التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,857
عدد  مرات الظهور : 162,349,515

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > الموسوعة الفلسطينية
الموسوعة الفلسطينية إعداد و إشراف: بوران شما (أمينة سر هيئة الموسوعة الفلسطينية) نرجو من لديه وثائق هامة يود إضافتها أو استفسار مراسلة الأستاذة بوران شمّا

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 10 / 2008, 47 : 12 AM   رقم المشاركة : [1]
بوران شما
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني


 الصورة الرمزية بوران شما
 





بوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond reputeبوران شما has a reputation beyond repute

الأدب في فلسطين(من مواد الموسوعة الفلسطينية- القسم الأول-المجلد الأول)

الأدب في فلسطين
(من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول- المجلد الأول) :

الأدب الفلسطيني من أشد الآداب التصاقا بشخصية شعبه , وأصدقها في التعبير عن هموم الشعب الفلسطيني تعبيرا حيَا, وعن العطاء الذي قدمه الفلسطينيون لوطنهم وقدرتهم على الصمود والمقاومة والبذل والتضحية . وقد أصبحت أركان هذا الأدب, من شعر ورواية وقصة قصيرة ومقالة ونقد وبحث ودراسة , في مستوى لايقل عمَا بلغته الآداب العربية المتقدمة .
وثمة أنواع تدخل في نطاق هذا الأدب وفروعه كالخطابة, والمسرحية, والأدب الشعبي, والنشاط اللغوي, والترجمة, والرسائل , والمذكرات , والأدب الصحفي, والتأليف في التاريخ, والجغرافيا والفلسفة, والقضايا العلمية, والسياسية والسيرة, وأدب الرحلات , وأدب الأطفال, والأدب الإذاعي , وتحقيق التراث, وغيرها. ولم يفت هذا الأدب فرصة التعبير عمَا في نفس بعض أصحابه بلغات أجنبية, ولهذا كان الأدب الفلسطيني أدبا واسع الآفاق متنوع التيارات. وسيقتصر البحث هنا على النقد الأدبي , والأدب الإذاعي, وأدب الأطفال, وأدب الرحلات .

أ- النقد الأدبي: من يتتبع حركة النقد الأدبي الفلسطيني الحديث في النصف الثاني من القرن التاسع عشر يكاد لايظفر بشيء ذي بال, فقد كانت هذه المرحلة مرحلة تقاريظ ساذجة, ومن أمثلة ذلك ماعمد إليه عباس الخماش من نابلس من تقريظ مجلة "الجنان" للمعلم بطرس البستاني , وما فعله أبو السعود أحد علماء القدس الشريف بكتاب " سر الليال " لأحمد فارس الشدياق , وما فعله ياسين النابلسي بصحيفة الشدياق " الجوائب " , وما فعله يوسف أسعد نجل مفتي السادات بالقدس الشريف " بالجوائب" أيضا, ومافعله كذلك يوسف النبهاني " بالجوائب" و" سر الليال" .
وينقضي النصف الثاني من القرن التاسع عشر, ويجيء القرن العشرون, فيحدث مايشبه القفزة في حركة النقد الأدبي في فلسطين, وذلك بظهور كتاب روحي الخالدي المقدسي" تاريخ علم الأدب عند الإفرنج والعرب وفيكتور هوجو" . فقد كان هذا الكتاب سبقا في عالم النقد الأدبي العربي الحديث , وكان تأثره بالغرب أعمق من تأثر المهجريين الذين كانوا في وقته(بدأت طباعة هذا الكتاب وظهوره للجمهور مابين سنة 1902و1904). وفي حين كان النقد الأدبي العربي الحديث في مطالع القرن العشرين الأولى يكتفي بالمطالبة بالجديد دون أن يبين عن أفكار أدبية متبلورة, جاء كتاب الخالدي يحمل بعض هذه الأفكار .
أما حركة النقد الأدبي الفلسطيني في الرقعة الزمنية التي امتدت قرابة أربعة عقود انتهت بنكبة فلسطين سنة 1948 فتكاد تكون أشدَ فترات الحياة الفلسطينية النقدية حرارة وامتلاء بالعافية التي لاتقل في مستواها عمَا في الحياة النقدية والأدبية والفكرية في بعض البلاد العربية المتقدمة, مع الفارق في الحجم والكم وحسب . إن هذه العقود الأربعة تكاد تكون الرقعة الزمنية المهمة التي تركت أبرز السمات في شخصية فلسطين الثقافية والسياسية والاجتماعية .
وقد ارتاد النقد الأدبي الفلسطيني بعد كتاب الخالدي آفاقا واسعة تضاهي آفاق النقد الأدبي في البلاد العربية الأخرى المتقدمة , فقد برز نشاط الأستاذ خليل بيدس في مجلته " النفائس العصرية " منذ سنة 1908 . وقد ظهرت بوادر النقد الأدبي الفلسطيني في هذه المرحلة في الصحف أكثر من ظهورها في كتب نقدية .
وقد كان للمآسي التي عاناها المجتمع العربي الفلسطيني من جرَاء تآلب الاستعمار العالمي والصهيوني على فلسطين أثناء هذه المرحلة أن تجنب النقد الأدبي الإعلاء من ظاهرة المدرسة الرمزية التي تستعمل الإيعاز والتلميح في التعبير عن الحالات النفسية بدلا من الأسلوب التقريري المباشر, وتحلَ الخيال محل الواقع والحقيقة , وناهض هذا النقد الفكرة الجمالية " الفن للفن" . وربما كان لهذا كله أثر في توجيه حركة النقد الأدبي الفلسطيني في هذه المرحلة الزمنية نحو تيارين بارزين , هما تيار المدرسة الرومانسية الذي غلبت فيه الاتجاهات الإيجابية, وقلَت السلبية, وتيار المدرسة الواقعية الجديدة .
وقد ظهرت وجوه غير قليلة في مضمار النقد الأدبي في هذه الفترة, فكتب في النقد الذي يمكن أن ينضوي تحت لواء المدرسة الرومانسية كوكبة ,منهم: خليل بيدس, وتوفيق زيبق, ومحمد إسعاف النشاشيبي, وخليل السكاكيني, وأحمد شاكر الكرمي وإسحاق موسى الحسيني, وعادل جبر, وداود حمدان, ويوسف سلوم, وعلي كمال وعبد الكريم الكرمي, ومحمد العدناني, ورائدة جار الله, وإبراهيم عبد الستار, وجبرا إبراهيم جبرا, وخيري حماد وغيرهم.
وكتب في النقد الذي يمكن أن ينضوي تحت لواء المدرسة الواقعية الجديدة, أو مايقرب منها قربا إيجابيا, مغلبا عوامل الجماعة على العوامل الفردية كوكبة : منهم : عبد الله مخلص, ونجاتي صدقي, وعارف العزوني, ورجا الحوراني, وعبد الله بندك , ومخلص عمرو, ومحمود سيف الدين الإيراني, ويوسف خوري.
وقد تناولت المدرسة الرومانسية قضايا أدبية هامة أبرزها: أهمية الروايات (أي القصص الروائي) في بناء الحضارة, والثقافة. وحين يبين خليل بيدس العلاقة بين الكاتب ومجتمعه يقول" الروائي يكتب للعامة, وهم السواد الأعظم من كل أمة, يكتب للنفوس الحائرة, والقلوب المتألمة , يكتب للنفوس الجائعة والقلوب الظمأى" . ولخليل بيدس آراء فطنة في الرواية وعلاقاتها بالناس, وبالشرق والغرب, وآراء في الروائي العبقري.
أما محمد إسعاف النشاشيبي فقد تناول قضية اللغة وصلتها بأهلها وبعمرانهم وحضارتهم , وقضية اللفظ والمعنى, وقضية التجديد والتقليد وغيرها.
وكان خليل السكاكيني من الشخصيات النقدية التي أثارت قضايا نقدية بجد وإخلاص وأصالة, فهو الذي أثار قضايا تحديد طبيعة الأديب , والكاتب, والشاعر. وهو الذي أثار قضية الشعر وأنواعه, والكلام وأنواعه, والأسلوب, والصلة بين المذهب في الكتابة والفئة الاجتماعية , والتطور في الأساليب , وكذلك قضية القديم والجديد .
وأسهم أحمد شاكر الكرمي في الحركة النقدية, فنقد كتاب" الشاعر" أو "سيرانو دي برجراك" لمؤلفه الشاعر الفرنسي إدمون روستان , وهو تمثيلية شعرية في الأصل نقلها المنفلوطي إلى قصة عربية. وقد أثار أحمد شاكر الكرمي فيما أثار من قضايا نقدية قضية " الشخصية في الأدب" , ورأى أن النقد الموضوعي أوسع مجالا من النقد الذاتي, وقسم النقد إلى نقد بياني يقتصر على الألفاظ , ونقد تحليلي يتناول الآراء والأفكار. ومن آراء الكرمي النقدية قوله :"لاجدال في أن اللغة هي مادة الأدب , ولكن امتلاك تلك المادة وحدها من غير إلمام بفنون التصرف فيها لايصيَر المرء كاتبا ولا شاعرا, كما أن امتلاك الذهب مثلا, وهو المادة التي تصنع منها الحلي , لايصيَر مالكه صائغا". ويرى الكرمي ثلاثة واجبات ينبغي للناقد التقيد بها: العدالة نحو القارئ, والعدالة نحو المؤلف, والعدالة نحو الناشر, وهو يرى أن الكتَاب فريقان: فريق المتحررين , وفريق المقيدين .
أما عادل جبر فقد كتب في"الأدب والأطفال" . وأسهم جبرا إبراهيم جبرا في هذه الفترة بجهد مبكر في النقد , فكان من ذلك كلامه حول الفن والفنان بشيء من الرومانسية والميتافيزيقية .
هذا جانب من نشاط النقاد الرومانسيين الفلسطينيين في هذه المرحلة. أما الواقعية الجديدة فقد عالجها أعلام كان لهم دور كبير في الثقافة الفلسطينية , منهم عبد الله مخلص الذي ثقف طبيعة المجتمعات , وحلل بصورة خاصة تركيبها الاقتصادي , وسخر من الأدباء المغرضين من نظريتين مضحكتين : أما الأولى فهي "الفن للفن" وأما النظرية الثانية فهي أن الفن موهبة فطرية لاتكتسب بالمران والاجتهاد ولا يمكن للمرء أن يتعلمها أو يتلقاها.
ومن كتاب الواقعية الجديدة نجاتي صدقي الذي سلط الأضواء على فلسفة ابن خلدون وقربها الشديد من فلسفة هيغل في الجانب الجدلي منها , ومن فلسفة كارل ماركس من ناحية المادية وصراع الطبقات فيها. وقد سلط نجاتي صدقي كذلك الأضواء على منهج بيتهوفن ومنهج داروين , ومنهج ديكارت والمادية الميكانيكية وحاول تفسير هذه المناهج بطريقة النشاط الفكري والثقافي, والفن المتصل بالتركيب الاجتماعي المتأثر بالعلاقات الإنتاجية والاقتصادية .
أما حركة النقد الأدبي في فلسطين المحتلة بعد نكبة سنة 1948 فقد التصقت التصاقا حميما بالشعر والأدب في فلسطين المحتلة. وتظهر سمات المدرسة الواقعية الجديدة في النقد الأدبي الفلسطيني داخل الأرض المحتلة بعد نكبة سنة 1948 , وخاصة عند الشعراء النقاد الثلاثة البارزين: محمود درويش, وسميح القاسم, وتوفيق زياد. وكان نقدا ذا مذاق خاص, بالإضافة إلى نضجه وعمقه وسعة آفاقه, له أيضا مذاق النقد التطبيقي الذي يتحسس مايقوله الواحد منهم في شعره هو نفسه, ويتحسسه في شعر الآخرين وأدبهم .
ولكن هذا لايعني أن هؤلاء الثلاثة هم الذين يقفون وحدهم في ساحة النقد الأدبي في هذه المرحلة, أي مرحلة مابعد نكبة 1948 في الأرض المحتلة, بل يقف معهم زملاء لهم منهم: سالم جبران الشاعر المعروف, وطارق عبد الله, وعلي عاشور, ومحمد خاص , وعفيف سالم .
ومن القضايا التي عالجها هؤلاء الشعراء دور شعر الأرض المحتلة في الشعر العربي المعاصر الثوري. ويبين محمود درويش كيف يصبَ هذا الشعر في نهر الشعر العربي بتياره الخصب الملتحم بالأرض والإنسان, ومايعترضهما من اضطهاد وعذاب وعدوان, وكيف يندغم هذا التيار بذلك النهر, وبحركة التقدم الإنساني في العالم. يقول محمود درويش عن شخصية الشعر الفلسطيني وأبعاده :"شعر المقاومة, كما أفهمه, تعبير عن رفض الواقع, معبأ بإحساس ووعي عميقين بلا معقولية استمرار هذا الواقع, وبضرورة تغييره والإيمان بإمكانية التغير. قد يبدأ هذا الشعر غالبا بالتعبير عن الألم , والظلم, ثم الاحتجاج والغضب والرفض" .
أما سميح القاسم فقد عالج فيما كتب قضايا نقدية من بينها: الموقف والفن, والشكل الحديث للشعر, وضرورة مواجهة الجماهير , وتأثير الأساطير الشعبية والحكايات في شعره وشعر زملائه والمدرسة الشعرية التي ينتمي إليها.
ومن القضايا النقدية التي تناولها توفيق زيَاد: قضية الأدب الشعبي , واهتمامه بهذه القضية ضارب في أعماق واقعيته الجديدة وإيديولوجيته العامة, وقضية اللغة العربية السليمة, وملامح الشعر الثوري في فلسطين المحتلة. ولتوفيق زيَاد ثلاث دراسات لثلاثة دواوين شعرية: الأولى حول مجموعة شعرية مخطوطة لشاعر آثر توفيق زيَاد أن يذكر اسمه المستعار, وهو عبد المنعم, والثانية ديوان "عاشق من فلسطين" لمحمود درويش, والثالثة ديوان" موعد مع المطر" لفوزي عبد الله .
وإذا انصب الحديث على حركة النقد الأدبي في داخل فلسطين فإن هذا لايعني أن النقد لم تمتد حركته الفلسطينية خارج فلسطين, فقد ظهر نقاد فلسطينيون في البلاد العربية, وغير العربية, ومن هؤلاء: إحسان عباس, وجبرا إبراهيم جبرا, وتوفيق صايغ, ومحمد يوسف نجم, ومحمود السمرة, وعبد الرحمن ياغي, وهاشم ياغي,وإسحاق موسى الحسيني وغيرهم.

ب –الأدب الإذاعي: كان عاملا من عوامل النهضة الأدبية في فلسطين, وقد جاء متأخرا عن العوامل الأخرى, ولكن الذين أشرفوا عليه كانوا يدركون أهميته منذ وجدت الإذاعة, وقد أدركت حكومة الانتداب البريطانية في فلسطين من قبل أهمية هذا العامل فسعت منذ مرحلة مبكرة لتأسيس محطة إذاعة. ومن الغريب أن اختيارها وقع على الشاعر إبراهيم طوقان, لإدارة البرامج العربية. ولكن الصدام وقع بين هذا الشاعر الوطني , والسلطات, وتضاربت الغايتان, وثارت الصهيونية على وجوده هناك, وشددت السلطات الرقابة على كل مايذيعه. وانتهى الأمر بإقصائه عن الإذاعة . وقد استطاع إبراهيم طوقان من خلال سنوات إشرافه الأربع أن يغني الأدب بالأحاديث والمحاضرات, أبرزها سلسلة موضوعها " شخصيات فلسطينية بارزة " كان لها دورها في التراث العربي .
كذلك كان لعالم فلسطين قدري طوقان أثر كبير في هذا الميدان الإذاعي بما قدم من أحاديث عن الجوانب العلمية وأبرز العلماء .
وعمدت الإذاعة الفلسطينية لدعوة الكتاب والباحثين والمحاضرين من فلسطين ومن البلاد العربية المجاورة ليلقوا أحاديثهم وليعرضوا نتاج أدبهم من خلالها, ومن هؤلاء الشاعر اللبناني الأخطل الصغير بشارة الخوري الذي حيَا فلسطين بقصيدة أذاعها مساء الخميس2/4/1942 , وعبد اللطيف الطيباوي الذي كان يحاضر الناس عن الجيش في التاريخ الإسلامي , ثم عن التربية والتعليم في العصور الإسلامية . وتحدث عبد السلام البرغوثي عن ديار العرب والإسلام, وأذاع عددا من التعليقات السياسية حول الأحداث الدولية , وعددا من التعليقات الاقتصادية كذلك. ومن الأدباء العرب الذين تحدثوا من خلال هذه الإذاعة عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني والشيخ عبد العزيز البشري ومحمد كرد علي وخليل تقي الدين ويوسف يزبك. كذلك ألقت فيها أسمى طوبي وماري صروف شحادة وقدسية خورشيد أحاديثهن عن المرأة والأسرة وتربية الطفل .
وهكذا أسهم هؤلاء الأعلام الكبار وكثيرون غيرهم في حركة الأدب الفلسطيني الحديث إسهاما جيدا .
وحين قامت محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية في فلسطين مقام الإذاعة الفلسطينية – إذاعة حكومة الانتداب- دعا القائمون عليها علماء وصحفيين ومحاضرين من البلاد العربية المجاورة مثل عبدا لله العلايلي, وعلي الحوماني, وكرم ملحم كرم. وقد عمل في هذه الإذاعة حين نقلت إلى جزيرة قبرص نجاتي صدقي , وغيره من الفلسطينيين .
ولم يقتصر نشاط الفلسطينيين الإذاعي الثقافي على هاتين الإذاعتين بل امتد بعد نكبة 1948 إلى غيرهما من إذاعات البلاد العربية. ففي الإذاعة الأردنية عدد من المثقفين الفلسطينيين في البرامج الثقافية. وقد أنشئت في معظم البلدان العربية إذاعات فلسطينية لخدمة النضال الفلسطيني بعد حرب 1967, وعملت هذه الإذاعات على تنشيط الحركة الثقافية الموجهة في الدرجة الأولى إلى الفلسطينيين بأساليب ثقافية متعددة, منها شعبية فولكلورية, ومنها غنائية, ومنها تعليقات وأخبار وغيرها.
وحين نشأ التلفزيون في البلاد العربية أسهم الكتاب والمثقفون الفلسطينيون بجانب من النشاط الثقافي فيه .

ج – أدب الأطفال : في أدب الأطفال الفلسطيني سمات أدب الأطفال في الأدب العربي الحديث عامة, وهي التي جعلت أدب الأطفال يتأخر في حضور شخصيته إلى وقت قريب, ويتأخر في ظهوره بالمعنى العلمي الحديث, حتى يصح القول إنه إلى الآن لم يظهر الأدب الفلسطيني المتخصص في كتابة أدب الأطفال بعناصره الأساسية.
بيد أن بالإمكان القول إن بعض المربين الفلسطينيين أسهموا في وقت مبكر من حياة الثقافة الفلسطينية الحديثة بالاهتمام بالأطفال والكتابة لهم, وخاصة في مجال الكتب المدرسية. وربما كان خليل السكاكيني الرائد في هذا الميدان. ولعل كتابه "الجديد" الذي ألفه بطريقة درجات متصاعدة تبعا لمدارك الأطفال من خير المؤلفات المدرسية في الوطن العربي الحديث عامة, وفي الثقافة الفلسطينية الحديثة خاصة. وقد أسهم محمد إسعاف النشاشيبي بنصيب في هذا الحقل بكتابه "البستان ".
وإذا كان الكتاب المدرسي , على مافيه من مآخذ تخرجه أحيانا من دنيا الأطفال, قد بنى لبنة متواضعة الأهمية في هذا الشأن, فإن بعض الكتاب الفلسطينيين كتبوا مادة يمكن أن تكون في بعض جوانبها في منال الأطفال, وإن لم تجمع خصائص أدب الأطفال ولم يقصد كتابها التوجه إلى الأطفال. وفي طليعة هؤلاء الكتاب إسحق موسى الحسيني في كتاب "مذكرات دجاجة" , فالإصغاء النفسي للحيوان الذي يقارب منطقه منطق الإنسان من عناصر الشخصية عند الأطفال. وهناك بعض الكتب الفلسطينية التي تثير اهتمام الأطفال الكبار, وإن لم توجه إليهم في الأصل, ككتاب " الدنيا حكايات" وكتاب "من سواليف السلف" لفايز علي الغول .
جاءت بعد هذا النوع من الكتابة مرحلة اتجه بعض الكتاب الفلسطينيين فيها إلى كتابة كتب موجهة للأطفال خاصة. لكنها اتسمت ببعض السمات السلبية التي أصابت كتبا عربية أخرى مثل غياب تحديد مراحل العمر عند الأطفال الذين تصلح الكتب لهم فتثير اهتمامهم وفضولهم. ومثل غياب الربط بين واقع الأطفال ومضمون الكتب في بعض الأحيان, وكذلك الربط بين لغة الكتب والجو النفسي لمراحل الطفولة الموجهة هذه الكتب إليها. ولكن هذه السلبية لاتقلل , من الناحية التاريخية , من مسيرة التأليف الأدبي للأطفال لدى المؤلفين الفلسطينيين . ومن الكتب التي يمكن الإشارة إليها في هذا الحقل: كتاب" كوكو البطل" وكتاب"خالد وفاتنة" لراضي عبد الهادي, وكتاب " سمسمة الشجاعة" لأمين فارس ملحس, وكتاب "أحمد المدلل" وكتاب" أيام الشتاء" وكتاب "وردان" , وهذه الثلاثة من تأليف فايز علي الغول وإسحاق موسى الحسيني , وكتاب "الملك سيف بن ذي يزن " لتوفيق أبو السعود, وكتاب " ذكاء القاضي" وكتاب "العدل أساس الملك" , وهما مسرحيتان للطلبة ألفهما نصري الجوزي, وكتاب " مجموعة مسرحيات تاريخية" لجمال حجازي وجميل أبي ميزر .
ولما أخذت البلاد العربية المتقدمة نسبيا في نهضتها الثقافية تعنى بالأطفال, وخاصة منذ بدايات الثلث الأخير من هذا القرن, أخذت أقلام فلسطينية جديدة تتجه إلى كتابة أدب الأطفال , لكن ظلت التقديرات الذاتية للجو النفسي للطفل هي الغالبة على هذه المرحلة أيضا, وكذلك عنصر التجريب بدل عنصر النضج الفني في كتابة هذا النوع من الأدب . ثم إن كتاب هذه المرحلة لم يظهر بينهم كاتب متخصص تمام التخصص في الكتابة للأطفال بأدواته وعناصره ومؤهلاته الرفيعة المستوى .
وعلى الرغم من ذلك, تعدَ هذه المرحلة مرحلة متقدمة نسبيا على مامرَ بها من مراحل في أغلب الأحيان . ومن كتاب هذه المرحلة الأخيرة البارزين: القصاصون محمود شقير, وفخري قعوار, وشحادة الناطور, ومفيد نحلة , وقد أسهموا بكتابة القصة القصيرة في هذا الميدان , أما مفيد نحلة فقد أسهم أيضا بالرواية . وشارك بالرواية وبالشعر كذلك أحمد أبو عرقوب .
ومن الذين أسهموا بكتابة الشعر الفلسطيني للأطفال: علي الخليلي, ومحمود الشلبي, ومحمد القيسي, والشاعر الشعبي(أبو الصادق) . وكان لعبد الكريم الكرمي(أبي سلمى) ولمعين بسيسو إسهام في هذا المجال . ومن الكاتبات الفلسطينيات اللواتي عنين بأدب الأطفال باسمة حلاوة, وروضه الهدهد التي أخذت في كتابة بعض المؤلفات التي تصور أبطالا من تراثنا للأطفال .

د- أدب الرحلات الفلسطيني : عرف الفلسطينيون هذا النوع من الأدب لأنهم ترجموا ثمرة اتصال فلسطين بكثير من بلدان العالم, وثمرة اتصالهم هم أنفسهم بتلك البلدان. وقد برز بينهم رحالة ملكوا صفات الرحالة العرب القدامى الذين اشتهروا بيقظة الملاحظة, وعمق الإدراك, وبراعة التعبير عن كل مايلقونه في البلاد التي رحلوا إليها. ولعل في طليعة هؤلاء جميعا: الشيخ خليل الخالدي(1863-1941), وروحي الخالدي(1864- 1913) . فقد أولع الشيخ خليل الخالدي بالرحلات الطويلة الشاقة إلى حد أنه استطاب شدَ الرحال إلى العالمين العربي والإسلامي شرقا وغربا, وطاف في دور الكتب القائمة في العواصم الإسلامية والعواصم العربية , ووقف على تلك الخزانات ومااحتوته من كتب مخطوطة وآثار محفوظة ونسخ شاردة , واجتمع له من هذا كله أن أصبح ثقة العالم الإسلامي في التراث العلمي الإسلامي الممثل في الكتب والمدونات والسجلات والمكتبات والكراريس والمخطوطات . وأولع الشيخ خليل بالأندلس, ورحل إليها رحلتين كانت الثانية في عام 1932. ووقف في مساجدها وجوامعها يستنطق آثارها ويستقصي أخبارها . وقد كتب في ذلك كتابا بعنوان " رحلتي إلى بلاد المغرب والأندلس". وقد قال عنه أحمد بن محمد الهواري في كتابه "معجم الشيوخ": " إن للشيخ الخالدي مذكرة في نحو خمسين جزءا في ذكر ماوقف عليه من الكتب والمكتبات التي زارها".
أما روحي الخالدي فله تطواف في بلدان شرقية وغربية, وقد زار الأندلس, ودوَن كتابا بعنوان "رحلة إلى الأندلس" وصف فيه آثار تلك البقعة العربية النادرة.
وهناك عدد من الفلسطينيين الذين اهتموا بأدب الرحلات, وبالرحلات, منهم إسكندر الخولي البيتجالي القاضي الشاعر الذي زار أمريكا الجنوبية في مهمة إنسانية سنة 1952, وكتب في ذلك كتابا بعنوان"جولة في أمريكا اللاتينية". وبندلي صليبا الجوزي(1871-1942) الذي ألف كتابا بعنوان "رحلة البطريرك مكاريوس ابن عم الزعيم إلى بلاد الكرج" . وجورج اسكندر دوماني العكَي المولد
الذي تخصص بدراسته في أمريكا في علم طبقات الأرض وعلم النباتات والحيوانات المتحجرة , واختارته الأكاديمية العلمية في الولايات المتحدة سنة 1958, عضوا في البعثة الجيوفيزائية إلى القطب الجنوبي, فكان أول عربي وطئت قدماه تلك المجاهل, ونشرت له مكتبة الكونغرس الأميركي كتبا علمية بقلمه .
ومن الفلسطينيين الذين لهم نشاط في ميدان الرحلات وأدبها القس أسعد منصور, والمطران نقولا عبدالله, ودرويش المقدادي , ونقولا زيادة, وأكرم زعيتر, وعلي الدجاني, ومحمود العابدي, وعارف العارف, وعزمي النشاشيبي.
فقد زار القس أسعد منصور بريطانيا, وألف كتابا بعنوان "رحلة إلى بلاد الإنكليز " طبع عام 1930, وألف المطران نقولا عبد الله كتابا بعنوان " انطباعاتي في إفريقيا" .
وكتب درويش المقدادي مقالات في المجلات العربية وصف فيها رحلات كبار المؤرخين العرب والمسلمين. وفي سنة 1924 زار عمان(عاصمة الأردن) , ووصف رحلته إليها بمقال نشرته مجلة دار المعلمين تناول فيه عمان – الرومان ومحالفاتهم- والمدن العشر وآثار عمان- والشركس وعادة الخطف عندهم .
واهتم نقولا زيادة بالرحلات وأدب الرحلات عند العرب وعند غيرهم من الأوربيين , فألف كتابين في هذا الميدان , الأول بعنوان "رواد الشرق العربي في العصور الوسطى " نشره سنة 1943, وعرض فيه للرحلة والرحالين في العصور الوسطى , والرحلة والحج, والحجاج المسيحيين, والجغرافيا والرحلات في الإسلام, والرحالة المسلمين, والرحالة الأوربيين في زمن الصليبيين , ورحالي القرن الرابع عشر , ورحالي القرن الخامس عشر, ورسم صورة للحياة في الشرق العربي مقتبسة من رحالي العصور الوسطى, وعرض للأسفار في العصور الوسطى .
أما كتابه الثاني في هذا الموضوع فهو "الجغرافيا والرحلات عند العرب", نشره في سنة 1962 , وعرض فيه الأدب الرحلة عند العرب , فذكر طلائع الرحالين, ووقف عند رحالين من المشرق ومن المغرب كابن بطوطة , والرحالة ابن فضلان, والتيجاني التونسي, ووقف عند الخليج العربي ورحالي العصور الوسطى, وعند الخليج العربي والرحالين الأوربيين .
أما أكرم زعيتر فقد ترأس وفدا عربيا إلى أميركا اللاتينية في سنة 1947 لشرح قضية فلسطين والدفاع عنها, فطاف في جمهورياتها, واتصل بساستها, وألف كتابا في وصف رحلته هذه أسماه " مهمة في قارة ".
وقام علي الدجاني في سنة 1944 بزيارة للمملكة العربية السعودية , وإثر عودته إلى القدس نشر كتابا بعنوان "مشاهدات في الحج ".
وكان لمحمود العابدي إسهام في هذا المجال, إذ أخرج في سنة 1971 ترجمة لرحلة السائح الإنكليزي " كينغليك" التي زار فيها فلسطين. وفي هذه الرحلة تفاصيل ضرورية عن الحياة الاجتماعية قلَ أن توجد في كتاب آخر كتب عنها في تلك الفترة .
وأسهم عارف العارف بالتعبير عن رحلته التي أجبر عليها حين أسره الروس في سنة 1915 مع رهط من الضباط العرب كانوا في الجيش العثماني , وبعثوا بهم إلى معتقل قرب مدينة"كراس نويارسك" الواقعة على شاطئ نهر بني ساي , حيث أمضى هنالك ثلاث سنوات. ثم هرب ومعه واحد وعشرون أسيرا عربيا إلى صفوف الثورة العربية الكبرى, وسلكوا طريق منشوريا- اليابان – الصين – الهند- مصر عن طريق البحر الأحمر. وكان تعبير عارف العارف عن هذه المرحلة بمحاضرة عنوانها "رؤياي" , طبعها أول طبعة سنة 1943 .
وأما عزمي النشاشيبي فأسهم في هذا المجال بكتابين: الأول بعنوان" من القدس الشريف إلى النجف" , والثاني بعنوان " من القدس إلى لندن ".

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
بوران شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القلاع والأبراج في فلسطين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-القسم الأول-المجلد الثالث) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 3 23 / 06 / 2022 57 : 03 PM
تقسيم فلسطين (من مواد الموسوعة الفلسطينية -القسم الأول- المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 3 27 / 01 / 2016 03 : 12 AM
القضاء في فلسطين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-القسم الأول-المجلد الثالث) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 7 03 / 03 / 2013 51 : 10 PM
سياسة تهجير عرب فلسطين(من مواد الموسوعة الفلسطينية-القسم الأول-المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 12 19 / 05 / 2010 39 : 12 AM
صك الانتداب على فلسطين (من مواد الموسوعة الفلسطينية- القسم الأول- المجلد الأول) بوران شما الموسوعة الفلسطينية 10 16 / 06 / 2009 55 : 11 PM


الساعة الآن 43 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|