التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,385,680

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > التاريخ والتأريخ والتوثيق > قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 11 / 2008, 08 : 07 AM   رقم المشاركة : [1]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

شواهد على جرائم المحتلين : من قتل الطفل حلمي شوشة ؟؟

شواهد على جرائم المحتلين
من قتل الطفل حلمي شوشة؟؟
يكون الطقس في شهر آب (أغسطس) في فلسطين قائظا، و لكنه في يوم 16-8-1999م زاد من سخونة الجو ليس ارتفاع درجات الحرارة فقط، بل حكم محكمة صهيونية ببراءة المستوطن ناحوم كورمان من تهمة قتل الطفل حلمي شوشة من قرية حوسان الحدودية، قبل ذلك بثلاث سنوات في حادث وصف بأنه واحدا من الجرائم البشعة التي ارتكبت ضد الأطفال الفلسطينيين.
و في الواقع لم يكن الحكم مفاجئا للفلسطينيين رغم أن كثيرا من المراقبين كانوا يتوقعون إدانة كورمان ولو بحكم مخفف كالعادة خاصة أن جريمته أثارت الرأي العام وتمت أدانتها من قوى محسوبة على معسكر السلام في الكيان الصهيوني، وقتذاك، وحتى أوساط من المستوطنين الذين أدانوا تلك الجريمة عندما وقعت..
وقام القنصل الأمريكي، وقتذاك، وبشكل غير مسبوق بزيارة منزل الشهيد شوشة ولم يكن أحد من هؤلاء على اختلاف مشاعرهم ومواقفهم وأهدافهم يتوقع أن تكون نهاية قصة شوشة بالبراءة لقاتل بهذه الشراسة.
فكيف بدأت قصة حلمي شوشة، وكيف انتهت؟
ذات أحد
اليوم: الأحد 27-9-1996
الزمن: نحو الثانية عشرة ظهرا
المكان: قرية غير ظاهرة على الخريطة تدعى حوسان أصبح اسمها يتصدر نشرات الأخبار العالمية بسبب طفل من القرية يوصف بالهدوء والمسالمة اسمه حلمي ساير حلمي شوشة .
كان حلمي يلهو مع عدد من أقرانه عقب خروجهم من المدرسة عبر شارع ترابي عائدين إلى منازلهم بالقرب من شارع التفافي استيطاني يمر من أمام القرية الوادعة ويربط بين شارع (60) الاستيطاني، وهو شارع كبير يربط المستوطنات الصهيونية الرئيسة المتناثرة في الضفة الغربية، ومستوطنة (هيدار بيتار) المقامة على أراضى القرية .
إلى هنا والحدث عادي ويحدث كل يوم مع حلمي وأقرانه وحسب رواية صديقه وابن عمه تحرير حامد الذي كان عمره وقتها (10) سنوات كان الأولاد يتحدثون عن المدرسين وبعض الدروس والمواد الصعبة.
وفجأة وقفت أمامهم سيارة جيب زرقاء ونزل منها مسؤول في مستوطنة (هيدار بيتار) يدعى (ناحوم كورمان ) المعروف للأطفال برجل ( البتحون ) ( أي رجل الأمن في المستوطنة) وأمسك بالطفل حلمي، ربما لأنه أصغرهم حجما كما قال تحرير و ركل حلمي على وجهه فسقط الصغير على الأرض ووضع المستوطن بسطاره ( حذاءه العسكري) على رقبة حلمي وضربه بمسدسه على رأسه.
وأمام صراخ الأطفال من هول المشهد حضرت بعض النسوة من المنازل المجاورة وحاولن الإمساك بكورمان ثم اجبرنه على تحميل الطفل حلمي في سيارة الجيب الزرقاء وركبت بجانب الطفل السيدة (ميسر حمامرة) وعندما وصلوا إلى معسكر لجيش الاحتلال على مدخل المستوطنه هرب (كورمان) إلى داخل المستوطنة بينما تم الاتصال بسيارة إسعاف نقلت حلمي الذي عرف فيما بعد بأنه في حالة موت دماغي ليفارق الحياة في فجر اليوم التالي.
وعاش تحرير لأشهر طويلة أهوال صدمة موت صديقه وابن عمه ولم يكن يعرف كيف سيذهب إلى المدرسة بدونه ويسير في طريق العودة بدونه حيث وقع الحدث الذي يصفه تحرير بالرهيب والدموع كانت تترقرق في عينيه .
استدراك: (الله يأخذ والله يعطي)
في ساعات الصباح وقبل وقوع الحادث كانت زوجة والد حلمي تضع مولودا جديدا في لحظة نادرة مع القدر.
الجميع يعرفون أن حلمي كان الولد الأجمل والأطيب والأفضل في العائلة وربطته بشقيقته الصغرى من زوجته الثانية علاقة وطيدة وكان يحبها جدا وأن أبناء الزوجتين يعيشون في ترابط كبير ولا تكاد تفرق بينهم . ورأى كثيرون في ذلك الحين في مولد أخ جديد لحلمي يوم استشهاده حكمة ربانية كبيرة (فالله يأخذ .. والله يعطي).
وأضاف آخرون لذلك دلالة معنوية في استمرارية الطريق الفلسطيني والذي شهد سقوط شهيد وولادة آخر يكمل الطريق الطويل .
حلمي شوشة: الوداع الأخير
بعد يومين من استشهاده شيع آلاف المواطنين جثمان الشهيد حلمي شوشة وبعد أن كانت سلطات الاحتلال تشترط دفن جثمان الشهيد ليلا بحضور ذويه فقط اضطرت هذه السلطات للإفراج عن الجثة من مشرحة أبو كبير قرب حيفا تحت ضغط ورفض المساومة على أن تكون للطفل حلمي جنازة تليق به.
وانطلق موكب التشيع إلى منزل والد الشهيد في قرية حوسان بحضور جماهيري ومكثف أيضا لجنود الاحتلال في قرية حوسان والقرى المجاورة وتم وضع حواجز عسكرية للحيلولة دون مشاركة واسعة في الجنازة ولكن مئات المواطنين وصلوا إلى قرية حوسان عن طريق الجبال.
وادخل جثمان الشهيد وسط هتافات المواطنين إلى منزل والده حيث ألقيت عليه النظرة الأخيرة نقل بعدها إلى مسجد القرية وبعد الصلاة عليه انطلق موكب ضم اكثر من ثلاثة آلاف مواطن ودعوا الشهيد إلى مثواه الأخير .واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال وفرض منع التجول على البلدة التي كانت وادعه هادئة قبل الجريمة.
واستمرت مواجهات عنيفة لعدة أيام لاحقة ورشق المواطنون سيارات الجنود والمستوطنين بالحجارة
كورمان ... غولدشتاين جديد
وبدأت تتكشف معلومات جديدة عن شخصية القاتل كورمان مسؤول الأمن في مستوطنة (بيتار) وقال مواطنون من القرية إن كورمان يهودي أمريكي متعصب هدد مرات عديدة بارتكاب مجازر مثلما فعل (غولد شتاين) في الحرم الإبراهيمي الشريف وقال مواطن إنه كان اشتبك في وقت سابق مع القاتل بعد أن طارد أحد الأطفال كان يسير بجانب المستوطنة.
وأضاف المواطن الذي أدلى بشهادته لي بعد استشهاد حلمي بان القاتل كان دائما عصبيا ومستفزا ويعيب على زملائه المستوطنين معاملتهم الفلسطينيين بغير خشونة كما يدعي..!
وكان يخوض نقاشات حادة للترويج لأفكاره مع زملائه المستوطنين ودائم التهديد الوعيد للمواطنين الفلسطينيين.
ولم يكن (كورمان) وحده شبيها (بغولدشتاين) وعرف فيما بعد بأن مستوطنين متطرفين معظمهم من أمريكا تشربوا أفكار غولدشتاين يقطنون في مستوطنات بيتار، تقوع، افرات المجاورة والتي تشكل حزاما استيطانيا جنوب القدس.
سؤال معلق
وصل القرية، في يوم استشهاد حلمي والأيام التالية، ممثلو عشرات وسائل الأعلام الدولية وأعربوا حينها عن صدمتهم من هول الجريمة وكان من أبرز من وصل إلى القرية القنصل الأمريكي وقتها (إدوارد ابنغتون) ويوم وصوله وضعت سلطات الاحتلال حواجز على مداخل القرية وأعاقت لساعات طويلة مرور الصحفيين المرافقين له.
وكنت أحد الذين تحسبوا لإجراء كهذا فذهبت إلى القرية مبكرا، وكنت مع أهل الشهيد وشبان القرية في بيت العزاء في انتظار القنصل الأمريكي المتابع جيدا للشأن الفلسطيني، وكان على سبيل المثال من أكثر المتابعين لجلسات المجلس التشريعي الفلسطيني ، وكان يحضر تلك الجلسات ويجلس مع المستمعين بينما يقوم مرافق له، بترجمة فورية حرفية لكل ما يقال في المجلس، وربما كان الشخص الوحيد فترة خدمته كقنصل في القدس الذي حضر اكبر عدد من جلسات المجلس حتى من قبل أعضائه.
وفي بعض الجلسات التي حضرتها، كنت انظر حولي، فأرى، عددا محدودا جدا يتابع تفاصيل ما يدور من مناقشات، منهم القنصل ابنغتون، و أحياناً يكون لوحده مع مترجمه جالسا يستمع، لا تفوته أية كلمة تقال.
قال القنصل الأمريكي في بيت العزاء (جئت لأقدم التعازي باسمي ونيابة عن الحكومة الأمريكية لعائلة الشهيد ودائما نعتبر وفاة طفل مأساة، ومأساة اعظم عندما يموت طفل جراء أعمال عنف).
و أضاف (ابنغتون): (أعلم أن الحكومة "الإسرائيلية" تجري تحقيقا في الحادث وأنها اعتقلت المشتبه به وأنا واثق بأن الحكومة "الإسرائيلية" ستكون عادلة ومتزنة في إجراء التحقيق وإذا ما ثبت بأن وفاة حلمي كانت بسبب أعمال عنف فإن لدي ثقة بان الحكومة "الإسرائيلية" ستحاكم مرتكب الحادث طبقا لنصوص القانون وأنه سيتم تحقيق العدالة بغض النظر عن كون المتهم فلسطينيا أو "إسرائيليا" ).
بعض الحضور لم ترق لهم (الثقة) المطلقة التي أولاها القنصل الأمريكي لحكومة الاحتلال وسأله أحد الصحفيين حول وجهة نظره باستفزازات المستوطنين، فقال (ابنغتون) لم آت لأعقد مؤتمراً صحفيا وإنما جئت لأقدم التعازي بوفاة حلمي.
وأضاف بأن لديه ابنة عمرها ست سنوات ويعتبرها أغلى ما يملك ولو مسها سوء سيكون ذلك كارثة بالنسبة له (ولذلك أعلم بأن عائلة شوشة تعيش مأساة وقلبها حزين بسبب وفاة الطفل الصغير ولهذا حضرت اليوم لأقدم التعازي وابدي تعاطف الحكومة الأميركية معهم)- أضاف القنصل.
وبالمناسبة أكد القنصل الأمريكي أن الولايات المتحدة ملزمة بدعم عملية السلام وأن الرسالة التي تود الحكومة الأمريكية إيصالها للطرفين هي الاستمرار في السلام من أجل مستقبل أفضل للجانبين وللأطفال.
وتحدث عم الشهيد يوسف شوشة موجها سؤالا كان يدور في خلد الكثير من الموجودين، قال يوسف (دائما تطلقون أوصافا على أي فلسطيني يقوم بقتل يهودي مثل الإرهابي المتطرف فماذا توصف أنت القاتل الذي نفذ الجريمة ؟)
وردا على ذلك كرر القنصل الأمريكي الذي حافظ على تقاسيم وجهه ببرود دبلوماسي وبدون أي انفعال بأنه حضر لتقديم التعازي ومواساة أهل الطفل حلمي في مصابهم.
فيما بعد قال يوسف عم الشهيد إن زيارة القنصل الأمريكي تبين حدود الاهتمام العالمي بجريمة قتل الطفل البريء مؤكداً أن الزيارة لوحدها لا تكفي خصوصا وأن القنصل لم يجب على سؤال العم وبقي السؤال معلقا.
ولا بد من الإشارة هنا، إلى أن (ابنغتون) الذي كان عمل في قسم المخابرات والمعلومات في وزارة الخارجية الأمريكية بواشنطن، قبل انتقاله، قنصلا لأمريكا بالقدس، وكان لسنوات طويلة حلقة وصل بين حكومته والفلسطينيين، غير اتجاهه المهني بشكل مفاجئ، فيعد تقاعده في عام 1999م، اصبح مستشارا لرئيس السلطة ياسر عرفات، ووقع معه عقدا تفوق قيمته المعلنة المليوني دولار، ليكون كما وصفته مصادر صحفية (أول لوبي للفلسطينيين في أمريكا)..!
ولم نعرف على وجه الدقة المهمة أو المهام التي أوكلت لابنغتون وهل قام بتنفيذها أم لا..!.
وعلى أية حال فإن وظيفته، (أو صفقته التي فاقت المليوني دولار)، كمستشار لرئيس السلطة، لم تتوفر عنها معلومات من مصادر فلسطينية رسمية أو غير رسمية، وما رشح عنها كان من الصحافة في الخارج، بالإضافة إلى إعلان (ابنغتون) عنها..!
وعلى أية حال، أيضا، فإن سنوات خدمته في القدس جعلته (مطلوبا) من وسائل الأعلام للتعليق على أحدث الشرق الأوسط وكثيرا ما تستضيفه قناة الجزيرة القطرية لهذه الغاية.
حلمي ينقذ شقيقته سهى
لحلمي شقيقين وشقيقة والأخيرة اسمها سهى وكانت تحتاج لنخاع عظمي كشفت الفحوصات أنه لدى حلمي، وبعد استشهاده أخذ النخاع العظمي وأجريت لها عملية زرع النخاع لينقذها حلمي من موت محقق.
وكانت سهى تعاني من مرض نادر في الدم لا يمكن علاجه إلا بعملية زرع النخاع وهذا المرض أدى سابقا إلى وفاة إحدى شقيقاتها.
في 28-1-1997م بعد عدة أشهر من استشهاد حلمي كانت سهى تخضع لعملية زرع النخاع الذي أخذ من حلمي لتتجاوز موتا محققا في حينه وبعد إجراء العملية في مستشفى (هداسا عين كارم) تحدث (يوسي يوفال) المتحدث باسم المستشفى قائلا ( عندما أحضرت جثة حلمي إلى المستشفى حيث كانت تعالج شقيقته قال والداها إن سهى حكم عليها بالموت أيضا لأنه كان الوحيد الملائم بين أفراد العائلة لنقل نخاعه الشوكي إليها).
وقال (شمعون سالفن) رئيس وحدة النخاع الشوكي في المستشفى عندما أدركنا أن حلمي هو المتبرع الوحيد قمنا بأخذ نخاعه وجمدناه وإن فرصة سهى بالشفاء الكامل جيدة .
كان حلمي عندما استشهد عمره (10) سنوات وسهى في الثانية من عمرها هل كان حلمي يعرف بأنه الوحيد الذي يستطيع إنقاذ سهى ففداها بنفسه ؟.
سؤال طرحه محبو حلمي، برسم دمه الذي سفك مبكرا..!
كورمان المجرم ... والبراءة
بعد الحادث وما لقيه من صدى وجهت سلطات الاحتلال تهمة القتل للمستوطن كورمان ووصفت الصحف الصهيونية جريمة القتل (بأنه سيناريو بشع تم بضرب كورمان للطفل حلمي شوشة على رأسه بمؤخرة مسدس بعد مطاردة أشخاص يشتبه بأنهم رماة حجارة)
وتحدثت مصادر قضائية على أن (ناحوم كورمان) سيواجه حكما بالسجن 20 عاما إذا أدين بتهمة القتل الخطأ.
وجاء في لائحة الاتهام بأن المتهم رئيس الأمن في مستوطنة (هيدار بيتار) دخل قرية حوسان في جيب حاملا مسدسا بهدف اعتقال الشبان الذي قالت بلاغات تلقاها في وقت سابق إنهم رشقوا سيارة بالحجارة ، و أثناء سيره بالسيارة في القرية طارد حلمي وابن عمه لمسافة 30 مترا، أوقف سيارة الجيب ونزل حاملا مسدسه وركض في اتجاه القتيل الذي وقف قرب أحد المنازل وبينما كان واقفا وجها لوجه مع الفقيد ضربه وركله، سقط الشهيد على الأرض وأثناء رقاده على ظهره وضع المتهم قدمه على رقبته وضربه على رأسه بمؤخرة مسدس.
أضاف قرار الاتهام أن الضربات التي تلقاها حلمي على رأسه مزقت شريان الحبل الشوكي مما أدى إلى نزيف داخلي أدى إلى الوفاة.
وفي وقت لاحق قررت إحدى محاكم القدس حبس (كورمان) وقال القاضي في حينها أن تلقي المتهم كورمان تدريباته كحارس شدد من ظروف الجريمة إذ كان عليه تجنب الإرهاب لا أن يكون مسؤولا عنه.
وحسب تقرير الطبيب الشرعي الصهيوني تبين أن حلمي استشهد جراء ضربات تلقاها على الجانب الأيسر في عنقه ونزيف في الدماغ.
وهكذا يتضح من سير الأمور في تشرين الأول 1996 أنها كانت تدل على أنها تسير في طريق صحيح فلائحة الاتهام لكورمان صهيونية حكومية والطبيب الشرعي كذلك والقاضي الذي اقر بحبس كورمان.
ولكن التفاؤل الذي ساد وقتها بإمكانية محاكمة كورمان بشكل عادل نسبيا، أو حتى لإرضاء أطراف في الرأي العام، كان يغلفها تشكيك (بالعدالة) الصهيونية وهو ما اتضح يوم 16-8-1999 عندما حكمت القاضية روث اور ببراءة كورمان من قتل الشهيد حلمي بل جاء في قرار المحكمة بأن كورمان كان يحاول مساعدة الطفل حلمي شوشة عندما فقد الوعي.
ورفضت القاضية شهادة خبير طبي أفادت بان حلمي شوشة توفي نتيجة الضرب والخبير الطبي هذا هو الطبيب الشرعي الرئيسي في الكيان الصهيوني بروفيسور (يهودا احيس) .
من قتله إذن ؟
ساير شوشة والد حلمي قال تعقيبا على براءة كورمان من دم ابنه إن ذلك دعوة وتشجيع للمستوطنين لقتل المزيد من الفلسطينيين.
ونددت المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بقرار تبرئة كورمان وذكرت بأن خرق سلطات الاحتلال لحقوق الطفل الفلسطيني أدى إلى قتل ما يزيد عن 300 طفل فلسطيني في السنوات الإحدى عشرة الماضية.
واعتبرت أن تبرئة كورمان يدل على مستوى الانحدار الذي وصلت إليه المؤسسة القضائية في الكيان الصهيوني فيما يتعلق بطريقة تعاملها مع جرائم قتل يرتكبها صهاينة عمدا وبدافع العنصرية والكراهية للفلسطينيين.
وفي تعليق ذكي كتب دادي تسوكر عضو الكنيست السابق وزعيم كتلة الخضر (وقتذاك) في جريدة معاريف 18 -8-1999م متسائلا من قتل حلمي شوشة ما دامت تمت تبرئة كورمان ؟
وقارن تسوكر بين جريمة قتل حلمي وتبرئة كورمان في نفس المساء الذي تم فيه بث فيلم (المسيسبي يحترق ) في التلفزيون الصهيوني الذي يتحدث عن معاناة الأمريكيين السود وعن العنصرية.
وقال إنه لابد من مواصلة سؤال المحكمة عن الذي قتل حلمي شوشة ؟
وعرض فيلم المسيسبي يحترق في نفس ليلة بث خبر تبرئة (كورمان) كان أيضا مجالا لتعليقات كتبت في الصحف الصهيونية نفسها .
و نشر الصحفي أربيه دايان في صحيفة هارتس (27/8/1999 ) تقريرا عن قرار الحكم الذي أصدرته القاضية روت اور ، و الذي جاء في 45 صفحة شرحت فيها لماذا برأت المستوطن كورمان من دم الطفل حلمي شوشة، مدعية بان حلمي توفي نتيجة الضغط النفسي الشديد ، وهو ما يخالف ما جاء في تقرير الطبيب الشرعي نفسه.
و يقول الصحفي إن القاضية (ركزت كل مشاعرها لتوبيخ شاهد الادعاء المركزي رئيس معهد الطب الشرعي البرفسور يهودا هيس).
و خلال السنوات الماضية ، كما لاحظ الصحفي الصهيوني، فان شهادات البروفيسور (هيس) في المحاكم أدت إلى إدانة عشرات الفلسطينيين، ولم يقم أي قاضي صهيوني بالتشكيك في مصداقيته…!
و لكن عندما يتعلق الأمر بدم طفل عربي فالأمر مختلف..!
و لمحت القاضية لإمكانية تحريف (الطبيب الشرعي الرسمي لدولة "إسرائيل" لشهادته المهنية و ملاءمتها مع رواية الشهود الفلسطينيين..! و هو أمر لا يخضع لأي منطق، واتهمته (بالانجرار) خلف روايتهم..! وقالت أن ذلك اضر (بموضوعيته و عمله)..!
و حاولت في نقضها لشهادة الطبيب الشرعي أن تجد مخرجا قانونيا، فطرحت تساؤلا: (من الذي يتوجب على الطبيب الشرعي لدولة "إسرائيل" أن يخدمه: المحكمة أم النيابة؟)
و أجابت (إنه يجب أن يكون خبيرا للمحكمة وليس شاهد ادعاء؟)
و يبين تقرير الصحفي كيفية مجرى العدالة في المحاكم الصهيونية (اكثر من عشرة شهود ادعاء مثلوا في المحكمة خمسة منهم فلسطينيون وقامت القاضية اور بتجريدهم من المصداقية، أما أقوال الشهود فلم ترفض من قبلها بل و استخدمتهم للتشكيك في مصداقية الفلسطينيين).
أي أن دم الطفل حلمي شوشة وجد نفسه أمام قاضية تنز عنصرية وتفرق بين شهود الدفاع ليس على أساس أقوالهم و لكن على أساس قومي متطرف.
و لم يكن غريبا لذلك أن تدعي القاضية للإجابة على سؤال من قتل حلمي شوشة (المتهم في موت حلمي شوشة هو على ما يبدو حلمي شوشة نفسه)..!!!
و بالطبع لم يمر هذا الكلام حتى على الصحفيين الصهاينة أنفسهم، وسخر بعضهم من إمكانية أن يكون حلمي شوشة (مات من تلقاء نفسه)..!
ولم تورد وكالات الأنباء تعليقات للقنصل الأمريكي ابنغتون الذي تقاعد من عمله في القدس، واصبح مستشارا لعرفات براتب خيالي، ولم ينتظر فلاحو حوسان ثلاث سنوات ليعرفوا نتيجة المحكمة فهم كانوا في الأصل يشككون في عدالة القضاء الصهيوني ويشكون معاناتهم إلى الله الذي لا غالب له وينتظرون فرجا لعله يكون قريبا .
بعد الفصل الأخير
قرار القاضية روت اور بتبرئة المستوطن كورمان، ليس فقط لم يقنع أحدا، و لكنه أعطى فرصة لمنتقدي المحكم الصهيونية والمشككين في (عدالتها) لم يكونوا ينتظرونها، ويبدو أن تلك القاضية لم توفق في (إخراج) مقنع نسبيا لتلك القضية التي أثارت اهتماما وقتها، فأصبح قرارا الحكم المثير أيضا مثار جدل و نقاش ونقد شديدين.
و إزاء ذلك، ومن أجل إعادة مشهد المحكمة بإخراج أكثر اتقانا، على ما يبدو، طلبت النيابة العامة الصهيونية يوم 22/9/1999 م من المحكمة العليا إدانة المستوطن القاتل كورمان، ونقض قرار المحكمة المركزية بتبرئته.
و قالت النيابة إن الطفل شوشة لقي حتفه بسبب نزيف داخلي خطير نجم عن تعرضه لركلة عنيفة في رقبته من قبل كورمان، وفقا لنتائج تقرير الطبيب الشرعي الرسمي ، وأشارت إلى أن المحكمة المركزية لم تعط أي تفسير (معقول) لملابسات استشهاد شوشة الذي كان يتمتع بصحة جيدة.
و استمر المسلسل بإخراجه الجديد، باهتا يحاول مخرجه أو مخرجته بكل السبل تحقيق النجاح له، ففي يوم 12/11/1999 م أدانت المحكمة العليا المستوطن كورمان بتهمة قتل حلمي شوشة، و لكن (بالقتل غير العمد)..!
و بعد أشهر طويلة من تلك (الإدانة) أصدرت المحكمة الصهيونية الجزئية بالقدس حكما على القاتل كورمان بقضاء ستة أشهر في خدمة المجتمع، و السجن 15 شهرا مع إيقاف التنفيذ وتغريمه بنحو 17 ألف دولار.
و استباقا للانتقادات التي كان متوقعا أن توجه للمحكمة، قالت مصادرها بان الحكم جاء نتيجة صفقة يعترف فيها كورمان بارتكاب الجريمة غير متعمد.
وكان الإخراج هذه المرة أيضا سيئا بل بالغ السوء..!
وثار أعضاء الكنيست العرب معتبرين ( أن الشرعية "الإسرائيلية" لا تعير الدم الفلسطيني أي اعتبار).
و صرخ والد حلمي، السيد ساير (حلمي قتل، لقد قتله كورمان، فكيف يحكم عليه بخدمة المجتمع، إن ذلك يعطي للمجرمين ترخيصا بالقتل).
و في محاولة أخيرة، هذه المرة، لإنقاذ سمعة (العدالة الإسرائيلية)، اعترفت النيابة العامة الصهيونية يوم 23/1/2001 م، و في سابقة قضائية في الدولة العبرية بأنها أخطأت عندما وافقت على الحكم المخفف الذي صدر بحق القاتل كورمان.
و كانت مناسبة الاعتراف بالخطأ، تم أيضا إعداد مسرحي لها، لتعكس (وجه) آخر للدولة العبرية وللإيحاء بوجود ضمير حتى لو كان مستترا.
كانت النائبة العامة (عدنا ارييل) في ذلك اليوم تلتقي وزير العدل، في ذلك الحين يوسي بيلن، وطلب هذا الوزير منها (إيضاحا) حول سبب العقوبة المخففة على كورمان.
فقالت ارييل ( إن النيابة العامة أخطأت عندما وافقت على صفقة المرافعة التي حكم بموجبها على ناحوم كورمان ، و انه كان من المستحسن أن تحدد المحكمة العقوبة دون تدخل النيابة في هذه المسالة).
وكانت المسالة لا تتعلق بالإخراج المسرحي، و لكن بطبيعة الدولة العبرية العنصرية، وجهازها القضائي غير المستقل فيما يتعلق بالفلسطينيين، ففي نفس اليوم الذي برأت فيه (العدالة ) الصهيونية المجرم كورمان، كانت محكمة صهيونية أخرى تصدر حكما على طفلة فلسطينية تدعى سعاد غزال –16 عاما- بست سنوات و نصف بتهمة مقاومة الاحتلال..!، وهي عبارة فضفاضة، عدا على أن مقاومة الاحتلال، أمر مشروع قانونيا..!
و استمر المسلسل..!
وبعد كل هذه السنوات ما زال شبح الجريمة، مقتل الطفل حلمي شوشة، يخيم على المنطقة وما زالت سيارات المستوطنين تقطع الشوارع الالتفافية ومستوطني (هيدار بيتار) يوسعون مستوطنتهم ويضمون مزيدا من الأراضي إليها وفي كل ليلة عندما يذهب الفلاحون إلى مضاجعهم تخرج روح حلمي في الليل، تطارد القاتل والمستوطنين .
في حين أن المستوطنات، لم تكف عن تفريخ القتلة، وبقي أطفال حوسان يدفعون الثمن، مثلما حدث مع شادي الزعول أحد أطفال حوسان من مجايلي حلمي الذي دهسه مستوطن في يوم 30/11/2000 بعد نحو شهرين من انتفاضة الأقصى.
وغاب شادي الزعول –16 عاما- عن قريته في بطنها وغاب آخرون من مجايليه في سجون الاحتلال، وما زلت الجريمة مستمرة، والمقاومة كذلك..!

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أين حلمي ؟ رشيد الميموني الخاطـرة 10 08 / 04 / 2020 37 : 02 PM
معجم قبائل وحمايل وعائلات فلسطينية - 9 - شواهد التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع مازن شما توثيق العائلات الفلسطينية في الداخل والشتات 0 27 / 04 / 2014 27 : 05 AM
شواهد من تراب زياد صيدم القصة القصيرة جداً 2 01 / 06 / 2013 45 : 03 AM
أمسية شعرية بالمركز الثقافي العربي بكفر سوسة بتاريخ 29/12/2010 هدى نورالدين الخطيب أمسيات طلعت سقيرق الشعرية/ فيديو 19 20 / 02 / 2011 00 : 03 PM
حلمي فتيحة الدرابي فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 0 12 / 10 / 2010 47 : 07 PM


الساعة الآن 37 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|