المسلسل التركي "لحظة وداع".. إبداع تليفزيوني
شاهدت لك المسلسل التركي "لحظة وداع".. المسلسل دراما تليفزيونية راقية للغاية .. تتناول في محورها الأساسي مشاكل الآباء و تأثيراتها السلبية عى الأبناء .. المسلسل أكثر من ممتاز في التمثيل و التصوير و المونتاج و الإخراج و الدوبلاج .. وأكثر من رائع في موسيقاه التصويرية .. المسلسل فعلاً يستحق المشاهدة. وقد يعيب البعض على المسلسل بطء الإيقاع الدرامي الحواري .. وأنا في رأيي أن ذلك يخدم البعد الدرامي للقصة .. حيث تمتلئ الأحداث بالمواقف الإنسانية والعواطف والأحاسيس التي تحتاج من المشاهد للتأمل. المسلسل خالي تماماً من المشاهد أو الحوارات الخارجة عن الآداب العامة ويتناول قضية في غاية الأهمية خاصة في مجتمعاتنا العربية.
ومنذ فترة وجيزة كنت أتعجب من إقبال و شغف المشاهدين العرب في تتبع المسلسلات التركية وبدء تفضيل مشاهدتها عن المسلسلات العربية عامة و المصرية خاصة. ولكني الأن توصلت لبعض هذه الأسباب ومن أهما ما يلي :
· إهتمام المسلسل التركي بالبعد الإنساني و العلاقات الإنسانية التفاعلية إعطاء مساحة كافي لإظهار الأحاسيس والمشاعر .. وهذا العامل إفتقدناه في الدراما العربي والمصرية والتي ركزت على عالم رجال الأعمال و القصور و المليارات و الصفقات و السرقات , وفي بعض الأحيان علي جرائم االإغتصاب والعنف و أطفال الشوارع دون مراعاة لعرض البعد الإنساني والتفاعلات الإنسانية.
· خروج المسلسل التركي من سجن الجدران المغلقة .. وتعمد التصوير الخارجي للطبيعة التركية الجميلة مما يزيد من متعة الجمال المرئي.
· الموسيقى التصويرية البديعة و التي تكون تفاعلاً حقيقياً مع النسج الدرامي .. وليست مجرد موسيقى التتر للبداية و النهاية!!
· الجمال الحقيقي للممثلين و الممثلات¸حيث يؤدون أدوارهم ببساطة شديدة وبدون أقنعة مصطنعة أو تجمل في طريقة الكلام أوالملابس أو المكياج ..
· ملائمة أعمار الممثلين لما يؤدونه من أدوار تلائم أدوارهم الدرامية .. لم نجد في أي من هذه المسلسلات الرجل الكهل الحبيب الذي تجاوز الستين من عمره وما زال يفكر في تكوين نفسه وتتهافت عليه جميلات الشاشة رغم فقره المادي و العاطفي .
المسلسل التركي" لحظة وداع" يدق أجراس الخطر للمسلسلات العربية ويعدل الفكرة الخاطئة التي إنطبعت في نفوس البعض بعد متابعة مسلسل "نور" الممل والذي إعتمد أساساً علي جمال أبطاله نور ومهند.