مشاركة الأب في واجبات الأم .. هل هى ضرورة ؟
مشاركة الأب في واجبات الأم ..
هل هي ضرورة؟
إن الحياة العصرية بما فيها من مشاكل و تعقيدات ، تتطلب من الأب المشاركة الفعلية في الأعباء المنزلية و لا يكتفي بدوره في الإدارة العليا للمنزل و الأبناء .. فإن المشاركة في الحياة الزوجية من كل جوانبها أساس الاستقرار و القدوة الحسنة أمام الأطفال .
الأب هل يمكن أن يحل محل الأم ؟
لقد أعطى الله الأنثى مواهب و ملكات خاصة لا يمتلكها الرجل ، تمكنها من القيام بدورها الخاص و الهام في تربية الأبناء .. ليس فقط في الرضاعة الطبيعية و لكن في صبرها و قدرتها على نظافة و تربية الأبناء و التقرب منهم بصورة أكبر من الأب . صحيح أن بعض الآباء يمتلكون قدرات خاصة و عظيمة على الاعتناء الجسدي و النفسي بأطفالهم ، لكن الكثير منهم لا يمتلك هذه القدرات .
و لكن بعض الظروف قد تضطر الأم للتغيب عن المنزل لساعات طويلة أو أيام .. و تترك وظيفة رعاية الأبناء على الأب و يجد نفسه مضطراً للقيام بالكثير من الأعباء المنزلية مثل تحضير الطعام و ترتيب أمور حياتهم و متابعة أداء الواجبات المدرسية و نظافة الطفل و تسريح شعره و الاطمئنان على نومه و صحته و نشاطه .
قد ينجح بعض الآباء في هذه الوظيفة .. و قد يفشل البعض الآخر و غالباً يكون سبب النجاح هو إصرار الأب و عزيمته على أن يتولى هو بنفسه رعاية أولاده و العناية بهم .. بينما يكون السبب الأساسي للفشل هو عدم قدرة الأب على تنظيم وقته بين البيت و العمل .
تغير صورة الأب العصري :
أصبح من الضروري بل و من الحتمي أن يتدرب الأب على رعاية أولاده و يتعود على القيام ببعض أدوار الأم في وجودها حتى يستطيع الاستفادة من هذه الخبرات أثناء تغيبها لأي ظرف أو طارئ .. و سوف يجد سعادة حقيقية في توجيه الرعاية و الحنان لأولاده ، و يعطي لهم المثل و القدوة على المشاركة الأسرية و أهميتها في حياة و سعادة الأسرة .
كيف يمكن للأب مشاركة الأم في رعاية الأبناء ؟
هناك جوانب عديدة يمكن للأب أن يشارك فيها الأم دورها في رعاية الأبناء :
- إعداد وجبات الطعام .. يستطيع الأب المشاركة أولاً في إعداد وجبة الإفطار أو وجبة العشاء .. و بالتدريج و التدريب يمكن للأب أن يساعد الأم في إعداد الوجبة الأساسية و هي الغذاء .و هناك الكثير من الآباء اكتشفوا أن لهم قدرات هائلة في إعداد أنواع متميزة و شيقة من الأطعمة يحبها الأبناء .
- النظافة العامة للأطفال مثل تقليم أظافرهم و مساعدتهم في الاستحمام و غسل شعر الرأس و تصفيف الشعر و غسل اليدين و الفم قبل و بعد الطعام .
- ترتيب فراش الطفل و تنظيم ملابسه و غرفته و مساعدته في تنظيم و ترتيب أدواته و كتبه في مكتبه أو في حقيبته المدرسية .
- مناقشة الأبناء و التعرف على مشاكلهم و وضع الحلول الموضوعية و الفعّالة لهذه المشكلات .
قد تكون هناك بعض العقبات أمام الأب للقيام بهذه المهام .. و يجب عليه أن يحاول جاهداً التغلب عليها ..
و من هذه العقبات :
¨ خجل بعض الآباء من قيامهم ببعض الأعمال المنزلية أو قيامهم برعاية أطفالهم و يعتقدون – مخطئين – أن واجبهم ينحصر في المسئولية المالية و توفير سبل المعيشة الكريمة للأسرة و يترك مهمة النظافة و الطعام و الترتيب و التنظيم و عناية الأبناء على الأم .
¨ انتقاد بعض الأقارب أو المعارف للأب لقيامه بهذه المهام أو تعرضه للسخرية عندما يمارس بعض أدوار الأم في المنزل .
¨ اضطرار الأب للعمل فترات طويلة خارج المنزل و عدم وجود وقت مناسب للأعمال المنزلية أو رعاية الأبناء .
لا شك أن مشاركة الأب في واجبات الأم المنزلية خاصة تلك التي تتعلق برعايته للأولاد تنعكس بصورة إيجابية على العلاقة بين الأب و الأم و لها أيضاً تأثيرها القوي و الفعّال على حب الأبناء للأب و إحساسهم بمشاركته و تعاونه في إدارة المنزل و شئونه و سوف يزيد هذا من علاقة الحب و المودة بين الأبناء و الأب و سوف يصبح مبدأ المشاركة الأسرية لكل أفراد الأسرة هو الأساس للاستقرار و الاستمرار للأسرة السعيدة .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|