التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,393,721

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > كـان.يـاما.كـان...
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 22 / 11 / 2008, 50 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
د.مازن حمدونه
ضيف
 


حوار التناظر مع الشاعر محمد الأسعد

حوار التناظر مع الشاعر محمد الأسعد


د. مازن حمدونه

مشهد من سيرتي الذاتية ...
على أعتاب غربتي ، وعلى مهد الطرقات الفسيحة ، عاد القدر مرة أخرى، ليقتحم راحتي من بعد طول مشوار كنت للتو أحط رحاله ... حتى الأمس القريب كان قد بعثرني بين موطن .. وموطنٍ .. وموطنٍ .. وكلها ليست بأوطاني !!
عًفت الزمن الذي أنزل بي رهينة لأهل السياسة وأنا مازلت بلا هوية ...
ركلتني الأقدار في مدنٍ أجهل فضاءها ، وزمانها .. مأهولة هي بمنابت، ولغات لا اعرف حروفها ولم انطقها يوما ً .
أصبح القدر سيفا مسلطا على رقبة غربتي ...يقلبني .. يمضى بي كالغيم العابر .. كالشهبٍ .
بعد فجيعتي الأولى .. بعد هولي .. أصبحت بلا حول .. بلا قرار فأنا ليس أكثر من مسافر بين العواصم العربية .. والآن أغادر إلى عواصم لا تعرف حروف كلماتي .
أنا من الذين دنس الأغراب وانتهكوا قدسية موطنه .. ومازلت لم ألملم آلامي المبعثرة .. وجراحي مازالت تنزف كطيرٍ مزق شرايين حلقه .. أوتار قلبه مشرط جسور لا يفرق بين العدل والظلم ً.
تعال معي وشاهد المكان .. هناك صحراء قاحلة بلا خرب .. وعلى امتداد الطريق تنبت علباً قالوا إنها مدناً .. تتكاثر كالفطر ..كالطحلب على الصخور الصلبة .
أهلها قواقع تهرم .... وجوههم متيبسة ناضبة كالشجر في فصل الخريف بلا ثمر ... وطرقاتها تتلوى كالأفاعي .
تعال معي في زاوية .. في ركن من سحابتهم نرتشف خمورهم .. قد أمضى بعيدا .. افتح أبواب سراديبهم ، أتعرف على ممالكهم .
تعال نبحث عن لحظة فرح في مدن لا تعرف أحزاني .. نحن الذين هجرت الليالي افراحنا ..
ترى هل سنعود من جديد .. نغنى .. نرقص .. نعزف الناي ؟
ذات يوم قد يشتق أطفالنا الفرح من تحت الصخور .. من تحت الركام .
نحن وفي أوج المحن نبكي لبعض الوقت .. نتألم .. وبعض من الفرح يزور قلوبنا التي أدماها الأسى الممتد بمداد على صدر صفحات ، نسى الزمان ان يكمل عباراتها .. سقطت بعضٍ من حروفها .
انه قدرنا ان نبيت غرقى... صرعى الأمواج المتلاطمة ، تتلاقفنا أمواج البحار والمحيطات الهادرة .. ان نجوب الصحاري القاحلة نبحث عن كنوز في بطونها ، ليس لنا فيها تراث أو تاريخ !!
أصبح القدر يلاحقنا في كل حقبة .. يركلنا من دار لدار، كسفينة اصطدم رأسها بجبل جليدي وسقط ذيلها ، يتهاوى تحت كومة من ماء لا نبض فيه ولا حياة ... تلهث تستجدى الأقدار عله يمر من ينقذ بحارتها .. قبطانها قبل ان تبتلعهم أحشاء البحر القاتم في أعماقه تتبدد خيوط النور .. يتلاشى .. تبدده عتمة المكان .

دعوة على فنجال قهوة ...
تعال ابحث معي عن قمر يضئ لنا عتمة غربتنا .. تعال نشعل مصباحاً ..
شاركني فنجال قهوتي في الصباح .. فتش في جدار قلبي ، ستجد قلما ، كتاباً ، علماً طويته بعد نذر ، انتظر لأرفعه على سطح داري .
توقف أنت الآن في غزة ... "إضاءة من كاتب الحوار"
تعال نعزف كلمة على وتر .. تعال نغنى أغنية للوطن ..مازال أمامنا رحلة طويلة .. قد نقطعها ونصل .. وقد تدوسنا الأقدار .
أنبياء ...
ترى أين أصبحنا من التاريخ المعاصر ، من شرعية أصحاب المجالس الأممية ؟ أين نحن من عدالة الأرض ؟
قد نكون رسل الأرض الحمقى .. بلا قدسية ؛ إلا أننا جئنا من رحم الأنبياء ، ولنا أم وضعت نبياً مؤمنا أمنت به كل البشرية .. إلا بني صهيون !
أنظر أخي وتأمل ..كيف نحن الشعراء المنتحرون ..المبادون ..المستباحون في اللغة والتاريخ حتى الحب المقدس .
أخي لو غصت في عمق الظلام ، ستجدنا طيوراً ذهبية تحلق في المكان ..زهوراً حمر ندية .. نبعث فيكم ربيع الحياة ..ننتشلكم من قهر الجهل .. من سياط المتسلطين .
نحن نسطر لكم الكلمات .. نلقنكم الحروف .. نستنطقكم من البكم .. فلا ترشقني بعقب أقداح خموركم .
لا تشتم مسيرتنا .. تاريخنا .. نضالنا .. شهدائنا .. فنحن على رؤوسكم نتربع تيجانا أبهى من تيجانكم ألف مرة ..
نحن ليس كما كتب المهزومون عنا في كتبهم ليبرروا هزيمتهم .. مؤامراتهم في قصور شيدتها لهم جحافل الاستعمار الغابر .. فنحن لا نبيع الوطن في أسواق الصعاليك .. فهل يشطر المرء منا فؤاده للجلاد ؟! هل يسحق عظامه ؟!
نحن المنشدين في الليل العربي نجوما تتلألأ ، رمالاً أبدية .. لا تنتهي .. تتكدس في كل عام مهما مرت عليها العواصف الصفراء
في محاكم التاريخ نحتقر الجزاء .. لا نفهمه .. حين يطل علينا قضاة الزمن ..يشدنا البكاء على مملكة قلوبنا .. عواصمنا المستباحة .. مياهنا .. جمالنا وأيائلنا وودياننا التي لا تجف .
مهلا ترووا قبل ان تصدروا علينا الأحكام في غيبتنا .. تتهامسون ونحن مكبلين بالصمت .. نبتسم .. نحتقر عدالتكم لأننا الغرباء في مملكتكم العامرة بأجناس عجمية ومن كل الأقطار .
نحن الطيور المسافرة العابرة على غابات بلا أشجار .. بلا أغصان .
أخي محمد الأسعد ...
كل الحروب في أرجاء المعمورة .. تنتهك فيها المحرمات ..تخلف الخراب والرحيل .. والموت .
نجوم الليالي تفقد بريقها .. لمعتها .. تسقط الأشجار وتصبح شواهداً للقبور ..تفقد ظلالها .. تذبل وقد تموت .
نترك الشوارع والأزقة .. نرقد في الملاجئ في سراديب الأرض .. في المغارات .. في بطونها في الجبال .. وسط ألواح الصبار .
حمم الدبابات تنهمر .. قصف الطائرات .. تتوقف عقارب الساعة .. نبض الحياة يتلاشى .
ترى الحال وقد انقلب من أهواله ، كالحالم في نومه ، حين تبدده صرخته ولهفته من وحشة داهمت خلوته في عمق المنام .
ترى في المشهد بعد زوبعة الدمار .. جسورا تكسرت.. طرقات تجرفت ، بيوتاً تهدمت..ولم يعد في القرية والمدينة سوى دخان ورماد .. يراودك الشك بأنه مسها شيطان أحمق .
تصبح المدن بلا سكان، والقرى بلا فؤوس ..والبحار بلا اسماك .. حتى المقابر بلا أحشاء!!
ترى في المشهد سكون قاتل .. تكاد لا توقظك من هول هذا كله ، سوى صرخة طفلٍ يصرخ هناك .. خلف جدار سقط ، أو سقف غرفة احتضن الأرض وسوى عظام أمه بالتراب ..
بعد طبول الموت التي قرعت .. ترى في المشهد زوجة بلا زوج .. بلا أطفالها .. أو أطفالا بلا أمهات .. تجد ان الجميع سقطوا كأوراق الشجر في فصل الخريف الذي تلقفته رياح الخماسين الصفراء ..
عند عودتنا وجدنا المتاحف بلا تحف ، والمكتبات بلا كتب .. بلا أقلام ..ومدارس بلا فصول بلا مقاعد .. بلا تلاميذ .. أصبح الصمت يخيم المكان ، والموت بطاقة هوية تحصى بأرقام ..
تجد الأرض ماتت من جديد ولفظت أنفاسها ونبشوا أحشائها وبعثروا مقدساتها ودهسوا عظام قتلاهم .. ويصبح القاتل بلا هوية والمحاكم بلا متهمين .. ويبكى القاتل ويصرخ في وجهك انك سلبته راحته .. يطالبك بالرحيل !!
أصبحنا المحذوفين بلا علامةٍ تشير إلى غيابنا .. كالكلمات بلا تنوين .. كالحروف التي تآكلت


أمضى ولا تتردد .."إضاءة من كاتب الحوار"
ترى شعبي مازال ينصب قامته .. يشحذ همته .. يتكاثر كالأرنب البري .. سيغضب من جديد .. سيقتلع المخيمات .. وسيجعل جنازير دبابتهم تحفاً في المكان .. سيلف بها ميادين الذل لهم تتلوى كالأفاعي كما شاهدتها في ميدان الشهداء بمخيم جباليا .. ورفح . وان غداً لناظره قريب .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
  رد مع اقتباس
قديم 24 / 02 / 2012, 29 : 08 PM   رقم المشاركة : [2]
الحنفي محمد
كاتب نور أدبي مشارك
 





الحنفي محمد is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الرشيدية - المغرب

رد: حوار التناظر مع الشاعر محمد الأسعد

بارك الله فيك
الحنفي محمد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار التناظر مع الأديب الشاعر سميح القاسم د.مازن حمدونه كـان.يـاما.كـان... 1 24 / 02 / 2012 35 : 08 PM
حوار التناظر مع الأديب الشاعر عمر شبانه د.مازن حمدونه كـان.يـاما.كـان... 1 24 / 02 / 2012 35 : 08 PM
حوار التناظر مع الأديب الشاعر محمود درويش د.مازن حمدونه كـان.يـاما.كـان... 1 24 / 02 / 2012 33 : 08 PM
حوار التناظر مع الشاعر معين بسيسو د.مازن حمدونه كـان.يـاما.كـان... 1 24 / 02 / 2012 32 : 08 PM
حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد د.مازن حمدونه كـان.يـاما.كـان... 1 24 / 02 / 2012 27 : 08 PM


الساعة الآن 51 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|