الشتات (من مواد الموسوعة الفلسطينية- القسم الأول- المجلد الثاني)
[size="5"]
الشتات ( من مواد الموسوعة الفلسطينية – القسم الأول – المجلد الثاني ):[/size]
الشتات ترجمة عربية لكلمة " دياسبورا " التي كان يستخدمها اليهود الهيلينيون للإشارة إلى جماعات اليهود التي كانت تعيش متفرقة بين شعوب العالم . ومصطلح الشتات مصطلح قيّمي وليس وصفياً, لأنه يفترض أن الأقليات اليهودية المختلفة في العالم تربطها رابطة واحدة , وأنها متمركزة حول نقطة واحدة , هي "أرض الميعاد" وأنها " مشتتة " بسبب وجودها خارج هذا المركز , أو بعيدة عنه .
وقد فسرت اليهودية الأرثوذكسية ظاهرة الشتات على أنها من علامات اختيار الخالق لليهود . لذا يكون من الهرطقة والتجديف محاولة إنهاء حال الشتات بالعودة إلى أرض الميعاد . وقال دعاة اليهودية الإصلاحية بأن الشتات مصدر " عالمية " اليهود, وأنه حالة يجب الحفاظ عليها . ورأوا أن الشتات لا يتنافى مع محاولة الاندماج مع بقية الشعوب . أما الحركة الصهيونية فقد رأت الشتات تعبيراً عن شذوذ اليهود ومرضهم كشعب, وأنهم لا يمكن أن يصبحوا شعباً مثل بقية الشعوب إلاّ عن طريق العودة إلى فلسطين ليستوطنوا فيها .
والشتات – إذا استُخدم المصطلح – قديم قدم وجود اليهود ذاتهم . ويعود إلى ما قبل السبي البابلي (597 ق.م) وهو ليس حالاً تتّسم بالشذوذ والإجداب , كما يدعي الصهيونيون, فالأقليات اليهودية عاشت , وهي في الشتات , فترات عديدة من الخصوبة الحضارية والإبداع , كما هي الحال في عصر اليهود الذهبي في الأندلس .
ويهود الشتات لا يعانون إحساساً بالغربة – حسبما تروّج الكتابات الصهيونية – لأن معظم يهود العالم مرتبطون ببلادهم التي يعيشون فيها , كما تشهد بذلك معدلات الهجرة إلى (إسرائيل) . ويبلغ عدد اليهود في العالم نحو 15 مليوناً , توجد غالبيتهم العظمى في الشتات (7 ملايين في الولايات المتحدة , و 2,5 في الاتحاد السوفيتي , و 2,5 في بقية العالم ) ولا يوجد في ( إسرائيل ) سوى 3 ملايين يهودي .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|