[align=justify]
قال تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً) - آل عمران: 145 -وقال تعالى: (ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) - الأعراف: 34 -
وفي حديث أنس بن مالك الحضرمي، الصحيح، خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخر من مات بالبصرة من الصحابة سنة 91 هـ ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أحب أن يُبْسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه (صحيح البخاري كتاب الأدب 5986، صحيح مسلم كتاب البر والصلة 2557 )، والنسء: هو التأخير، يقال: نسأت الشيء نَسْأ وأنسأته إنساء، إذا أخرته. والنِّساء: الاسم، ويكون في العمر والدِّين. والأثر: الأجل، وسمي به، لأنه يتبع العمر.
وفي حديث سلمان الفارسي (ت: 36 هـ)، وإسناده صحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يردُّ القضاء إلاَّ الدعاء، ولا يزيد في العمر إلاَّ البر (سنن الترمذي كتاب القدر 2139، سنن ابن ماجة كتاب الفتن 4022، مسند ابن حنبل 5 / 280، صحيح ابن حبان 3 / 153 ).
فظاهر الآيتين تقرران أن لكل نفس أجلاً محدوداً، لا يتقدم ولا يتأخر؛ وأن عمر كل إنسان له أمد لا يتعداه.
وظاهر الحديثين يؤكدان أن البر والصلة يزيدان في الأعمار. وهذا يوهم أنه خلاف الآيتين. والحقيقة أن الزيادة في الأعمار هي على الحقيقة، والزيادة هي بالنسبة لعلم المَلَك الموكل بالعمر. وأمَّا ما ورد في القرآن فهو بالنسبة لعلم الله تعالى. فالتأخير في
أثره المكتوب في صحف الملائكة، وأمَّا أثره المعلوم عند الله تعالى فلا تقديم فيه ولا تأخير. فالله عالم بما كان وما يكون وما لم يكن لو كان، يعلم ما كتب وما يزيد بعد ذلك، والملائكة لا علم لهم إلاَّ ما علمهم الله. فالمحو والإثبات في صحف الملائكة، وأمَّا علم الله فلا يختلف ولا محو فيه ولا إثبات.
[/align][align=justify][/align]