مثل صلحة دار ابو احمد
الزميل الكاتب : صالح صلاح شبانه - عمان
كتب: صالح صلاح شبانة - عمان - خاص - -
يُضرب بالذي يُعادي من ينفعه ، ولا سبيل له إلا أن يصالحه !! وأصل ألمثل : أن رجلاً يُعرف بأبي أحمد وزوجته أم احمد تخاصما نهاراً ، وتجمع على صراخهما الحي ، وحلف كل منهما أن لا يمشي إلى فراش ألأخر ، فلما جاء الليل أخذ يتعاتبان فاقترحت أم أحمد اقتراحا يحلهما من اليمين التي اقسماها ، فقالت ام احمد : ليس من الضروري أن يمشي احدنا إلى ألأخر ، إلى فراش رفيقه !! لأن في ذلك خرقاً ليمينه ، ولكن لينبطح كل منا على ألأرض ثم يقلب حتى نلتقي ، فلا نكون خرقنا اليمين ، ولا نكون فرضنا على نفسينا الحرمان ونحن نعيش تحت سقف واحد!! ولكن أبو احمد مع استحسانه للحل لم يصنع شيئاً واكتفى بأن إنبطح على ظهره بانتظار استكمال المبادرة من ( الحكيمة) ام احمد التي استطاعت الاحتيال على الشرع على مبدأ ( الحاجة ام الاختراع ) وسلامة البيت أهم من الكبرياء الكاذبة ، ولم تخيب ام احمد ظنه وقلبت قلبة عنها وقالتـ : (هذي قلبه عني) ، ثم قلبت قلبة أخرى وقالت و( وهذي قلبة عن أبو احمد ) وهكذا حتى صارت فوق ابي أحمد وارتقت فوق الهدف وصرخت على طريقة فيثاغورس قائلة : ( إوصلنا) !!!!!
وذهبت الحكاية مثلاً ، وصار العقلاء عند حزوب أمر جلل وخلاف مثل خلاف ( عباس – هنية ) وبالعكس يقولون (قلبه منك وقلبه مني ولا بد وما نوصل في آخر المطاف !!!!) ولكن إذا أنت تشنجت ، وأنا تشنجت ، ورفضنا التنازل ، ماذا سيحدث ؟؟؟
من الطبيعي أن يحدث ما حدث في غزة ، وزمان قالوا (بعملوها الزغار وبوقعوا فيها الكبار) ، ولما الآية انعكست ، (عملوها الكبار ووقع فيها الزغار) استحلفكم بالله الذي لا اله إلا هو : أيهم أكثر حكمة وبُعد نظر وحرصاً على المصلحة الوطنية ، ام احمد ام عباس وهنية ؟؟؟
أتمنى أن تصل هذه الرسالة اليهما و يراعيا حق الله فيما استرعاهما من أمانة ، وكفاهم خدمة لمصالح اليهود وتمكينهم من رقابنا ، أو يعود كل واحد منهما إلى بيته ويستلم الأمانة من هو أحق وأأمن منهما !!! حتى ولو بعد خراب مالطا ، فغزة بقدر ما كانت ملحمة بطولية أعادت للأمة الشعور بالعزة ، إلا أنها لم تحقق الوحدة الوطنية المنشودة ، وهي الأهم من كل قرارات مجلس الأمن الدولي المنحاز ضدنا ، وكذلك هيئة اللمم المتحدة التي أنشئت أصلا من أجل إسرائيل وشرعيتها الموهومة ، أما الوحدة الوطنية فهي وحدها التي تجمعنا ولا تفرقنا ، وتصنع لنا الهيبة المنشودة ، مع أننا كعرب نعتز بالعصبة وهيبة العشيرة ونحن بالتالي عشيرة واحدة أي مس بأحد أبنائها هو مس بالعروبة من أقصاها لأدناها ، وأي إعتداء على أي فرد هو إعتداء على الأمة العربية ، وخصوصا إن كان الأعتداء من حثالة اليهود القتلة السفلة ، الذين أهلكوا الحرث والنسل ، وتركوا الديار خرابا يبابا ، وتركوا اليتم والثكل والترمل وقصص ما بعد الحرب التي تحزن أضعاف قصص الحرب ، وكل مرة يخربون ويدمرون ونتحدث عن الإعمار ، وتتدفق الأموال التي كانت محجوبة عن البطون الجائعة ، وتبرز ظاهرة أغنياء الحرب الذين يحسنون الخوض والسباحة في الدم ، وشربه كذلك وتصنيعه خمرا يسكرون على أطلال الشهداء...!!
لقد خربوا العراق ودمروا شعبه ، وتحدثوا عن إعماره ، وكلما طاب لنفوسهم التدمير وانعاش اقتصادهم المدمر شنوا حربا وأبادوا شعبا ، وأعادوا الإعمار العمراني ، أما غيره من الآثار لا تعمره كنوز الدنيا ... وكذلك في لبنان ، واليوم في غزة العزة ، وغدا لا أحد يعلم أين ذلك لأن الحبل جرار......!!
أنصح الساسة والقادة أن يحذون حذو أم أحمد التي أنقذت بحكمتها بيتها من الخراب ، لعل الله سبحانه وتعالى نظر بوجه أحدهم يوم القيامة ، أو خفف عنه قدر من أقداره ، وكفى الأمة ما أصابها من من بلاء ومحن وأحزان وأتراح ، واتفقوا ، أو اعتزلوا ، والأعزال أفضل للأمة....!!!!!