[الشاعر عمر القاضي فلسطين]

حكاية ما الوم عيني

يقول مطلع احدى الاغاني التي كان يغنيها المغني العربي السوري فهد بلان
ما الوم عيني لو حدر دمعها دم
وهذا المقطع ماخوذ من القصيدة الشعبية0 التي نوردها هنا0 لكن فلنقدم الحكاية قبل القصيدة0
صبية جميلة كانت تسكن مع اولاد عمها الثمانية اللذين لم يكن لها في الدنيا اهل غيرهم0 كانت صغيرة لم تتزوج بعد 0 وبالاضافة الى جمالها البديع 0 فقد كانت تقول الشعر0 وكانت حياة الاخوة الثمانية وابنة عمهم 0 هنيئة صافية ويعيشون في تفاهم وبحبوحة من العيش 0 ومعهم كان يعيش عبد اعتبروه واحدا منهم 0 ولعبت عين ذلك العبد على البنت دون ان يلقى منها اي تجاوب معه 0 ويقرر العبد ذات يوم وقد خلا البيت الا منه ومنها بعد ان ذهب اولاد عمها الي الصيد ان يراودها عن نفسها ولكنها تصده بحزم فيهم بها محاولا اغتصابها0
ودافعت الفتاة عن نفسها بشجاعة واثناء ذلك تناولت شيئا صلبا ضربته به فشجت راسه 0 ولم يكن امامه هو الا ان يهرب قبل ان ياتي ابناء عمومتها الثمانية0
ويذهب العبد الى امير احدى القبائل العربية ويدعى ابن سعود ويخبره عن الرجال الثمانية وابنة عمهم وعن الحلال الكثير الذي عندهم والخير الدافق عليهم0 ويعرض عليه ان يبعث بجماعة من فرسانه الاشداء تغزو وتنهب ويعلن عن استعداده ان يكون دليلهم في تلك الغزوة0 وهو لا يطلب شيئا لنفسه غير البنت0
ويوافق الامير ويرسل مجموعة من الخياله بقيادة ذلك العبد0 وتتم الغزوة ويقتل الغزاة الاخوة الثمانية وينهبون كل شيئ0 واما العبد فيقوم بسبي الفتاة
ويعود الغزاة الى حيهم 0 ويطلب العبد من الامير الوفاء بوعده وتزويجه من الفتاة على الرغم منها0
ويامر الامير باحضار الفتاة ويعلن لها انه قرر تزويجها من ذلك العبد0
وفي قصيدة كلماتها باكية وغاضبة وجارحة 0 تبكي البنت ابناء عمها وتفضح ذلك الوضيع الذي اعتبره اولاد عمها واحد منهم فخانهم ليتزوجها وهو غير جدير بها وتهجو الامير داعية عليه ان يبلى بفضيحة تلم عيه الخلق بسبب قراره بتزويجها من ذلك النذل وتعلن ان شربها السم اهون عليها من ذلك

ما الوم عيني لو بكت لي بطيحة

وما الوم الاخرى لو حدر دمعها دم

على عيال عمي هالوجوه المليحة

يوم يقعدوا في الديوان هرجهم تم

يا عبد يا زربول سويت قبيحة

واليوم يا عبد الخنا صايبك هم

وتريد من الزينات بيضا مليحة

تلبس مقاويس الذهب وانت تشم

يا فرج يا فراج شوق المليحة

يا فرج يا فراج يا مفرج الهم

يا فرج يا فراج شوق المليحة

يا راعي الخضرا كن زمتك زم

وان كان يا ابن سعود هرجك صحيحا

والله يا ابن سعود لنشرب السم

وريتك يا امير تبتلى بفضيحة

وعلى فضيحتك كل الخلق تلتم

ويقول الراوي انه بعد ان عرف الامير حقيقة الامر0 امر بقتل ذلك النذل الذي خان العيش واللملح وخان عهد الاخوة الثمانية وابنة عمهم0
ويقول الراوي ايضا ان الامير امر بعد ذلك باعتبار الصبية واحدة من اهله وان اخاه وقع في حبها فقبلت به زوجا

وطار الطير وحط الطير وتصبحون على خير