[زاهية بنت البحر]

[frame="13 95"]
انتشر في القرية خبر زعزع أركانها، وقلب المقاييس كلها رأسًا على عقب، وراحت الحكايا تنسج بمغزل القصّاص المبدعين، وكل واحدٍ منهم يحاول أن يكون الأفضل بينهم.. كان الأطفال يستمعون إلى تلك الحكايا ليلا، ويقصونها على بعضهم صباحا.. خاف البعض منهم، فالحنش الذي يختطف كل ليلة بيض دجاج عديلة من القنِّ الذي يتمدد فوق الأرض في الجانب الشرقي من دارها، هو ثعبان معمِّر ويقالُ بأنه قد بلغ الألف عام، ولكن لم يره أحدٌ من الذين مازالوا على قيد الحياة، فقط تلاحقهم أخباراعتداءاته على أمن الناس، وسطوه على دجاجهم والبيض ,ولكن رامز كان الوحيد الذي لم يخف من الخبر دون الأطفال، فقد كان والده يجلب لهم كل ليلة سلة من البيض الطازج، ويقص عليهم قصص الأبطال، وأنه واحد منهم يسعى لمنع الظلم، والاعتداء على الناس، وكثيرًا ماكان يعود إلى البيت في وقتٍ متأخرٍ من الليل وعلى وجهه آثار عراك.. رامز لايخاف الحنش فوالده أقوى منه بكثير، فيصمت وهم يتحدثون، وفي المساء يقص على والده حديث الصغار، فيعده باصطياد الحنش، ووضعه في قفص ليتفرج عليه أهل البلدة، وذات مساء أخبر رامز بأن والده ألقي القبض عليه، وهو يسرق البيض من قنِّ عديلة..

بقلم
زاهية بنت البحر

قالوا لعلَّ شروقَ الشَّمسِ يوقظُنا -----فقلتُ هل يوقظُ الأمواتَ إشراقُ

[/frame]

[الشاعر محمد عبد الفتاح الجرنوسي الصغير]

والد رامز (( اتفقس ))


حكاية حلوة

[زاهية بنت البحر]

سلام الـلـه عليكم
اطلالة سريعة على قصة " الحنش " للأديبة الكبيرة الاستاذة زاهيــة
" الحنش " قصة بين الواقعية والرمزية , فإن كانت القصة قد أخذت منحى السرد الواقعي , ولكنها حفت بمدلولات واشارات لها الكثير من الاسقاطات الاجتماعية والنفسية والاخلاقية , ولعل أهم ما يميّز هذه القصة اللغة الراقية المستخدمة في بناء النص , وقد جاءت الكلمات قوية سهلة دون تكلف , وتمّ بناء النص بدفقات متتالية محسوبة جيدا , ليصل الى حالة التوتر العليا , باسلوب غريب , ولقد أحسنت الأديبة نوف السعيدي التعبير عن هذا الاسلوب عندما شاركت في قراءة هذه القصة :
"فاجأتني بهذا الاسلوب في الكتابة لقد بدأت بخطوات بسيطة حتى حسبت نفسي
أمام قصة أطفال
بعدها بدأت الامور تزداد حرارة وتوترا وصرت تائهة بين كثير من الافكار اللحظية "
وفعلا فإن النص يكاد يدخل القارئ في حكايا عوالم الطفولة , محفّزا تحريك الخيال ليذهب في مناح تقليدية , ثم تأتي المفاجأة المدهشة , عندما يتحول القص الممتع الى لقطة درامية غير منتظرة :
"وذات مساء أخبر رامز بأن والده ألقي القبض عليه , وهو يسرق البيض من قنِّ عديلة.. "
وكما أشار الأديب علاء الدين حسو , فيما يتعلق بالمفتاح الأكثر بروزا في القصة , وهو الحنش , وهو رمز مستخدم في الأدب العربي وخاصة عند أدباء بلاد الشام , قد تمّ استخدامه بشكل غير متوقع :
"نص متطور للشاعرة زاهية لان الافعى عند تامر لم تقتل وعند وليد اخلاصي اختقت ضمن البيت ولم تنجح الوصول اليها ..اما هنا نجد حنشا وتم القضاء عليه ! "
ولعل الكاتبة ارادت من فكرة القاء القبض على " الحنش " تصوير حالة مجتمع , أو الدلالة على مشهد لحالة اخلاقية بدأت بالبروز , في مجتمعاتنا , حيث من يدعي الخير والبطولة , أو من ينظر إليه بأن رمز الخلاص والبطولة , لاينأى عن كونه أصل المشكلة , إنها الازدواجية الاخلاقية , بين الخير والشر , وأنا ارى بأن الديبة قد نجحت الى حد كبير في ايصال هذه الرسالة .
وفي النهاية , لابد أن أشيد بالقصة والمهارة التي سبكت بها .
د. محمد حسن السمان

[عادل سلطاني]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جميلة إنزياحات هذه الفلذة وهي تعكس صراع الثنائيات في قالب قصصي سردي ممتع يحيل القارئ إلى نهاية غير متوقعة ..جميل صراع الخير والشر في مطلقه الوجودي مبدعتنا " بنت البحر" ..
تحياتي

[زاهية بنت البحر]

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر محمد عبد الفتاح الجرنوسي الصغير والد رامز (( اتفقس )) حكاية حلوة

أجل اتفقس ربنا مايفقسش مؤمن
كل عام وأنت بخير

[محمد بوحوش]

نصّ بتخييل جميل ومسحة عجائبية
بالتوفيق..

[أحمد الجنديل]

الأديبة الفاضلة المبدعة زاهية بنت البحر
تحية طيبة
( انتشر في القرية .....الخ ) استهلال حسن وجميل .
( الحنش الذي يختطف كل ليلة ..... الخ ) بداية الحدث الذي ترعرع في حاضنات ممتلئة بالعافية فشبّ على معمارية غاية في الاتقان .
( لم يخف من الخبر ...الخ) انعطاف في مسيرة الحدث ضرب ذهن المتلقي بعنصر التشويق .
( فقد كان والده يجلب ....) كشف واضح للسبب الذي جعل ( رامز ) لا يهتم كثيرا بموضوع الحنش .
( انه واحد منهم يسعى .... الخ ) اتكاء بديع على وصف جانبي للبطل واظهار حالة متاجرته للقيم .
وتأتي لحظة التنوير بفيض من الاقتدار عندما يعده باصطياد الحنش ليجعله فرجة لأهل البلدة .
سيدتي العزيزة: لأنك زاهية ، القلم الرائع المحترف ، ولأنك أديبة طالما استمتعنا بقلمها الكريم ، فقد تمنيت أن تنتهي الخاتمة بانتهاء عبارة ( ليتفرج عليه أهل البلدة ) لأن ما جاء بعدها أضعف الخاتمة وألصق بها بعض الترهل والوضوح المباشر الذي أفقدها بعض بريقها .
شكرا لك سيدتي على هذا النص الجميل .
تقبلي فائق احترامي وتقديري .