التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,860
عدد  مرات الظهور : 162,363,517

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > تحرير فلسطين قضيتنا > فلسطين تاريخ عريق ونضال شعب > يافلسطيني قامتك الأشجار انتصبتْ
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09 / 05 / 2014, 28 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

تاريخ فلسطين الشفوي: أدوار المرأة الفلسطينية وحضورها بين عامي 1930 و1940

[align=justify]تاريخ فلسطين الشفوي: أدوار المرأة الفلسطينية وحضورها بين عامي 1930 و1940

قدمت الدكتورة فيحاء عبدالهادي، الموضوع البحثي المهم، بعنوان: «المرأة الفلسطينية والذاكرة»، عن أدوار المرأة الفلسطينية في الثلاثينات والأربعينات ومساهمتها السياسية في تلك الفترة. وهو عمل وجهد قامت به ادارة المرأة في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الفلسطينية التي تولت تدريب أكثر من 20 باحثة، وتزويدهن بالمعدات الضرورية لهذا العمل الميداني.

عرضت د. فيحاء لمنهجية البحث وآلياته الذي اعتمد على «المنظور النسوي للتاريخ الشفوي، بحثاً عن دور المرأة، وخصوصاً الريفية في الثلاثينات وسدّ جوانب النقص المعلوماتي عن تلك الفترة، والاستقصاء عن حقيقة وجود منظمتين نسائيتين سريتين وهما الإطار الذي يحمل اسم «رفيقات القسام»، والإطار المعروف بجمعية «زهرة الأقحوان» في الثلاثينات والأربعينات، وكذلك إلقاء الضوء على نضال المرأة ما قبل 1948، باعتبارها فترة مهملة في التاريخ المدوَّن. وتطرقت الى الصعوبات العملية التي واجهت اجراء البحث، وخصوصاً صعوبة استنطاق المرأة، ثم التغلب على هذه الصعوبات من خلال منهجية البحث القائمة على الإصغاء الواعي، واتباع مبدأ المشاركة والملاحظة والصبر، لزرع الثقة في نفوس الروايات. تعلمت الباحثات «الاستماع الى صوتي المرأة المتناقضين: صوتها الذي تدربت عليه طويلاً، وصوتها الخفي، الذي تعلمت على كبحه طويلاً، ومحاولة قراءة الصوت الخفي، وغربلة ما بين الصوتين». وقد استخدمت الباحثات مختلف الوسائل ومنها قراءة لغة الجسد، وملاحظة الانفعالات التي تصاحبها في الوقت نفسه الذي كان يتم فيه تسجيل الأحاديث.

وقد شمل البحث مقابلات مع (155) راوياً وراوية، ممن عاصروا تلك الفترة، معظمهم من النساء، وأعمارهم ما فوق (55) و 75) عاماً، في مختلف المناطق الفلسطينية ومناطق الشتات.

قدمت د. فيحاء للحضور جوانب مهمة مما جاء في أقوال الروايات، اللواتي تحدثن بصدق وشفافية، والتي دلت على وجود مساهمة فعلية قامت بها المرأة في مساعدة الثوار وخصوصاً المرأة الريفية، والتي أكدت على وجود نساء عملن مع الشيخ «عز الدين القسام» في سرية مطلقة ضمن منظمة «رفيقات القسام» التي ذكرها التاريخ الفلسطيني المدوَن، وكيفية التثبت منها. وكشف التاريخ الشفوي عن مساهمة المرأة ضمن هذا الإطار في العمل على إخفاء السلاح، وتوصيله مع التموين الغذائي لرجال المقاومة في الجبال على الدابة، وكذلك نقل الرسائل السرية من وإلى المقاومين، والقيام بمهمات الاستطلاع، واعطاء الإشارة للقيام بالعمليات العسكرية، واخفاء رجال المقاومة عن الانكليز وتسهيل تهريبهم، وابتكار مختلف الوسائل في هذه الأعمال. وقد ذكرت الراويات وبعض الرواة الشهود على تلك الفترة أسماء بعض هؤلاء منهن: «أم علي من الفالوجة، وفاطمة غزال (أول شهيدة) في تلك الفترة، ورقية الحوري، وخزنة الخطيب، ونايفة الزبن، وسعاد من قضاء عكا، وواحدة من صفد، وغريبة الشيخة، والحاجة عائشة أبو غيدا الشوكانية» (ص 27 – ج1).

وعرضت الدكتورة فيحاء ما قامت به الباحثات بهدف التقصي ومعرفة الحقيقة عن وجود المنظمة السرية الأخرى «زهرة الأقحوان»، التي ذكرها التاريخ المدوَن، لمعرفة ماهية هذه المنظمة السرية وحقيقة وجودها، والذي أكدته المقابلات الشفوية. وتبين أن مؤسستها هي «مهيبة خورشيد» التي تحدثت عنها د. فيحاء في محاضرتها بإسهاب نظراً لما أثبتته المقابلات من مساهمتها الثمينة في التاريخ الفلسطيني، في تأسيسها لهذه المنظمة السرية، الى جانب ما تتمتع به شخصيتها من زخم، كونها أيضاً فنانة لها أعمال في الرسم والنحت، حيث عرضت د. فيحاء بعضاً منه، بالإضافة الى اجادتها العزف على الكمان لأشهر الموسيقيين العالميين، وهي التي صممت شعار جمعية «زهرة الأقحوان» السرية، التي سجل البحث ما قالته عنها إنها كانت «جمعية نسائية اجتماعية الطابع، تهتم بالوحدة بين الأديان، وتساعد الطلبة الفقراء في شكل غير مباشر». ثم تحدثت عن «تحولها للعمل العسكري بعد حادثة مقتل طفل فلسطيني بريء أمام عينيها» (ص 44، ج2). (تحدثت الراوية بالتفصيل عن ظروف حادثة مقتل الطفل أمام عينيها، الصفحات (60 – 61). وعن التسمية قالت راوية أخرى: «للدلالة على الحياة والجمال والديمومة، لعلاقتها بكتاب قرأته مؤسسة الجمعية، يشير الى الزهرة القرمزية في الثورة الفرنسية، إضافة الى ارتباطه بزهرة الأقحوان الموجودة بكثرة في فلسطين». وعن شعار الجمعية قالت: «إن الشعار كان قد نُفذ في الهند، بتعليمات من «غاندي»، وهو من تصميم المؤسسة «مهيبة خورشيد» (ص 45، ج 2). وعن نشاطات هذه المنظمة أظهرت أقوال الراويات أنها «كانت تجمع التبرعات وتشتري السلاح وتعمل على ارساله للثوار في أماكنهم (ص 45، ج 2). وذكرت راويات عاصرنها أنها «كانت تتعرف على احتياجات رجال المقاومة» و «تقوم بالتدريب على السلاح» (ص 47، ج 2)، وكذلك «توعية النساء والتمريض والنشاط العسكري» ( ص 57، د 2). وتبين أن لهذه المنظمة صلة بالمناضل «عبدالقادر الحسيني».

وقد عثرت الباحثات خلال هذا العمل على ورقة خطية تحمل القسم الذي أقسمته عضوات جمعية «زهرة الأقحوان» السرية هذه، وهو «أشهد بشرفي وديني وملتي على موالاة مبدئي وبذل الغالي والنفيس في سبيل الخير والمساعدة لكل محتاج وضعيف، أشهدت رب العالمين على ما ذكرت»، الموقعات من عضوات الجمعية: «صبحية عوض، خديجة كيلاني، مديحة البطة، نجمة عكاشة، ميسر ضاهر، سنية إراني، فايزة شلوان، مبرة خالد. اليوم الخميس الواقع في 20 شباط من عام 1947 الموافق 24 محرم» (ص 48 – ج 2). وقد لاحظ البحث أن هناك الكثير ممن أثبت البحث عضويتهن في هذه الجمعية أنكرن ذلك، وقد فسَر ذلك «برغبتهن في الحفاظ على القسم الذي قطعنه على أنفسهن والمحافظة على تنظيمهن السري، طيلة حياتهن». (ص 49 – ج2). وأظهر البحث انضمام بعض الرجال لجمعية «زهرة الأقحوان»، الذين لم يعلموا في البداية عن رئاسة امرأة لها.

وقد أظهر البحث المساهمة السياسية المنظمة للمرأة الفلسطينية، من خلال تأسيس الجمعيات والاتحادات، والقيام بالمظاهرات، والتي تخللتها الاصطدامات المباشرة مع الشرطة البريطانية، وكذلك جمع التبرعات للمقاومة، والانفاق على أسر الشهداء وإحصاء عائلاتهم، والقيام بتنظيم دورات التدريب على التمريض والاسعاف، وحمل السلاح، وارسال المتدربات لجبهات القتال، وتوزيع المهمات على الأعضاء، والاشتراك في المؤتمرات التي كانت تعقد سواء في فلسطين أم في القاهرة أم في بيروت.

وكشف البحث ما أحدثه قرار التقسيم على نشاط المرأة الفلسطينية، وكذلك تأثير بيان «أرنست بيفن» الذي أعلن فيه فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية، سلباً وايجاباً، وتحدّيها له، والتصدي لمحاولات بيع الأراضي لليهود.

وأظهرت المقابلات الشفوية عن وجود مساهمات سياسية من خلال كتابة المقالات، كالراوية «وداد الأيوبي» التي كانت تكتب في البداية باسم مستعار، ثم باسمها الحقيقي في صحيفة «الجهاد» التي خصصت لها زاوية أسبوعية بعنوان «أحاديث الاثنين»، وصحيفة «الشعب» وصحيفة «القدس» التي كانت تنشر لها مقالاً يومياً في زاوية «حديث الشعب»، الى مساهماتها في التأليف المسرحي المدرسي. وكذلك مقالات لمهيبة خورشيد، وكانت تنشر في صحيفتي «الدفاع» و «فلسطين». وقد تبين أن الكثير من النساء اللواتي كن يعملن بالتدريس، كن يؤلفن المسرحيات المدرسية التي تحض على المقاومة، والحفاظ على الأرض، وأن الكثير من النساء المتعلمات كانت لهن مساهمات في التحريض السياسي بإلقاء الخطب الحماسية والتي تتخللها أبيات شعرية تحض على المقاومة، من أمثال عصام عبدالهادي، وسميرة أبو غزالة، وكتابات سميرة عزام وغيرهن، حيث أكدت المقابلات الشفوية وجود أعداد كبيرة من النساء اللواتي ساهمن بمختلف أشكال النضال السياسي، ولكن الذاكرة احتفظت بأسماء البارزات منهن في تلك الفترة.

من خلال البحث يلاحظ استغراب تلك الأجيال السابقة، من عمليات فصل المرأة عن السياق العام، وهو ما دلت عليه المقابلات الشفوية، منها على سبيل المثال: «على طول أنت عم بتسألوا بتركزوا على المرأة لوحدها بس، المرأة كانت تشارك مع الرجال دائماً» ( ص 267 – ج2). أيضاً: «لا أعتقد أنه في سنة (53) كان هناك صحافة نسائية بكل معنى الكلمة، كانت هناك أقلام نسائية تكتب في الصحف والمجلات» (ص 275 – ج2). إنها النظرة الدونية للمرأة التي تعمل على عزلها والتي أخذت تزداد مع التراجع الثقافي العام، وفي اعتقادي أن قلة عدد الحضور لهذه الندوة المهمة يدخل ضمن هذا السياق كونها تحت عنوان «المرأة الفلسطينية والذاكرة».

إن كل من يقرأ تاريخ فلسطين الشفوي في هذا البحث المهم، سيلحظ القيم الإيجابية التي كانت يتحلى بها المجتمع الفلسطيني، المتمثلة بالتسامح بين الأديان، واحترام الآخر، وكذلك الفهم والإدراك للفرق بين اليهودية كأحد الأديان التي وجدت على أرض فلسطين، وبين الصهيونية كحركة سياسية عنصرية، ومدى الانضباط والجدية والحفاظ على السرية في النضال الوطني، وحيث لم يكن للتعصب والتطرف الديني مكان في ذلك الزمن من تاريخ الشعب الفلسطيني.

وقد وقعت الدكتورة فيحاء كتابها الذي يضم هذا البحث الميداني، وهو عبارة عن جزئين، الأول بعنوان «أدوار المرأة الفلسطينية في الثلاثينات، المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية» والثاني بعنوان «أدوار المرأة الفلسطينية في الأربعينات، المساهمة السياسية للمرأة الفلسطينية»، وهما باكورة أعمال المركز في مجال البحوث والوثائق حول المرأة الفلسطينية.
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 09 / 05 / 2014, 36 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: تاريخ فلسطين الشفوي: أدوار المرأة الفلسطينية وحضورها بين عامي 1930 و1940

[align=justify]أدوار المرأة الفلسطينية فى الثلاثينيات والأربعينات
تأليف: الباحثة الفلسطينية فيحاء عبد الهادي
إصدار مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث والتوثيق

تمثل الذاكرة الوعاء الحاضن لهوية الأمة، فبدونها يُزور التاريخ ويُمحى، وتُقلب الحقائق، وتُباد ثقافة الشعوب. ومن هنا تنبع أهمية سرد الرواية الشفوية.

والرواية الشفوية هي نقل أحداث الماضي اعتماداً ما يتداوله أبناء المجتمع من قصص شفوي غير مدوَّن. وقد يصب التاريخ الشفوي في أكثر من قالب. من هذه القوالب، الأغاني الفولكلورية،والشعر الدارج، والزجل. ويرى البعض أن التاريخ الشفوي مقابل للتاريخ المدَّون، حيث يصب هذا الأخير في قالب الوثائق الرسمية. ولذلك فإن التاريخ الرسمي المدوَّن غالباً ما يكون مجحفاً لبعض فئات المجتمع المهمشة لا سيما النساء. وسبب إجحافه هذا ناتج عن تركيز مثل هذه القراءة على رواية التاريخ الرسمى فقط حيث ينصب جل اهتمام هذه القراءة على آراء وأعمال الجهات السلطوية. فغابت نتيجة لذلك أصوات فئات عديدة مثل النساء، وأهل الريف، وأهل البادية، وأهل الحرف التقليدية. ومن الملاحظ أن أهم ما يجمع هذه الفئات هو أنها مهمشة من المعرفة، والثقافة العالية، والسلطة. ولكون المرأة - ولا سيما الريفية- هي الأقل حظاً فى الحصول على التعليم الرسمي، وبالتالي الأقل وصولاً إلى مراكز السلطة والقرار، فلطالما هُمشت أدواها ورواياتها من التاريخ الرسمي المدوَّن. هذا وعلى الرغم من أن المرأة هى المحضن الأساسي لذاكرة الأمة. فلطالما لعبت جداتنا دوراً مركزياً فى نقل تراث أمتنا من قيم وتقاليد وعبر. ومن هنا تنبع أهمية إلقاء الضوء على الرواية الشفوية للنساء، فبدونها لا يُمكن للشعب الفلسطيني أن يتصدى لمحاولات طمس هويته وتهويده، بل بدونها لا مجال للتصدي للروايات الصهوينية ودعواتها المُغرضة.

تلعب رواية المرأة دوراً مركزياً فى التاريخ الشفوي. وذلك لكون المرأة مرابطة على ثغر الذاكرة الجماعية، تصونها وتحفظها من التشويه والمحو والضياع. وهنا تكمن أهمية هذا الكتاب الذي يقدم للمهتمين بدراسة التاريخ الفلسطيني، إعادة قراءة للتاريخ الخاص بفترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، تلك الحقبة الهامة جداً من تاريخ القضية الفلسطينية.

إن الدراسات التى تناولت مساهمات المرأة الفلسطينية في تلك الحقبة نادرة وشحيحة. كما ويحاول هذا العمل أن يقدم قراءةً مغايرةً لتلك التى كانت سائدة فى الدراسات القليلة التى تناولت اسهامات المرأة الفلسطينية، والتي قدمت صوراً نمطية لها، ولاسيما المرأة الريفية، والتى لم تحظ بما حظت به المرأة المدنية من اهتمام فى التاريخ الرسمي المدوَّن.

ينقسم هذا العمل الضخم والذى يقارب الألف صفحة، إلى مجلدين : الأول يبحث عن أدور المرأة الفلسطينية فى الثلاثينات، والثانى عن مساهماتها فى الاربعينيات. ثم ينقسم كل مجلد بدوره إلى بابين : الأول نظري والثانى يضم روايات وشهادات النساء الفلسطينيات. ولا يظن القارئ هنا أن البابين منفصلين، فلقد جاء الكتاب مترابطاً متكاملا يرتبط أوله بأخره. ففى الباب الأول التنظيرى، يتم توظيف الروايات بل إخضاعها لمقاربة تحليلية تفكيكية.

تحاول الباحثة في هذا العمل الموسوعي جاهدة أن تنبش ذاكرة النساء الفلسطينيات لتقرأ صوتهن الخفي، وذلك عن طريق الاسهاب فى التدقيق والتوصيف، بل وقراءة، وتدوين لكل ما يطرأ عند الحديث مع هؤلاء النسوة من لغة للجسد وانفعالاته. ولعل أحد أهم الإيجابيات البارزة لهذا العمل الموسوعي هو قدرته على الشفافية وسبر أعماق المجتمع الفلسطيني، مما جعله ينجح في تقديم مرآة لواقع المجتمع الفلسطيني تعكس كل أطيافه. فلقد دوَّن هذا العمل روايات الفلسطينيات حسب لهجاتهن، ولكناتهن الخاصة، مما يُمكن القارىء أن يتذوق كل لهجة ولكنة فيتلمس آثار القيم والعادات لمدن وقرى أرض فلسطين المباركة.

يأخذ هذا العمل الموسوعي الحافل بالروايات النسائية الشفوية القارىء في رحلة أنثروبولوجية ليبحر في التراث الفلسطيني، فيخوض بحر الحياة الريفية المعروفة ببساطتها الفطرية والزاخرة بقيم الإيمان والتكافل تارة، ثم يخوض بحر الحياة المدنية الحافلة بالنشاطات السياسية والعلمية والأدبية تارة أخرى. فتضىء هذه الرحلة مناطق في ذاكرته لطالما هُمشت ودُفنت، وتوقظ في نفسه حنيناً وشوقاً لهذه الأرض المباركة.

أما عن المنظار الذى اعتمدته هذه الدراسة التاريخية فهو المنظارالنسوي. فكما ترى الباحثة فيحاء عبد الهادى: "إنه المنظار النسوي المنهج البحثي الذى يُتيح حرية ومرونة للباحثات والراويات معا، حيث المعرفة الأعمق بنفسية النساء، وحيث تفكيك القيم السائدة، التى لا تعتبر تجارب النساء مكونا أساساً فى صناعة التاريخ". فهذه الدراسة تفترض أن المرأة هى خير من يفهم المرأة، وبالتالى هى خير من يسرد ويدون الرواية النسائية الشفوية. ومن ثمَّ ، فمن خلال هذا البحث المستفيض والذى امتد ليستغرق سنوات طوال من تسجيل وتدوين لروايات شفوية جلها للنساء الفلسطينيات ممن عاصرن أو سمعن عن تلك الحقبة المبكرة من التاريخ الحديث لفلسطين، جاء هذا الكتاب ليؤكد على الدور الهام الذى لعبتة المرأة فى التاريخ الفلسطيني.

فلقد ساهمت المرأة الفلسطينية مع الرجل فى جميع قطاعات الكفاح ضد المحتل الصهيوني الغاصب. وما استشهاد فاطمة غزال فى إحدى المعارك التى دارت بين الجنود البريطانيين والثوار الفلسطينيين إبَّان ثورة 1936، إلا شاهداً على أن المرأة الفلسطينية قد قدمت أكبر التضحيات. كما أن قصة فلاحي قرية البروة فى فلسطين، ستظل منقوشة فى الذاكرة الفلسطينية لتشهد على شجاعة وبسالة رجالها ونسائها. فالروايات الشفوية تحكي عن بطولة ما يزيد عن مائتي رجل وامراة تصدوا وتكاتفوا للجهاد ضد القوة الصهوينية الغاصبة مما دفع بهولاء المغتصبين للخروج والانسحاب خارج هذه القرية. وهذا مثال رائع على مشاركة المرأة الفلسطينية الرجل فى جميع الادوار السياسية والاجتماعية كافة. فقد كشفت هذه الروايات عن الدور العظيم الذى لعبته النساء الفلسطينيات فى نضالهن ضد العدوان الغاشم على وطنهن. فقد قامت الفلسطينيات بإسهامات عديدة، مثل إيواء الثوار، وتهريب السلاح، ومراقبة الطرق، ونقل الرسائل، وضرب الحجارة على المحتل الغضب، وتقديم الاسعافات الأولية للمقاتلين الجرحى. بل إن بعض الروايات تحكي كيف أن النساء كن يحملن السلاح. فقد كشفت الروايات عن اهتمام كبير ووعي لدى رجال الثورة لاسيما فى الريف على تدريب بناتهم وزوجاتهم على حمل السلاح، وذلك لتتمكن المرأة من القيام بالكثير من المهمات الليلية الصعبة لمعاونة رجال الثورة. كما تحكي العديد من الروايات عن نساء من قرى عدة ، وعلى وجه التحديد قرية الطيبة قرب طولكرم، حملن البنادق والبارود جنباً إلى جنب مع الرجال.

ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى تلك التجربة التى أغفلها التاريخ الرسمي الفلسطيني المدوَّن ، والتى أبرزتها الروايات الشفوية للنساء الفلسطينات، وهى ماعُرف بـ " رفيقات القسام" ، وهى عبارة عن مجموعةٍ من النساء شاركن أبناء شعب فلسطين في الثورة العربية الكبرى 1936والتي تمخضت عن مرحلة جهاد القساميين. ويأتى إغفال هذه التجربة الفريدة لمشاركة المرأة الريفية السياسية في مقابل إهتمام التاريخ المدوَّن بمشاركة المرأة المدنية البارزة، والتى أخذت شكل المشاركة فى المؤتمرات السياسية العربية التى عُقدت فى الثلاثينات من القرن العشرين، وإنشاء الجمعيات الأهلية ، والاتحادات النسائية.

فمن خلال شهادة الراوية ميمنة عز الدين القسام، يطلع القارئ على مشاركة المرأة الفلسطينية فى المؤتمرات العربية. فقد شاركت هذه الراوية فى المؤتمر الذى عُقد فى تشرين الأول عام 1938 بالقاهرة ممثلةً الوفد الفلسطيني ، كما أشارت إلى علاقتها بهدى شعراوي الناشطة النسائية المصرية المعروفة.

كما إستفاضت الباحثة فى الحديث عن دور النساء الفلسطينيات فى إنشاء مؤسسات خيرية. فقد سردت الروايات تفاصيل نشاط "زهرة الأقحوان" والذى بدأ فيما يشبه النادي الاجتماعي وتطور ليشكل نواة عمل عسكري منظم. فمن خلال شهادة الراوية مهيبة خور والتى عاصرت تأسيس الجمعية ، يلاحظ القارئ كيف تطورت هذه الجمعية ذات الطابع النسائي البحت، حيث كانت تشتغل فقط بالأعمال الخيرية مثل تقديم مساعدات عينية للطلبة الفقراء، إلى أن تحولت إلى عمل عسكري منظم مذ وقوع حادثة قُتل فيها طفل فلسطيني بري أمام جميع المشتغلات بالجمعية.

ختاماً، إذا كان لنا أن نعيد استجماع أبرز الخيوط التى التقطناها خلال عرضنا لهذا الكتاب، فإن الخيط الأول يشير إلى أن هو أن المرأة الفلسطينية قد لعبت دوراً فعّالاً فى مسيرة الكفاح الوطنى فى جميع الدوائرالاجتماعية والاقتصادية والسياسية منها. أما الخيط الثانى فهو أن هذه الروايات الشفوية قد كشفت عن الدور المحوري الذى لعبته المرأة الريفية والتى طالما أغفلها التاريخ الرسمي المدوَّن. أما الخيط الثالث فهو أهمية الرواية الشفوية للمرأة الفلسطينية. وبالتالي أهمية استنطاق صدور النساء الفلسطينيات وتدوين تجاربهن وتوثيقها ضمن إطار مشروع للدفاع عن ذاكرة الأمة وتراثها. أما الخيط الأخير هو أن تدوين الرواية الشفوية للمرأة الفلسطينية يشكل مادةً ضخمة لمشروع حفظ ذاكرة الأمة وحقائق تاريخها من خضوع الشعب الفلسطيني لإبادة جماعية، رجالاً ونساءً وأطفالاً من قبل العدوان الصهيوني الغاشم. فما أحوجنا إلى شهادات وروايات تاريخية إنسانية تكشف عما تعرض له هذه الشعب من تنكيل وإبادة جماعية، لإعادة قراءة تاريخه، وإرجاع حقه المغتصب. فحتى لا يؤول مصير الشعب الفلسطيني إلى ما آلت إليه حضارات اليانكي فى أمريكا الشمالية من إبادة ثقافية ومحو لتاريخهم ، لابد من توثيق الرواية الشفوية لإنشاء مشروعٍ متكاملٍ يتضمن مادة حياتية وتفصيلية للثقافة والتاريخ الفلسطينيين، يكون وعاءً حاضناً للذاكرة الفلسطينية. [/align]
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg أدوار المرأة الفلسطينية في الاربعينات.jpg‏ (27.0 كيلوبايت, المشاهدات 2)
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
1930, أدوار, المرأة, الشفوي:, الفلسطينية, تاريخ, عامي, فلسطين, و1940, وحضورها


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غالب الغول / فلسطين تاريخ مصور غالب احمد الغول الدراسات 22 13 / 12 / 2017 27 : 09 AM
وثيقة: أسماء الشهداء من قبيلة غامد في حرب فلسطين عام 1948م مازن شما وثائق و صور 2 04 / 05 / 2014 30 : 10 PM
الأسئلة المعتمدة المساعدة في مقابلات التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية. مازن شما شهادات المنكوبين 4 15 / 11 / 2012 10 : 03 PM
تاريخ فلسطين ....وحول بيت المقدس عبد المنعم محمد خير إسبير القدس في ألمٍ وليلٍ داج 16 29 / 04 / 2010 40 : 10 AM
مقابلات التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية/ صوت وصورة مازن شما تاريخ و تأريخ 1 19 / 02 / 2010 50 : 08 PM


الساعة الآن 22 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|