التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,848
عدد  مرات الظهور : 162,317,943

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13 / 12 / 2011, 35 : 05 PM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

ايقاعات المساء

ايقاعات المساء
عندما يسقط الليل الثقيل فوق المدينة وبالتحديد فوق الطرف الهادئ منها , تبدأ موسيقى الطبيعة تعزفها جوقة غير منظورة من حشرات الليل , التى تملأ شقوق الجدران , وجذوع الأشجار وفروعها وثقوب الأرض, وجذور النباتات , تتناغم الأصوات , تتجه عيون الأصدقاء الأربعة المستكينين تحت ظلال المساء فى الحديقة المكشوفة إلى شجرة الكافور المنفردة عند باب الدار الخارجى مثل حارس يقط تعترض الأرواح الشريرة وخطى النساء وهى تقطر ماء , قبل ساعات كان واحد منهم ممسكا بالأنبوب المطاطى الذى يمتد لمسافة خمسة وعشرين مترا يغرقها بالماء الذى يتدفق بقوة, يغسل أوراقها وأغصانها من حرارة القيظ , يزيل عنها غبار الطريق وتراب النهار قتبدو فى الليل نظيفة لامعة
عندما يمتد الليل إلى الدار الكائنة فى الطرف الهادئ من المدينة الصاخبة تلقى الكآبة ظلالها على الأصدقاء الأربعة المنقطعين فيها عن بقية الناس, حيث يكونون فى هذه اللحظات من الليل قد وصلوا إلى لحظة التجلى ,قاب قوسين أو أدنى من لحظة النوم العميق الذى يقود الإنسان الساقط فى جبه ألى أسرار العوالم الأسطورية الراقدة فى مكان ما من الوعى الإنسانى المخدر, لولا تموجات الموسيقى وارتطامها بجدران نفوسهم المصدوعة انكماشا وانفجارا فى أسماعهم الصامتة وجوارحهم الغارقة فى نهر النعاس فيعودون لليقظة الحادة للمرة الألف ..للوعى الفاسى الذى يهربون منه مع المساء ويعودون إليه مع الصباح فى لحظة مجابهة يوم جديد فاجع
عندما يسقط الليل كله فوق سماء المدينة وبيوت طرفها الهادئ, يبدو كل شئ غارقا فى العتمة, وثمة ضوء مصباح الشارع يدفع الحجرات لتتوهج فى ذاكرتهم المتعبة فيبتسمون لحظة التقاء أبصارهم السارحة فى هذه البيوت الأنيقة الهادئة الغارقة تحت ظلال الليل والصمت وموسيقى الطبيعة وأشجار الليمون حيث تهدأ الحركة فى داخل هذه البيوت مبكرا بالظاهر ولكنها تظل تمارس طقوسها الخاصة بسرية كاملة خلف الجدران الشفافة فتثير قلق الرجال الأربعة المتوحدين والذين يحسونها عبر الهواء والأصوات المكركرة حينا والمكتومة حينا والقادمة من الأعماق الدافئة الناعمة مثل ملمس الحرير البارد ,فينفجر صوت يمزق الصمت
- بؤس العالم ليس له حدود
فى ذلك الطرف القصى من المدينة الصافية وفى ذاكرة الشارع الهادئ الصامت فى المساء تمر صور الفتيات والنساء المجلوات الأنيقات المعطرات الرقيقات يخطرن بدلال وحذر وكبرياء وتظاهر بيِّن مثل قصبات فى الريح يتضاحكن مكركرات ناعسات الطرف تضيئ ابتساماتهن الصافية ليل حديقة المهزومين الأربعة الطافحة بالصمت والموسيقى وقد تفجر الساعة التوق السرى القديم الذى كان يهز العروق
بعد أن ينفذ القوت فى صدر الليل ويبقى النغم ومتعة التأمل ويقفر الشارع المجاور تتنفس البيوت المحيطة نساءها ألى السطوح متجردات سوى من ثياب الليل الشفيفة تنم عن استدارة الأجساد ويبدو الاسّرة البيضاء مفتوحة القلب مرحبة تتضرع حتى تحتويهن والليل معا فيستلقين وحيدات حسيرات مهمومات كئيبات حالمات تداعب أسماعهن موسيقى صديقة من حديقة الرجال المتبتلين عن كثب يناجين النجوم الفريبة البعيدة المتوهجة مثل عيون عاشق, يبحرن عبرها إلى دنيا الأحلام حيث تبدو مثل عناقيد الماء تتفجر فى الأعالى القصية تسكب ضياءها الباهر الآسر البارد الأزرق كمطر من أناس على حديقة الأصدقاء الأربعة الذين يبدون بعد سقوط الليل أشبه بأشباح خيالية وهم يرنون إلى الفناء البعيد ونجومه الآسرة أو تستقر أبصارهم على شجرة الكافور حيث تتلألأ فوق أغصانها قطرات الماء العالقة فتبدو كمدموع فى طرف عين كحيلة
فى المساء تتنفس البيوت نساءها إلى الأرصفة وعتبات البيوت والشوارع العريضة ليتأرجحن فوق جفن الرصيف طويلا حتى قلب الليل, وحتى ثتور الرغبة المتأججة فى عيون الرجال المؤرقة , فى الليل تمر على وجه المدينة أنسام رقيقة من ناحية الشط القريب الملتوى مثل ذراع عاشق مبتدئ حول خصر الحبيبة ,تمتزج الأصداء بالأصوات والأنسام بالأنغام بذلك الوتر الليلى الحزين المنفرد بالأنين, يروح ويجيئ, يرتفع ويهبط حتى يتلاشى ثم يعلو فجأة ويخترق المسافة كالسهم المُجدِّ إلى القلب الراجف ويعود سيرته الأولى, ثم يتسلل كالماء الهادئ من الأذن المرهفة إلى القلب ثم إلى أعماق النفس, إلى الأعصاب, إلى العظام حتى يلامس الوتر الحزين ذاكرة الرجال الأربعة المخدرة, يجسد الإحساس بالفجيعة الشاملة باضطراب الأشياء والمقاييس ونظام الكون وأخلاق الناس والعصر فيتوهج القوت فى الكئوس وتبدأ الأيدى الواهنة المسترخية تتحرك ويتكوم دخان اللفائف المحترقة غمامة كثيفة فى سماء الحديقة الراكدة الهواء, وتبدو رؤوس السجائر المتوهجة فى عتمة الليل حبات ياقوت تشع فوق قماش أسود عندما تصل الحالة عند نقطة التوهج تنفرج حالة الحصار. يتلاشى التأزم, يتسع العالم, تترامى حدوده وتتباعد أطرافه وتضيع نهاياته وامتداداته, فقد غاب الوعى وراء الاحساس العذب وحلت اللحظات التى يتجلى فيها الليل المقدس بكامل حضوره للمتوحدين حيث تأخذ نفوسهم حريتها وشخيصتهم امتدادها ويبدأ الخيال فى اللعب فتتوالى صور لعالم عجيب ,عالم يحتدم ويحترق وتبدو لحظة التكوين الأولى ويبدو وجه الكون فوق الماء بين الحرائق يبكى أمام الكارثة القادمة ,وبعد ذلك تطبق الدنيا ظلاما يختنق كل شئ وفجأة يهدأ كل شئ, يتلاشى البخار والدخان وينطفئ جبل النار وتنقشع الظلمة ويتسلل ضوء الفجر رويدا ويبدأ النهار حيث تشرق الشمس فى أرض خيالية كالبلاد التى فى الأساطير, تغيب العقول فى سحر الدنيا وصخب المدينة وشوارعها وساحاتها وحدائقها وحاناتها حيث يلقيهم الوهم على شطآن بحارها الرملية الغارقة بالشمس وزرقة السماء على ضفاف أنهارها فى قلب غاباتها وذرى جبالها وقلب حقولها المترامية فى قلب قلبها النابض
عندها ترتفع الموسيقى وتمتزج بالليل يتلاشى الإحساس الحاد بالانهيار والفجيعة والاختناق, تسقط الأسوار وتتداعى الجدران ويتلاشى البؤس المقيم فيهتف الصوت المنفرد مبهورا:
- ليس لروعة الموسيقى والحياة من حدود
تتفتح الأعين النائمة ترتفع الرؤوس المهمومة الساقطة على الصدور, هدأ كل شئ تماما فى هذه الساعة من الليل إلا من صوت منبه سيارة مسرعة يرتفع فى مكان ما من الليل والمدينة النائمة, نفذ القوت واقفرت الكؤوس, سكنت الحركة واستسلمت النساء السعيدات للرقاد لعذوبة الليل وروعته وأتنسامه وأذرع الرجال وصدورهم وليونة الفراش وبرودته وموسيقى الطبيعة البدائية والتى تعزفها فى كل مكان من المدينة فى هذه الساعة جوقة منشدات الليل وكائناته وهوامه
فى هذه الساعة من الليل تنام النسوة فى أحضان الرجال البطرين المكرشين المنعمين الخانعين والقانعين كخراف سمينة, يجأرون من التخمة والكوابيس الثقيلة والبلادة حيث ملأوا الأسرِّة لحما وشخيرا وهمهمات بينما تظل أربعة أسرِّة حزينة مازالت مطوية الفراش بلا نساء مهملة فى زوايا السطح الخالى , الأربع بانتظار الرجال المترهبين الحذرين فى الأسفل والمتوهجين المؤرقين المستسلمين لسحر الليل وأحلامه وموسيقاه والتى ما فتئت تدوى فى أماكن نائية من نفوسهم المتلاشية بانتظار الصباح القريب ليحملوا سلاحهم من جديد


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15 / 12 / 2011, 46 : 12 PM   رقم المشاركة : [2]
فاطمة البشر
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة

 الصورة الرمزية فاطمة البشر
 





فاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond reputeفاطمة البشر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: ايقاعات المساء



نغمض أعيننا على أحلام وردية ونستيقظ على أحلام ،
نتسكع ونتدلل في النهار بانتظار الليل مرة أخرى لنعيش حلما آخر أروع من سابقه ،
وتُغمض الجفون على لمسة عشق وقبلة حب ،
ويبقى هناك من لا يستطيع أن يحلم ليدعنا نستمر في الأحلام والقبلات ...


كم أعجبت بروعة كلماتك ووصفك الجميل ، وأسلوب طرحك الشيق
أبدعت "أ . عبدالحافظ متولي "
ودي ووردي
توقيع فاطمة البشر
 
أنا لم أكن يوما إلا أنا ....

تلك الفتاة التي تحلم بغد زاهٍ مشرق ...

تلك الفتاة التي تنثر حباً وأملاً ...
تلك الفتاة التي ترسم حلماً ...
تلك الفتاة التي ستصنع مجداً ...

ولا تزال تنتظر الأياام......


فاطمة البشر


https://www.facebook.com/fatima.bisher
فاطمة البشر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 02 / 2012, 56 : 03 PM   رقم المشاركة : [3]
فتيحة الدرابي
تكتب الشعر الزاجل والحر - القصص- الروايات
 





فتيحة الدرابي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: ايقاعات المساء

قصة رائعة وغنية بأسلوب ساحر، وسحرها يسلب المتتبع ويجره إلى نهاية القصة وهو كله متعة، كثر الله من امثالك يا أ. بخيت ونور الله عقلك حتى تتحفنا بالمزيد من نسجك الجميل الأخاد. لك كل الحب والتقدير.
فتيحة الدرابي غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النساء, ايقاعات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كل النساء .. أنت رشيد الميموني قصيدة النثر 30 12 / 11 / 2022 24 : 12 PM
(( ... لست .. ككل النساء ... )) عادل سلطاني شعر التفعيلة 7 05 / 04 / 2021 16 : 04 AM
هذا المساء محمد جادالله محمد فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 5 15 / 05 / 2012 53 : 02 AM
شر النساء مرمر يوسف كلـمــــــــات 1 20 / 04 / 2009 50 : 07 AM


الساعة الآن 05 : 10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|