[نديم أصلان]

بعد تدهور العلاقات مع تركيا.. إسرائيل تخشى أن تفقد أذنها وأنفها في الحظيرة الإيرانية

أخبار سياسية | 2010-06-07

انشر

ترجمة عكا – أبدى النظام الأمني في كيان العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة قلقا شديدا في أعقاب تدهور العلاقات مع تركيا, وتخشى الأوساط الأمنية أن تقوم حكومة رجب أردوغان بإغلاق موقع استخباراتي إسرائيلي مهم على الأراضي التركية.
وذكرت صحيفة "صاندي تايمز" اللندنية أن كيان العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة تولي هذا الموقع أهمية كبيرة في العمليات ضد إيران, نقلت عن مصدر إسرائيلي قوله "إذا حصل هذا الشيء فإن إسرائيل تفقد أذنها وأنفها في الحظيرة الإيراني", في إشارة إلى أن الموقع المذكور لا يبعد عن الحدود الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن فشل العملية الإسرائيلية لم تقف عند حدود قطاع غزة, بل إن كيان العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة التي حاولت إبقاء حصارها على غزة أضعفت الدفاع الإسرائيلي ضد تهديد أكبر بكثير, وهو القنبلة النووية الإيرانية, على حد زعم الصحيفة.
وفي ذات السياق كشفت الصحيفة نقلا عن مصادر خاصة أن قوات الكوماندوز البحري الإسرائيلي سبق أن نفذ عمليات ناجحة من بينها اغتيال الضابط السوري الكبير محمد سليمان مستشار الرئيس بشار الأسد قبل عامين.
وقد اغتيل سليمان خلال تنزهه في ميناء طرطوس بواسطة قناص, وحسب الأخبرا فإن قوة الكوماندوز استولت على يخت إسرائيلي خاص, وأعادوه إلى صاحبه بعد تنفيذ العملية.
من جهة أخرى حذرت دائرة الأمن والحماية في الجيش الإسرائيلي تحذيرا صارما إلى جميع وحداتها ضباطا وجنود بعدم السفر إلى الأراضي التركية بعد مجزرة أسطول الحرية, مبررة ذلك بالخوف من احتمال حدوث أعمال انتقام ضد إسرائيليين هناك.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه تركيا توجيه الاتهامات لإسرائيل متهمة إياها بممارسة إرهاب دولة, وأن مستقبل العلاقة بين البلدين مرهون بتصرفات كيان العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة .

[نديم أصلان]

كبار الكتاب الإسرائيليين يجمعون على فشل عملية السيطرة على أسطول الحرية

أخبار سياسية | 2010-06-02
خاص عكا – تحاملت الصحف الإسرائيلية على المستويين السياسي والعسكري في كيان العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة وحملتهم تبعات فشل عملية السيطرة على أسطول الحرية, وافتتحت صحيفة معاريف صفحتها الرئيسة بعنوان عريض "فشل يتبعه فشل" مؤكدة أن العملية بدأت بفشل استخباري، وتواصلت بفشل عملياتي، وفي خلفية الأحداث برز أيضا الفشل السياسي, مشيرة إلى أن الاتهامات طارت من حدب وصوب قبل أن يتضح حجم الورطة التي وقع فيها كيان العدو الصهيوني بفلسطين المحتلة في أعقاب عملية الكوماندو.
وأشارت الصحف الإسرائيلية إلى الفشل الإعلامي الذي توج أشكال الفشل المختلفة, وخلافا لحالات أخرى، التي "يطارد" فيها الوزراء وسائل الاعلام، فإن الوزراء فروا هذه المرة من أمامها, وذلك في الوقت الذي ضج فيه العالم وأزبد على إسرائيل، فان الناطقين الرسميين الإسرائيليين لاذوا بالصمت.
بينما طالبت صحيفة هآرتس بتشكيل لجنة تحقيق في العملية, وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها إلى أن النتائج تكون معروفة عندما ينطلق جيش نظامي، مسلح ومدرب جيدا الى حرب ضد "اسطول الحرية" يتضمن سفن مدنية، محملة بالمدنيين، والغذاء والادوية.
ولفتت الصحيفة إلى أن النتائج الكارثية لهذه العملية لن تقف عند تدهور العلاقات مع تركيا, بل إن هذه العملية وضعت المفاوضات غير المباشرة مع الفلسطينيين في نقطة حرجة, إلى جانب أنها خلقت ضغطا كبيرا على مصر لفتح معبر رفح, مشيرا إلى أن دولا أوروبيا قد لا تكتفي بتوبيخ إسرائيل, وفي النهاية فإن حماس حققت انتصارا هائلا دون أن تطلق صاروخا واحدا تجاه إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أن صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية كانت المسألة لديهم ليست "من ينتصر" في هذه المواجهة، بل من سيحظى بالنقاط في الرأي العام، بالشرعية وبالتفهم أمام الجمهور الإسرائيلي, مشيرة إلى أن حكومة نتنياهو فشلت فشلا مطلقا في هذا الاختبار, فإسرائيل التي أصبحت سياسة الحصار المتواصل على غزة اصبحت في نظرها مسألة وجودية، فقدت بسببها شرعيتها في العالم، والان تصبح هذه السياسة سهما مرتدا يضرب إسرائيل, بفعل تلك العملية غير محسوبة النتائج.
وبدوره تساءل الكاتب الإسرائيلي ناحوم برنيع في صحيفة يديعوت أحرونوت " لماذا لم تنجح إسرائيل في السيطرة على أسطول الحرية وهي التي عرفت في الماضي السحيق كيف تعطل سفنا معادية وهي ترسو في الموانئ فلماذا لم تفعل هذا الأمر هذه المرة؟, ألم يكن أصح تمكين السفن من المرور وأن تفرغ بذلك الفقاعة الدعائية من الهواء؟".
وأشار "برنيع" إلى أن الحصار على غزة يعد النقطة التي تصد الحكومة عن مواجهتها, إلا أن هذا الحصار أخفق, فهو لم يمنع دخول السلاح، والمواد القتالية والمخربين إلى غزة، ولم يضعف حماس, إنه حصار فرضته الحكومة السابقة، وتخشى الحكومة الحالية إلغاءه لئلا تتهم بالضعف إزاء حماس.
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن الحصار على غزة سيكسر في النهاية، سواء لأن الحكومة، خلافا لأقوال التبجح التي سمعت أمس، ستخاف تورطا آخر، أو لأن سفن سلاح البحرية التركية ستصحب الرحلات القادمة وتحميها.
وأضاف " إذا استمرت السياسة الإسرائيلية على حالها فإن حماس ستقوى في العالم العربي وفي الغرب, وسيقوى محور تركيا – ايران – سورية – حماس, وستهبط صورة إسرائيل في العالم إلى الحضيض, وتشتعل الضفة, ويشتعل الوسط العربي في إسرائيل آمل ألا تتحقق أي نبوءة من نبوءات الخراب هذه, أما المحقق فهو أنه لن يحدث خير من هذه القصة".
أما الكاتب الإسرائيلي المخضرم "بن كاسبيت" فقد نشر مقال له في صحيفة معاريف بعنوان "سخافة مطلقة", مؤكدا أن الردع الإسرائيلي تلقى ضربة شديدة, وأن الصورة الإسرائيلية تلقت ضربة قاضية, وأن عملية الاستيلاء على أسطول الحرية حصل في عمق المياه الدولية وجعل إسرائيل دولة قراصنة.
وتساءل بن كاسبيت "ماذا سنفعل حين سيأتي الأسطول القادم، الذي سيضم عددا اكبر من السفن مع عدد أكبر من الناس وربما أيضا مع بعض السفن الحربية التركية؟".
وأكد الكاتب الإسرائيلي أن ضررا عظيما سيلحق بإسرائيل في أعقاب هذه العملية، في مجالات لا حصر لها. هذا يبدأ بالفشل الاستخباري اللاذع، ويتواصل بفشل عملياتي، ولكن العنوان الرئيس هو الفشل السياسية.
في رأس هرم هذا الفشل, حسب بن كسبيت, يقف أولئك الذين اصدروا الامر الغبي على نحو فظيع والذي أنزل عشرات المقاتلين الجسورين الى عش الدبابير، وفيه مئات الراديكاليين الإسلاميين العنيفين والمفعمين بالكراهية, الأمر الذي كسر قوة الردع لهذه القوة المختارة أمام العالم.
وأضاف "ماذا يفترض بالايرانيين أن يفكروا بهذا الان؟ الوحدة البحرية 13، الوحدة الاكثر فخرا لشعب اسرائيل، اهينت أمس. عالم كامل شاهد قطيع الخدج يضربون ضربا مبرحا المقاتلين الذين أرسلوا إلى المكان الذي لم يكن لديهم ما يبحثون عن شيء فيه, الردع الإسرائيلي تلقى ضربة شديدة. الصورة الإسرائيلية تلقت ضربة قاضية. وكل هذا حصل في عمق المياه الدولية وجعل اسرائيل دولة قراصنة".
وبدوره أكد الكاتب اليكس فيشمان من صحيفة يديعوت أحرونوت أن نقطة البدء في كل عملية استيلاء حاسمة, هي تحدث الصدمة، والمباغتة، ويفترض ان تخرج العدو عن اتزانه, لكن في الدقائق الأولى تشوش شيء ما في نقطة البدء، وغيرت عملية الاستيلاء على السفينة التركية باتجاهها وأصبحت عملية تخليص بثلاثة جنود أو اربعة، نجح الشاغبون في عزلهم عن القوة وغشيهم خطر التنكيل او الاختطاف.
وأشار فيشمان إلى أن عملية السيطرة على أسطول الحرية كانت قريبة جدا من وضع تكون فيه إسرائيل مضطرة لمواجهة عملية مساومة في البحر، في حين يمكث في السفينة التركية أربعة جنود إسرائيليون محتجزين، أحياء أو أموات، ويجري عليهم تفاوض, وكان يمكن أن ينتهي ذلك إلى مجزرة جماعية.
وأكد فشيمان أنه كان يمكن تجنب كل ذلك من خلال الوسائل الدبلوماسية التي كان على إسرائيل استنزافها قبل الشروع في عملية غير محسوبة النتائج.
وفي ذات السياق طالب الكاتب الإسرائيلي سفير بلوتسكر من صحيفة يديعوت أحرونوت, وزير الدفاع الإسرائيلي بتحمل نتائج هذه العملية والاستقالة فورا لإنقاذ صورة إسرائيل في العالم.
وقال "إن بيان استقالة سريع لباراك سيسمح بتخفيض مستوى لهيب الغضب ضد اسرائيل ويطهر بقدر ما الاجواء المسمومة ضدها, ليس لدى أصحاب النية السيئة، إنما لدى أصحاب النية الطيبة المستعدين للإنصات إلى التفسيرات المقنعة".
وأضاف "التفسير الاكثر اقناعا سيكون اعتراف وزير الدفاع, في هذه العملية فشلت, فشلت كوزير وفشلت كرئيس جهاز الأمن، لم يعد هناك حاجة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية, ويقول باراك حينها المسؤولية تقع على عاتقي, الاستنتاجات عليّ, وينتهي كل شيء".
عضو الكنيست نحمان شاي فقد نشر مقالا له في صحيفة "إسرائيل اليوم" بعنوان " الحرب الجديدة", مؤكدا أن إسرائيل تواجه حربا مختلفة مع ما يسميه "الإرهاب", هي حرب دعائية في الأساس يجب عليها أن تستعد لها استعدادا أفضل.
وأضاف نحمان شاي "إن ساحة الحرب الجديدة هي عالم اعلامي جديد، حيث نقل المعلومات عتيد ورخيص ومباشر. إن الضعيف يحسن الصنع في هذا العالم، ويقرب الفرق بينه وبين القوي ويحظى بانتصارات في الوعي يشبه وزنها الانجاز العملياتي".
وتابع "لا يوجد منتصرون في الحرب الجديدة, ولا توجد نهاية لها أيضا, فقد أخذت تبلغ جبهات أخرى، وأماكن أخرى، ومجالات أخرى تتصل معا في جمهرة المواجهة كلها, وأدركت إسرائيل في الانتفاضة الثانية كيف تقلب هذه الصورة وأن تجمع انجازات مع ذلك كله, فمن الحقائق أن الإرهاب قد تضاءل, لكن الآن أخذ يندفع من جديد وفي أبعاد جديدة ومجالات أخرى, وإن الرحلة البحرية تنتمي إلى نفس عائلة الإرهاب التي تلبس وجها وتخلع وجها".
أما يوسي سريد فقد نشر مقالا في صحيفة هآرتس اتهم فيه وزراء اللجنة السباعية بـ"الأغبياء السبعة", مشيرا إلى أن هآرتس سبق أن حذرت من الهزيمة التي تلبس ثوب النصر.
وقال سريد إن الذي يعد القوات ويرشدها لم يكن قائد القوة البحرية، بل الأغبياء السبعة والطائعون لأمرتهم، الذين أنوفهم أطول من مدى نظرهم، ممن يعرقل الواحد الآخر: بين الحين والأخر يحرصون على إبلاغنا بأنه لم يسبق أن تشكل في إسرائيل فريق وزاري كهذا – موضوعي ومتعمق مثله.
وأضاف "حتى افيغدور ليبرمان يبدي في المداولات فهما ومسؤولية، مثلما يشهد عليه ايهود باراك, ومن سيشهد على كفاءات باراك نفسه وعن تفكره, ربما المقاتلون في معركة سلطان يعقوب سيشهدون، وربما المتدربون في تساليم".
وتابع " لو تركوا الاسطول يصل الى غزة، كما طرح قبل الفعل؛ لكانت انطلقت من هناك اصوات النصر وبعد يوم كان صوت بطولة سيهتفت. ولكن اسرائيل بيبي وباراك، بوغي وبيلين، فؤاد وايلي يشاي ومريدور ايضا، تتنافس مع حماس وحزب الله في مظاهرة القوة للعلاقات العامة، التي ليست سوى مظاهر ضعف محرجة".