من قصيدة: صورة بالألوان الطبيعية
الشاعر المصري جلال عابدين
ما أصعب أن يمشي الإنسان بدرب
معصوب العينين
ما أتعب أن يصل الإنسان لهدف موثوق القدمين
ما أغرب أن يصنع شيئاً من غير يدين
ما أعجب أن يبسم بشر من غير شعور أو شفتين
من قلبي العامر بالأحزان
أخاطبُ فيكم تجربةَ الإنسان
يولد يحيا يسعد يشقى ثم يموت.
والليل يموت,
والصبح يموت,
وأنا كجميع الأشياء
أولد أحيا .. أسعد أشقى .. ثم أموت.
إني لست عبوسا أو أهوى الأحزان
لكني أحيا تجربة الإنسان
أحمل ريشة فنان
إنسان يعشق إحساس الإنسان
من ريف بلادي
أحمل في أعماقي تجربة الفنان
فأبي فلاح قروي
لا يعرف كيف يكون الحقد
أو كيف يغطي الأحرف بالألوان
لا يعرف معنى الأحرف
لكن يحفظ كل الأسماء
لم يتعلم لغة السادة أو قول العلماء
علَّمني كيف يكون الحب عطاء للإنسان
من حبة قمح سمراء
تنبت تورق تعطي ثمراً للإنسان
علمني حسا لا يعرفه قلب الشاعر أو حس الفنان
علمني كل الأشياء
أوصاني:
يا ولدي : حاذِرْ أن تكذب
يا ولدي : اعرق لا تسرق
حاذر ياولدي أن تقتل
لا تقرب كل الآثام
وقطعت العهد على نفسي
لا أكذب أبدا لن أسرق
لن أقرب كل الآثام
ودخلت مدينتنا بطلا
يغمرني إحساس الفارس
كي أنقذ كل الأشجار
كي أروي كل الأشعار
وأجاري كل السمار
كي أحمل كل الأحلام