التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,824
عدد  مرات الظهور : 162,225,560

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > مدينة د. منذر أبو شعر
مدينة د. منذر أبو شعر خاصة بكتابات وإبداعات الدكتور منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 09 / 2021, 07 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

المُغُول Монголчууд


المُغُول: شعب قبلي من شمال شرق آسية، يقطن بشكل رئيس في الهضبة المنغولية، وانقسموا اليوم إلى: دولة منغوليا المستقلة (منغوليا الخارجية)، ومنطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم في الصين وجنوب روسيا، وفي أفغانستان (قبيلة الهزارة Hazara).
واسم المغول يطلق على كل من يتكلم اللغة المغولية بما فيهم قبيلة القلميقيون Хальмгуд (المغول الغربيين)، الموجودون في جمهورية قلميقيا үгд Найрамдах Халимаг Улс ذات الحكم الذاتي شمال القوقاز. وبعض قبائلهم ذابت مع الشعوب الصينية والتركية، مثل قبيلة النايمانНайман ، وقبيلة بارلاس Barlas (قبيلة تيمورلنك) التي دعمت جنكيز خان في حروبه، ثم ذابت وسط الأتراك، وصارت لغتها التركية، وكلتاهما في الأصل من شعب الكازاخ Қазақтар المغولي. وفي القوقاز مجموعة النوغاي Ногайцы ومجموعات مغولية أخرى تبنت اللغة التركية نتيجة اندماجهم مع أتراك القفجاق Qipchaq.
** ** ** **
التاريخ
بدأ ظهور المغول الفعلي في القرن الحادي عشر خلال حكم الكاثاي Cathay، وكانوا قبائل صغيرة متناثرة حول نهر أونون Онон гол ما بين روسيا ومنغوليا. وفي القرن الثالث عشر وحَّد جنكيز خان Чингис Хаан (ت: 1227) جميع شعوب وقبائل منغوليا، وضم إليهم قبيلتي ميركت Merkit وكيرات किरात التركيتان، وقبيلتي النايمان Найман والتتار Tatar، وكانت قبيلة النايمان تتحدث اللغة المغولية، وهم كثيرو العدد، يفوقون المغول مجتمعين، فأخضعهم جنكيز خان، لرفد جيشه، وتثبيت أركان دولته، وبَدْء الحملات العسكرية خارج منغوليا.
= فابتدأ بغزو شمال الصين، فأخضع معظمها، وسيطر على العاصمة بكين سنة (1215). ثم اتجه غرباً، فاستطاع سنة (1220) القضاء على الدولة الخوارزمية ـ وهي سلالة تركية مسلمة نشأت بين أحضان دولة السلاجقة فحكمت مناطق واسعة في الشرق الإسلامي ـ، فاحتل ممالكها تباعاً: بلاد ما وراء النهر، ثم خراسان، ثم فارس.
وعند وفاته سنة (1227)، كانت الإمبراطورية المغولية تمتد من المحيط الهادئ حتى بحر قزوين؛ ثم توسعت لأكثر من هذا في العهود التي تلت تحت حكم من أتى من ذريته، ففي سنة (1271) قام قوبلاي خان Хубилай حفيد جنكيزخان (ت: 1294) بغزو الصين مرة ثانية وأسس أسرة يوان 元朝، فكانت أول أسرة من أصول غير صينية تحكم عموم الصين.
وخلال ثلاثة عقود استطاع المغول حكم الجزر اليابانية والمحيط الهادي شرقاً، إلى قلب القارة الأوربية غرباً؛ ومن سيبيريا وبحر البلطيق شمالاً، إلى الحدود الشمالية للجزيرة العربية وبلاد الشام وفلسطين جنوباً. أي إنَّ إمبراطورية الدولة المغولية كانت تبلغ في حجمها ضعفي حجم الإمبراطورية الرومانية ودول الخلافة الإسلامية، فعُدَّت ثاني أعظم إمبراطورية في العالم بعد الإمبراطورية البريطانية.
وفي العصر المتأخر لم يبق من سلالات جنكيز خان الحاكمة سوى حكام خانات الكازاخ والقرم وسلالة يوان الحاكمة في الصين والأمير محمد عالم خان أمير بخارى (ت: 1944).
وقد أُثر عن جنكيزخان كتاب «الياسا» Их засаг, Yehe Zasag، وهو أحكامه وقوانينه التي تتعلق بالجزاء والعقاب من أجل نشر الأمن في أرجاء الإمبراطورية المغولية. دوَّنه له الأيغور Uighur سنة 1206 بخطهم، ويشتمل على جانب كبير من الأحكام.

● ملاحظة
اسم «المغول» يُطلق على جميع الشعوب المغولية التي خضعت لجنكيزخان بعد قهرها، لكن تغلَّب عليها اسم «التتار» أسلاف جنكيزخان، خاصة في الجهات الغربية من الإمبراطورية المغولية، فصار الاسم الخاص يُطلق على العموم. واليوم يُطلق لفظ «الجنس المغولي» ليشمل معظم قاطني قارة آسيا، ويُعرفون بـ (الجنس الأصفر).
** ** ** **
ديانة المغول
كان غالب المغول يدينون بالشامانية Shamanism وهي عقيدة دينية قديمة، نشأت بالبدء في سيبيريا شمال شرق روسيا، ثم انتشرت على نطاق واسع في منغوليا وفي دول آسيا الوسطى والشمالية. وهي تهتم بالتوازن بين قوى الإنسان الذاتية الداخلية والقوى الخارجية الروحية المحيطة به. فيقولون إن سبب ضعْف النفس البشرية يعود إلى عدم الاهتمام الكافي بتربية قواه الداخلية وتنميتها، مما يساعد الأرواح والشياطين على الدخول إلى شخصيته والتحكم بمشاعره وأحاسيسه؛ وقد يبلغ الأمر مرحلة خطيرة هي مرحلة التلبُّس، فينطق الإنسان بلسان حال الشياطين ويعبر عنها. ومشكلة الإنسان الرئيسة ليست في الموت أو المرض أو العقم أو سوء الحظ، بل هي بالموت دون تحقيق هذا التوازن.
ويقولون: إنَّ الآلهة هي التي خلقت الشامان الأول، لكن بسبب تعاسته حددت قدراته، ومنحت البوريات Buryats والياقوط / ساخا (وهما قبيلتان من قبائل المغول)، شاماناً واحداً لمكافحة الأرواح الشريرة التي تسبب المرض والموت. وهذا الشامان الأول كان من زواج امرأة بشرية ونسر ذي رأسين يحمل اسم الكائن الأعلى «آجي الخالق» الذي يتربّع فوق قمة شجرة العالم يُساعد تنغري Тэнгэр الإله السماوي الأبدي. وقد يصبح المرء شاماناً إمَّا بإلهام عفوي (دعوة أو اختيار)، أو بانتقال إرثي للصفة الشامانية، أو بقرار شخصي، أو بإرادة القبيلة في بعض الحالات النادرة.
ومهما كانت طريقة الاختيار فلا يُعترف بالشامان إلاَّ بعد تلقيه تعليماً مزدوجاً من نظام وجدي (أحلام، أو رؤى، أو ارتعاشات)، ومن نظام تقليدي (صياغات شامانية، وأسماء ووظائف الأرواح، وأشكال وأسماء الآلهة، وعلم أنساب القبيلة، واللغة السرية، وأسرار الصنعة، وغير ذلك).
وقد يكون هذا التعليم المزدوج «التلقي» علنياً، أو قد يجري في الحلم، أو في التجربة الوجدانية الصوفية. وإذا أخفق المرشح لمنصب الشامان في تجاوز هذه المراحل التلقينية، فإنَّ الشياطين والأرواح الشريرة تتمكن منه، ويصبح عرضة للمشكلات الحياتية الروحية والجسدية.
وبصورة عامة فالشامان يدافع عن الحياة والصحة والخصب وعالم النور ضد الموت والمرض والعقم وسوء الحظ. وبفضل أهليته للسفر في عوالم ما بعد الطبيعة، ورؤية الكائنات ما فوق البشرية، يتمكن من معرفة الموت، ويتحمل موتاً طقوسياً، ينزل به إلى الجحيم، وأحياناً يصعد به إلى السماء، فهو متآلف مع أرواح الأحياء والأموات، ومع الآلهة والشياطين، ومع ما لا يحصى من الوجوه الغيبية التي لا يراها البشر. ومن هذه العقيدة، نتج عددٌ من قصص ميثولوجيا الموت التي اكتسبت أشكالاً وصوراً متعددة. وكوّنت واحداً من مصادر الشعر الغنائي، لما يحصل أثناء رعدة الشامان من ضرب الطبول، ودعوة الأرواح، ومخاطبتها بلغة غامضة أو بلغة الحيوان، والصراخ، والاهتزاز والإيقاعات.
** ** ** ** **
واستناداً إلى المصادر الاوربية، ومرويات الرحالة الذين زاروا أصقاع هذه البلاد، فأتباع الديانة الشامانية يؤمنون بآله واحد خالق للكون، وأن تقديس الظواهر الطبيعية كالشمس والقمر والرعد وسواها ما هو إلاَّ تقديساً لدفع أذاها، وأن هذه الظواهر ما كانت لتحدث لولا غضب الإله تنغري Тэнгэр الإله السماوي الأبدي.
** ** ** **
وقد ظل المغول على وثنيتهم، حتى سنة (1295)، حينما دخل في الدين الإسلامي محمود غازان (ت: 1304) سابع الإيلخانات، وجعله دين الدولة الرسمي في فارس. فبدأ المغول يدخلون في الإسلام بعد خمسة وثلاثين عاماً، ولم يمض نصف قرن على دخولهم ديار المسلمين إلاَّ وأصبحت الغالبية العظمى منهم مسلمين. وأبدى المستشرق البريطاني السير توماس أرنولد ووكر (ت: 1930) استغرابه في هذا الصدد في كتابه: الدعوة إلى الإسلام Preaching of Islam، فقال: "ولكن لم يكن بد من أن ينهض الإسلام من تحت أنقاض عظمته الأولى، وأطلال مجده الخالد، كما استطاع بواسطة دعاته أن يجذب أولئك الفاتحين الهمج ويحملهم على اعتناقه، ويرجع الفضل في ذلك إلى نشاط الدعاة من المسلمين الذين كانوا يلاقون من الصعاب أشدها لمناهضة منافسين قويين، كانا يحاولان إحراز قصب السبق في ذلك المضمار، وليس هناك في تاريخ العالم نظير لذلك المشهد الغريب، وتلك المعركة الحامية التي قامت بين البوذية والمسيحية والإسلام، كل ديانة تنافس الأخرى، لتكسب قلوب أولئك الفاتحين القساة، الذين داسوا بأقدامهم رقاب أهل تلك الديانات العظيمة ذات الدعاة والمبشرين في جميع الأقطار والأقاليم. ويظهر أنه لم يكن من اليسير منافسة الإسلام في مستهل الحكم المغولي لغيره من الديانات القوية، كالبوذية والمسيحية؛ إذ إن المسلمين كانوا قاسوا أكثر من غيرهم من ذلك الاضطراب الذي صحب غارات المغول، وإن معظم هذه المدن التي كانت حتى ذلك الحين مجمع السلطة الدينية وكعبة العلم في الإسلام في القارة الآسيوية، قد أصبح معظمها أطلالاً دارسة، حتى أن الفقهاء وأئمة الدين الأتقياء، كان نصيبهم القتل أو الأسر، وكان من بين حكام المغول - الذين عُرفوا عادة بتسامحهم نحو الأديان كافة - مَنْ يُظهر الكراهية للدين الإسلامي على درجات متفاوتة، فقد أمر جنكيز خان بقتل كل من يذبح الحيوانات على النحو الذي قرره الإسلام، ثم سار على نهجه ابنه الإمبراطور قوبلاي خان (ت: 1294) ، فعيَّن مكافآت لكل من دلَّ على من يذبح بهذه الطريقة، واضطهد المسلمين اضطهاداً عنيفاً دام سبع سنين، حتى أن كثيراً من المعدمين وجدوا في سن ذلك القانون فرصة لجمع الثروة، واتهم الأرقاء مواليهم بهذه التهمة لكى يحصلوا على حريتهم، وقد عانى المسلمون أقسى ضروب العسف والشدة في عهد جيوك خان حفيد جنكيزخان (ت: 1248) الذي ألقى بزمام أمور الدولة إلى وزيريه المسيحيين، وامتلأ بلاطه بالرهبان من المسيحيين. كما اضطهد أرغون خان (ت: 1291) رابع إيلخانات المغول في فارس، المسلمين في بلاده، وصرفهم عن كافة المناصب التي كانوا يشغلونها في القضاء والمالية، كما حرَّم عليهم الظهور في بلاطه، وعلى الرغم من جميع المصاعب، أذعن هؤلاء المغول والقبائل الهمجية آخر الأمر لدين هذه الشعوب التي ساموها العسف وجعلوها في مواطئ أقدامهم".
وهذا الحدث مثار دهشة، ومن المحزن ألاَّ نجد تفاصيله وافية في كتب التاريخ، ولا نكاد نعثر على أسماء هؤلاء الأعلام الذين أدخلوا هذا الشعب الهمجي في حظيرة الإسلام.
** ** ** ** **
هولاكو Хүлэгү
في سنة (1251) صار مونكو خان Мөнх хаан حفيد جنكيز خان، الخان الأكبر في منغوليا، فقام سنة (1255) بتكليف أخيه هولاكو بقيادة الجيش المغولي الهائل لتحطيم الدول الإسلامية الباقية في جنوب غرب آسيا: أي إخضاع قبائل اللور Lur الكردية في جنوب إيران، والقضاء على طائفة الحشاشين ـ وهي طائفة إسماعيلية نزارية، انفصلت عن الفاطميين في أواخر القرن الحادي عشر ميلادي، ودعت إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله (ت: 1097) ومَنْ جاء مِنْ نسله ـ وإخضاع أو تدمير الخلافة العباسية في بغداد. وأمره بمعاملة من يستسلمون له برحمة، والقضاء تماماً على من يقاومونه.
فقام هولاكو بتنفيذ الجزء الأخير من هذه الأوامر بمنتهى الشدة والقسوة. فدخل بغداد عنوةً سنة (1258)، وركل جندُه الخليفةَ العباسيَّ المستعصم بالله ورجالته حتى الموت بعدما أعطوهم الأمان، كما قتلوا حامية بغداد، وفتكوا بأهل بغداد دون تفرقة بين رجال ونساء وأطفال، ولم يسلم من الموت إلاَّ القليل، ثم قاموا بتخريب المساجد ليحصلوا على ذهب قبابها، وهدموا القصور بعد أن سلبوا ما فيها من تحف ومشغولات قيمة، وأتلفوا عدداً كبيراً من الكتب القيمة، وأهلكوا كثيراً من أهل العلم فيها، واستمر هذا الوضع نحو أربعين يوماً. وبالغ المؤرخون في عدد من قُتلوا في بغداد، فمنهم من قدَّرها بِحوالي 90,000 أو 200,000 قتيل، وفي المصادر الفارسيَّة إنَّ القتلى تراوح عددهم ما بين 800,000 إلى 2 مليون، وقال ابن تغري بردي إنهم بلغوا أكثر من مليون وثمانمائة ألف نسمة، أو مليوني نفس، فيما رجَّح الذهبي في كتابه «تاريخ الإسلام» أن القتلى كانوا 800,000 نسمة. وهذا هو العدد المنطقي الذي ينسجم مع عدد السكان. فالقنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما سنة (1945) ودمرت 70% من المدينة، قتلت في لحظاتها الأولى 80 ألف شخص، وتسببت القنبلة التي أطلقت على مدينة ناجازاكي في مقتل 74 ألف شخص؛ مع ملاحظة فارق عدد السكان بين الزمنين.
= ثم اجتاح المغول بلاد الشام، فدخلوا دمشق سنة (1260)، فوصل البريد بخبر موت الخاقان الأعظم للمغول (مونكو خان) في قراقورم، واستدعاء أولاد وأحفاد جنكيز خان إلى مجلس الشورى المغولي (قورولتاي) Хуралдай، لانتخاب الخان الأعظم الجديد للإمبراطورية؛ فرجع هولاكو (وهو أحد المؤهّلين للعرش) بمعظم جيشه إلى فارس، ليتابع أمور العاصمة المغولية عن كثب، وترك في بلاد الشام جيشاً بقيادة كتبغا Ketboğa، فانهزم ذلك الجيش على يد المماليك في معركة عين جالوت في فلسطين بقيادة بيبرس (القيادة العليا كانت لقطز).
فحاول هولاكو أن يثأر لهزيمة جيشه في عين جالوت، ويعيد للمغول هيبتهم في النفوس؛ فأرسل جيشاً قوياً إلى حلب فأغار عليها ونهبها، ولكنه تعرّض للهزيمة بالقرب من حمص في المحرم سنة (659هـ / ديسمبر 1260م) فارتد إلى ما وراء نهر الفرات.
ثم حاول في سنة (1262) إنشاء تحالف مع أوروبا ضد المسلمين، فأرسل رسالة للملك لويس التاسع Louis IX (ت: 1270) أنَّ في نيته أن يقوم بغزو القدس من أجل البابا، وطلب من لويس أن يهاجم مصر عن طريق البحر المتوسط بواسطة أسطوله. لكن في عام (1265)، مات هولاكو، وخلفه ابنه أباقا Абага (ت: 1282).
ولم يبق من سلاله تيمورلنك غير سلاطين الهند المسلمين الذين خلعتهم بريطانيا عن الحكم.
** ** ** ** **
تيمورلنك Timūr Gurkān
تیمورلنك (ت: 1405) مؤسس السلالة التيمورية (1370 - 1405)، وأول حكام العائلة التيمورية التي استمرت حتى عام (1506).
و«لنك» تعني «الأعرج»، ولُقّب بذلك لإصابته بجرح خلال إحدى معاركه.
وقد اختلف في نسبه، فانفرد المؤرخون الفرس بنسبته إلى «قراجارنويان»، رأس قبيلة برلاس Barlas المغولية التركية الذي عاش في عهد جنكيزخان. بينما ينسبه المؤرخون العرب إلى «طَغَر سَبوقا بن التاخان»، من الجغتاي ÇAĞATAY.
وأمَّا في النقش على شاهدة قبره في سمرقند، فجاء أن نسبه يلتقي مع نسب جنكيزخان عند جد واحد هو «تومان خان»، ويمضي تسلسل النسب على الشاهدة إلى أن يصل إلى امرأة حملت بولدها - الجد الثالث عشر لتيمور- من نور دخل عليها من أعلى الباب، وتمثل لها بشراً، وذكر أنه من أبناء علي بن أبي طالب.
وفي مذكرات تيمور، عن والده «طرقاي»، أن نسبه يرتقي إلى «يافث بن نوح»، الذي كان يلقب بأبي الأتراك. فعند ظهور الإسلام، كان على عرش تركستان، «تومان خان» أحد أحفاد يافث، فرُزق بتوأمين: هما قجولاي وقابول، فحلم قجولاي ذات ليلة برؤية نجمين يلمعان في صدر أخيه قابول. وعندما قص حلمه على أبيه، بادر الأب إلى الاجتماع بأركان دولته، وقرروا أن تكون الخانية، من بعد تومان خان، في أعقاب قابول، وأن تكون الوزارة والقيادة في أسرة قجولاي، الابن الثاني. ونقش هذا القرار على صفيحة معدنية، وحفظ في خزائن الملك.
وأول من اعتنق الإسلام من أسلاف تيمور، هو «قراجار»، الذي جاء بقبيلته برلاس إلى سهل كيش، وهو الجد الرابع لتيمور. وكان هو الحاكم الحقيقي لخانية جغطاي، وكان صهراً لجغطاي بن جنكيزخان نفسه، ولذلك حمل لقب كوركان، أي صهر الملوك.
وليس هناك من سند يؤيد هذا القول، وربما يكون وُضع هذا الخبر لإضفاء العظمة على الأصول التي انحدر منها تيمورلنك تبريراً لاستيلائه على السلطة من الطورانيين. إذ ربْطُ تيمور ببيت من أعرق البيوت الإسلامية برباط النسب، تعزيزٌ لمكانته عند رعاياه المسلمين، دون الخروج عن شريعة الياسا المغولية، التي نصت على وجوب معاملة أبناء علي بن أبي طالب بالرعاية والاحترام.
ووالدة تيمور هي تكينة خاتون، ينتهي نسبها إلى جنكيزخان، سليلة أسرة الإيلخانيين، التي يرجع نسبها إلى هولاكو. وماتت وهو صغير.
وكان أبوه، وهو رئيس سابق في قبيلة برلاس المغولية، يمضي معظم ساعات يومه مع السادة أصحاب العمائم الخضراء، ممن زاروا مقدسات الإسلام، واكتسبوا البركة والقداسة من جراء ذلك. فلم يكن أميراً حاكماً، ولم يكن ليطمح إلى منصب أو زعامة.
** ** ** **
وفي سنة (1357) عندما توفي «كازغان» آخر إيلخانات تركستان قام «تغلق تيمور» صاحب «قشغر» بغزو بلاد ما وراء النهر، وجعل ابنه «إلياس خواجه» قائدًا للحملة، وأرسل معه تيمور وزيراً، ثم حدث أن ساءت العلاقة بين الرجلين؛ ففرَّ تيمور، وانضم إلى الأمير حسين حفيد كازغان، آخر إيلخانات تركستان، وتقرب إليه، وعظم عنده وصار من جملة الأمراء، ثم تزوج بأخته.
وقد نجح الاثنان في جمع جيش لمحاربة إلياس خواجه، لكنهما لم ينجحا في تحقيق النصر، ففرَّا إلى خراسان، وانضما إلى خدمة الملك «معز الدين حسين كرت». ولمَّا علم الأمير «تغلق تيمور» بوجودهما بعث إلى معز الدين بتسليمهما له، غير أن تيمورلنك وصاحبه هربا إلى قندهار ومنها إلى سيستان.
فعاود الاثنان جمع الأتباع والأنصار، ونجحا في مهاجمة إلياس خواجه، وتمكنا سنة (1364) من السيطرة على بلاد ما وراء النهر، لكن لم يلبث أن وقع الخلاف بينهما مرة ثانية، فقتل تيمورلنك زوجته (أخت الأمير حسين) وانتصر عليه بالحيلة في معركة ضاغلغا سنة (1370)، ودخل سمرقند في نفس السنة، وأعلن نفسه حاكماً عليها، وزعم أنه من نسل جغطاي بن جنكيز خان، وأنه يريد إعادة مجد دولة المغول، وكوَّن مجلس شورى من كبار الأمراء والعلماء.
وقام بتنظيم جيش ضخم معظمه من المغول، وبدأ يتطلع إلى بسط نفوذه، فاتجه إلى خوارزم، وغزاها أربع مرات بين عامي (1372- 1379)، ونجح في المرة الأخيرة في الاستيلاء عليها وضمها إلى بلاده، بعد أن أصابها الخراب والتدمير من جراء الهجوم المتواصل عليها، وفي هذه المدة سيطر على صحراء القفجاق، الممتدة بين سيحون وبحيرة خوارزم وبحر الخزر (بحر قزوين).
وفي سنة (1380) لمَّا اضطربت أوضاع خراسان بعث ابنه ميران شاه، وكان في الرابعة عشرة من عمره، فنجح في السيطرة على إقليم خراسان كله، وبحستان وأفغانستان، ثم اتجه في سنة (1385) إلى مازندران، فاستسلمت دون قتال، ثم انطلقت جيوش تيمورلنك تفتح أذربيجان، وتستولي على إقليم فارس، وتُغير على أصفهان التي كانت قد ثارت على نوابه، وبلغ عدد القتلى فيها سبعين ألفاً (أقام من جماجمهم عدة مآذن).
وفي سنة (1388) وسنة (1389) هاجم توختاميش خان Тухтамыш بلاد القفجاق (بلاد ما وراء النهر)، وحرَّض أهالي أذربيجان على الثورة ضد تيمورلنك، فأعلنوا ولاءهم لتوختاميش، فتوقف تيمورلنك عن التوسع واتجه نحو أذربيجان لقمع الثورة، وما كاد يصلها حتى فرَّ توختاميش، فتعقَّبه تيمور حتى أرض المغول وصحراء القفجاق وهزمه هزيمة منكرة ولم يكن تيمور يتوقع الانتصار. فدخل خوارزم وأحلَّ بها الخراب والتدمير إلى الحد الذي لم يعد فيها حائطٌ يُستراح تحت ظله، وظلت خراباً خالية من السكان حتى أمر بإعادة تعميرها سنة (1391).
ولَمَّا رجع ظافراً من صحراء القفجاق سنة (1392)، وقد تخلص من توختاميش، أناب ابنه «ميرنشاه» Jalal-ud-din Miran Shah (ت: 1408) في حكم خراسان، وحفيده «بير محمد» Pir Muhammad (ت: 1407) في حكم غزنة وكابل، وقصد إيران في نفس السنة لإخماد الثورات التي شبَّت بها، وظل هناك خمس سنوات مشغولاً بقمع تلك الثورات. وتُسمَّى حروبه هذه بـ «هجوم السنين الخمس»، فأخضع «جرجان» و«مازندران»، ثم اتجه إلى العراق فخرب «واسط» و«البصرة» و«بغداد» و«الكوفة» وغيرها، ثم واصل سيره فخرب ديار بكر وبلاد أرمينية والكرج (جورجيا)، وأراد مهاجمة الشام سنة (1395) فسمع بأن الملك المملوكي الظاهر سيف الدين برقوق (ت: 1399) قد خرج بجيش كبير من مصر فرجع إلى بلاده خائفاً.
ولمَّا بلغ الستين عاماً، استولى على الهند سنة (1397)، واحتل "دلهي" عاصمة دولة "آل تغلق" तुग़लक़ राजवंश، وقام بتدميرها وتخريبها. وعاد إلى سمرقند محمَّلاً بغنائم وفيرة، ومعه سبعون فيلاً تحمل الأحجار والرخام التي أحضرها من الهند، ليبني بها مسجداً في سمرقند.
ولم يمكث طويلاً في سمرقند بعد عودته من الهند، وانطلق في حملة كبيرة سُميت بحملة السنوات السبع (1399- 1405) لمعاقبة المماليك لمساعدتهم أحمد الجلائري، خان بغداد، الذي نازع تيمورلنك حكم العراق. ولتأديب السلطان العثماني "بايزيد الأول" سلطان الدولة العثمانية الذي كان يحكم شرق آسيا الصغرى.
فبدأ باكتساح قراباغ. ثم توجه إلى تفليس (بالقوقاز) سنة (1399) ثم توجه إلى سيواس، وقبض على مقاتلتها وهم ثلاثة آلاف نفر، فحفر لهم سرداباً وألقاهم فيه وطمهم بالتراب، ثم وضع السيف في أهل البلد وأخربها حتى محا رسومها. ثم سار إلى "عينتاب" ففتحها، واتجه إلى حلب، فسقطت بسبب رفض مماليك مصر مساعدة أهل الشام نتيجة صراعهم على الحكم، فبلغ عدد القتلى فيها عشرين ألفاً والأسرى أكثر من ثلاثمئة ألف. ثم اتجه إلى حماة وسلمية، وواصل زحفه إلى دمشق، فاضطر أهلها إلى تسليمها. ولمَّا دخلها أشعل فيها النار ثلاثة أيام حتى أتت على ما فيها، وأصبحت أطلالاً. وبعد أن أقام بها ثمانين يوماً، رحل عنها مصطحباً أفضل علمائها وأمهر صُناعها، واتجه إلى طرابلس وبعلبك فدمرهما. وعند مروره على حلب أحرقها مرة ثانية وهدم أبراجها وقلعتها. ثم دمر ماردين، ولم تسلم منه إلاَّ مدينة حمص.
وفي خريف سنة (1404) أعد العدة لغزو الصين، وكان الجو شديد البرودة، فعانى جيشه قسوة البرد والثلج، ولم تتحمل صحته هذا الجو القارس، فأصيب بالحمى التي أودت بحياته، وقيل مات بفعل مستحضر معمول من تقطير الخمر صنعه له أطباؤه ليقاوم البرد فأذاب كبده، وكان ذلك في سنة (1405)، ونقل جثمانه إلى سمرقند حيث دفن هناك في ضريحه المعروف بكور أمير Gūr-i Amīr، أي مقبرة الأمير. وعقب هذه الأحداث انهارت الإمبراطورية المغولية في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي.

● ملاحظة
في عهد تيمورلنك صارت السيادة للتتار، نظراً لكونه منهم. إلاَّ أن دولته لم تعمر كدولة المغول، فانهارت مباشرة بعد هلاكه.
** ** ** **
المراجع
تاريخ إيران بعد الإسلام: عباس إقبال. ترجمة: د. محمد علاء منصور. ط، دار الثقافة العربية. بيروت 1994.
تاريخ المغول منذ حملة جنكيزخان حتى قيام الدولة التيمورية: عباس إقبال. ترجمة: عبد الوهاب علوب. ط، المجمع الثقافي. أبوظبي 2000.
جنكيز خان قاهر العالم: رينيه غروسيه. ترجمة: خالد أسعد عيسى. دمشق 1982.
الدعوة إلى الإسلام: السير توماس أرنولد ووكر. ترجمة: حسن إبراهيم حسن، وزملاؤه. ط، مكتبة النهضة المصرية. القاهرة 1971.
دولة المغول والتتار بين الانتشار والانكسار: د. علي محمد الصلابي. ط، دار المعرفة. بيروت 2009.
الشامانية: موقع المعرفة: https://www.marefa.org
الشامانية فلسفة للحياة: ميشال بيران، ترجمة: إدريس كثير. ط، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث.
قصة التتار من البداية إلى عين جالوت: د. علي محمد الصلابي. ط، مؤسسة اقرأ. بيروت 2006.
المعتقدات الدينية عند المغول: نرجس أسعد كدرو. مجلة دار العلوم للغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية. مج 19 / العدد 39. القاهرة 2011.
المغول: د. السيد الباز العريني. ط، دار النهضة العربية. بيروت 1986.



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29 / 09 / 2021, 22 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: المُغُول Монголчууд

شكرا لك د. منذر على هذا السرد التاريخي الهام؛ لصراع الأديان في تلك المناطق المذكورة وتثبيت السلطة.
إحترامي
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 30 / 09 / 2021, 24 : 10 PM   رقم المشاركة : [3]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: المُغُول Монголчууд

الأستاذة الأديبة ليلى مرجان:
خالص الامتنان لبهاء عاطر حضورك.. وما (التاريخ) إلاَّ مجموع تكاثف تجارب، وأفكار شعوب، وديانات أقوام.. فمتعة كبرى إعادة اكتشافه برؤى جديدة، شرط الحذر والانتباه والحيدة قدر الاستطاعة والمُكنة، للوصول إلى وجه الصورة بتمامها.
والشكر كل الشكر لك، ومستمر اللقاء إن شاء الله.

توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
Монголчууд, المُغُول


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
راسبوتين Распу́тин د. منذر أبوشعر مدينة د. منذر أبو شعر 2 12 / 09 / 2021 22 : 10 PM


الساعة الآن 28 : 04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|