| يا أيها المُخْتالُ مجدُكَ عابِرٌ
 وإلى التَّلاشي ما تَشيدُ وتَجْمَعُ
 
 وإلى الفناءِ حضارَةٌ تزهو بهاوعلى عُروشِ نعيمِها تَترَبَّعُ
 
 هيَ فتْنَةٌ قد أثْمَلَتْكَ بِخَمْرِهافغَدوتَ عَبْداً للمَفاتِنِ تَخْضَعُ
 
 سَحَرَتْ فُؤادَكَ بالقُشورِ عشَقْتَهاوهَجَرْتَ روحَكَ تَشتَكي تَتوَجَّعُ
 
 أفْرَغْتَ ذاتَكَ من حَميدِ خِصالِهاوحَجَرْتَ نَفسَكَ في التَّوافِهِ تَقْبَعُ
 
 من ذا يُقايِضُ بالزَّوائِلِ جَوهَراًيَنسابُ من روح ِالأُلوهَةِ يَنْبُعُ
 
 ويَبيعُ في سوقِ الخَساسَةِ ما حَوىمن أرْفَعِ الدُّرَرِ البهيَّةِ تَسْطَعُ
 
 تاجُ الفَضائِل ِفوقَ هامِهِ مُشْرِقٌوتَراهُ يَهْوي للحضيضِ ويَخْنَعُ
 
 يَنسلُّ من بينِ الوُرودِ وطيبِهاويَغورُ في وحْلِ النَّقائِصِ يَرْتَعُ
 
 ويَفُرُّ من نورِ الحَقيقةِ هارِباًنحوَ الدَّياجي للرَّجاسَةِ يَخْشَعُ
 
 عَبَقُ الحَياةِ على شِفاهِهِ عَلْقَمٌويَشُفُّ من نَهْدِ العُفونَةِ يَرْضَعُ
 
 يا جاهِلاً سرَّ الوُجودِ وكُنْهَهُالسِّرُّ فيكَ حقيقَةٌ تَتـضَوَّعُ
 
 وُجِدَ الوُجودُ وأنتَ قَبْلَهُ كائِنٌفي قدْسِ رَبِّكَ في بَهائِهِ تَهْجَعُ
 
 من أجْلِكَ الآكْوانُ صيغَتْ مرْتَعاً والارْضُ فرْدوساً بهِ تَترعرَعُ
 
 في البَدْءِ كنْتَ كومْضَةٍ بِضِيائِهِفَغَدَوتَ ذاتاً للفَرادَةِ تَنْـزَعُ
 
 وَولَجْتَ مُخْتَبَرَ الحياةِ كمصْهَرٍعَبْرَ التَّعايُشِ والتَّجارُبِ تُصْنَعُ
 
 عَبْرَ الصِّراعِ المُسْتَميتِ وجَمْرِهِفي مَوقِدِ الرَّغباتِ تَصْفو تَلْمَعُ
 
 لِتَشُبَّ تَكْبُرَ في التَّطَوُّرِ صاعِداًعَبْرَ الدُّهورِ إلى العُلا تَتطَلَّعُ
 
 دَرْبُ التَّرَقِّي شائِكٌ فيهِ الأسىفيهِ المَرارَةُ والنَّحيبُ المُوجِعُ
 
 لكنَّهُ المِعْراجُ يَنْحو سالِكـاًسُبُلَ الكمالِ إلى القَداسَةِ يَرْفَعُ
 
 طوباكَ تُثْمِرُ رَحْمَةً ومَحَبَّةًطوباكَ تَسْمو للطَّهارَةِ تَرْجَعُ
 
 طوباكَ تَعْلو فوقَ كُلِّ وضيعَةٍ تَجْتَثُّ روحَ الشَّرِّ منكَ وتَقْلَعُ
 
 طوباكَ تُزْهِرُ عِفَّةً ووداعَةًوعْياً لِذاتِكَ يَسْتَفيقُ وَيَيْنَـعُ
 
 لتَعودَ حرَّاً سيِّداً ومُمَجَّـداًتَرِثُ النَّعيمَ وفي هَنائِهِ تَمْرَعُ
 
 
 
 حكمت خولي |