15 / 01 / 2008, 51 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [2]
|
ضيف
|
رد: هـــــــــــــــــل ؟
هل للتلاقح الفكري أخطاء؟
لنــطـلـــع
أخطاء التلاقح الفكري بين الأمس واليوم
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
إذا إضطرت الأمة في تاريخها السالف، لعدم قدرتها –في باكورة نشأتها– على توفير الجهد الهائل اللازم لإتمام الصهر الثقافي والتربوي للشعوب الوافدة على كيان الأمة، بسبب الكم الهائل والسرعة الفائقة , ودفع وقع الأحداث التي توالى بها إتساع الرقعة، وإذا أخطأ – في كثير من الحالات- فكر الأمة، أو لم يستطع أن يقدر الأولويات، ويوفر المطلوب في تلك المرحلة المبكرة عند التعامل مع موروثات شعوب الأمة في القبليات والشعوبيات , وفي الأساطير وفلسفات الإلهيات , كان لا بد في النهاية من أن يكون لذلك أسوأ العواقب التي ستستنفد طاقة الأمة، وتشوه رؤيتها، وتورثها السفسطات والحلوليات والتمزق والفتن وانحراف المؤسسات , ولتضعف في النهاية طاقة الأمة العقدية والفكرية، وتفقد الدليل العقدي والإطار المنهجي الفكري، الذي منحها التميز والتفرد والقدرة على التجدد وتصحيح مسار حركة المجتمع وتطوير مؤسساته.
ولتوضيح مفهوم خصوصيات الأمم وأبعادها الحضارية , فإن من المهم أن ندرك أن كل شئ في الوجود هو منظومة بدءا من الخلية إلى الذرة إلى المجرة , وكل منظومة لها خصائصها، وقواعد عملها، وحدود طاقتها، فأخذ الجسم على سبيل المثال قدرا من الأكسجين إستنشاقا من الأنف يكون له نافعا، أما إذا أخذ منه جرعة –ولو كان سنتيميترا واحدا- في الوريد فإنها تقتله في الحال, فليست العبرة بما تأخذه المنظومة أو تتركه فقط , ولكن العبرة تكمن أيضا في الكيفية التي تؤخذ بها الأمور، وكذلك الأمر بين الثقافات والحضارات، فإنه يجب ملاحظة الخصائص والقيم والمقاصد فيما يؤخذ وفيما يرد، وعلى أي الوجوه يؤخذ أو يرد، وهو الأمر الذي لم يسبر غوره المفكرون المسلمون بالإسلوب العلمي الفاحص الدقيق، ولم يولوه ما يستحقه من الأهمية والبيان المطلوب.
والأمة اليوم في إلتقاء فكرها الضامر ونظامها المهترئ بفكر الأجنبي المناجز بمؤسساته المتطورة المتجددة –وهي ما تزال إلى حد بعيد لا تدرك بشكل علمي موضوعي طبيعة منظومة فكرها وخصوصيات كيانها- قد أصبحت منبهرة بقدرة مناجزيها والغالبين على أمرها، مما أسدل على عينيها غشاوة، وجعل وعيها في غيبة، مما حال- في تفاعلها العشوائي- بينها وبين أن تدرك طبيعة منظومة فكر هذا الأجنبي وخصوصيات كينونته، وأوقعها اليوم فيما وقعت فيه بالأمس، وهو الإلتقاء بفكر الأمم وفلسفاتها وموروثاتها على غير دراية ولا منهج، لذلك نجدها اليوم وقعت في خطأ تقليد المادي الغربي، وفي أخذ الحياة والمادة على أنها غابة وغاية, وبذلك اهتزت هوية الأمة , بسبب حالة الإنبهار والتقليد وتبني منطلقات وفكر وقيم مناقضة لمنطلقاتها وفكرها وقيمها، فلا غرابة إلا أن تقبل الأمة على ما يقدم إليها بحماسة وجد يحرك كوامن الطاقة والتغيير فيها، وأن تبقى تلميذا بليدا عالة على الحضارة الغربية المادية برغم كل الجهود المبذولة لأكثر من قرنين من الزمان، وأن تكتفي بالحد الأدنى الذي يبقي على وجودها ذلك لأن الحياة والمادة في ضمير الأمة الإسلامية، وفي منظومة كيانها الوجداني، لا يمكن أن تجعل الحياة غابة ولا يمكن أن تجعل المادة- على الرغم من الحاجة إليها- غاية في حد ذاتها، فالحياة في وجدان المسلم لابد من أن تكون وسيلة لغاية إنسانية خيّرة، على أساس العدل، لا شريعة الغاب: تفسخا وعنصرية وتسلطا، حيث الحق للقوة، وليست القوة للحق.
المصدر:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
|
|
|
|