[عبدالله سليمان]

سلام الله عليك أخي المحترم الدكتور عبد الفتاح وبعد .. الشكر والتقدير والإجلال لمبادرتك الكريمة وأنه لشــرف كبير منحته لي لتواجدي هنا بروضكم الفــواح بأريج الماضي الأصيل
أخي الكريم الدكتور عبد الفتاح . قد اعتكفت أيامي وسنيني أستقى الأدب من ينبوع كتاب الله
تأملت فيه عشت معه أذاب قلبي سكنته فسكنني ففتح الله عليا بكرم جوده فاستخلصت لكم بعض التجليات والتأملات حول تلك الآية الكريمة .
بسم الله الرحمن الرحيم
"أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
صدق الله العلي العظيم، وبلغ رسوله الصادق الأمين
سورة البقرة - الآية رقم 259


تعيش من الخير في عافيـة == وتجحد ربك يا طاغيــة
وفى كل وقت تثير الشكوك == بسخف عقائدك ألعارية
مقرك يابن التراب الحقير == وموطن أمثالك الهاوية
تباركـــت يارب تلك الدنا == ويارب أخره آتية .....
ويامن إليه يكون المآب == إذا ما انقضت هذه الفانية
لنــا منـــه آياته البينات == تشع على الأنفس الداجية
تحيل ظلام الأسى والشكوك == يقينا بعيشتنا الثانية ....
كمن مر يوما على قرية == من القاطنين غدت خاوية
عليها تخيم سحب الوجوم == كساها الردى حلة بالية
بأطلالها اليوم تفرى الفؤاد == من الرعب صرخته الناعية
بسمع الفضاء المهيب الرهيب == يردد أنته الباكية ........
فليس بها أثر للحياة == فلا طفل يحبو ولا غانية
وما لنعيم مضى فضله == ولا للهناء بها باقية ..
ولا شيء غير صفير الرياح == بمقفر ساحاتها الخالية
وأطياف ماضي عليها انقضى == طوى الموت صفحته الزاهية
فراح يردد في حيرة == وفى نفسه ثورة عاتية ...
أيبعثها الله بعد موتها == وتنهض من بعده صاحية
وتزخر فيها المنى والحياة == وتغدو كما قد مضى لاهية
ويحيا لنا هيكل ناخر ؟ == بروعة أحلامه الغالية
أنا اليوم لم أدر ماذا بيه == حبال يقيني اغتدت واهية
فجاء أليه رسول الفناء == وجرعه كأسه الجارية
وأفناه من بيده المصير == وأنشأه مرة ثانية ......
وقيل له كم تولى عليك == وأنت بغفوتك الماضية
فقال مضى اليوم أو بعضه == كما مرت السحب الغادية
فقال لقد مر قرن وأنت == كما كنت في حالة راضية
وهذا الحمار وهذا الطعام == وهذا شرابك في الآنية
فما ضركم مر تلك السنين == فهل تؤمن الآن بالباقية
فقال وقد أشرقت نفسه == أقدسها ذاتك العالية
تباركت يارب تلك الدنا == ويارب أخره آتية