رسمت على الجدار زهرة كبيرة بقطعة طبشور أخذتها خلسة من علبة المعلم، نظرت إليها مطولاً ثم تنهدت متحسرةً وقالت له:" أهي جميلة..؟" تأملها بعض الوقت ثم علق "جميلة... كأنها حقيقية" هزت رأسها تومئ له بالنفي، أدهشه موقف الصغيرة ولم يفهم قصدها، لكنها دنت من الجدار.. مررت يدها البيضاء الملطّخة على زهرتها وقالت" بدون ألوان... كيف تبدو حقيقية؟" ارتبك.. ضاع منه الصوت، فاقتربت منه وهي تغطي فمها بأصابعها الصغيرة.. همست له مبتسمة "لن تبدو حقيقية حتى و إن لونتها..." وأرسلت بصرها نحوها تنفلت منها قهيقهات ساخرة متمة "لأنّها على الجدار."