عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
حكايا أمثال مأثورة
حكايا أمثال مأثورة
المثل الأول -المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً
روي أنه وُصِفَ عند الحجاج رجلٌ بالجهل، وكانت له إليه حاجة؛ فَقَالَ في نفسه : لأخْتَبِرَنَّهُ. ثم قَالَ له حين دخل عليه : أعِصاميٌ أنت أم عِظامي ؟ يريد أشَرُفْتَ أنتَ بنفسك أم تفخر بآبائك اللذين صاروا عِظاما ؟ فَقَالَ الرجل : أنا عصامي وعظامي. فَقَالَ الحجاج : هذا أفضل الناس وقضى حاجتَه وزاده ومكث عنده مدة، ثم باحثه فوجَدَه أجْهَلَ الناسِ؛ فَقَالَ له : تصدُقُنِي وإلاَ قَتلتك، قَالَ له : قل ما بدا لك وأصدقك، قَالَ : كيف أجَبْتَنِي بما أجَبْتَ لما سألتك عما سألتك ؟ قَالَ له : والله لم أعلم أعصامي خير أم عظامي فخشيت أن أقول أحدهما فأخطئ فقلت : أقول كليهما فإن ضرني أحدهما نفعني الأخر.
وكان الحجاج ظَنَّ أنه أراد أفْتَخِرُ بنفسي لِفَضْلِي وبآبائي لشرفهم، فَقَالَ الحجاج عند ذلك : المقاديرُ تًصَيِّرُ العَيَّ خطيباً فذهبت مثلاً.
ومعناه أن المقادير والمواقف الصعبة تجعل الجاهل عالما خطيبا
من كتاب/ تاريخ الطبري - أبو جعفر الطبري
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: حكايا أمثال مأثورة
صديقتي الغالية الأديبة دكتورة رجاء تحياتي..
أعجبتني الفكرة وأعجبني المثل
سأتابع هذا الملف باهتمام بالغ
تقبلي عميق محبتي وتقديري
هدى
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: حكايا أمثال مأثورة
حكاية ثانية : أندمُ منَ الكُسَعِيّ .
من حديث الكسعي أنه خرج يرعى إبله في واد ٍ، فرأى قضيب شوحط نابتاً في صخرة ملساء . فقال :
نعم منبت العود في قرار الجلمود . ثم أخذ سقاءه وصب ما فيه من الماء ، وجعل يتعهده بالماء سنة حتى سبط العود واعتدل، فقطعه وجعل يقومه حتى صلح ،فبراه قوساْ وبرى بقيته خمسة أسهم وخرج إلى مكمن كان مورد الحمر في الوادي ووارى شخصه حتى إذا وردت رمى عيرا منها بسهم فمرق منه بعد أن نفذه وضرب صخرة فقدح منها نارا .
فظن الكسعي أنه قد أخطأ ثم وردت حمرٌ أخرى فرمى عيرا ، فصنع سهمه كالأول ، فظنه أخطأ . وهكذا رمى خمسة منها الواحدة بعد الأخرى وكل مرة يظن أن سهمه أخطأ . ثم خرج من مكمنه فاعترضته صخرة فضرب بالقوس عليها حتى كسرها. ثم قال : أبيتُ ليلتي ثم آتي أهلي . فبات فلما أصبح رأى خمسة حمرٍ مصروعة ورأى أسهمه مضرجة بالدمة. فندم على ما صنع وعضَّ على أنامله حتى أدماها . وقال :
1 - ندمتُ ندامة لو أن نفسي ...تطاوعني إذن لقتلتُ نفسي
2 - تبين لي سفاه الرأي مني ...لعمر الله حين كسرت قوسي
3 - وقد كانت بمنزلة المفدى ...لديَّّ وعند صبياني وعرسِي
4 - فلم ْ أملك غداة رأيتُِِ حولي ...حمير الوحش أن ضرّجت خمسي
" المنجد في اللغة والأعلام ،دار المشرق بيروت ،الطبعة الأربعون ص 969
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: حكايا أمثال مأثورة
يقال في المثل "رجعَ بخفّي حُنين" هو يُضرب في الرجوع بالخيبة
وقصته أن إسكافاً كان يقال له (حُنين) أتاه أعرابي فساومه بخفّين، فاختلفا حتى أغضبه الأعرابي، فلما ارتحل أخذ حنين الخفّين فألقى أحدهما على طريق الأعرابي، ثم ألقى الآخر على مسافة من الأول، وكَمَن بينهما بحيث لا يراه الأعربي، فلما مرّ الأعرابي بالخُفّ الأول قال: - ما أشبه هذا بخف حُنين، ولو كانا خُفين لأخذتهما. ثم مرّ بالآخر، فندم على تركه الخفَّ الأول، فأناخ راحلته وأخذه ورجع في طلب الآخر، فأخذ حُنين الناقة ومضى، وأقبل الأعرابي إلى أهله فسألوه: بماذا رجعت من سفرك؟ فقال: بخفي حنين. فصارت "رجع بخفي حنين" مثلاً يُضرب عند الرجوع بالخيبة.
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: حكايا أمثال مأثورة
تسمع بالمُعيْديِّ خيرٌ من أن تراه
يُضربُ هذا المثل لمن يكون خَبَرُهُ خيراً من منظره، ومُعَيْد اسم قبيلة، وكان المُعَيْدِيُّ يُغير على مال النعمان بن المنذر، وكان النعمان يَطلبُهُ فلا يَقدر عليه، وكان يُعجِبهُ ما يسمعُ عنه من الشجاعة والإقدام إلى أن أَمَّنَه، فلما رآه استزرى منظرَه لأنه كان ذميم الخلقة فقال: "تسمع بالمُعَيْدِيّ خيرٌ من أن تراه"...!
فأجابه المُعَيْدِيُّ: أَبَيْتَ اللعن، إن الرجالَ ليست بجُزُر، وإنما المرء بأصغريهِ قلبُه ولسانُه، فأَعْجَبَ النعمانَ كلامُهُ وجعله خواصّه إلى أن مات.
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام
رد: حكايا أمثال مأثورة
أوفى من السموأل
السموأل بن عادياء والمعروف بالسموأل هو من أحد أشهر شعراء العرب في العصر الجاهلي وأهم ما وصلنا منه هو لاميته الشهيرة التي بدأها بقوله:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ .... فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
من أهم ما اشتهر به السموأل هو قصة وفائه مع الشاعر امرؤ القيس، حيث أنّ امرؤ القيس جمع السلاح لينتقم لوالده فجمع بعض الأسلحة وتركها أمانةً عند السموأل.
بعد موت امرؤ القيس أرسل ملك كِندة إلى السموأل يطلب منه إعطاءه الدروع فرفض بشكلٍ قاطعٍ وقال له أنّه لا يعيدها إلى لصاحبها.
بقي الحارث بن شمر يكرر الطلب ويلح عليه ولكنّ السموأل بقي مصراً على موقفه الرافض وقال له: ا أغدر بذمتي، ولا أخون أمانتي ولا أترك الوفاء المفروض علي.
بعد إصرار السموأل على الرفض قرر الملك أن يسير إليه جيشاً ويحاصر حصنه، وأثناء الحصار قبض الجيش على ابن السموأل وأسروه فقرر الملك أن يستخدمه للمساومة على الأسلحة وتهديد السموأل بقتله.
حتى مع وجود ولده كرهينة رفض السموأل تسليم الأسلحة للملك وكان يرد على تهديده لقتل ولده بـ:ما كنت أخون عهدي وأبطل وفائي فاصنعوا ما شئتم.
انتهت القصة بقتل الملك لابن السموأل أمام والده وعودته من حيث أتى خالي الوفاض دون أن يتمكن من استعادة الأسلحة من السموأل الذي سلم الأمانة لاحقاً إلى ورثة امرؤ القيس.