[ميساء البشيتي]

لقاء الخريف





يتبع

[ميساء البشيتي]

لقاء الخريف
(1)
أتى الخريف في موعده , كنت في انتظاره , أنا , وقهوته المعتادة , وبعض جرائد الصباح المنثورة بعشوائية على مائدة اللقاء .
حيَّاني الخريف وفي عينيه ألف سؤال , وأكثر من نظرة عتاب : لماذا لم يخرجوا لاستقبالي ؟
أجبت بنبرة منخفضة تحاول جهدها أن ترتفع قليلاً , وكأنها لم تصفع بالسؤال , وبنظرات العتاب : أتيت أنا , ألا يكفي حضوري يا خريف , وتابعتُ قبل أن يكرر على مسامعي نفس السؤال , قلت بنبرة فيها حسُّ المزاح : أنتَ يا خريف تعلم جيداً أنك حين تأتي تمتد الأرض طولاً وعرضاً حتى تكاد ترى كل شيءٍ أصبح أرضاً , وترتفع السماء قليلاً , قليلاً , حتى أنك تظن أن السماء قد رفعت يدَّها عن الأرض , وأعلنت تخلِّيها الكامل عنها للخريف , وتسليمها إليه تسليم اليد !
وحين لمحتُ في عينيه بعض الاهتمام أدركت أنني في المسار الصحيح فأتممت : والدراسة فتحت أبوابها من جديد فاحتضنت أبناءها , وأخذتهم بين ذراعيها , وأنتَ يا خريف تعلم كل العلم أنَّ أبناءها هم من يهبُّون عادة لاستقبالك , وتزيين الشوارع , والمنصات , وفرد المساحات الحمراء والخضراء , وإطلاق البالونات الملونة في الهواء , وكل ما يتبع من طقوس الاحتفالات .
يبدو أن الجزء الأخير من إجابتي لم يرق للخريف فهزَّ رأسه دون اكتراث , ثم نظر في عينيَّ , وأردف متسائلاً .. وبقية القوم أينهم ؟

[د. رجاء بنحيدا]

ها قد عاد الخريف فأشعل فتيل التساؤل والبوح الميسائي الراقي
دمتِ غاليتي متألقة متميزة
مودتي وودي

[ميساء البشيتي]

نعم غاليتي د. رجاء جاء الخريف وجاء البوح
الكتابة تحتاج إلى أوقات ندية لتنتعش
والخريف بداية العطاء بإذن الله
بورك هذا الحضور المنعش غالية
تسلمي

[ميساء البشيتي]

لقاء الخريف

(2)

تلعثمت , ولم أدرِ بمَ أجبه ؟
هل أقول له أن قومي لا يحبُّون الخريف .. بل ويشعرون أنه كارثة ثلاثية الأبعاد !
هل أقول له أن النساء في قبيلتي تختفي من وجه الخريف كما تختفي من وجه الشيطان , متشائمة من حضوره الذي ينذرها وربما يهددها بكهولة مبكرة !
وأن أسياد القوم لا يحبذون مخالطة الخريف كثيراً , والخوض معه في أحاديثٍ لا تروق لهم على بال , لأنهم يستشعرون أن الخريف يقصف أجل أحلامهم , ويبدد الكثير من آمالهم مع عواصفه التي تهبُّ دونما سابق إنذار أو ميعاد .
هل أخبره أن قومي جميعهم من الكبير إلى الصغير صرَّحوا لي , وشددوا , على أن ألتقي الخريف على مائدة بعيدة عن حدائقهم , لا يريدون أن يعكروا صفاء أعينهم بأوراق الأشجار الأيلة للتساقط وهي تهبط صفراء , مهترئة , ساكنة , مستسلمة ليد الغدر ..
يد الخريف .
قاطعني فجأة .. أخرجني من صمتي وذهولي : أما زال قومك من أنصار الربيع .. أما يزالون يرفعون رايات الربيع , ويهللون لقدومه .. أما يزالون يثقون أن الربيع يهديَّهم الورود الحمراء , وقصائد الغزل ؟
الربيع يا صديقتي غدر بهم , وهم ما يزالون على العهد والولاء له , ويتنكرون لي , ويصفونني بأنني أنا ذلك السفاح , مصاص الدماء , " الدراكولا " ! وأنا الذي شاهدت بأمِّ عيني أنهار الدماء تسيل من ربيع إلى آخر , حتى أن الشمس اشتكتهم إليَّ في آخر لقاء .. الشمس اشتكت بطش الربيع وتجبره .. وقالت بالحرف الواحد : الربيع تطاول جداً على بني البشر , قصف أعمار أزهارهم قبل أن تتفتح في حدائق العين , و كان شحيحاً في كل شيء .. إلا في آبار الدمار , فلقد حفر بئراً في حديقة كل بيت .
سكتُّ .. لم أعرف بماذا أجبه .. فاجئني بكل ما يعرفه , وأكاد أن أخفيه , وغير مجرى الحديث الذي كنت قد أعددته له .

[Arouba Shankan]

الغالية ميساء ما شاء الله عليك ، بإبداعك نبحر معك وبك كل الفصول .
دمت ودام لنا حضورك المميز . تحياتي

يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا هلا
يا هلا بفتيحة الدرابي
أشرقت أنوارك الغالية
شكرا على الحضور الحلو
تسلمي يا صديقتي الغالية

اتى الخريف و تهاطلت التعابير و الكلمات و ملئ القلب بالاحاسيس و المشاعر
غابت الشمس فاشرقت عليه بنوري و اضأت حياته و رافقته في ظلماته جعلت كل لحظاته فرح و ضحكنا و تعبنا من المرح
و تساقطت علينا اوراق الشجر و ملأنا الهوى بشعر الغزل

اقتباس  عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ] المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الين شاع اتى الخريف و تهاطلت التعابير و الكلمات و ملئ القلب بالاحاسيس و المشاعر غابت الشمس فاشرقت عليه بنوري و اضأت حياته و رافقته في ظلماته جعلت كل لحظاته فرح و ضحكنا و تعبنا من المرح و تساقطت علينا اوراق الشجر و ملأنا الهوى بشعر الغزل

إبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــداع
دومي إلين

خريف غضب يومي، نصحو على أوجاع الأرض، وننأى عن الحزن بالإنزواء لزوايا أحلامنا
هُنا جُرح مفتوح، وهُناك في وطني جراح، فيروزوهي تصدح عيني عليك يادمشق فمنك ينهمر الصباح
وماحدا يعرف بمطرخنا غير السما وورق تشرين، صارت مطارحنا هياكل انتظارات
تنوح على ماض كان هادئ الملامح، تشرين هادئ المقاعد
عصفت رياح الغدر بنا
وهاجت عواصف تشرين غضبا
يا كُل هذي الأوجاع،، يا رفقة الناي الحزين
ننتظر صباح سلمي، لا طائرات في سمائة، ولا خيانات
مع التحية

[ميساء البشيتي]

المشاركة التالية من الغالية فتيحة الدرابي


الغالية ميساء ما شاء الله عليك ، بإبداعك نبحر معك وبك كل الفصول .
دمت ودام لنا حضورك المميز . تحياتي

الرد على صديقتي فتيحة
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا هلا
يا هلا بفتيحة الدرابي
أشرقت أنوارك الغالية
شكرا على الحضور الحلو
تسلمي يا صديقتي الغالية

[ميساء البشيتي]

المشاركة التالية من الغالية إلين شاع


اتى الخريف و تهاطلت التعابير و الكلمات و ملئ القلب بالاحاسيس و المشاعر
غابت الشمس فاشرقت عليه بنوري و اضأت حياته و رافقته في ظلماته جعلت كل لحظاته فرح و ضحكنا و تعبنا من المرح
و تساقطت علينا اوراق الشجر و ملأنا الهوى بشعر الغزل

ردي على صديقتي إلين

إبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــداع
دومي إلين

[ميساء البشيتي]

خريف غضب يومي، نصحو على أوجاع الأرض، وننأى عن الحزن بالإنزواء لزوايا أحلامنا
هُنا جُرح مفتوح، وهُناك في وطني جراح، فيروزوهي تصدح عيني عليك يادمشق فمنك ينهمر الصباح
وماحدا يعرف بمطرخنا غير السما وورق تشرين، صارت مطارحنا هياكل انتظارات
تنوح على ماض كان هادئ الملامح، تشرين هادئ المقاعد
عصفت رياح الغدر بنا
وهاجت عواصف تشرين غضبا
يا كُل هذي الأوجاع،، يا رفقة الناي الحزين
ننتظر صباح سلمي، لا طائرات في سمائة، ولا خيانات
مع التحية

من أيلول لتشرين يا عروبة ومسلسل الظلم مستمر ولم يتوقف
ندعو الله بالفرج والرحمة للجميع
بورك هذا الحضور

[ميساء البشيتي]

(3)

نظر إليَّ بحنان مفاجىء وقال : أنتِ لا ذنبَ لك .. أنتِ يا صديقتي بلا أدنى شكٍ تكفين .. حضورك الملائكي يكفي .. ورود استقبالك تكفي .. رحيق كلامك يكفي .. كل شيء منك يكفي ويكفي .. فتعالي إليَّ .. دعينا نشرب أحاديث القهوة معاً .. ثم أقرأ من بعدها عينيك .
تنفست الصعداء أنني خرجت من هذا المأزق بسلام , على الرغم من أنني كنت أثق برجاحة عقل الخريف , وسعة صدره , وأنه لن يقف عند مسائل بسيطة , ويترك حضوري الأكثر أهمية يمرُّ دون أن يقبِّله من بين عينيه , ويتصفح عناوين الأخبار من مقلتيه , ويسمع أعذب الألحان من بين شفتيه , ويغني ملء صوته كما اعتاد في كل خريف على موائد اللقاء .
بدأت مشوار التذمر والشكوى , ألقيت برأسي على صدره , وأغرقته بدموع اختلط فيها الصدق مع الكذب !
الخريف وحده من يسمح لي بالكذب أحياناً , كي أبوح له بكل ما يعتمل في قلبي من عواصف , وبراكين ثائرة , وينتزع هو بمهارة الحاوي الحروف الملتوية كما تُنتزع من العجينة الشعرة ,
دون أن أشعر أنا , أو يشعرني هو كم بُحت إليه بحديثٍ كذب !
قلتُ , كما كل خريف أقول , وأتذمر , وأطيل في الشكوى , وحيدة أنا , هجرني قومي , وهجرتهم , وأنني أمضيت الوقت , أعدُّ الساعات بانتظار أن يلوح إليَّ الخريف بيده , وها قد أتيت قبل الوقتِ بوقتٍ طويل لأنمق الجلسة , وأنني وضعت له ركوة القهوة قبل الفجر بدهر , لكنَّه البرد آخذ معه كل أبخرة القهوة , وأنني أرسمه كل صباح في دفتر الرسم , وأعرض لوحاتي على المارة , لكنهم يمرُّون عنها كأنها غير مرئية لهم , أوكأنني أنا التي لا أرى .
قلت كثيراً .. كثيراً .. وكان الخريف يصغي إليَّ مستمعاً .. لا يقاطع حديثي أبداً .. لكنَّه كان يخرج منديله بين الفينة والأخرى ليمسح الدمع المنكسب بغزارة المطر , قبل أن يخربش الكحل معالم وجهي , فأبدو كلوحة تاهت فيها ريشة رسام فلم تعد تدري أهيَّ أرض أم بقايا حطب ؟