إِلَى الصَّدَفَيْنِ الشَّاعِرَيْنِ أُهْدِي نَبْضَ قَلْبٍ أَسْلَافِيٍّ مُنْهَكٍ يَنْتَظِرُ خَلَاصَ أَزْمِنَةِ الْخِصْبِ الْمَطِيرَةِ الْخَضْرَاء.
 
 (((هُدْهُدُ الثَّلْجَيْن)))
 
 إِلَى َبْدِئِنَا الْمُمْتَدِّ صَرْحًا مُمَرَّدَا**أَبُثُّ إِلَى طَاهَاتَ قَلْبًا مُعَمَّدَا 
 أَبُثُّ إِلَى قِدِّيسَتِي سِرَّ عَاشِقٍ**إَذَا آنَسَتْ أَهْدَابُهَا الشَّوْقَ هُدْهُدَا
 تَغِيبِينَ عَنِّي مُنْذُ آبَادِ حِقْبَةٍ**وَلَا هَمْسَ مِنْ فِرْدَوْسِهَا الْآنَ هَدْهَدَا
 فَهَلْ أَذْبَحَنْ حَرْفِي إِذَا عَادَ فَارِغًا**وَهَلْ يَمْلَأَنْ قَلْبِي يَقِينًا لِأَسْعَدَا؟
 إِذَا هُدْهُدُ الثَّلْجَيْنِ غَابَ أَمِيرَتِي**وَلَا طَيْفَ مِنْ أَخْبَارِعَيْنَيْكِ رَاوَدَا
 إِذًا غَلِّقِي بَابَ الْمُحِبِّينَ دُونَنَا**وَهِيتِي لِحُزْنِ الْبَدْءِ مَا الطُّهْرُ أَوْصَدَا
 وَقُدِّي قَمِيصَ الْقَلْبِ عَرِّي سَرِيرَتِي**وَهُزِّي بِمَهْدِي الْعِشْقَ هَزًّا مُهَدْهِدَا
 أَعِيدِي لِتِينِيسَا عَذَابَاتِ نَارِنَا**لِآنَسَ جَمْرًا مِلْءَ ثَلْجَيْكِ زُمْرِدَا
 أُعَلِّقُ نِيرَانَ الْمَجُوسِ تَمِيمَةً**لِأَحْضُنَ فِي أَهْدَابِكِ الشَّوْقَ مُؤْصَدَا
 وَأَنْزِلُ تِيتَ الْغَيْبِ بَعْدَ نُبُوءَةٍ**وَعَيْنَاكِ تُهْدِي الْعَابِرِينَ زُمُرُّدَا
 أُدَاعِبُ شَعْرًا فَاتِنَ اللَّوْنِ نَاعِمًا**وَخَدَّاكِ مِنْ مَاءِ الْحَيَاءِ تَوَرَّدَا
 تَعَالَيْ لِأَحْضَانِي احْضِنِي الْبَدْءَ فِي دَمِي**وَضُمِّي شَتَاتًا سَافِرَ التِّيهِ شُرِّدَا
 أَنَا سَيِّدُ الْأَسْفَارِ فِي غَيْبِ رِحْلَةٍ**وَقَلْبُكِ عَنْ لَيْلِ الْغِوَايَاتِ أُوصِدَا
 وَهَيَّا افْتَحِي سِرِّي وَلُغْزَ غِوَايَتِي**فَمَازَالَ غَيْبِي قَابَ عَيْنَيْكِ مُوصَدَا
 لِآمُودَ أَرْوِي قِصَّةَ التِّيهِ شَاعِرًا**لِيَخْلُدَ فِي أَبْعَادِهَا مُتَمَرِّدَا
 لِأُتْسِي هَدِيرُ الرِّيحِ فِي الْبِيدِ ثَوْرَةً**سَيَعْزِفُهَا الْإِمْـﮋَادُ لَحْنًا مُخَلَّدَا
 وَيَسْكُبُ أَمْنُوكَالَ مِنْ جَرَّةِ الْمَدَى**لِأَرْشُفَهُ نَخْبًا مِنَ الْبَدْءِ عُمِّدَا
 أَعَرْشُكِ يَا بِلْقِيسُ فِي الرُّوحِ هَكَذَا**أَجِيبِي عَلَى صَدْرِي إِذَا الْهَمْسُ مَهَّدَا
 وَلَا تَكْشِفِي السَّاقَيْنِ لَا لَسْتُ لُجَّةً**وَلَكِنَّنِي صَرْحٌ مِنَ الْحُبِّ مُرِّدَا
 كَأَنَّهُ هُو يَا أَنْتَ لَوْلَاكَ لَمْ أَكُنْ**لِأَكْشِفَ عَنْ حُبِّي لَدَيْكَ لِتَسْعَدَا
 أُنَادِيكِ هَيَّا سُدْفَةُ الْغَيْبِ أَسْدَلَتْ**رُكَامَ سَحَابٍ مُبْرِقَ الشَّوْقِ مُرْعِدَا
 آدَاسِينُ هَيَّا وَاعْزِفِي الْحُبَّ إِنَّنِي**تَبَوَّأْتُ مِنْ فِرْدَوْسِهَا الْحُلْمِ مَقْعَدَا
 مَكَانًا سِوًى فِي يَوْمِ زِينَةِ تِيهِنَا**ضَرَبْتُ إِلَى أَهْدَابِهَا الشُّقْرِ مَوْعِدَا
 لِأَرْشُفَ سِحْرًا مِنْ جِرَارِ شِفَاهِهَا**وَهَارُوتُ فِي أَنْخَابِهَا قَدْ تَرَصَّدَا
 سَتَكْتَحِلُ الشَّقْرَاءُ مِلْءَ نُبُوءَتِي**لِأَسْرِيَ فِي أَهْدَابِهَا الشُّقْرِ إِثْمِدَا
 أُغَازِلُهَا طُهْرًا وَلَا شَيْءَ بَيْنَنَا **سِوَى عِفَّةِ الْإِمْـﮋَادِ ذَابَتْ تَنَهُّدَا
 أَذِيبِي عُصُورَ الصَّمْتِ قَابَ جَلِيدِنَا**وَذُوبِي عَلَى أَنْهَارِهَا الْبِيضِ سَرْمَدَا
 أَضِيفِي لِأَفْرُودِيتَ لَوْنَ طَهَارَةٍ**وَهَا يَاسَمِينُ الْمَوْجِ  قَدْ هَاجَ مُزْبِدَا
 أَيَا سَيِّدَ الْأَلْحَانِ سِرْهُو تَرَكْتَنِي **وَحِيدًا عَلَى أَمْوَاجِهَا الْخُضْرِ مُجْهَدَا
 يُجَدِّفُ فِي تَيَّارِهَا الْقَلْبُ يَائِسًا**لِيَغْرَقَ فِي أَعْمَاقِهَا حِينَ أَزْبَدَا
 يَلُفُّ بَيَاضُ الْيَاسَمِينِ كُهُولَتِي**يُشَرْنِقُنِي فِي غَيْهَبِ الْهُدْبِ مُفْرَدَا
 سَأَحْرِقُ أَوْتَارِي عَلَى تَلَّةٍ رَبَتْ**وَأَعْزِفُهَا حَتَّى الرَّمَادِ إِلَى الْمَدَى
 أُشَيِّعُ أَنْغَامِي وَسِرَّ فَجِيعَتِي**وَبَعْضَ صَدًى مِنْ غَيْهَبِ الْبِيدِ رُدِّدَا
 أُقُدِّرُ فِي السَّرْدِ الْمَتِينِ وَلَمْ أَزَلْ**أُصَارِعُ هُدْبًا أَشْقَرَ الْغِمْدِ جُرِّدَا
 فَهَلْ سَابِغَاتُ الصَّبْرِ يُوقِفْنَ فِتْنَةً **وَهَلْ يَقِيَنْ قَلْبِي الْمِجَنَّ الْمُسَرَّدَا؟
 أَجَلْ طَعَنَتْنِي هَمْسَةُ الشَّوْقِ طَعْنَةً**أَلَذَّ مِنَ السَّلْوَى مَتَى الْهُدْبُ سَدَّدَا
 وَعُدْتُ إِلَى خِصْبِ الْمَوَاسِمِ عَاشِقًا**يَسِيرُ إِلَى أَحْلَامِهَا مُذْ تَجَدَّدَا
 أُرَاوِدُ جَنَّاتٍ إذَا التِّيهُ هَزَّنِي**لِتَنْثُرَ مِنْ فِرْدَوْسِهَا الْحُبَّ سَرْمَدَا
 لِتَنْثُرَهُ فِي مَهْمَهِ الْبِيدِ نَاصِعًا**وَمِنْ يَاسَمِينِ الْجَنَّتَيْنِ تَوَدُّدَا
 سَتَعْزِفُنِي دَاسِينُ سِرَّ نُبُوءَةٍ**وَيُنْشِدُنِي سِرْهُو مَدَى الْبَدْءِ مَحْتِدَا
 يُدَوْزِنُ يَازَاتِ الْخَفَاءِ حَزِينَةً**وَيَسْدَرُ فِي رُشْدِ الْغِوَايَاتِ مُنْشِدَا
 يُغَنِّي رُجُوعَ الزُّرْقِ مِنْ غَيْبِ ثَوْرَةٍ**وَمِنْ سِرِّ أَقْ مَسْطَانَ لَحْنِي تَرَدَّدَا
 وَمِنْ ثَوْرَتِي الْكُبْرَى يَهُوسُ نَشِيدُنَا**زَئِيرًا إِلَى الْأَحْرَارِ وَالْكَوْنُ رَدَّدَا
 سَأَسْلَخُ مِنْ لَيْلِي نَهَارَ نُبُوءَتِي**لِآنَسَ فِي أَسْرَارِهَا جِذْوَةَ الْهُدَى
 أُعَانِقُ قَطْزِينَاسَ مِلْءَ انْتِصَارِهِ**وَمِنْ رَحِمِ الْأَمْجَادِ عَادَ مُؤَيَّدَا
 نَثَرْتُ عَلَى أَكْتَافِهِ يَازَ أُمَّةٍ**مِنَ الْحَرْبِ صِيغَتْ فِي مَدَى الْبَأْسِ سُؤْدَدَا
 أَشُدُّ رِحَالَ الشَّوْقِ لِلْجَدِّ عَادَةً**إِلَى الْفَارِسِ الْغَوَّارِ أَمْنًا وَمَقْصِدَا
 إِلَى نَارِهَا الْعَذْرَاءِ يَمَّمْتُ وِجْهَتِي**لِآنَسَ نُورًا مِنْ هُدَى الثَّلْجِ مُرْشِدَا
 سَأَرْوِي عَلَى جَمْرٍ مِنَ الْهَمْسِ قِصَّتِي**عَلَى غُصَّةِ النَّايَاتِ حَرْفِي تَنَهَّدَا
 حَزِينٌ وَحُزْنِي مِنْ صَدَى النَّايِ مُوغِلًا**يَئِنُّ عَلَى أَهْدَابِهَا مُتَمَرِّدَا
 أُرَاوِدُهَا أَنْ تَسْقِيَ الْهُدْبَ مِنْ دَمِي**وَتُرْجِعَهُ مِلْءَ الدِّمَاءِ مُغَمَّدَا
 أَذِيبِي جَلِيدِي فِي مَوَاسِمِ حِقْبَتِي**أعِيدِي إِلَى أَنْهَارِنَا مَا تَجَمَّدَا 
 وَذُوبِي عَلَى صَدْرِي لِتُورِقَ جَنَّتِي**أَزِيحِي عَنِ الْقَلْبِ الْجَفَافَ الْمُؤَبَّدَا
 وَهُبِّي رُخَاءً مِنْ كُوَى الْبَدْءِ رَوْحُهَا**وَهُزِّي غُصُونَ الشَّوْقِ هَمْسًا تَمَدَّدَا
 وَمِيسِي دَلَالًا سَاحِرَ الْقَدِّ فَاتِنًا**وَمِلْءَ حَرِيرِ الْوُدِّ يَنْسَابُ أَمْلَدَا
 أُحَطِّمُ أَوْثَانًا مِنَ الشَّكِّ لَمْ أَزَلْ**أُحَطِّمُهَا فِي سُدْفَةِ الْبَدْءِ أَمْرَدَا
 وَوَاجَهْتُ نَارِي كَابْنِ آزَرَ فِي دَمِي**سَلَامًا وَبَرْدًا فِي رُؤَى الْغَيْبِ أَسْعَدَا
 سَآوِي إِلَى عَيْنَيْكِ رَاهِبَ حِقْبَةٍ**إِلَى شُقْرَةٍ أَهْدَتْ لِي الثَّلْجَ مَعْبَدَا
 رَمَيْتُ إِلَى بُعْدَيْكِ أَثْقَالَ رِحْلَةٍ**وَقَلْبًا مِنَ الْأَشْوَاقِ بِالْحُبِّ مُجْهَدَا
 عَلَى بَدْئِنَا الْمُمْتَدِّ رَاوَدْتُ هُدْبَهَا **إِلَى وَاحَةِ الثَّلْجَيْنِ أَرْسَلْتُ هُدْهُدَا
 ***
 عادل سلطاني ، بئر العاتر يوم الاثنين 29 جوان 2015.