التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,866
عدد  مرات الظهور : 162,386,153

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 02 / 2009, 02 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
سعاد صالح البدري
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية سعاد صالح البدري
 





سعاد صالح البدري is a jewel in the roughسعاد صالح البدري is a jewel in the roughسعاد صالح البدري is a jewel in the rough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

خواطر على الأبيض المتوسط

سافرت إلى شمال المغرب الحبيب و تم السفر في أحسن الظروف .... هنا تجدد الوصال بيني و بين حبي ، كيف ؟ ... ككل مرة و منذ كان سني إثني عشر عاماً حين وعيت من هي و ما هو جوهر القضية .... كنت دائما أفضل الإستجمام بحوض البحر الأبيض المتوسط و كأنني بذلك ألامس ماءً يلامسه الأحباب هناك ، كبرت معي هذه العادة إلى اليوم .... نعم ، نزلت كل يوم من سفري هذا إلى مياه الحوض و لامستها و غسلت وجهي و أطرافي و استنشقت هواءها و كأنني أقاسم ذلك مع الأحباب هناك .....

مرة على المسنجر سألتني منى أسعد إن سبق و زرت تلك الأرض أم لا .... هي تعرف جوابي و أنا لازلت أحتفظ بتعليقها بذاكرتي و اليوم أزيد على جوابي أنني مجنونة تلك الرقعة المقدسة بفعلي هذا .... نعم لامست مياها من الممكن أن يكون الإخوة : بسام أو اشتياق أو سماهر أو رائد أو أحمد أو أهلنا جميعا هناك قد لامسوه ..... قولوا هذا جنون أو فرط من الحب أو ما ترونه يليق بهكذا تصرف ........ و يا ليت أمامي و لو شبراً من البحر الميت لأحيا على خاطرة من أجل الضفة الأخرى .... الضفة الغربية ......

أعلم جيداً المثل القائل : " البعد جفاء " و هذا بالفعل ينطبق على كثير من مواقف الحياة و العلاقات الإنسانية العادية ، و لكن حين يؤمن إنسان بقضية ما و يتعلق بها فكرياً و وجدانياً و مصيرياً فيكون المثل هذا ظلماً في حقه ... فكان لابد أن نستخدمه بتصرف حتى يبقى حبنا لفلسطين استثناءً لا يقبل الشك و الإنكار و إن عشنا بعيداً عنها ...
كنت أرى البحر دائماً على الخريطة الورقية حيث رسخت صورته في مخيلتي تماماً . لذلك حين أتجهت إليه لم تكن أفكاري الجغرافية وحدها التي تسبقني إليه بل كانت مشاعري أيضاً .... و فيضاً قوياً من شوقي يسبقني إلى معانقته ... أحس حينها و كأنني قريبة من أرضي الحبيبة التي طالماً تلوع قلبي بحبها كما انتابني و ككل مرة إحساس رائع و شعور غريب دافىء ، اشتعل في قلبي و امتد ... لينساب عبر أنفاسي و نظراتي و عبر كل جزء من جسدي .... ليمضي بروحي نحو شاطىء غزة القريب البعيد ... و مازال حلمي بأن أراها حباً نابضاً لا يراوده أي شك أو ريب ....
مع كل حركة طفيفة لموج الحوض يزداد جلال الموقف و هبته و كأن شيئاً ارتد إلي و لم أشك في ذات الوقت أن تلك الأرض الحبيبة قد شعرت بوجودي و بادلتني مشاعري و أشواقي فكان حقا التواصل الروحي بيننا و أخذنا معاً نهزأ بكل الحدود و الحواجز التي لا تملك من أمر وصالنا شيئاً .....
و مضيت في الحديث معها : آه يا بلدي الأسير و كأنني أرى دموعك و إحساسي بأحزانك يمزقني كل يوم و أنا أرى ذلك يرتسم فوق سمائك و كأن المآذن و القباب تلوح بشكواك من بعيد لكل اتجاه .. لتبعثها مع كل نسمة هواء لأبنائك في كل مكان ، آه يا حبي الحزين كم تجتاحني الرغبة في الإطلالة من أعلى أسوارك لأرى ما يدور في رحابك الواسعة سعة صدرك ، فلعل المساجد تمتلىء الآن بالمصلين لأداء فريضة ما و قد يهاجمون أو يقتلون بغتة و هم سجود على أيدي الطغاة ... و لعل مدينة ما أو قرية ما تشتعل نيراناً ربما من أجل إغلاق عسكري أو هجوم وحشي أو ربما من أجل جنازة شهيد .. و لعل بطلاً مجاهداً يمضي في طريقه في هذه اللحظة ليطلق النار على المحتل أو ليضع حزاماً ناسفا حول جسده ..... راح تفكيري بكل أهل فلسطين الحبيبة و عشقي و حبي الذي لا ينازعني فيه أحد ، نعم أفكر في هكذا كل يوم و ليلة فكم من عيون مسهدة تتجافى عن النوم و كم من جنوب موجعة تتجافى عن المضاجع ... و كم من ذكرى إبن شهيد ... أو زوج أسير أو أخ جريح ... أو زوج مبعد أو زوجة منفية ....
فيا أهلي في رحاب الحبيبة إني أعلم علم اليقين أنكم تتألمون في كل يوم و مع كل طارىء ، كما أعلم المعاناة التي بحياتكم اليومية لهذا أتمنى أن تتقبلوا مني أن أشارككم المأساة و أنا راضية كل الرضى أن أعيشها معكم و أن أحاول الشعور و لو بالقليل من آلامكم و تذمركم و أن أعمل قدر المستطاع على نصرتكم و الوقوف إلى جانبكم ..... آه يا أغلى الأراضي لقد هيجت في جسدي كل هذه الأشجان و أنا أقف هنا على شاطىء حوض الأبيض المتوسط و ما زالت الحدود و المسافات بيننا ....

خيم الليل و أظلم الأفق إلا من أنوار القمر و النجوم بالسماء ، و تعلقت عيناي بتلك الأضواء المتلألئة التي تتناثر أمامي مشيعة جواً من الأنس فأحسست بشيء من الراحة في نهاية يومي هذا و الأخير من رحلتي و قمت بخطوات متثاقلة لأعود إلى بيت أختي لأغادر شمال المغرب في الغد باتجاه بيتي القابع بين جبال الأطلس المتوسط و سهل تادلة الغني ......

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع سعاد صالح البدري
 
إذا شحت أمطار السماء نزلوها
الأرض تبكي من حرقة و فراق
و المنتدى أرض و أنتم كالمطر
فلا تحرموا أرضاً لكم تشتاق
سعاد صالح البدري غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 17 / 02 / 2009, 29 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
رشيد الميموني
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب


 الصورة الرمزية رشيد الميموني
 





رشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond reputeرشيد الميموني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: خواطر على الأبيض المتوسط

بغض النظر انتماء النص الأدبي و المكان الأجدر بنشره - في منتدى خاطرة أو كلمات أو هنا - فإني أقف مبهورا أمام فيض الأحاسيس الرائعة و الصادقة التي تنبعث من النص متوهجة بتوهج صاحبته .. منفعلة بانفعالها وهي تكشف عن علاقة حب وطيدة بينها و بين أرض تفصل بينهما مسافات و مسافات .. لكن ذلك لم يمنع النفس من أن تستشرف الأفاق عبر مياه هذا البحر الدافئ ... وعبرأمواجه التي تتعانق مع تراب غزة و فلسطين كلها ..
أختي سعاد .. عودي إلى الأطلس .. ولاتنسي أن تشدي الرحال مرة أخرى إلى هنا .. إلى الشمال .. فالبحر الأبيض لا يزال معبرا للمشاعر و الأحاسيس .. وساعي بريد لحب نبعثه كل يوم إلى هناك .. إلى الأرض المجاهدة و أهلها ..
دمت بكل المودة .
رشيد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 02 / 2009, 22 : 04 AM   رقم المشاركة : [3]
هشام البرجاوي
ضيف
 


رد: خواطر على الأبيض المتوسط

الأستاذة سعاد :

عندما نتواجد في المكان الذي نشعر بالإنتماء إليه، فإن فيضا من الأحاسيس ينساب على الروح التي تنتعش لدى إحياء ذكريات الزمن الجميل. لقد اتضح من خلال خاطرتك التي حلقت بعيدا في سماء الإنسانية التي تنيرها شمس الوطن، أن الوطن يبادلنا الحب العميق الذي نكنه له. إذا ما شاءت الأقدار أن تعودي مجددا إلى شاطىء الأبيض المتوسط، فإنني أدعوك إلى تأمل تلك الصورة الرائعة التي تنحتها الطبيعة، صورة التقاء الشمس و البحر عند المغيب. تظل الشمس طوال النهار تدفئه، و في الأخير تطبع قبلة الفراق على صفحته الهادئة. في الحقيقة، تلك الصورة تختصر الحياة الإنسانية.

تحياتي و تقديري لك أستاذة سعاد و أشكرك على هذه الكلمات الدافئة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
البحر الأبيض المتوسط♥ نصيرة تختوخ كلـمــــــــات 10 22 / 03 / 2014 31 : 06 AM
في الشرق الأسود المتوسط يعيش البيض ! سعيد العلواني جمهورية كلّ العرب 0 16 / 05 / 2011 16 : 03 AM
ما هو الكتاب الأبيض؟؟ الباحث أحمد محمود القاسم جرائم العصابات الصهيونية منذ القرن التاسع عشر إلى النكبة 8 09 / 05 / 2009 06 : 08 PM
زورووووووووو لألأة البحر المتوسط مستغانم الجزائرية حمزة بلعباس الجغرافيا والسياحة العربية 0 01 / 12 / 2008 47 : 04 AM
أطعمة منطقة البحر المتوسط تطيل العمر نجاة دينار علم التغذية وقاموس الفيتامينات والحمية 1 17 / 03 / 2008 02 : 09 AM


الساعة الآن 38 : 01 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|