التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,830
عدد  مرات الظهور : 162,252,222

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > رابطة نـور الأدب (مسجلة ومرخصة) > الأقسام > مكتبة نور الأدب
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17 / 03 / 2010, 38 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

Mangol د. رياض نعسان آغا وزير الثقافة للبعث : السياسي لا يشكل عبئاً على الثقافي

[align=justify]
حوار الأربعاء ..
د. رياض نعسان آغا وزير الثقافة للبعث : السياسي لا يشكل عبئاً على الثقافي
أنـا علـى اسـتعداد لحـوار المنتقـدين
لا يوجد شيء اسمه الثقافة خبز يومي

رحــل الكبـــار دفعــــة واحــدة، وعلينـــا التفريــــق بين الحالة الإبداعيــة والحالة التثقيفية
المثقف السوري مسؤول ليس عن سورية وحدها، وإنما عن المشروع القومي التحرري

يستدعي الحوار عن المشهد الثقافي في سورية أسئلة جديدة إلى جانب الاسئلة القائمة والمثارة سابقاً عن دور الثقافة وقيمتها وماهية المثقف وواجباته..، ويأخذ الحوار طابعاً مغايراً عندما يخصّ مثقفاً في مرتبة وزير كالدكتور رياض نعسان آغا الذي يحاول في مقارباته للقضايا الجمع بين متطلبات السياسة والثقافة معاً، فلا انفصال بينهما إذ «الوزير الذي لا يُعنى بالشأن العام عليه أن يستقيل» حسب تعبيره.
وقد حاولنا ضمن الوقت المتاح أن نغطي بعض الجوانب الأساسية التي تحتاج بالتأكيد إلى أكثر من جلسة وحوار - كما نرى - فابتدأنا من ملاحظات المبدعين على مستوى الأداء الثقافي وتجلياته في سورية، وصولاً إلى ما للمثقف وما عليه في الحالة الراهنة... وفي كل ذلك نسعى ونصبو إلى فتح نافذة لحوار خلاق وضروريّ - كما نعتقد - للوصول إلى نقاط التقاطع لا الافتراق في لحظة تواجه فيه أمتنا وثقافتنا تحديات مصيرية..
وهنا نص الحوار...


< في الاستطلاع الذي أجرته البعث أمس مع عدد من المهتمين بالشأن الثقافي أجابت غالبية الآراء عن سؤالنا حول الواقع الثقافي، وماذا لو كنت مسؤولاً عن الثقافة في سورية، بالإشارة إلى ضعف الحراك الثقافي، مع قلة الحضور في المراكز الثقافية، وتدنّي مستوى القراءة، وتراجع دور المثقف في النسيج الاجتماعي.. فكيف تنظرون إلى هذه المسألة ؟!.
<<الثقافة السورية في هذه المرحلة بالذات بلغت ذروتها، والعالم كله يهنئنا على الدور الثقافي الضخم الذي تقوم به سورية.. والآن نعيش حراكاًَ ثقافياً غير مسبوق، فهناك ثلاثة مسارح في دار الأوبرا لا تتوقف نشاطاتها ليلاً ونهاراً، ومكتبة الأسد تعجّ بالقراء.
وعروضنا المسرحية العام الماضي وصلت إلى قرابة خمسمئة عرض، في دمشق والمحافظات.
عندما يُقال بأن الثقافة في حالة تراجع، فهل كنا نقدم ألف مسرحية ثم أصبحنا نقدم خمسمئة؟!.. لم يسبق أن شهدت سورية هذا التطور في فرقها المسرحية، ولم يسبق أن كان للفرقة السيمفونية هذا العدد الكبير من الحفلات في العام الواحد، وإذا أردت كشفاً عن حصادنا، فخذ هذا الكتيب انظر في برامجه المنفذة، انظر كم محافظة تم إعلانها خالية من الأمية مثلاً، منذ أربع سنوات بدأنا تفعيلا جاداً لمحو الأمية وحتى الآن أعلنا خمس محافظات خالية من الأمية، وأسسنا سبعة مسارح قومية في المحافظات، وأسسنا ستة معاهد موسيقية، وبلغ عدد المراكز الثقافية حوالي /443/ مركزاً، ونشاطنا متواصل.
< لكن هذه الآراء الواردة من كتّاب وشعراء ومثقفين يعيشون في سورية؟!.
<< أنا على استعداد لحوارهم، طبعاً هناك تراجع في الإبداع، لكن هذا ليس من عمل وزارة الثقافة، رحل الكبار: نزار قباني، عمر أبو ريشة، محمد الماغوط، سعد الله ونوس، ممدوح عدوان، بدوي الجبل وآخرون، وهؤلاء لا يعوضون، وسننتظر حتى تلد الأمة أمثالهم.
< وماذا عن قلة الحضور في المراكز الثقافية؟!.
<< لا ليس هناك غياب، فعندما تقوم وزارة الثقافة بعمل ندوات ومحاضرات على مستوى دولي، تجد القاعة ملأى انظر مثلاً إلى أربعاء تريم الثقافي، فالقاعة ملأى والحضور كثيف، أما بعض المراكز الثقافية فتدعو إلى محاضرات ليست ذات شأن، فلا يأتي أحد، وهذا أمر طبيعي، والمحاضرات في كل أنحاء العالم لم تعد مرغوبة، ولكن لم تقل لي مثلاً كم يلزمك من وقت للحصول على بطاقات لحضور حفلة في دار الأسد؟.
< في السياق ذاته، جئت من حقل الكتابة إلى الوزارة محملاً بهمّ ثقافي، فما الذي ظل، وما الذي تغيّر بين تصورات المثقف وبين مسؤولية الوزير؟!.
<< لا أقول بأنه تغيّر، الأصح تصاعد، التغيير شيء مختلف عن التصعيد, نحن في وزارة الثقافة كما في كل الوزارات ، يكمل بعضنا دور الآخر، وخذ على سبيل المثال يوم وصلت من «أبو ظبي» لأمارس عملي كوزير للثقافة، في ذات اليوم كان مجلس الشعب يناقش إنشاء الهيئة العامة للكتاب، وأنا الذي ناقشت في ذلك اليوم، وهذا كان جهداً من الوزير السابق الدكتور محمود السيد، تماماً كما حدث مع الدكتورة نجوى قصاب حسن، هي التي افتتحت دار الأسد، ولكن دار الأسد جهد كبير متواصل منذ عهد الدكتورة نجاح العطار، وهي استلمت المشروع الذي دشنه الوزير فوزي الكيالي، فعمل الوزير يُكمل ما سبقه إليه الوزير السابق.
فنحن نعمل في دولة، وهناك خطة خمسية، نتابع عملنا خلالها، ولكننا اقترحنا أشياء كثيرة جداً، اقترحنا أن نستعيد مهرجان الشباب المسرحي، أقول نستعيد لأنه كان هناك مهرجان اسمه مهرجان الهواة المسرحي.
والمهرجان هو وسيلة لعرض ما يقدمه المسرحيون، ونحن الآن في دورته الرابعة، وتشارك به نحو /20/ فرقة مسرحية من دمشق والمحافظات.
اقترحنا أيضاً إنشاء مهرجان سنوي للفنون الشعبية، بهدف أن تكون هناك فرق للفنون الشعبية في كل المحافظات، وحدث ذلك.
كذلك المعاهد الموسيقية التي لم تكن مبرمجة، أنشأنا معهد فريد الأطرش في السويداء، ومحمود العجان في اللاذقية، ومعهد نجيب السراج في حماة، ومعهد محمد عبد الكريم في حمص، ومعهد صباح فخري في حلب.
وتابعنا بقوة نشاط البعثات الأثرية الوطنية، وهذا أمر مهم جداً، عندنا أكثر من /140/ بعثة أثرية، والاكتشافات ضخمة جداً، وفي كل يوم هناك اكتشاف جديد، وتابعنا تأهيل العاملين وتدريبهم في الترميم فأنت لديك ثروة في سورية اسمها الفسفيساء، وثروة اسمها الموزاييك.
قدمنا أيضاً ظاهرة الأسابيع الثقافية السورية في أوروبا في باريس وإسبانيا وكييف، وهذا على سبيل المثال لا الحصر، فالنشاط الثقافي اليوم بات مكلفاً ولا تستطيع موازنة /20/ مليون ليرة في السنة المخصصة للمسرح أن تغطي نشاطنا المسرحي، مسرحية «صقر قريش» التي موّلناها من ميزانية خاصة بالاحتفالية كلّفتنا أكثر من /25/ مليون ليرة سورية، يعني المبالغ ضخمة، ومسرحية صلاح الدين شاركنا قطر لإنجازها .
< ترى هل شكَّلت حال السياسي ثقلاً على المثقف فيك؟
<< لا السياسي لا يشكل عبئاً على الثقافي فالوزير إن لم يكن يعيش قضايا أمته فلن يكون ناجحاً، ربما يشكل السياسي عبئاً على الثقافي عند رجلٍ يبدع فقط، كأن يكون شاعراً مثلاً، أو روائياً، يتفرّغ لإنجاز روايته فيشعر بأنه مقيد، أما الوزير الذي يعيش بعيداً عن الشأن العام فعليه أن يستقيل.
< كذلك يشهد العالم تغيرات متسارعة باتجاه ما يسمى بـ «العولمة» فما هي سياستكم الثقافية وسط هذا الخصم الهائل؟.
<< أطلقنا عنواناً هاماً جداً اتفق عليه وزراء الإعلام والثقافة العرب هو«العوربة» في مقابل العولمة، وأحس أن ماحدث في القمة العشرين في دمشق، من إدراج بند يتعلق بتمكين اللغة العربية في جدول أعمال القمة وافق عليه كل القادة العرب يعتبر انتصاراً «لمشروع العوربة» وعندما تقول دعم وتمكين اللغة العربية فأنت لاتقف عند حدود اللغة بمكوناتها الوظيفية، إنما بمكوناتها الدلالية ،مشروع إحياء اللغة العربية هو مشروع إحياء الفكر العروبي.
< تشير باستمرار إلى أهمية ثقافة المقاومة والممانعة في ظل حالة عربية لاتسر أحداً -كما يقال-، فما هو تصوركم حيال هذا الموضوع وكيف يمكننا فعلاً تعزيز ثقافة المقاومة؟
<< أنا أعتقد أن سورية نجحت في أنها استطاعت مقاومة المدِّ التطبيعي والانهزامي والاستسلامي الذي كاد قبل عام 2006 أن يطغى على المنطقة، وعززه ذلك الحدث الضخم الذي جاء في حرب تموز ثم العدوان على غزة وأدرك الناس ليس في الوطن العربي وحسب، بل وحتى في أوروبا أن المقاومة حق وأننا يجب أن نفرق بقوة بين المقاومة والإرهاب ، فنحن كنا أمام مشكلة تسمية المقاوم الذي يدافع عن أرضه إرهابياً، الآن كما ترى ضعف الحديث في الصحافة العالمية عن دمج المقاومة بالإرهاب، ولم يعد هناك إيمان بذلك، فقد أخفق المشروع الإسرائيلي في التعمية بين المقاومة والإرهاب، حتى أنني قرأت أن إحدى عضوات الكونغرس الأمريكي تقول: إن المقاومة في غزة حق مشروع، وهذا يعني أننا دخلنا إلى الوجدان الإنساني، وأنت تابعت بأنه في ذروة معاداة المقاومة قالت زوجة بلير: من حق الفلسطينيين أن يدافعوا عن أنفسهم، ويومها اعتذر بلير للصهاينة، المقاومة حق مشروع وقد دافعنا عنه بقوة، والآن بات الضمير العالمي الحي يتحرك، والدليل أن عدداً من العواصم الأوروبية تدعو لمحاكمة قادة «إسرائيل»، فمشروع غولدستون شكل انتصاراً للضمير الإنساني، فالذين لم يوافقوا على التقرير كانوا هامشيين، والذين أيّدوه قالوا بأن إسرائيل دولة معتدية، الأمر الثاني الذي أودّ الإشارة إليه أننا استطعنا أن نغذي ثقافتنا بفعل المقاومة وجعلناها شعاراً عملياً في كل ما نقدمه من أعمال، ومضموناً ندعو إليه ونؤهل الشباب فيه، ولعلك ترى العناوين التي نقدمها، خذ مثالاً على ذلك آخر ما قدمناه من أعمال كان «الإلياذة الكنعانية» على مسرح الأوبرا - ولو شاهدت العرض- لرأيت كيف كان تفاعل الجماهير مع مشهد «عرس الشهيد» الناس بعضهم بكى، والآخرون اهتزوا وجدانياً.
< لكن في زاوية الثقافة تحديداً، ألا يحتاج ذلك إلى أن تكون الثقافة خبزاً يومياً وجزءاً من النسيج المجتمعي؟!.
<< لايوجد شيء اسمه: الثقافة خبز يومي، فهؤلاء الذين يحلمون بأن تصبح القصيدة بديلاً عن«السندوتش» حالمون جداً، يعيشون خارج حدود الواقع أو الذين يطالبون بأن توزع عشرة ملايين نسخة من رواية ناجحة مع الخبز فهذا «فنطاستك» فيه الكثير من التوهّم، الثقافة واسعة الطيف، كل يأخذ منها حسب حاجته، فالمثقفون الكبار ربما يختارون أن يقرؤوا صباحاً ماذا كتب جوليا بيان وماذا كُتب في النيويورك تايمز، وبعضهم قد يدخل لمواقع الكونغرس ليعرف ماذا دار في حواراته، فهل هذا مطلوب من كل المواطنين؟، لا.. بالتأكيد، فبعضهم يكتفي من الثقافة بما يشاهد على شاشة التلفزيون، وشاشة التلفزيون تقدم ثقافة بشكل يومي، وبعضهم يكتفي بالمسلسلات.
أنا أريد أن أُفرِّق بين متخصصين وغير متخصصين، فهناك الكثير من الناس لا أدري هل نُطلق عليهم مثقفين أم.. لا، الأطباء - المهندسون - الصيادلة.
ماذا تقول عنهم أليسوا مثقفين، مثقفين كباراً ومتخصصين لكن اسأل أحدهم سؤالاً عاماً، قل له من هو أبو عامر المنصور في إشبيليا فيقول لك: لا أدري، هل من الضروري أن يعرف - ليس من الضروري- هذا يعرفه أهل التاريخ، يعني أنني لست مطالباً أن أعرف تفاصيل الطب، الثقافة ذات ألف تعريف.
< أنا أتحدث هنا عن الثقافة بما يتجاوز المقروء والمكتوب أي الثقافة كمنظور مجتمعي؟!.
<< أرى أن الثقافة في سورية تعيش حالة ازدهار ولعلها تبلغ ذروة غير مسبوقة أقول غير مسبوقة، لأسباب عديدة: إذا سألني أحدهم فسأقول الآن أعلى رقم لطلاب الجامعات في تاريخ سورية، لم يكن هذا العدد موجوداً، نتحدث الآن عن أكثر من مئتي ألف طالب في الدراسات الجامعية، مئات الملايين يقدمون شهادة البكلوريا، ستقول لي نحن نتحدث عن التعليم، وليس عن الثقافة، فأقول لك هل من الممكن فصل التعليم عن الثقافة، لا يمكن .. فالثقافة تعيش في بيئات المتعلمين. وهذا يدل على نشاط ثقافي نشاط تعليمي، المجتمع لا يستطيع الانتقال إلى المستوى الثقافي، إلا بانتقاله إلى المستوى التعليمي العالي، وقد أصبح التعليم منتشراً حتى أنهم حين يتحدثون الآن عن البطالة المقنعة، وغير المقنعة يتحدثون عن بطالة الجامعيين، الذين معهم شهادات علمية، أما أن الثقافة منظور اجتماعي، فما الذي يمكن أن تسم به المجتمعات السورية هو تجمع مقاوم، فمن أين جاءت هذه التعبئة- جاءت من الحجم الثقافي الذي يضخ في الوجدان كل يوم، هذا لا تقوم به وزارة الثقافة وحدها، وإنما تشارك فيه كل الوزارات.
أنا أقول لك علينا التفريق بين الحالة الإبداعية والحالة التثقيفية، فإبداعياً وللأسف مات الكبار دفعة واحدة، عندما تقارن بين الآن والستينيات، وقد عشت في ذاك الوسط، فأنا أنتمي إلى جيل السبعينيات، جئت إلى العاصمة وكان حينها أكثر من ستين مبدعاً كبيراً، إن قال لي أحدهم قل لي من عندكم في الشام؟، أقول له: عندنا من الأحياء الآن بدوي الجبل وعمر أبو ريشة، ونزار قباني فيقول: كفى، ذات يوم كنت أسأل الجواهري كم شاعراً لدى العرب، قال لا أدري من الممكن أن نقول المتنبي، والانكليز هل عندهم غير شكسبير، والألمان هل عندهم غير غوته، والإسبان هل عندهم غير سرفانتس، ليس المطلوب من الجميع أن يكونوا شعراء، شاعر كبير يحمل أمة، إلى الآن الروس يتباهون ببوشكين والهنود بطاغور، والفرس والعرب بالخيام، ونحن نتباهى ببدوي الجبل وعمر أبو ريشة ونزار قباني، الآن قل لي من هم الشعراء الكبار، أقول لك من هذا الطراز لا يوجد... وفي المسرح يكفي أن أقول لك عندنا سعد الله ونوس والماغوط حتى في النقد كان شكري فيصل وحده مؤسسة، لذلك هناك جائزة باسمه في الرواية حنا مينة. الحالة الإبداعية فيها تراجع فأنا أتابع ما ينشره الكتاب فلا أكاد أجد عملاً يضيء كما كانت تضيء الأعمال التي قدمها الكبار، وهذا شأن كل الأمم، مرات، وكنت قد قلتُ أنّ مصر لم تعوّض حتى اليوم أحمد شوقي، وتونس لم تعوّض حتى الآن شاعراً كأبي القاسم الشابي، وهذا ليس عمل وزارات الثقافة، أما إذا انتقلنا إلى المراكز الثقافية المنتشرة أنت الآن تقول أن المراكز الثقافية معضلة، أقول تصفها معضلة لأنها أنُشئت من قبل المحافظين، ليس من أجل النشاط الثقافي وحده، وهي ليست معطلة، المراكز الثقافية هي بيت القرية أو بيت الحي يجتمع فيها المحافظ مع الفلاحين ومع العمال والموظفين، أحياناً يُقام فيها نشاطات معارض فنية أحياناً ندوات فاشلة وأحياناً محاضرات ناجحة وأحياناً تقام أمسية شعرية تكتظ فيها القاعة، و ربما يأتي شاعر آخر قد لا يستطيع إقناع زوجته بأن تحضر، ماذا أقول وأنا أعرف بأن مديري الثقافة يعملون لكن، في غياب الإبداع، أنت تعلم أن قاعة مكتبة الأسد امتلأت بالجماهير عندما جاء نزار قباني وجاء محمود درويش، الآن جئني بمثلهما كي تكتظ ساحة الأمويين، إذاً الثقافة لها روادها، لكن الناس تواقون إلى إبداع ضخم.
< أخيراً ماذا تقول للمثقف السوري في اللحظة الراهنة ما له وما عليه?.
<< المثقف السوري مسؤول مسؤولية كبرى اليوم ليس عن سورية وحدها، وإنما عن المشروع القومي التحرري بشكل عام، لاسيما وأن المثقفين السوريين كانوا رواد النهضة منذ أواسط القرن التاسع عشر، من سورية انطلق عبد الرحمن الكواكبي، من سورية ظهر كتاب طبائع الاستبداد وأم القرى، والسوريون الأوائل الذين قادوا حركة الفكر العربي هم الذين أسسوا عصر الإحياء، وهم الذين أطلقوا ما سمي بالبعث العربي، دعك من المفاهيم الحزبية أنا أتحدث بانبعاث أمة. هذا ما فكر فيه الأوائل وكانوا جميعاً يعيشون هموم أمتهم، ومن أراد أن يتأكد مما أقول فليعد إلى التاريخ ويقرأ أدبيات الثقافة السورية سيجد بأنها وُظِّفت من أجل قضية العروبة وقضية التحرير وقضية فلسطين، واليوم نزداد إحساساً بمسؤوليات الثقافة ولاسيما بأن الأمة العربية وجدت نفسها متهمة بعد 11 أيلول سبتمبر بشكل خاص بالإرهاب، وأن الإسلام دين يقدس العنف فمن الذي سيجيب عن الأسئلة التي انفتحت إثر ذلك.. بالتأكيد لا يجيب أحد عنها بقوة ووضوح قدر ما يستطيع أن يجيب المثقفون.
عندما تحدّث هنتينغتون وقبله برنار لويس عن صراع الثقافات وصراع الحضارات، من الذي سيتصدى لهذا، أنا أقول بأن المثقفين السوريين وإخوانهم وأشقائهم العرب نجحوا نجاحاً كبيراً في كبح جماح الصراع وفي إعادة الحوار إلى مكانه الطبيعي بين الثقافات والحضارات ولدينا في سورية نهضة على صعيد الفكر، وتُستعاد الآن المكونات الإنسانية للفكر العربي الذي يدعو إلى تماسك الأمة وتضامنها، ونحمد الله بأنه لا يوجد لدينا من يشوش عليه في سورية، لكن يوجد من يشوش عليه من خارج سورية، ومن يشكك بكون العرب أمة، ومن يشكك بكون الإسلام حضارة، ومن يشكك بالقدرة على العيش المشترك بين الاثنيات وبين الأعراق والأجناس. لكن سورية نجحت بأن يعترف العالم بأنها تقدم النموذج الأمثل للعيش المشترك وهذه الشهادات باتت تأتي من أوروبا، وما من أحد زار سورية في الوفود الرسمية وغير الرسمية، إلا وأعرب عن اندهاشه بقدرة المجتمع السوري على التماسك، وأنت تعلم بأن المستقبل مجهول والليالي حبالى تلدن كل عجيبة، والإسرائيليون يدقون أجراس الحروب، وهنا يكمن دور الثقافة والمثقف في الدفاع عن الوطن والأمة.

حوار: محمود السرساوي


[/align]

جريدة البعث ... حوار الأربعاء
http://www.albaath.news.sy/user/?id=794&a=72726

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لم أُخلق للتعب فاطمة البشر الخاطـرة 14 04 / 08 / 2025 40 : 10 AM
الحنين يسكن قلبي سلمان الراجحي الخاطـرة 4 06 / 01 / 2013 17 : 06 PM
الحج: مشاهدة ممتعة وكل عام وأنتم بخير نصيرة تختوخ الملف الصوتي و المرئي الديني 3 15 / 11 / 2012 44 : 10 PM
أفاميا، أكروبول سوريا .. بقلم الدكتور رياض نعسان آغا هدى نورالدين الخطيب آثار ومكتشفات 2 12 / 09 / 2012 06 : 06 PM
الثقافة توحد الفلسطينيين ولن تفرقهم.. بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 مازن شما الملتقى الفلسطيني للحوار 0 06 / 10 / 2008 47 : 02 AM


الساعة الآن 15 : 06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|