التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,857
عدد  مرات الظهور : 162,350,798

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > جداول وينابيع > المقــالـة الأدبية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22 / 11 / 2008, 40 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
نبيل عودة
كاتب نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية نبيل عودة
 




نبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond reputeنبيل عودة has a reputation beyond repute

في هذا الزمن الساقط يسقط حتى الشعراء

الفيتوري : في هذا الزمن الساقط يسقط حتى الشعراء



حالتنا الشعرية : " تفاهة الأعمال وعظمة الأوهام (قول لماركس)



بقلم : نبيل عودة

[align=right]

كثرت الاجتهادات الشعرية في الأداب العالمية لتفسير معنى الشعر ، أو لأعطاء مقاربة تكشف المضمون الحقيقي للشعر . ولو اني لست من المهتمين بهذة التفسيرات وأرى فيها انشغالاً غير مجد ، الا أن بعض التفسيرات تظهر المستوى المتدني للوعي الشعري ، وللأسف اصحابها يرفلون بملابس أدبية ونقدية أوسع كثيراً من حجم اجسامهم وأكثر امتداداً من ارتفاع قاماتهم ، والاساسي في الموضوع ، أن ما يطرحونه من تفسيرات ، سطحي ومتيبس في نظرته ومضامينه ، ويعتمد احياناً على دلالات تراثية ، جميلة بحد ذاتها ، ولكنها لا تخرج عن كونها صيغة جمالية ، بعيدة عن التفسير الحضاري والعقلاني لمفهوم الشعر وماهيته وهذا يؤكد سطحية التفكير ورعونته ، والابتذال في الفهم الجمالي ، الأمر الذي يحط من القيم الروحية للأنسان ، ويهبط الى مستويات من الفهم المحدود ، السوقي الضيق .
إن الابتذال في الفهم الأدبي ، هو من أخطر الأجتهادات الثقافية ، ويقود الى التستر بالأقوال الطنانة ، المنمقة على الغالب، أو التستر بالحكمة الكاذبة ، ويجيئني قول لكارل ماركس عن الاجتهادات الثقافية المماثلة التي عملياً لم تتوقف منذ بدأ العقل البشري مسيرته الفكرية ، إذ وصف ماركس الابتذال في التفكير بـ "تفاهة الأعمال وعظمة الأوهام" وهذا ما يفسر الكثير من مجريات حياتنا الثقافية اليوم ، ابداعاً ونقداً.
مثلاً وصف احدهم الشعر " بأنه يعبر عن احاسيس الإنسان الداخلية"
المفهوم العلمي للأحاسيس ، أنها صيغة أخلاقية تتعلق بالجانب الإنفعالي العاطفي للأنسان وهي تمثل الجانب الذاتي للفرد (الاندفدوال) ، أي انها ليست ظاهرة متشابهة في نتائجها لدى جميع البشر . إذن النقطة الأولى , لو كان مفهوم الشعر هو فقط التعبير عن أحاسيس الإنسان الداخلية ... لأصبحنا كلنا شعراء . الأحاسيس لها قيمة ذاتية قد تضيف لجمالية التعبير وللتجربة الذاتية ، ولكن من المبتذل إعتماد هذه الصيغة لتفسير ظاهرة ادبية هامة مثل الشعر ... لأن الأحاسيس يكتسبها الأنسان غريزياً ، ولا يمكن للغرائز أن تصبح التفسير المعتمد الواعي لمفهوم الشعر ، حسب ما قرر البعض انطلاقاً من ذاتيتة وقصور وعيه وشيخوخة تفكيره .
وهناك من يستشهد ببيت شعر كلاسيكي لمحمد الفراتي ، يقول فيه :

ما الشعر الا شعور المرء يرسله
عفو البديهة عن صدق وإيمان

لو استعرضنا الشعر الذي يكتب في هذه الايام ، لما وجدنا البديهة ولا حتى شعور ، ومن نافل القول الحديث عن الصدق والايمان ، أنما كتابة من خارج الذاتية الفردية والأنسانية ، ومن خارج المشاعر ، ومن خارج الصدق والمصداقية الادبية والفنية - أي بغياب لأبسط شروط الأبداع ، لأي أبداع ادبي كان وليس الشعري تحديداً .
رأيت من المفيد في هذه المداخلة ، المطروحة ( بلا شك ) للنقاش الفكري والتطوير ، أن أطرح ما قاله احد شعراء العربية الكبار ، وأجزم أنه لا خلاف على شاعريته ومكانته الشعرية في الثقافة العربية المعاصرة ، وأقصد الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري ... صاحب دواوين شعرية لا تنسى " عاشق من أفريقيا" و "أغاني افريقيا" و"أحزان افريقيا" ومنذ فترة غير بعيدة أصدر ديوانه الشعري الجديد.
يقول الفيتوري :"نحن كشعراء في هذا العصر ، فقدنا أنفسنا وفقدنا علاقتنا بالواقع الاجتماعي ، وفقدنا قيمنا الانسانية ، ولم نعد نمثل شيئاً على الأطلاق ، لذلك بعض المدعين ،الذين يزعمون انهم شعراء .. هم مجرد ضباب ومجرد فراغ ، يسيرون في الهواء الطلق بدون ماض ، وبدون مستقبل"
لو قرأت هذا التقييم بدون اسم الفيتوري ، لظننت ان كاتبه اديب محلي ( من العرب في اسرائيل ) يقلقه ما يدور في ثقافتنا العربية داخل اسرائيل من شيخوخة مبكرة ، وخاصة في شعرنا ونقدنا الشعري والفكر النقدي عموما .
الفيتوري يتحدث عن الواقع الشعري العربي ، وهو بالتأكيد أفضل مئات المرات من الواقع الشعري والفوضوي العربي المحلي (داخل اسرائيل)... الشعر الذي ينشر في صحافتنا اليوم ( داخل اسرائيل ) هو شعر بالتشبية الشكلي فقط ، حتى لو اجتهد المجتهدون ( من نقاد بلا ضمير ) في " اتهامة " ، مع سبق الترصد والاصرار ... بالشعر ، ورفع شأن أصحابه والكتابه الساذجة ( النقدية ؟ )عنه ، والأطناب والتوسل والتسول من القراء للحصول على بعض المصداقية في الافتراء الأدبي الممارس ، سيبقى نصوصا ساقطة بأكثريته المطلقة ، لا علاقة لها بالشعر او الأدب ، الا بما يحاول بعض الاشاوس من النقاد ربطه عنوة بقافلة الشعر . هل بالصدفة ان الفيتوري يعلن بقوة "ساقطون نحن الشعراء كلنا" لأنه في هذا الزمن الساقط يسقط كل شيء حتى الشعراء ؟"

أرجو أن يفهم القراء مواقف الفيتوري ومواقفي بالمقاييس النسبية ، أي ان الموقف ليس موقفاً مطلقاً إنما موقف يدعي غياب الشعر عن الأكثرية المطلقة لما ينشر عنوة تحت هذ ا الباب .
يقول الفيتوري " الشعر لا بد أن يكون له قضية , الشعر لا ينبع من الفراغ والشعر لا ينبع من الأرض فقط ، بل ينبع من الأنسان والتصاقة بالأرض والتراب ، والشعر في هذا التصور ينبع من البحث في الشكل الشعري "
عملياً يضع الفيتوري الوعي الانساني سابقاً لكل احساس غريزي . ويقول " كلنا ساقطون بنسب متفاوته في هذا العصر " ويعطي نموذجاً هاماً عن الشعر الذي يبقى على مدى العصور ، من المتنبي حتى عصر أحمد شوقي الى عصر شعراء المهجر جبران ونعيمة ونسيب عريضة وأبو ماضي ، ويقول : عندما نقرأ هؤلاء الشعراء نجد أنهم لا يغادرون مجتماعتهم ... ليس بالجسد ، لكن بالفكر ... وليس بالروح ولكن بالواقع ، كانوا دائماً ضمن حركة المجتمع الأنساني والمجتمع العربي والمجتمع الفكري ، لذلك وجدوا في التاريخ واستطاعوا أن يغيروا"
ويقول : " كشعراء اصبحنا مثل المغنين في هذا العصر ، مثل راقصات هذا العصر ، مثل جماعات ال "فيديو كليب" يعتمدون على ايقاعات ، على سيقان وعلى أفخاذ .. ثم لا شيء ، إلا ابتسامات باهته ورؤوس محنطة وافكار ساقطة ورؤى مضمحلة وتوجهات نحو عصر خاو من الابداع ، من الروعة ، من الجمال ومن القيم الحقيقية للأنسان"
لن أعط نماذج محلية ، حتى لا أواجه بالشتم والقذف والتهجمات من بعض صعاليق النقد والشعر في ثقافتنا المغتصبة من التافهين ... رغم اني لست ممن يجفلون من الحثالات الادبية ، ولكن باستطاعة القارىء أن يجبر نفسه على قراءة ما ينشر تحت صيغة الشعر ويقارنه ، ليس بما يقوله نبيل عودة في مداخلاته الثقافية ، أنما بما يقوله محمد الفيتوري أحد أكبر شعراء عصرنا .
الاكتفاء بالجملة المسكينة ان الشعر عبارة عن مجرد احاسيس هي تسطيح للشعر وتسخيف للأبداع وليس غرابة في هذا العصر الساقط ، سياسياً واجتماعياً وادبيا ودينياً ، أن يسقط الشعر والشعراء ايضاً . وان لا يبقى الا بعض التافهين يتصارعون على "السلطة في روما " قبل سقوط الإمبراطورية النهائي.
[/align]



نبيل عودة – كاتب واعلامي فلسطيني - الناصرة


nabiloudeh@gmail.com

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نبيل عودة غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غزة جرحنا المفتوح حتى يسقط الحصار هدى نورالدين الخطيب القضايا الوطنية الملحّة 243 03 / 12 / 2011 04 : 01 PM
سمر رمضاني : حين يسقط الطاغية ببيت من الشعر حسن الحاجبي فنجان قهوة ومساحة من البوح 9 08 / 08 / 2011 19 : 03 AM
قصيدة : عاش يسقط للشاعر أحمد مطر جمال سبع الشعر المعاصر 0 23 / 08 / 2010 24 : 02 AM
غزة جنوننا حتى يسقط الحصار عمران الشيخ الأدب الساخر 0 20 / 11 / 2008 58 : 03 PM


الساعة الآن 46 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|