرا في الواقع
تحياتي وتقديري لك أستاذ طلعت ولقلمك المتجدد