وصلتني في بريدي الإلكتروني رسالة من أم تسأل عن مرض الصفراء في الأطفال حديثي الولادة .. أسبابه و مضاعفاته .. وعلاجه ؟
مرض الصفراء في حديثي الولادة
قد يُفاجأ بعض الآباء و الأمهات باصفرار جسم طفلهم حديث الولادة أو اصفرار عينيه و حدوث تغير في نشاط و حركة الطفل في أيامه الأولى . و تزيد حيرتهم و قلقهم كلما زاد هذا الاصفرار .. و يتساءلون .. ترى ما هو سبب ظهور هذا الاصفرار ؟ و كيف يمكننا التصرف تجاه هذه الأعراض ؟
تظهر أعراض مرض الصفراء عند الأطفال حديثي الولادة إذا زادت نسبة الصفراء في الدم عن 2 جم / 100 ملل دم . و تحدث الصفراء في نسبة كبيرة من الأطفال الذين يولدون كاملي النمو قد تصل إلى 10 – 25 % و نسبة حدوثها أكبر في الأطفال ناقص النمو .
و مادة الصفراء تنتج من تكسير مادة الهيموجلوبين التي توجد في كرات الدم الحمراء .. و تنتقل مادة الصفراء بواسطة بروتين خاص إلى الكبد حيث تدخل المادة الصفراء إلى خلايا الكبد حيث تتحول إلى مادة صفراء تذوب في الماء بواسطة إنزيم خاص يوجد في خلايا الكبد .. ثم يتم إخراج هذه المادة في البراز لكي يتخلص منها جسم الطفل .
الصفراء الفسيولوجية :
قد يحدث ارتفاع في مادة الصفراء في دم الطفل حديث الولادة في اليوم الثالث من عمره و قد تستمر حوالي أسبوع إلى عشرة أيام ثم تهبط نسبتها في الدم تدريجياً .. و غالباً لا يكون هناك أي سبب مرضي في جسم الطفل سببها زيادة نسبة الصفراء في الدم أكثر من قدرة الكبد على التخلص منها أو عدم نضوج وظائف الكبد بالقدر الكافي . و في حالة الصفراء الفسييولوجية لا تزيد نسبة الصفراء في الدم عن 10 – 12 جم / 100 ملي لتر دم في اليوم الخامس من العمر أما إن زادت عن ذلك أو استمرت لفترة طويلة ( أكثر من اليوم العاشر ) فيجب اعتبارها صفراء مرضية و لابد من البحث عن السبب و علاجه .
الأسباب المرضية لزيادة الصفراء في الدم لدى حديث الولادة :
هناك أسباب مرضية عديدة أهمها على الإطلاق عدم توافق فصيلة دم الأم مع فصيلة دم الجنين مثل اختلاف مجموعة rh حيث تكون المشكلة إذا كانت الأم سالبة للمجموعة rh بينما الجنين إيجابي +rh .
أو وجود أمراض الدم المختلفة لدى الطفل نتيجة تغير شكل كرات الدم الحمراء أو نقص في إحدى إنزيمات كرات الدم الحمراء أو حدوث تكسير في هذه الكرات نتيجة للعدوى أو تعرض الطفل لبعض الأدوية أو العقاقير .
و قد يكون سبب زيادة نسبة الصفراء في الدم حدوث نزيف أو تجمع دموي في مكان ما في جسم الطفل أو زيادة حجم و كمية كرات الدم الحمراء في دم الطفل أو وجود خلل في العمليات الحيوية الخاصة بمادة الصفراء . و من الأسباب الشهيرة و الشائعة لحدوث مرض الصفراء ، إصابة الطفل بأحد الأمراض المعدية و هو داخل رحم أمه مثل الحصبة الألمانية أو التهاب الكبدي ( ب ) و أمراض أخرى عديدة .
و تبقى بعض الحالات القليلة التي لا يمكن تحديد سبب زيادة الصفراء في دم الطفل الرضيع .. و تحتاج كل هذه الحالات لمتابعة دقيقة و متتالية من الطبيب المعالج لحالة الطفل للوصول إلى التشخيص و العلاج السليم .
تشخيص المرض :
يمكن لمعظم الآباء و الأمهات ملاحظة ارتفاع نسبة الصفراء عند طفلهم و ذلك بملاحظة تغير لون بشرة الطفل أو بياض عينيه إلى اللون الأصفر ، لكن لا يمكنهم معرفة و تحديد سبب المرض . و ذلك يحتاج إلى التشخيص و العلاج لدى الطبيب المختص الذي يحدد الفحوصات الطبية و المخبرية المطلوبة و اللازمة للطفل المريض مثل نسبة الصفراء في الدم و تحاليل الدم المختلفة و وظائف الكبد و غيرها .
و هنا لابد أن نؤكد على أهمية الإسراع في عرض الطفل على الطبيب المختص حتى يمكن علاج المرض في بدايته نظراً لما يسببه زيادة نسبة الصفراء من مشاكل و مضاعفات . فقد يسبب تسمم للجهاز العصبي المركزي للطفل و يؤدي إلى حدوث تشنجات أو آثار مستقبلية على مخ الطفل و وظائفه الحيوية .
علاج المرض :
يختلف نوع العلاج المطلوب للطفل المريض على حسب نوع المرض ( صفراء فسيولوجية أو غير فسيولوجية ) و سبب المرض و عمر الطفل و نسبة الصفراء في الدم .. و يحدد نوع العلاج و الطريقة الطبيب المختص ، فقد يكون علاجاً بالأدوية أو علاجاً ضوئياً أو تغيير دم الطفل المريض للتخلص من مادة الصفراء السامة للجسم أو أي علاجات أخرى .
تحياتي . د. ناصر شافعي
حقوق النشر محفوظة للمؤلف . حياة صغيري . القاهرة