الأرضُ والشعبُ الحجارةُ والدمُ  = شمسٌ فلسطينية ٌ لا تُهزمُ  
شدُّوا على خيل الصباح فأورقتْ =  في القلب للنصر القريب الأنجم  
ضوءُ النهار ِعلى الجبين ِعلامة =  والسيف إنْ عز السلاح المعصمُ  
يتبادرونَ إلى الجهاد ِ بهمة  = يتسابقونَ وكلهمْ متقدِّمُ  
أجسادهم درعُ الثرى ودماؤهمْ  = زيتُ القناديل ِ التي لا تفطم  
روحُ الفداءِ عزيزة ٌ لا تنحني  = والشمسُ للنفس ِ الأبيّة ِ توأم  
يقضي فتأخذهُ السهولُ نديّة  = ويضمهُ العلمُ الأبيُّ ويلثم  
يلتمُّ في قطر ِ الندى من عشقه  = ودم ُ الشهيد له الزهور تبسّمُ  
ساروا فسارَ المجدُ في أعطافهمْ  = وتقدّموا فارتاع َ ليل ٌ مظلم  
يدهمْ سلاحُ الحرب ِ أو أجسادهمْ  = وحجارة ٌ وتكاتف ٌ وتراحمُ  
مدنٌ قرى..شجرٌ ثرى..وشوارعٌ  = أملٌ وجذرٌ ثابت ٌ وتلاحم  
كلُّ البيوتِ إلى القتالِ تقدَّمتْ  = وانقضَّ من باب ِ النسور ِ مخيّم  
خيلٌ منَ الرشقات ِ تلتهم ُ المدى =  تشتدُّ في طيرانها وتحمحم  
مقدودةٌ من صخرنا فكأنها  = نارٌ على أعدائنا تتضرّم  
تنصبُّ في الوجهِ الغريبِ تهدّه  = وإذا الرؤوس ُ تراجعتْ تتقحّم  
خيلٌ وفارسها الأصابع لا تني =   تمتدُّ في صدر ِ الفضاء ِ وترجم  
تستبسلُ الأرواحُ لا تخشى الردى :  = بحر ُ الندى أنَّ الشهادة َ مغنم  
نفسُ الكريم ِ من َ الجبال ِ شموخها  = والحرُّ يأبى الذلَّ لا يستسلم  
باهتْ فلسطينُ الحبيبةُ أنهم  = شجرٌ بشمس ِ بلادنا يتلثم  
ما أخّروا دفع َ المهور ِ وإنْ غلتْ  = المجد ُ منْ أمجادهمْ يتعلم  
وقفوا وقدْ عزَّ الوقوفُ كأنهمْ =  قمرٌ وحولهمُ الردى يتزاحم  
ما عادَ في بال ِ الرجاء ِ وبالهم =  أنّ الجيوش َ تأهّبتْ وستقدم  
كمْ صرخة ٍ إنَّ البلاد حبيسة  = في القيد ِ منْ أوجاعها تتألم  
صبروا على طولِِ الجراح ِ وصابروا =  وعسى لعلَّ جيوشكمْ تتكرَّم  
تتلفّتُ الشطآنُ من شوق ٍ بها  = ووعودكمْ في كلِّ يوم ٍ حصرم  
المسجدُ الأقصى يباحُ فويحكمْ  = يبكي دماً منْ صمتكمْ لا منهم  
أفكلما صرختْ فلسطينُ انهضوا =  تتسابقونَ لنومكمْ كي تحلموا  
تتغندرونَ إذا الخيولُ تسابقتْ  = وإذا اقتضى فالبعضُ قدْ يتوحّم  
كمْ صرخة ٍ والأرض ُ في أغلالها =  ودمُ الصغار ِعلى المدى يستفهم  
طالَ انتظارُ الحاكمينَ بأمرهمْ =  وأمورهمْ في الحربِ لا تستخدَم  
أسفي على زمن الرجال ِ إذا انقضى  = تبكي الدموعُ وموجها يتلاطم  
أينَ الذينَ إذا الجيوش تلاحمتْ  = كانوا سيوفَ الحقِّ لا تتثلم  
هبّتْ فلسطينُ ارتوتْ منْ مجدهمْ  = راحتْ تدكّ ُ البغي لا تستسلم  
أحفاد ُ خالدَ لا تكلّ ُ زنودهمْ  = رجموا العِدى بحجارة ٍ لا ترحم  
الله أكبر ُ قدْ مضوا ما همّهمْ =  أنَّ الردى في كلِّ شبرٍ يجثم  
الله أكبرُ والنفوس ُ أبيّة  = شعبٌ إلى عليائه ِ يتقدم 
أنت كالصبّار يا شاعرنا الحبيب   خشونة ... وصبراً 
وكالياسمين   بياضاً   .... وطهراً 
إنك الغائب الحاضر فينا 
ستظل خالداً في وجداننا 
وسنظل الأوفياء لروحك الطاهرة