كان يا ما كان في قديم الزمان وفي فصل من فصول السنة هو فصل الشتاء والبرد القارص يلفح الوجوه،
كانت هناك قصة شتاء حقيقية وكان الموسم موسم مطر جلسنا أمام المدفئة
أذكر قصصاً من سنوات الضياع لفلسطين التي رواها والدي رحمه الله
عندما أصبحوا بلا مكان ولا وطن وقد شردوا من ديارهم فكانت أقصى لحظة وداع
وفي طريقهم وجدوا وادي الذئاب، حيث كان هذا الوادي مهجوراً فقطنه الصهاينة
الذئاب متخيلين انهم يعيشون في قصر الحب، وكتبوا لافتات الحب الممنوع لأهل فلسطين،
ويروي والدي بقلب شجاع ذكريات الشهداء الأبطال الذين قُتِلوا بغير حق
وإكليل الورد الذي فاحت رائحته الذكية على كل ضريح .. شهيد تلو الشهيد
ودموع الورد تذرف حزناً على الشهداء والسماء تعج بالطيور
تحلق بأجنحة منكسرة حزناً على الابرياء وتمضي الأيام جاءت أجيال جديدة مازالت تأمل
بالحلم الضائع . جرحنا حاد وأقوى من حد السكين
وبعضهم حاولوا أن ينتقموا لحقهم الضائع
فدخلوا في جامعة المشاغبين وحبهم لوطنهم جعلهم يرددون سنقتلع الصهاينة
ويبقى الحب لوطننا الغالي هذا الحب المستحيل
الذي يجعلنا نهجر بلدنا ولن يبعدنا عنه أحد حتى لو كان الحب والحرب بنفس كل فلسطيني
هكذا دخل الغريب الى وطني الحبيب ولكن إن شاء الله سيبدأ العد العكسي
لدحر الصهاينة حتى لو بقينا بين قلوب منسية ولم يبق لنا إلا بيت الكوابيس
فهناك صرخة حجر سيبقى هو سلاحنا ونقضي على كل عاصي