[طلعت سقيرق]

[align=justify]في حوار مع الأديب طلعت سقيرق :[/align][align=justify]
حول مجموعته القصصية " امرأة تسرج صهوة الروح "
حوار :فاتنة الرومي
شاعر في عشق مستمر يحلق عاليا لا يهدأ في رحلة البحث عن المغاير وغير المألوف، انه الشاعر الأديب طلعت سقيرق الذي عشق الكلمة فأخلصت له وكانت أطوع له من بنانه.. كنا على موعد معه وأسئلة أردناه أن يتحفنا بالإجابة عنها فكان هذا الحوار .. ..
• من هي الأنثى الأولى التي أشعلت التوهج الشعري في روح طلعت سقيرق؟؟هل هي 00 الأم 000 الحبيبة.. أم الزوجة التي كانت حبيبة؟؟
• الصراحة يا فاتنة كما تعلمين جزء من حياتي .. لن أقف هنا مرتعشا لأقول لك زوجتي أو أمي.. تلك الأولى كانت الحبيبة التي صادفت سكك العمر في أول الطريق.. كتبت لها الكثير ، وأعطيتها من الشعر الكثير .. زوجتي أخذت من شعري جزءا قبل الزواج حيث أحببتها لست سنوات كانت القصائد فيها أغنية لا تتوقف .. لكنها لم تكن الأولى .. أمي أيضا أخذت من شعري لكن كأم .. بعد الزواج كتبت القليل لزوجتي ، هذه حقيقة .. هل أقول لها كلاما مصنوعا عن الشوق والحنين وما شابه.. لا يا صديقتي ما تعودت على الكذب في المشاعر ولا على تزوير أحاسيسي .. حبي لها أكيد ، وهو كبير .. لكن الشعر هو الشعر ومن يكتبون لزوجاتهم رجال خائفون وكاذبون بعواطفهم في الوقت ذاته.. لو كنت مسافرا وبعيدا عن الزوجة لكتبت ..
• هل تمر في حياة الشاعر الإنسان طلعت لحظات يشعر فيها بأنه عاجز عن الكتابة0؟؟..
• طبعا .. هذا جزء هام من تركيبة أي مبدع .. الشعور بالجفاف والعجز وتعثر الحروف أمر طبيعي .. أنت تكتبين القصة والخاطرة وتعرفين معنى هذا .. الأمر الصحي أن نشعر بتوقف الضخ الإبداعي وكأن كل شيء قد انتهى ، وفجأة تروح الحروف في انهمار ولا أحلى .. إنه قانون الإبداع .. أما أن ندعي بأننا نستطيع كتابة الإبداع في كل وقت فهذا اسمه صنعة وهو بعيد تماما عن الإبداع الحقيقي..
• ما هو أصعب موقف مر بك وشعرت بأنك لا تستطيع أن تتحدث عنه ولا أن تفيه حقه من خلال كتاباتك0
• موقفان مرا، وكنت مشلولا بالمعنى الإبداعي ، الموقف الأول كان موت أبي رحمه الله ، لم استطع كتابة حرف واحد عن موته حتى الآن .. لماذا سؤال لا أجد إجابة عنه !!؟؟.. كنت أقف أمام جسده وأشعر بشريط سريع من الصور يمر أمام العين وذاكرة العمر .. الموقف الثاني موت الحبيبة الأولى قبل سنوات قليلة .. كنت أمشي في الطريق عندما صدمتني قرأت ورقة على الجدار تقول ماتت الشابة "..." – وكانت تلك التي أحببتها أيام الطفولة ومطلع الشباب - ودارت الدنيا بي .. أيضا ما استطعت أن أكتب شيئا عن هذا الفقد القاسي..
• هل لك أن تحدثنا عن الكتاب الأول الذي نشرته في حياتك وهل كان قصه قصيرة أم شعرا وما هو الصدى الذي خلفه عند قرائك الذين تلقوا أول إبداع لك؟؟..
• أول عمل مطبوع لي كان ديوان " لحن على أوتار الهوى " وكنت – ربما – في العشرين من عمري .. طبعا وقتها لم يكن لي قراء .. كنت أحبو في عالم الأدب .. الكتاب الأول هو الصفحة الأولى أو الخطوة الأولى في حياة الكاتب.. خطوة يشعر بجمالها وألقها لأنها وضعته فجأة في عالم غريب وجميل .. أما تلقي القراء فقد كان يشبه الاحتفاء العائلي .. الأصدقاء والأقارب أعجبهم الديوان ، أو ربما جاملوني وقالوا هذا جيد !!.. أحب هذا الديوان فهو المولود الأول .. اللبنة الأولى في مشواري الأدبي ..
• من هو أول إنسان وجدت منه التشجيع والدعم في بداية مسيرتك الأدبية.
• كثر .. لكن كلهم كما قلت لك من العائلة والأصدقاء .. أما أدبيا فمن أخوالي حيث كانوا يعملون في الصحافة ، وبعضهم كان يكتب الشعر .. هذا الأمر يساعد كثيرا .. الجو العائلي المسكون بالكتابة يوفر بيئة رائعة لمتابعة المشوار .. خارج العائلة لا أستطيع أن أنكر فضل الأديب والشاعر مدحة عكاش ، هذا الإنسان فتح الباب لكثيرين كي ينشروا ويكتبوا في " الثقافة الأسبوعية " وكان يعاملنا ككتاب حقيقيين إن من حيث النشر أو من حيث النقاش والحوار وإسداء النصيحة .. أكثر الكتاب في سورية شربوا من منهل اسمه مدحة عكاش ..
• هل يموت الشاعر إذا مات نبع الحب الذي يرتوي منه أم يبحث عن منهل آخر في سعي مستمر لبقاء جذوة الإبداع متقدة 0
• الذي يموت حين يتوقف الحب هو الشعر عند الشاعر .. الحب هنا واسع وشامل .. أما أن يكتب الشاعر خارج عالم الحب ن وبعيدا عن الحب ، فهو يلوك شعره الماضي ويكرر نفسه ، وهذا مؤذ للشعر ولقرائه وللشاعر طبعا..
• قرانا في مجموعتك القصصية ( امرأة تسرج صهوة الروح )إهداء جاء فيه :
صوتك دفء في شتاء قلبي/وعيناك في غربتي وطـــــن " فمن كانت صاحبة الصوت الدافئ في حياة طلعت الشاعر والتي أصبحت له وطنا في الغربة؟؟؟..
• الإهداء يبدأ بقالت وينقل مقطعها الشعري .. ثم أقول إليها اهدي .. حاولت أن أشكل إهداء فيه شيء من الإضافة والتجديد .. المقطع من ديوان " الرقص فوق منحدرات وعرة " للشاعرة نيروز جبيلي ، وإليها أهديت المجموعة ..
• في حياة كل مبدع امرأة فمن كانت باعتقادك من امتطت صهوة الروح في حياة المبدع طلعت سقيرق وأشعلت في داخله جذوة الإبداع؟
• هي نيروز جبيلي ، وقصة " امرأة تسرج صهوة الروح " عنها .. وهناك قصص أخرى تخصها .. منها الصورة التي تصف موت والدها رحمه الله في قصة " سليمان يمشي وراء نعشه " .. طبعا السيدة نيروز لها في هذه القصة الكثير من الصور والتعابير التي تعنيها وتأتي على لسانها .. حكت لي وكنت المصور .. موت والدها اثر عليها كثيرا .. كانت تحكي والرعشة في صوتها.. جعلتني اسكن الحدث وأنقله بشكل أسطوري تجدينه في هذه القصة ..
• أركز على قصتك التي ذكرت حيث تحدثت عن رجل يدعى سليمان جبيلي الذي سار وراء نعشه وكان الموت حدث البداية واستمر .. هل لك أن تحدثنا عن المعاني الكامنة خلف هذه الغلالة الشفافة في القصة رحلة الموت و اللاعودة لرجل من مشقيتا فماذا قصدت هل ترحل الوجوه لتعود في زمن آخر ؟؟؟..
• كما قلت لك السيدة نيروز نقلت لي الحدث الذي يعنيها بكل حرارته .. تحول الحدث فيما بعد إلى أسطورة ساهمت السيدة الشاعرة نيروز جبيلي في الكثير من تواترها .. الشكل الذي كانت تحكي في عن والدها سليمان جبيلي ولد عندي صورة تنفي موته ، مع انه مات .. حاولت المزاوجة بين هذا وذاك .. فكان الحضور غيابا والغياب حضورا .. نيروز مضيفة طيران جوية ، وهي مسكونة بأجواء الدهشة البكر، كما تداخلها مع البحر بشكل ساحر .. تجدين كل هذه الملامح في ديوانها " الرقص فوق منحدرات وعرة " والقصة تأخذ منحى فلسفيا عن الموت يعود الفضل في جزء كبير منه لها ..
• في القصة القصيرة ( وطن يأتي ) في المجموعة نفسها تحدثت عن الطفلة هدى التي اغتالت طفولتها البنادق فهل كنت تشير إلى كفاح من نوع آخر والى بزوغ فجر أطفال الحجارة ؟؟..
• طبعا .. القصة تتحدث عن فلسطين الحاضر وفلسطين المستقبل وتحاول أن ترفع الحالة إلى شكل من أشكال الأسطرة المقصودة .. أحيانا لا يعجبني نقل الواقع كما هو – أقول أحيانا - فأمزج بينه وبين اللامتوقع .. الموت العادي لا يمكن أن يكون عاديا في معناه الواسع ومغزاه .. لذلك تتشكل القصة بشكل مغاير ..
• في قصتك ( حب آخر ) من المجموعة نفسها أشرت إلى أن الخوف كان يلجم الشوق لعيش مشترك بين مصطفى ودينا ولكن إقدام مصطفى على المواجهة ذلل العقوبات وجعل الصعب سهلا فهل تدعو إلى المواجهة بدل الهروب في قضايا الحب المعاصرة ؟؟..
• ليس هناك قضايا حب معاصرة ، وقضايا حب غير معاصرة .. الحياة هي هي .. أنا أدعو للمواجهة في كل شيء وليس في الحب فقط .. المواجهة البناءة الفاعلة وليس أي مواجهة .. طبعا الزمن الآن قد يختلف في وقعه وهذا يتطلب مواقف واعية مدروسة لا انفعالية بشكل مطلق..
• في المجموعة نفسها نقرأ قصة "ملح البحر" أشرت فيها إلى المحاولات العبثية للنقاء فالبحر مازال مالحا ولكن البشر لم يستطيعوا أن يظلوا أنقياء فإلى ماذا ترمي من خلالها ؟؟...
• ما وصلك من القصة يكفي .. ربما وصل المعنى لغيرك بشكل مغاير .. أحيانا تكون بعض النصوص مفتوحة على الكثير .. فدعيها كما هي ..
• في قصة ( لص ) تناولت موضوع السرقات الأدبية وأن السارق قد حصل على الثناء والنجاح فهل أنت مع مبدأ أن القوة هي الرابحة غالبا؟
• لا طبعا .. أنا أدين مثل هذا الفعل .. سارقو الجهد الفكري لصوص مركّبون لأنهم يسرقون الجهد العقلي والإنساني .. أردت في القصة أن أشير إلى وقاحة اللص ، فهو إنسان لا يحمل أي مشاعر أو أحاسيس .. إنه مجرد من أي معنى إنساني .. وهو مدان على طول الخط .. ولو كان الأمر بيدي لأعدمت فورا من يسرق إبداعات الناس الفكرية .. ..
• في قصتك ( شيطان ) أشرت إلى موضوع شائك ألا وهو الإهمال الذي يطال الزوجة ربما لأنها زوجة بينما تحصد نساء العالم الحب فما رأيك بهذا الأسلوب الذي ينتهجه بعض الرجال في حياتهم ؟
• ليس الحب فقط ، بل الاهتمام والتفكير والعمر .. الرجل الذي يترك بيته وزوجته وأولاده مظلومين ودون حب ليوزع ماله وحبه واهتمامه خارج بيته هو إنسان ناقص ومشوه ومهزوز .. حتى الزواج الثاني لا أومن به لأنه يظلم زوجة وبيتا وأولادا ويجعل الرجل مشطورا بين بيتين .. قد أحب ألف مرة ، لكن ليس هناك من تستطيع أن تصل إلى ذرة من حبي لزوجتي وبيتي وأولادي .. أقول هذا بغاية الصراحة لكل الناس .. لا أحب العتمة أو اللف والدوران .. هكذا بنيت ذاتي وهكذا نميتها وزرعت فيها الثقة ، ولا يمكن أن أتغير أو أتبدل ..



[/align]