المركز الثاني مع الإمتياز:
الأديبة الشابة الأستاذة لطيفة شلخون عن مقالتها:
الكفر الحلو
لطيفة شلخون
الحب نزاع الروحين في ذات واحدة، وزعزعة لثباتها بغية خلخلة توازن قاتل وإحلال حياة من ثورة بين روحين لا ثالث بينهما، ولذا تجد المصاب به لا يرجو دواء إلا في روحه الثانية، فكأن الدواء جعل في الداء، كسم الأفعى في بنيته سائل قاتل إذا أحسته شرايين الجسد أهلكته ولكنه دواء إذا حسن تحليله أبرأ.
وللحب درجات تعلو وتنزل بحسب حاجة المتحابين، فمنه ما يكون بالفطرة ومنها ما يكون مكتسبا، وهما أولى التصنيفات التي يمكن أن نصنف الحب لهما، فالحب بالفطرة، كأم حملت ابنها شهورا فأرضعته وتكلفت عناء رعايته وتحمل الدرك عليه، فلا تجدها تشكو شقى رعاية ولا تبغي وراء ملازمتها لطفلها إلا حبا، وهو بفطرته كما يقول مصطفى صادف الرافعي لا تجد وجها أحب إليه من وجه أمه، حتى إذا غابت عنه ملأ الفضاء صراخا، وهذا مما يستقي من الحب الأكبر، ولنا في هذا وقفة جليلة، أما النوع الثاني وهو الحب المكتسب، فيمكن تمثيله بروابط الصداقة الحقة والأخوة وغيرها؛ التي لا تبغي مصلحة ولا ترجو منفعة غير الحب وهذا الصنف ممن يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وهذا بدوره يرتوي من النبع الأكبر. ومما يصنف له الحب أيضا حب بين رفيقين ثم حب بين حبيبين، فحب الرفقة أدناه الصداقة وأعلاه رابطة المتصوفة مع الرفيق الروحي، وحب الحبيبين أهونه الألفة وأقساه الموت، والثقافة العربية حبلى بهذا. وكل تلك الأنواع وغيرها لا ترشف إلا من بئر واحد ووحيدة، لا تحرم أحدا عذوبتها إلا من حرم نفسه، ولا تبتغي كسبا ولا ربحا مقابلا لذلك؛ هو النوع الأكبر والنموذج الخالد الذي يظل المحب الحقيقي دوما في بحث عنه، فلا أحد أهل لتحصيله بالكامل، ولا أحد دونه ليمنعه بالكامل، فأنت تحياه بمقدار ما تعطيه وتسعد بقدر ما تطلبه، ولعمري أي نفس لا تطرب بحب كذاك، ولا تأنس بعذوبة العتاب والرضا منه.
ويسأل السائل أي حب هذا الذي تستقي منه القلوب جميعها حياتها، ويزيد النفوس تحيرا وهي في طلبه، وتسمو الأرواح به، وتضل بدونه، ويظل المتتبع لخطواته كهائم في أرخبيل عظيم لا ينظر من جمال ما حوله إلا ما يقر في قلبه من تمثل محبوبه هناك. إنه حب "وعجلت إليك ربي لترضى"، وعشق العدوية بين الجبال، وأنين حنين اللقاء عند الحلاج، وعشق التبريزي المتعال، وقلب درويش هائم في تسليم مطلق لذاته وروحه، فأنت لا ترى منه إلا دوائر سريعة فبطيئة فرجلا واقفا، وهو لا يكون حينها إلا قالبا منصاعا للحظة عشق مستنيرة، وأي قلب يذوق العشق الإلهي ولا ينصاع له؟.
وبغض الطرف عن اتفاقنا أو اختلافنا مع طقوس المتصوفة بدراويشهم ومريديهم، فما يهمنا من ذكرهم إلا لحظة كفرهم بالكل ما عدا المحبوب، وهذه أحلى ما يعيشه قلب محب، وأشد ما يشهده عاذل له، فأنت تراه في ضلال، لا يأمن لنفسه نفعا مع صاحب جاه، ولا يأنس لصحبة مال، لا يطلب سمعة، ولا يرتجي رضى أندية ولا مجالس، لا ينظر لك إلا بعيني محبوبه، وما يرضيه منك إلا ما يقربه منه، إن شئت أن تضفر منه بقلب أرهقك تملصا، وأفلت منك نفسك، فعلقت بينه وبين محبوبه، فلا تجد راحة بعدها إلا في زحامه، وبذاك تتحول من تعلق بذات بشرية إلى تعلق بخالق الذوات كلها، ولا يعود يرضيك قرب من كنت متعبا في تتبعه، ذلك أنك ظفرت بدورك بالحب الأكبر وكفرت بما سواه.
****
ملخص السيرة الذاتية:
لطيفة شلخون من مواليد 1991-01-30 الرشيدية - المغرب
(أستاذة متدربة - لغة عربية - بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، المنزه _ مكناس)
التكوين الدراسي:
· 30.06.2015 : شهادة الإجازة المهنية للتأهيل لمهن التدريس، تدريس اللغة العربية، المدرسة العليا للأساتذة، مكناس.
· 26.06.2013: شهادة البكالوريا، شعبة الآداب والعلوم الإنسانية، إعدادية مولاي رشيد ـ أحرار، الرشيدية.
· 27.07.2012:شهادة الإجازة في الدراسات العربية، تخصص أدب، الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية.
· 20.07.2011: شهادة الدراسات العامة، تخصص دراسات عربية، بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية.
· 04.07.2011: شهادة البكالوريا، شعبة الآداب والعلوم الإنسانية ـ أدب ، إعدادية مولاي رشيد ـ أحرارـ.
· 16.06.2009: شهادة البكالوريا، شعبة الآداب والعلوم الإنسانية، مسلك الأدب، مؤسسة ابن طاهر، الرشيدية.
التكوينات المهنية:
· 26.06.2015 إلى 15.07.2015 : تكوين في مجال علوم التربية، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الرشيدية.
· 23.03.2015 إلى 2.05.2015 : تدريب بمؤسسة التنمية للتعليم العمومي، وجه عروس، مكناس.
· 1.03.2014 إلى 7.03..2014 :تكوين في المعلوميات، تحت وصاية وزارة الشبابة والرياضة، Unicef et DELL.
· 01.05.2013 إلى 03.07.2013 :تكوينأساتذة التعليم الثانوي الإعداديوالثانوي التأهيلي، أكاديمية التدريس، anapec.
· 14.10.2012 إلى 14.01.2013 : تدريب بمدرسة ليلى للتعليم الخصوصي، قرب الحي الجامعي، الرشيدية.
أنشطة تكوينية:
· 26.06.2015 إلى 15.07.2015 : تكوين في مجال علوم التربية، الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الرشيدية.
· 23.03.2015 إلى 2.05.2015 : تدريب بمؤسسة التنمية للتعليم العمومي، وجه عروس، مكناس.
· 1.03.2014 إلى 7.03..2014 :تكوين في المعلوميات، تحت وصاية وزارة الشبابة والرياضة، Unicef et DELL.
· 01.05.2013 إلى 03.07.2013 :تكوينأساتذة التعليم الثانوي الإعداديوالثانوي التأهيلي، أكاديمية التدريس، anapec.
· 14.10.2012 إلى 14.01.2013 : تدريب بمدرسة ليلى للتعليم الخصوصي، قرب الحي الجامعي، الرشيدية.
****
ألف مبروك للأديبة الشابة الأستاذة لطيفة شلخون