| 
				
				المليكة الخضراء
			 
 عزيز رشيد الميموني   ملكة بتاجها السندسي تزهو عالياً بحقيقها السحري حتى كأن وشوشات البحر صلاة لسموها الغامض . . ابتهال في جريان الموج نحوها . . تلهو بأهواء العصافير
 وتحتضن بيضاتها القمرية الألوان . . فترتعش الحقول هامسة :
 - ها هي المليكة الخضراء تحنو على البحر فينحني من لهفة الموج إلى الرمل . . ليشرب مرتجف الشفاء ، أفيضي يا نخلات الحقل . . وأسقينا من رحيقك ! !
 كان لكل موسم من مواسم النخل طقوسه الشعبية المحببة ، كان الغناء لنخلة . . والحنين للنخلة . . والحب للنخلة . . وكل رفقة العمر تسير مع هذه النخلة . .
 ملكتنا " المجبلة " ! !
 سعف النخيل . . تلك الأقواس المنتصرة دوماً . . والمرفوعة كالهامة الشامخة في أيادي " الأنصار " يستقبلون النبي الكريم . . وكانت العذراء محتمية بنخلة
 وهي تلد المسيح . .
 - مكرمة هي النخلة بين الزرع وفي الحياة ! !
 كان الدلمونيون يفتخرون بها . . يصكونها في وثائقهم كوسام على صدر عصرهم الذهبي .
 كانت النخلة . . كانت . . قبل أن يأتي النفط ، ويأتي معه القار والاسمنت . . وتهجر هذه الأمة زينتها . . تاريخها . . عروق قلبها المتشربة تمراً ورطباً جنيا . .
 والآن تمشي على خنجر وتغني . .
 ------------------------------------------
 أحمد الشملان
 نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 |