[frame="10 98"][align=justify]
اشتملت قصة (العاشقان) للمفكر الأديب المبدع الدكتور الصواف على (39) فعلا ! منها ( 24) فعلا ماضيا (أحسّ (3) استراح ، راح ، همست ، اخضلت ، تَمَلَّكَتْ ، أرسل ، طرح ،ارتعشَتْ، تَأَوَّدَتْ، استسلم (2)، راح ، اختلط ، صارت ،تَتَامَّتْ ، اتحدَتْ ، طلعت،تَجَمَّعَ ، أعطى ، لبث ، لاحَ ) و ( 15) فعلا مضارعا (تلفحُ، تفوح ،ينبعثُ، يتسرب،أحبكِ(3) ، يزرع، يذوب (2)يتأمَّلون،يعلن ،ُيحِسُّ ،يرى ،يستطيع).. تكرّرت بعض الأفعال ، فالفعل (أحسّ) تكرّر (4) مرات والفعل (أحبّ) تكرّر (3) مرات والفعل (ذاب) تكرّر مرّتين ..والسرّ في كثرة الأفعال وتنوّعها وتكرار بعضها في (العاشقان) هو إعطاء الحدث /المشهد حياة وحركة ووجودا قويا وجمالا .. والفعل يدلّ على التغيّر والتنوّع والحركة !! فالحبّ انفعال وعاطفة وإحساس دفّاق قوي وعلاماته الدفء والحنان والعناق والقبلة والابتسامة والرغبة والاستسلام للنشوة ..وهذه المفردات كلّها حملتها هذه القصة برفق ووداعة فتوزّعت على أسطرها بحرفية كبيرة !
ويشدّك أكثر في (العاشقان) تفكيك الجسدين ثم جمع أعضائهما وتذويبها ليصيرا جسدا واحدا متناغما متّحدا تعلوه ابتسامة ورشّة دم/عطر !! وذلك بمفردات دالة بيّنة واضحة (أنفاسُهاـ وجهه ـ صدرها ـ خلاياه وعروقه ـ شفتاه ـ عيناه ، ذراعيه ـ دمَه..)
رغم أنّ السارد لم يصرّح بالزمان في أول القصة وأخفاه ببراعة ليصرح به وبذكاء في نهاية القصة حين قال( وحين طلعت شمس ذلك الصباح) !! فالقصة امتدّت على مسافة ليلة جمعت بين العاشقين الشهيد وأرضه ! حين أهداها أغلى ما يملك روحه ودمه ، وكانت النهاية بابتسامة وهي دليل على أنّ كلّا منهما نال ما أراد ، وعاد التراب إلى التراب..إلى أصله..وهذا قمّة الذوبان والامتزاج والتوحّد !
كما أنّي لاحظت قوة الحوار وإيجازه واقتصاره على الجملة الواحدة المتكرّرة (أحبّك) .. لأنّ حوار الجسدين (الارض وعاشقها) كان أدقّ وأعمق ، فهو حوار داخلي/خارجي/وجداني..فالمشهد الكلي في تناميه جاء موفّقا ..لوحة بخلفية شفيفة ..لم يعكّر صفوها وجمالها شخوص أخرى..لتأتي هذه الشخوص في نهاية المشهد كشاهد عاجز عن التفسير في خاتمة بليغة معبّرة (ثم ما لبث أنْ لاحَ للأعين المحدقة بهما أنهما يعلنان شيئاً واحداً، عميقاًجداً، ومؤثراً جداً، يُحِسُّه كلُّ مَن يراهما، ولكن أبداً لا يستطيع تفسيره...)
[/align][/frame]
رابط القصة : http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=30488